شبكة ومنتديات زاد المسافر / زاد المسافر لدول الخليج العربي / زاد المسافر الى المملكة العربية السعودية / زادك في المصايف

إضافة رد
05 / 09 / 2007, 45 : 02 AM
رقم المشاركة :  1 
{ مـؤسـس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 22
الإقامة : السعودية
المشاركات : 3,254
التقارير : 15
الجنس : ذكر
الحالة : نسيم نجد غير متواجد حالياً
نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف









نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

في الأسابيع الماضية نلت حظي من البلاد الأوروبية عبر جولة في أطراف الجزيرة الأيرلندية , فكانت رحلة ممتعة بكل ما تعنيه الكلمة , فلقد متعت الناظر بالجميل من المناظر , و أجمل من ذلك أن ارتعشت أطرافي من شديد البرد و ذلك بعد الحر لأليم الذي نزل علينا في هذا البلد . ففي أيرلندا صيفهم شتاء , وشتاؤهم جليد , ومطرهم كسقاء أنشق من السماء . فمع تلك الأجواء أحسست بتغيير كامل عبر تلك الرحلة الأوروبية . بل لقد أخرجت آخر المخزون من الحر و السموم . فكانت كل قطرة من زخات المطر لمتساقطة تمسح أثر أيام من اللفحات الحارة , و مع ذلك الجو الرائع في تلك البلاد فإن لهيب أجواء بلادي كانت تحوم و تحلق حولي فهي لم تنفك عن ذهني , فمن تلظى بلهيبها فهل ينسى شديد عقابها و أليم سياطها . فهي تريد أن تذكرني عبر مخزون صورها المحفورة بذهني أني راجع لا محالة و أن الموعد ساحة المعركة .بل لقد كانت تصل ألسنة لهيبها إلى أطراف جسمي عند محادثة أهلي فكأنها تريد أن تتحرش بي فتلبسني دفئاً مضاعفاً مع كلمات الأحباب في أرض الخلان و الأصحاب .
في أيرلندا تنفست بعمق من كل هواء نقي رطب فسرت بجسمي نسمات ندية حتى وصلت إلى كل عرق و أسقته من قطراتها الزكية , بل حتى أحسست أنني لم أبقي أي جزيء من الأكسجين الصافي الذي يختزنه الهواء لأهل تلك الديار .
فلما حانت ساعة الصفر وكان موعد العودة زهدت بكل جميل من تلك الديار الساحرة . و أصدقكم القول فلقد بدأت أعد اللحظات للعودة إلى ارض الوطن....و لقد عدت إلى بلادي و الشوق كبير و الحب عظيم . فكحلت العين من رمال نجد , و ملأت القلب من دفء نجد , و عانقت رذاذ الغبار فصار على جسمي ألطف من رذاذ الأمطار ,وعشت ليال و أيام أنعم بنعيم هذه الجنة القاحلة , وكنت أتغنى بقول الأمير الشاعر :
ليالى نجد مامثلك ليالي
غلاك اول وزاد الحب غالي

وبعد مضي بضعة أيام ذهبت السكرة , و بقيت الفكرة , و خنقتني العبرة , و ذرفت الدمعة , فبعد أن تقلبت في شمس نجد الحارقة تبخرت النسمات الماضية , و ذقت من لهيبها حتى كدت أن أنسى أسمي الرباعي بل و عدد أصابعي , بل اشد من ذلك فقد كدت أن أقول ما رأيت خيراً قط , فلم تبقي لي شمس نجد الشهيرة أي صورة أو مشهد من بلاد الأيرلند , بل من سوء حظي أني نزلت في وقت استواء التمور و الذي يسمى " طباخ اللون " فطبخ التمر و حول الجو من حولنا إلى جمر , فتقلبنا على لهيبه أيام و نلنا من سمومه أيام . حتى صعبت حالتي على الأعداء , وصرت بحال كنصف استواء من الشواء . فقلت لنفسي أين المفر من هذا الحر , فلا حل إلا أن أبحث عن مأوى قريب لا يفرق بيني و بين الحبيب . فكرت....ثم فكرت ....فقلت لنفسي لقد أحل لنا في السنة أجازة واحدة لنختار أي وجهة خارجية وذلك بعد التصريح من قبل وزارة الداخلية - حرمنا المصون - , و رحلتان داخليتان أحدهما للعمرة في شهر الصيام و الأخرى رحلة للترفيه عن الصبيان . فأخذت ابحث عن مكان تنطبق عليه الشروط ويخفف هذا الضيق , فمر شريط المناطق و المدن و القرى السعودية في مخيلتي كما يدور القوقل أيرث عبر شاشتي , و كل مدينة أو قرية تتبختر على أختها بشدة حرها و لظى أجوائها إلا منطقة واحدة تقع في الجنوب الغربي من بلادي , نظرت إليها تأملتها , ثم نظرت إلى محفظتي و تأملتها , ثم نظرت إلى عائلتي و تأملتهم , و نظرت إلى الشمس التي تطل علي من النافذة فلم أستطع تأملها من شدةحرها . فكان القرار السريع وهو المبادرة بالرحيل , فعزمت أن أذهب لتلك المنطقة و التي تجعل بيني وبين الشمس غمام , و ترسل على جسمي بضع قطرات من الرذاذ . فرحلنا إلى أبها....فلا أبهى من أبها و لا عسير في عسير.... حلقت بنا الطائرة ونحن نردد ....
قالوا تسافر ؟ قلت مليت الأســـفار
لأهل السفر غاية وأنا غايتي غير
قالوا تصيف ؟ قلت في دار الأخيار
مصــيفي أبــهـا منزل العز والخير
أهيم مع رقصة سحـــابة إلى ثار
وان هبت النسمة وغرد لها الطير

فكأني بتردادي هذه الأبيات أوجه التأنيب إلى نفسي و أكفر عن الذنب الذي أحسه كلما رأت عيني مثل هذه القصيدة , و التي تظهر لي وكأن الأمير الشاعر خالد الفيصل يعنيني بهذه الأبيات , و كأنه يرمي الكلمات ليصيب قلب فتى قد أبتعد كثيراً عن مصايف بلده فأحذ يتجول في كل أرض و يصف كل بلد إلا موطنه وبلده الذي نشأ في عزه . فهذا التقرير هوقربان تكفير...فتقبلوه ....

أهلاً و سهلاً بكم في رحلتي و أقول لكم : مرحباً ألف في رحلتي المصورة في منطقة الجنوب...و التي سوف أنقلها لكم عبر صور متنوعة للقطات مميزة من جبال عسير....

الزهور و الأشجار و الثمار








الدور و القصور بين الحديث و القديم






المرتفعات و السدود و السحاب



القرى و المدن




المتعة و الترفيه


الشباب و المغامرة




الطيور و القرود والماعز




تابعونا في حلقاتنا المصورة ...
05 / 09 / 2007, 46 : 02 AM
رقم المشاركة :  2 
{ مـؤسـس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 22
الإقامة : السعودية
المشاركات : 3,254
التقارير : 15
الجنس : ذكر
الحالة : نسيم نجد غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

اليوم الأول : منطقة السودة


تسلقت شمس عسير جبال الجنوب الشامخة , حتى أطلت بنورها على أهل أبها البهية , و ألقت عليهم أحلى تحية , تحية الصباح المباركة , لقد سطعت أشعتها حتى لامست السماء فأزاحت الظلام وأنارت جوانب أبها بالنور والسرور و الضياء , و وقعت على الزهور فتفتحت أطرافها , وهبطت على الأوراق حتى سقت قطرات الندى من على سيقانها , و ذهبت للأشجار فرسمت لها على الأرض أجمل ظل , و سطعت على بحيرة السد فتلألأ الماء فصار كحبات لؤلؤ من عقده قد أنفرط , ووصلت إلى المباني فظهرت ناصعة بالجميل من الألوان . وهل أكتفت شمس عسير بذلك القدر اليسير من الإشعاع الجميل ؟! لا بل ذهبت إلى كل نافذة لتنشر دفأها على أهل كل بيت من بيوت أهل تلك البلدة , ومن ضمن من بحثت عنهم تلك العين اللطيفة نافذة في أقصى تلك المدينة , إنها نافذة أناس غرباء عن عروس عسير الجميلة , فتسللت إليهم من بين زجاج نوافذهم لتقع بلطف وحنان على خدود أطفال ذلك الدار , فلامست أشعتها الرقيقة بشرة أطفالي و همست في آذانهم بأن : أبها الجميلة بانتظارهم , و أن النوم قد يفوت عليهم فرصة التمتع بهذا اليوم , و ماهي إلا لحظات حتى أرمشت أهداب عيونهم لتبحث عمن يهمس في قلوبهم , فلم يجدوا إلا ذلك الشعاع الذي أنار أركان الغرفة , و أزاح ستار الغربة , وملء بالدفء تلك الأجساد المرتعدة من البرد , استيقظت البنت الكبيرة ثم تبعها أخوتها , وجلسوا على أسرتهم ينظرون و يعتبرون من جمال هذه الشمس التي أتت لإيقاظهم وتخبرهم أن الصبح لاح و أن جمال أبها في البكور من الصباح .
في الجانب الآخر كنت أنا قد خرجت من الشقة أتحسس طرقات تلك المدينة , فتتعب أنفاسي في طرقاتها التي لم تعتد أن تسير في مثل تضاريسها , فالجبال ألزمت المدينة أن تكون شوارعها بشكل مرتفعات عديدة تصعد تارة وتهبط تارة أخرى , فتظهر لك جزءاً قريب من الشارع وتخفي الكثير خلف جبل قريب , أخذت أتابع المسير للبحث عن مخبز وفوال وبقال , وذلك لجلب فطور اليوم , قادتني حاسة الشم لأن أقف على أعتاب ذلك المخبز , ألقيت السلام و انتظرت في طابور الصباح , رفعت هامتي من بين الجموع حتى ظهر لي وجه صاحب المحل و الذي ألهبته نار الفرن حتى بدأ يتصبب عرقاً و لكن لم يمنعه ذلك التعب و النصب أن يتبع النظرة ابتسامة لمن أتى لطلب الخبز , ومع نظرته السريعة و اللطيفة أشرت بأصابعي بعدد الخبز الذي أريده فلمحها و فهمها من بعيد ولم يجيب . أخذ يوزع الخبز الملتهب على الزبائن الذي سدوا واجهة المحل و تبدو عليهم وبين الخباز تبادل النظرات التي تنم على أنهم زبائن معروفين لديه , بين كل لحظة و لحظة يمر بنظرة سريعة على الكل ليتفقد من الجديد الذي حضر , ثم يسجله بذاكرته ويطلب بالعدد الذي يذكره الزبون عدد من العجين ليدخلها في فرنه الملتهب لتلبية طلب صاحبه ,على الجانب الآخر يقف الفوال والذي بيده مغرفة يسكب محتواها في أصحن بلاستيكية , ثم يريق عليها بعض الزيت , ومن ثم ينثر عليها بعض البهارات و يدخلها بسرعة بوسط كيسة ويحكم غلقها و يستلم قيمتها من صاحبها بسرعة و وبدون أن ينظر إلى عددها , فقد أصبح لديه حاسة من اللمس تكفي لمعرفة عدد الريالات بدون أن يعد ...من الجهة التي تلي الخباز نشر الفرن الدفء على خدي أما من الجانب الآخر فكانت النسمات تداعب بشرتي وتهمس في أذني وتقول : مرحباً بكم ألف , أخذت مقصدي من الخبز و الفول و القلابة و العدس و ذلك لتخفيف برد السودة إن كان هناك من براد , ثم مررت البقال و اشتريت قشطه مبردة و زبادي ولبنة من الثلاجة و ذلك لتخفيف حرارة الفول و العدس و القلابه , شققت طريقي متجهاً إلى مركز الشقق المفروشة و كنت أعتقد أن كل من يسيرون في الطرقات سوف يتبعون هذه الرائحة المخلطة الرائعة .
في صالة الشقة الوجوه مبتسمة , لا أعلم هل ابتسامة السعادة لما سوف نسعد به من التمشية , أم أن الجوع قد ضرب البطون فابتسمت الوجوه . لا يهم فالمهم الابتسامة و التي بدت على وجوههم جميلة فكونت مع عيونهم الناعسة من أثر النوم , و الوجوه المتعبة من أثر السفر لوحة طفولة بريئة أسميتها " السعادة المتعبة " .
بعد أن تناولنا الإفطار ذهبت ريحانة نجد و فتحت الحقيبة رقم " 9 " و هذه الحقيبة متخصصة بالأكمام الطويلة الشتوية , و لقد تحايلت فحاولت أن ألقي نظرة من بعيد , و نجحت فرأيت ما تحمل من ملابس فاعتقدت أننا في رحلة إلى القطب المتجمد , أو في منتصف الشتاء في روسيا البيضاء , أو أننا على موعد مع رحالة إلى سيبيريا . أردت أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله لماذا كل هذه الملابس . لكن بلعت لساني فقد أدركت و علمت أنه حرص الأم و عطفها على صغارها فآثرت السكوت .
أخذت السيارة تتهادى في طرقات أبها , و هي تبحث عن طريق الحزام الذي يلف جسد أبها كما يلف سوار فاخر معصم فتاة , أو مجوهرات في جيد حسنا , أو طوق من الريحان و الورد كما يلبسه بعض أهل البلد . وجدت الإشارة التي تشير إلى السودة , أخذت المنحنى المؤدي إلى تلك المنطقة , و عشرات السيارات التي تتزاحم في ذلك الطريق من أجل الوصول السريع إلى تلك المنطقة .

مع تصاعد الطريق إلى أعالي الجبال بدأ الطقس يتغير فالسحب تنزح من الغرب إلى الشرق , و سوادها يغطي جزءاً غير يسير من أفق عسير , و حالة الجو تنذر ببعض زخات المطر , و وضع الهواء يعلن بعض التغير بالأجواء ...

على الطريق أنتشر الباعة , فكل يعرض بضاعته , و حب العمل يخرجهم من البكور مع ترانيم الطيور , بجد يعملون و بتفاني يقدمون خدماتهم على الزبون , عشرات المأكولات المعروضة , فواكه و خضروات , عسل , جوز هند , ذرة مشوية , برشومي قد خلص من أشواكه , تين قد قطف للتو من البساتين , ناهيك عن المحلات المتخصصة لبيع الأدوات الخيام و الأدوات البرية .

فهذا يبيع الحلوى العمانية , و يتشاور مع صديقه عن خطة عمل اليوم , و حال السوق مع هذه الأجواء .

و على الأرض قد رقدت حبات الجوز , تنتظر السياح لتقدم لهم كمشروب الصباح .

و صاحب العسل ينتظر الزبائن قبل أن ينزل المطر , و ذهنه قد غاب عند الأهل و جسمه قد حضر عند قدور العسل , و لم يبتعد كثيراً بتفكيره فلما لمحني نشر بضاعته علي و أخذ يخبرني عن طريقة منحله و مأكله و لذيذ طعمه . لكنني لم أقف عنده و ذهبت إلى آخر بيعد عن هذا الضجيج ...

قلت السلام عليكم ياصاحي , فرد السلام ثم قال لي : هذا عسل مصفى , جنيته من الزهور و أشجار السدر و الطلح , ترتع النحل في أودية عسير و نقدمه للزوار فهو غذاء و دواء و بإذن الله شفاء .

قلت له كم السعر فقال : بثلاثمائة ريال لا نزيد و لا نقل . و لو علمت الحال لقلت أن بيعكم بهذا السعر من المحال . قلت له أنا بمقام نحال و بأسرار النحل أعتبر من الكبار , و على غيري ينطلي هذا الكلام , ثم أتبعت الجملة بقاصمة الظهر فقلت عسلكم مغشوش , و لم يشم الزهر و لم يقف على شجر , بل هو نحل يشبه أولاد اليوم فهو تغذى بالأصباغ و أكل الكثير من السكر و دفعه بالقليل من البيبسي و الميرندا فغدي بهذا الشكل – يتم تغذية النحل بهذه الأصناف من المشروبات حتى تدر الكثير من العسل و تصبغها باللون المناسب – ثم ضحك وأبتسم , فقال : الأمر إليك فبكم تريد أن تأخذه فقلت : أحذف الخانة الأخيرة فقال : بثلاثين ريال مناسب جداً فنحن نريد أن نشتري الرجال و لا يهمنا الريال . فقلت : لن أقبل رجولة رجل غشاش . فذهبت منه وهو يفكر بزبون آخر تنطلي عليه الحيلة .

خرجت من الأول فقابلني آخر , فلم يكن بحاجة أن أشتري منه , بل استأذنته بالتصوير فسر بذلك ...

كانت رحلتنا للسودة تمر بطرقاتها الملتوية , و لا تخلو من مناظر للطبيعة الجميلة , فالأشجار تنتشر في الكثير من البقاع , و الزهور قد بدأت تنشر العطور , و الدور قد أضاءت أسوارها معلنة الفرح و السرور .

على الجانب الآخر كان حديث الذكريات يقف شامخاً عبر بنايات قديمة من أحجار تلك الجبال , فقد رصت بطريقة رائعة جميلة فبدت كتحفة من الجبل جميلة .

أما الحديث من العمران فقد وقف شامخاً يزين تلك الأرجاء , و أخذ مكاناً عالياً من الفضاء , و تجده مطلاً على وادي أو يعانق السحاب من على قمم الجبالِ .

من بعيد بدت قبة فندق الأنتركنتننتال , و هي شاهد على الوصول إلى منطقة السودة , و هذه المنطقة تتميز بأشجارها الكثيفة , و بعلوها عن مستوى البحر بشكل يجعل المناخ في الصيف لطيف , و لا تخلوا أيامها من رذاذ أو قطرات أو زخات أو برد ينزل بقوة يجعل الجلوس هناك من المستحيل ,

أما إن خرجت شمسها فهي لقربها من المصدر فهي حارة جداً . فلا غنى عن شجر يستظل به لتربح ظلاله الباردة و تنعم من تحته بنسماته العليلة .

اخترنا بعض الأشجار و أوقدنا النار , و وضعنا الشاي و أحطناها بالأحجار , كل ذلك الاستعداد خشية أن ينزل علينا البرد فجأة . أعجب أطفالي هذا التغير بالمناخ , و هذا التغير بمنظر السماء , بل أخذوا ينظرون أين ذهبت الشمس التي كانت تغزوهم صبح مساء , و لما رأوا أن الأمر جد و أن الخطر محدق , و أن السحب قد ثارت من قبل المشرق , فإما مطر و إما برد على الأقل , فأخذوا يلقطون الصغير من الأغصان المتساقطة اليابسة و يضرمون بها النار , و من ثم يجلسون يتلذذون بالدفء برهة , و عندما تنطفئ نارها يذهبون و يجمعون مرة أخرى , و هكذا دواليك حتى اشتعلت النار و صارت لا تحتاج إلى قشهم و جمع أيديهم الصغيرة . فتحلقوا حولها و هم يتناظرون و يتعجبون من لهيبها .

تحت ذرا الشجرة أوقدنا على الغدوة , فهدفنا الزيادة بالمتعة , و لن تحصل بأكل المطاعم أو بمحلات الوجبات السريعة , بل أجمل مافي تلك الرحلات أن تضع القدر على الغاز , و ثم تنظر إلى اللحيمات وهن يتقلبن في وسط الماء – لو أطلع بأحدكم على مايحتوي القدر لوجد الدجاج ...سترك ربنا – , الأرز قد ربصناه بالماء ليسهل علينا الاستواء , و لقد رأيت الرز و لأول مرة و كأنه قطع من ذهب و ذلك بعد الغلاء الفاحش بالسعر , فكل حبة نضعها نمسح على رأسها و نسمي عليها ونقول اللهم بارك لنا بها .

بسبب رفع الأسعار التي وصلت إلى حد النار فقد علقنا الأرز في العالي من الأشجار . فهل هذا فعل يليق بكم أيها التجار ؟! , تتاجروا بالقوت و الطعام لأهم مقومات الحياة بالنسبة لعامة الناس . اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ...
في جانب آخر نصب أطفالي خيمتهم الجاهزة , و أدخلوا فيها كل الأغراض القابلة للأبتلال , وماهي إلا لحظات حتى توالت القطرات , فحسرت الرأس و تنعمت بتلك الزخات , و أما أطفالي فهم يدعونني بالقدوم إليهم مخافة أن يزداد المطر و أن يبلل الثياب أو الفرشات , كانت نظراتهم للمطر و هو يتساقط ببط نظرات مبتسمة , فمع كل قطرة تقع على سطح الخيمة يحسون بنشوة و يتمنون أن تكون يهطل المطر بقوة , حتى ينعموا باللعب بين الأشجار و حتى يسعدوا بتغير الأجواء . و لكن ماهي إلا لحظات حتى هدأت القطرات ثم انتهت مودعة لنا ذلك اليوم .

بعد هدوء المطر أتينا بالقدر على أطراف الحجر الذي يحيط بالنار , فأجمل الطعام ما لامسه لهيب النار , لذا لم نجد بداً بأن نضعه بضع دقائق على الجميرات , حتى يستقي من لهيبها بعض طعمها , و يتبخر من جميل دخانها , و يستوي على مهل فوق حرارتها .
هكذا كان ذاك اليوم , و لقد أنزلنا الغداء و أكلنا بنهم , و كأننا لم نأكل قط , وما ذلك إلا بسبب جمال الجو و لطافة النسمات , برحنا بمكاننا غير قليل ,حتى حانت ساعة الرحيل ,وقدمنا إلى أبها وقد لبست لباسل الليل الأسود , وتلألأت أنوارها حتى زينت جنباتها ...

في الختام قد يقول : قائل كيف تروق لك مثل تلك الأماكن و أنت قد أتيت للتو من البلاد الأوروبية , فأقول : إن أفضل ما يضفي على المرء السعادة في سفره أن يغير برنامجه , فتغير الأجواء من الحار إلى البارد هذا كفيل بأن يجعلك تسعد , و هطول الأمطار ومداعبتها للأجسام يجعل المرء يأنس , و غدوة تحت ظل شجرة فيه تغيير لموضع أكله وسعادة بتبدل حاله , و كاس شاي تحت ظلال السحب وبجنب بعض العشب يجعل المزاج على ما يرام .إنني أنقل مايسعدني فإن رأيتم ما ذكرت لا يمثل لكم شيئاً من السعادة , فاحتاطوا لبرنامجكم أن يتقاطع مع برنامجي . فقد تغركم كلماتي أوقد تذهب بكم حروفي إلى ذلك المكان و تبحثون عما يصفه الواصفون أنه جنة فلا تجدوها, و أعلموا أن الجنة الحقيقية هي في قلوبنا فمتى أشعلناها فقد أشعلنا كل رحلاتنا بالحب و الرضا و السعادة .
و ألقاكم بحلقة قادمة بإذن الله تعالى..
نسيم نجد

ملاحظات وسلبيات ( الأولى )
في كل حلقة سوف أطرح بعض الملاحظات و السلبيات التي وجدتها أثناء رحلتي و هذا العرض للسلبيات الأمل منه أن يعدل بعض الوضع .
1. حال الخطوط السعودية يجعل المرء يفكر ألف مرة قبل أن يسافر , ولكن بحمد الله كان حظنا هذه المرة جميل و موفق فقد تأخرت الطائر ثلاث ساعات فقط ,بينما تأخرت طائرة جدة إلى الغد .
2. وضع المطاعم في مطارات المملكة و أسعارها المبالغ فيها يدعوا إلى التساؤل . هل هذا من المعقول أم هو ضرب من الجنون ؟! قد يقول : قائل أن الإيجارات في داخل المطارات غالية , ونحن نقول إننا نريد أن نصنع سياحة . فيجب أن يكون كل شيء في متناول اليد ويناسب جميع الطبقات .
3. في مطار أبها استقبلتنا الأرض بالأمطار , ففرحنا و لكن كان الثمن غالياً فجرينا على أرضية المطار في ساعة متأخرة من ليلة شديدة البرد وكلاً يحمل طفله وقد رفع ثوبه حتى لا يبتل بالمطر . تصور لو أن الأمطار لم تتوقف في تلك الساعة فكيف يسير الركاب ومنهم الطفل النائم ,و الشيخ الكبير و المعاق و غيرهم....سؤال يحتاج إلى جواب لتغيير وضع النزول عبر سلالم أرضية .
4. في صالة المطار كنت أنا المخطئ بعدم استئجار سيارة من قبل .ولكن هل من المعقول أن لا يوجد و لا سيارة في أي مكتب حتى في المكاتب التي في أبها , فرغم الزحام ألم يتم دراسة هذا الأمر و الاستعداد المناسب له .
5. أبها مدينة صغيرة وجميلة , ولكن مشكلة التنقل فيها عظيمة , فلو أردت أجره خاصة فذلك كمن يبحث عن ابره في فلاة , فقط شركتنا تعملان في هذا المجال , و لا أعلم كم لدى تلك الشركتين من السيارات , و إذا أردت أن تحرج الاستقبال في مكان إقامتك فقل له : أريد أجرة خاصة .
6. في جنبات الطريق يوجد الباعة المتجولون , الذين يبيعون العسل و غيره عشرة أضعاف ,وأسعارهم مبالغ فيها , فأين وزارة التجارة عن هذا الغلاء الفاحش .
7. الشقق في أبها كثرت وتنوعت عن السابق , و لكن الأسعار لم تتغير , فيبدو أن شبكة تجار الشقق ينصبونها في الصيف لاصطياد السياح , فهل من المعقول أن الشقق التي سكنت بها , تزيد عن سعرهم الذي في مدينة جدة 30% بالرغم أن الموسم واحد والمالك واحد والدولة واحدة .إذاً ألا يوجد استغلال غير مبرر .
8. في المنتزهات يحسن أن توزع أكياس للمصطافين ,وذلك حتى يتم جمع باقي نفاياتهم . وهذه المشكلة هي مشكلة وعي يجب أن ينبه إليها .
9. مع الخرائط الموزعة عن المنطقة و الأماكن السياحية المفضل زيارتها يحسن أن يتم وضع أسعارها حتى لا يذهب المرء ثم يجد أن الثمن لا يساوي العرض المقدم .
10. يحسن أن يتم بث التوعية للحفاظ على البيئة بين المصطافين , ونشر سبل بقاء منتزهاتنا نظيفة وخالية من أي أوساخ . وذلك عبر نشرات أو بواسطة وسائل الأعلام ,أو عن طريق المدارس في آخر السنة الدراسية .
11. أعتقد أن جمال أبها وعسير بشكل عام يرتكز على أجوائها وطبيعتها ,فلو حافظنا على هذا المكسب و زدنا من الخدمات لكفانا عن الكثير من البرامج المقامة كل سنة , و التي تأخذ من الوقت و تهدر الكثير من الأموال ,فالناس الذي جذبهم إلى أبها شيء أعلى من التسوق , أو حضور مهرجان غنائي .بل الدافع الأول هي المنتزهات الطبيعية و الأجواء اللطيفة ,فكيف نكسب الناس عبر تلك الأشياء الأساسية في برنامجهم . أعتقد نه يجب إعادة هيكلة البرامج السياحية أو لنقل أن تدرس هذه البرامج من جديد . ونضع سؤال أمامنا هل بعد كل هذه الأعوام هل حققت شيئاً يذكر ؟! أو هل نحن جددنا في أساليب العرض السياحية التي تجعلنا نظهر بشكل مقبول عندما نقول أن لدينا مصايف تضاهي بلدان متقدمة ؟ يجب أن تكون القناعة داخلية وذلك حتى نرضي أنفسنا قبل أن نسعى لإرضاء من حولنا .
في ختام هذه الحلقة : المعذرة على الإطالة ولكن حبي لوطني يدفعني أن أقدم هذه النقاط , فأسأل الله أن يوفق الجميع لمرضاته وأن ييسر لنا العمل بأن نكون أداة بناء في بناء مجتمع بناء في كل المجالات .
نسيم نجد
05 / 09 / 2007, 47 : 02 AM
رقم المشاركة :  3 
{ مـؤسـس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 22
الإقامة : السعودية
المشاركات : 3,254
التقارير : 15
الجنس : ذكر
الحالة : نسيم نجد غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

رحلة الجمال في ربوع أبها


قالت صغيرتي بابا : ثح اليوم متر
قلت و كيف عرفتِ ذلك يا جميلتي
قالت : أثوف الثماء ثحاب
قلت صدقت يبدو أن السماء ممطرة لا محالة
الترجمة لغير العارفين بلغة الأطفال :
قاتل صغيرتي : صح اليوم مطر
قلت و كيف عرفتِ ذلك يا جميلتي
قالت : أشوف السماء سحاب
قلت صدقت يبدو أن السماء ممطرة لا محالة
كانت هذه هي نشرة الأحوال الجوية التي سوف نعتمد عليها هذا اليوم في رحلتنا , و هذا التقرير القصير عن حالة الأجواء هو الذي سوف يحدد مسار العائلة , شكرت الصغير التي أتت بهذه المعلومات من خلال النافذة الزجاجية , و بدأنا بالاستعداد لرحلة يوم جديد من أيام أبها . فكل الذي عليكم أن تحملوا قبعاتكم , آسف مظلاتكم و تلبسوا بعض الملابس الخريفية لتستمتعوا بهذه الرحلة الصيفية في الجبال العسيرية , و التي سوف تتراوح بين قمم الجبال العالية و قيعان الأودية السحيقة . بوصلة السياحة في ذاكرتي تتجه إلى نفس المنطقة التي أعتبرها كنز سعودي لم يعطى حقه من كنوز منطقة عسير وهي " منطقة السودة " و كذلك المناطق التي تجاورها . لتعيش بعمق أحداث هذه الرحلة . فكل الذي عليك الآن أن تأخذ نفساً عميقاً لتتمتع بصفاء الذهن , ثم تحرك مؤشر الفأرة ليتحرك مع الصور العديدة التي سوف أعرضها في هذه الصفحة . و سوف تجد قلبك يتحرك بنبضه مع جمال أراضينا البكر هناك...


نبدأ من أول الطريق فنعبر مساكن أبها التي بدأت تصطبغ بألوان جديدة , و يهيئ لي أن ألوانها دخيلة , فلا أعتقد أنها من ألوان تراث البلد , فترى البيوت بألوان فسفورية لامعة تبرق مع شمس الصباح , أو تتضح بصورة جلية مع قطرات مطر المساء .

تركت العمران خلف ظهري , و اتجهت إلى وجهتي حيث أشق جبال عسير العالية , و كان لابد أن أمر على الباعة في أول الطريق , و كل يوم لنا حكاية أو طلبات جديدة مع هؤلاء الباعة , اليوم لن أنتقد أحداً منهم أو أسألهم الكثير عن بضاعتهم , و لن أتناقش معهم عن الأضعاف المضاعفة لسعر الحبة الواحدة من الفاكهة , لا ...بل سوف ألتقط صوراً عدة لهم , و سوف آخذ حاجتي من تين البلدة , و أذهب في طريقي ثم ألوم نفسي لماذا لم أشتري من وسط المدينة ؟! فأسعارها أرخص , و تنوعها أكثر .

الفكهاني ينشر فاكهته بمنظر جميل , تجعل قائد السيارة ينحني بسيارته بشكل لا إرادي , فالفواكه رصت بسطور متجاورة , و كل سطر يشكل فاكهة معينة , و كل فاكهة تشكلت بشكل حلقة جميلة تمثل حاويتها البلاستيكية . هذه الفواكه قد تبللت بقطرات من المطر الذي يزور لمنطقة كل حين , فيسقي مدرجات المزارع و يبلل سطول الباعة .

بجانب بائع الفواكه , رصت صناديق التمر " البلح أوالبسر " لتعرض فاكهة الصيف المفضلة . البرحي تم جلبه من مناطق نبته . فهو يتبختر على كافة الصناديق التي بجنبه , بطعمه الحلو و بمذاقه الرائع يجعله محبباً للزبون و مقرباً لدى البائع . و يجلس بجانبه و على درجة مقاربة منه تمر " الروثانه " الذي ظهر بين الاستواء و البلح " يطلق عليه منصف فنصفه رطب و النصف الآخرلازال بلح " فهو بمذاق مغري رائع يجمع بين طعم البلح و النضوج . هالني من أمر باعة التمر أن التمر بالكيلوا , و بينما في مناطقنا يعرضونه بالكرتون أو بالسطل , فأخذت حاجتي و صمت فقد تذكرت أنني لن أناقش أي أمر . و لن أذيع أي سر ...و لن أقول أن السعر مبالغ فيه فوق ما يتصور العقل ...

وعلى مقربة من هؤلاء الباعة تتسلل إلى أنفك رائحة الذرة المشوية , فتلتفت ذات اليمين لتجد الذرة الخضراء قد صفت في كؤوسها الملونة , فكأنها تسحرك بجميل تناسق ألوانها , و يقف بجانبها صاحبها الذي لا يمل و لا يكل من إيقاض سبات جمر ناره , فالجمر بين ثلاث نيران , بين ناره التي تتقد من تحته , و نار قطرات المطر التي تتساقط عليه كل حين فيخمد , و نار صاحب المحل الذي لا يرضى أن يبات جمره أو أن يأخذ أي أغفاءة فالزبائن بإنتظار اللذيذ من شوائه . و هكذا حياته تتجمع قطرات السماء فتختار تلك الجمرات الحمراء فتسقط على رأسها فتصمع صوت تشتشتها , فينبعث دخان يتطاير في السماء و من ثم يختلط بالغيوم ....و البائع عين على الشواء و عين على المارة لعله يقتنصهم عبر عرضه الذي يقدمه وسط الأجواء الممطرة .
و من خلف بائع الذرة هناك محل مستلزمات البرية , و رجل قد أخذ نصيبه من زبائنه , و بعد أن رحلوا أخذ نظم بضائعة و ينتظر الدور على من يأتي فيعلقه في حبل المشنقة !!

تشكلت السحب و رسمت على الأرض ظلالها , فكأنها تفرش الظل للسياح ليختاروا أجمل مناطقها .

رأيت طريقاً جانبياً يمرر المارة إلى قرى مجاورة , كتب باللوحة قرية " العكاس " و باللوحة التي بعدها " وادي الطالع " , وكنت قد وضعت في حساباتي أن الزيارة هذا اليوم هي لبعض القرى التي تمر علينا في طريق السودة , منها هاتين القريتين ....

تعرج الطريق ثم سلكت تحويلات أخرى , و أخذت منحنيات و مرتفعات , حتى وصلت منطقة كنت أعرفها من قبل , إنها قرية البادي و سد عشران , بيوت أثرية , سد مشيد , مزارع بشكل مدرجات مهجورة .

وقف السد كأنه ينتظر السيول التي تأخرت عليه هذه السنة , ثم أتته مقبلة في موسم لم يعتده , و لكن لم يحتفظ بالكثير من ماء الوديان , و ذلك لأن الأرض العطشى بللت ريقها بالكثير من أمطار السماء قبل أن يصل السد الذي ينتظرها . فلم يتبقى من مجاري الوديان مجتمعة و مصاب الجبال العالية إلى الشيء اليسير , ففرح به السد فأحاط به من كل جانب فكأنه يعانقه و يحتضنه .

يوصل لهذا السد ممر خرساني زين بأشجار تميل على أطراف الممر و كأنها تطلب الماء من المارة , و تستغيث بهم من جفاء السحب العابرة .

من هذا المطل تظهر آثار أناس سكنوا تلك الديار , أناس أقاموا هناك أعوام , زرعوا جبالها , و أقاموا دورها , و رعوا أغنامهم في وديانها .
أناس كانت لهم في تلك الأرض ابتسامة , و على مدرجاتها سعادة , وبين أشجارها ذكريات عامرة .

نضبت الآبار , و جفت الأرض من الأمطار , و وقف السد في سبيل سيل الوديان , و لم يبقى لأهل تلك الديار مقام , فتركوا بيوتهم , و هجروا مزارعهم , و استوطنوا المدن .

البيت المهجور يسكنه الصمت , وتحيط به الأشجار المخيفة من كل جانب , و لا سائل يسأل و لا حبيب يزور .

الجبال واقفة بشموخ , و الشمس تزور ذلك الوادي فتدخل المنازل فتتفقدها عبر نوافذها التي أخذت تتسع مع الزمن , و الرياح تعبث بأبوابها حتى أصبحت مسندة على جدرانها , ورغم البعد و الفرق و لكن لم تيأس تلك الأبواب . فهي تفتح ذراعيها و قلبها لزوارها بعد أن تركها أهلها و ساكنيها .....


بقايا من بقايا أناس قد رحلوا , و جدار هده الحنين لأهله , و أحجار تماسكت لتشد عضد بعضها و تصبر نفسها , و ثقوب تتسع بين جدرانها و تتحين نظرة لمن كان بالأمس يتقلب في كبده .

في جانب غير بعيد من ذلك الوادي , رقدت قرية عكاس , و هي تنظر إلى مدرجات الجبل , و تشرف على ممر الوادي الذي يكاد أن يندثر . و من سفح الجبل إلى منتهاه أقيمت المدرجات التي تمسك المياه , و تزرع على طول السنة . و لكن هذا الحال تبدل و تحول , فقد أصبحت الزراعة آخر أهتمام أهل أبناء البلد الجدد, فالمدن قد أخذتهم بين أطرافها , و المكاتب قد ضمتهم إلى قلبها ....

فغدا الآباء وحيدين بين بيوتهم المعمورة و ممرات مزارعهم المطمورة . فيوماً بعد يوم أصبحت الزراعة بالمدرجات أثراً بعدي عين .

إلا من القليل المدرجات المتناثرة هنا و هناك , تناشد أهلها بالحياة .

الأغنام تغير عليها الحال , و أصبحت تتنقل من مكان إلى مكان لتبحث عن المأكل , و برغم قلة الموجود , و لكن الله قد تكفل برزقها . فتجدها تجمل المكان بحسنها و تنشر الفضاء جميل ثغائها , و أصبحت رسمتها المتحركة على العشب الأخضر هي أجمل منظر .

و أنّا تلتفت في جبال عسير تجد قرية جديدة , أو مباني قد شيدت لتكون قرية تسكن رؤوس جبالها العالية . و على جانب آخر قرية قديمة قد هجرت فصارت بعداد النسيان ....

و بعضها قد جاور القرى القديمة , و تخلوا عن مبانيهم ذات الطراز الفريد , و سكنوا أماكن صممت لتحميهم من شديد برد المنطقة , و تكفيهم من شديد أمطارها الموسمية .


رغم ذلك ... وقف الطراز القديم شامخاً بوجه التغيير , وشاهداً بدورٍ ذو أثرا في قلوب أهل البلد . يسحر الجميع بتفاوت مناراته , و علوا حجراته , و تشابك جدرانه , و جمال سبك أحجاره , و وارف أشجاره . لقد وقف بنوافذه الأنيقة التي تطل على تلك المدينة الجديدة , ليذكرهم بمآثره , و ينبه ابناء تلك البلدة بمدى صبره في وجه الحياة العصرية الجديدة , و مدى تعلقة بماضيه الذي رسم فيه كلوحة فريدة في عالم يعشق التجديد و ينسى كل ماضي أصيل .

تشرف تلك البيوت على وادي يمر من تحتها , و يزرعون جانبيه أهل تلك البلدة , و تطل تلك المساكن على ساكنيها الأول عند عبورهم في ذلك الوادي , و تطمئن عليهم عند مرورهم على تلك المزارع , و تنظر إليهم عند تجولهم بين أشجار حقولهم , أو عندما يقضون وقتهم وهم يرعون أغنامهم .


عندما تقلب بصريك في تلك البقاع و في نواحي شتى من الجبال يتجسد جمال العمران في أكثر من مكان , و إن كان يعيبها أن الزمان قد اختار أهل تلك البيوت و فرق بينهم و بين مساكنهم , لكن تجد لحظات وفاء , فإن أشجار التين الشوكي لم يرضى بتلك الحال و أحزنه ألم الفراق , فأختار أن ينبت على رأس ذلك الدار فكان على رأسها كالتاج. يعيش في أعاليها , و تنبض جذوره بين رمال سطوحه , و حين يكتمل نمو ثمارها . فإن ورقة ثمره تتشكل كيدٍ بأصابع ملونة تلوح إلى المارة في أودية تلك البلدة الهادئة .

إن ألوانها المختلفة تظهر على صفيحة وريقاتها . بدءاً من بداية نموها حتى تحين ساعة قطفها , فهي تمثل عمر ثمرتها , و ثمرة فلذة كبد بلدتها أبنها الذي تركها وساكنها الذي هجرها . و حتى ألقاكم في تكملة هذا الجزء ...لكم تحياتي
نسيم نجد
05 / 09 / 2007, 36 : 02 PM
رقم المشاركة :  4 
{ مـؤسـس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 22
الإقامة : السعودية
المشاركات : 3,254
التقارير : 15
الجنس : ذكر
الحالة : نسيم نجد غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

التين الشوكي ” البرشومي


عندما خرجنا من قرية البادي و مررنا بجمع آخر من القرى كانت البيوت التي شيدت من الأحجار هي النمط الملفت للانتباه , و هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر بأنك في منطقة مختلفة عن بقية مناطق السعودية , فهذا اللبس الفريد لقرى عسير يجعل المرء أمام لوحة تشكيلية رائعة . فمع التقدم التي تشهده المملكة لكن يبقى الطراز العمراني القديم محبب للنفس….


أما في مجال الطبيعة فإن انتشار أشجار التين ألشوكي ” البرشومي ” بشكل هائل و بألوانها الزاهية و أشكالها التي تجمع بين النعومة و الخشونة , نعومة أزهار البرشومي و خشونة أوراقها التي تحمل أشواكها , فإن مثل هذا المنظر يحرك بالمرء حب اكتشاف و معرفة أسرار هذه الشجر الغريب و التي أتت من مكان بعيد, و عندما ينتهي من تأملها و معرفة أسرارها فحق له أن يتمتع بطعمها .


و لكن حذتري لمن دفعه فضوله , و حاول أن يقطفها بيده و بدون قفازين , فعليه أن يتحمل شديد فضوله بشديد لسعها . فأشوكها التي تحيط حول الثمرة حادة و إلى الجسم نافذة بسهولة ….

و أما الأشواك التي تغطي سطح الثمرة فهي أشواك صغيرة و لكنها أشد ألماً و ذلك لأنها تتعمق في الجلد و تسبح في أطرافه بدون إذن .

و ليس الغريب أيضاً أن تجد هذه الأشجار في أطراف الحقول , و لكن الغريب أن تراها في أعالي السطوح , فتأخذك الدهشة كيف تصل تلك الأشجار أعالي المنازل ؟! , كيف تنبت على تلك الأحجار ؟! فإن عرفت الجواب و إلا سوف تتركك لتبحث في نفسك عن عظيم بأسها , و صبرها و تحملها .


و هل تنتهي غرابة هذه النبته , لا ….فلو بحثت عن موطنها الأصلي …لوجدت الجواب العجيب ….إن موطن البرشومي الأصلي هي دولة المكسيك .


و يستخدم المكسيكيون بكثرة في وجبة الإفطار . و يستخدمون معها كذلك أوراقه في الغذاء , بل توصلوا لبعض الدواء عن طريق خلطة من التين الشوكي ….إنها حكاية لا نهاية لها….


و أيضا هذه النبته ” البرشومي “ هو نبات عثري ينبت من قطرات الأمطار ..و يأخذ من قطرات المطر صفاءها و حلاوتها ….


و من يشاهد الصور أعلاه يجد أن البرشومي يزاحم الحجار و لعل المعلومة تصلك أيضاً أنه من فصيلة الصبار . و له أسماء عدة فيطلق عليه التين الشوكي …..


من حلو مذاقه فقد حاول أهل البلد زراعته , و نفذ صبرهم على هذه الفصيلة من أشجار الصبار , و التي لم ترضا بأن يملكوا أمرها , بل جعلت كل جميل من نبتها هو بيد خالقها , فلم تنجح محاولات زرعه بشكل يصل إلى بغية المزارع و المستهلك …فيالها من شجرة عجيبة….


و أفضل البرشومي هو ماكان في أعالي الجبال , فعلوه يعطيه مذاقاً حلواً رائعاً …و لعل هذا الأمر يجعل المرء يفكر هل لهذا تختار بعض السطوح لتعيش هناك ؟! أو أن رفعتها في نفسها يجعلها لا ترضا بالدون….


أيضاً لا يستحمل فراق أوراقه ….لذا لا يفضل تخزينه بعد قطفه أكثر من يومين , و لا يفضل تقشيره إلا قبل أكله مباشرة ….فهو يموت بسرع إن فارق أغصانه و أرضه ….فليس له صبر على بلاء الناس …و أيضاً و لا على فراق الناس…


فلعله يحن إلى أناس آخرين, من زمن قد مضى , أو لعله ينتظرهم لعلهم يرجعون إليه , أو ينظرون إليه و لو بعد حين , فهو منذ أمد لم يجاوز أبوابهم , و مع كل نسمة من النسمات يتوقع أنها خطوا أقدامهم , فيهب للقائهم , و تفاجئه تلك النسمات بأنها تبحث عن أهل تلك الدار و أهل ذلك الحي ….

البرشومي هو نبات طري لذا يرص بكراتين صلبة , و يغطى بأعشاب طرية و ذلك حتى لا يتعرض للفساد .

و من أراد أن يأكله فعليه أن يلبس القفاز , و ذلك بعد أن يضعه بالماء فترة بسيطة , و من ثم يزيل أشواكه الصغيرة بحكها بسكينة , بعد ذلك يزيل القشر الخارجي ….


يأكل معظم الناس البرشومي مع حبيباته الصغيرة و التي تكون موجودة بداخله , و حتى هذه الحبيبات يعتقد البعض أنها مفيدة للهظم …

هنا يعتلي البرشومي برج مبني من الحجر , و ينظر إلى الوادي من حوله و كأنه استلم وردية المراقبة لهذا الزمن الخالي من المارة….

و موسم حصاد البرشومي أربعة أشهر .

بالغالب يقدم الباعة الثمار للسياح بشكل جاهز , و ذلك بعد تقشيرها و تجهيزها بشكل كامل , و عندما يقدم بهذا الشكل فيحسن أن يبادر بالأكل .


نعود للمكسيك ” المعذرة قد يظن البعض أن ها التقرير عن المكسيك “…فقد جرت أبحاث متعددة في المكسيك لاختبار كفاءته في علاج السكر , و لكن لا أعلم هل وصلوا لنتيجة حاسمة أم لا .كل الذي أعلمه أنه لذيذ في الأكل …


أما إذا كنت تريد أن تعرف كيف وصل إلى أرضنا , فدعني أقول لك بعض القول , لقد وردت بعض الروايات أن أشجاره نقلت من المكسيك عبر البحارة الأسبان إلى أوربا و دول حوض البحر المتوسط …

و نقل أثناء المد العثماني إلى دول اليمن و الطائف و الجنوب , و نقل من يد الفكهاني لمائدة نسيم نجد بالقليل من الأثمانِ…

تشكل لوحة ورقة البرشومي , عبر إنبثاق أشواكها , و استدارة ثمارها من حولها , تشكل لوحة جميلة تجمع بين الحسن و البهاء , و الفاكهة الغنية ببعض الفيتامينات….

أما أماكنه في السعودية فهو يكثر في مدينة الطائف , و الباحة و جبال عسير بأكملها ..


و الآن ليس مستغرب أن تجد في قائمة الطعام للمطاعم المشهورة بعض العصائر التي تكون أحد مكوناتها فاكهة البرشومي , فمع التطور الحاصل في أساليب العرض للمأكولات , أصبح هناك عصير البرشومي , و حلا البرشومي , و جلي البرشومي , و التي تعد بطرق خاصة .

أيضاً لعل المكسيك تريد أن تطل بوجهها مرة أخرى عبر هذا التقرير , فالمكسيك تعد من أكثر دول العالم لإنتاجه , و تحاول أن تقوم بتصديره للعالم و لكن يقف عائقاً أمامها أنه لا يقبل الصبغة الحافظة .

فتغلبوا على هذه المشكلة ” المقصود بتغلبوا دولة المكسيك وهذه المرة الأخيرة التي يظهر هذا الأسم ” بأن تم تصنيعه من مربيات عدة , و وضعته في منتجات مختلفة .

في مصايف السعودية يعتبر موسم خير على الباعة الذين يصطفون في طرق السياح , بأيديهم حبيبات البرشومي يجلون عنها أشواكها و يقدونها لمشترين بطريقة جميلة و مريحة .

أما أنا و أطفالي لما كنا على مرتفعات المكسيك , آسف و عذراً على جبال عسير , لما وصلنا لبعض مناطق البرشومي , هرع الأطفال من سيارتنا المستأجرة و التي احتضنتنا عبر جبال تلك المنطقة , هرعوا إلى أشجاره و أعينهم تراقبها من بعيد , و أيديهم تتمنى أن تقطفه لولا أن كان لهم تجربة سابقة جعلتهم يتألمون أيام عدة من لسع أشواكه , فقرروا رفع علم السلام و الوئام مع هذا التين الذي بنظرهم مثل التنين ….

قد يكون ابني هو اشد العائلة تغزلاً بالبرشومي , فأنشد أنشودة الإتحاد الشهيرة , و التي انتشرت في الخليج أكثر من انتشار ثمار البرشومي نفسها . فأخذ يردد …

يأكلك حبة حبة
يأكلك صقر الإتي
يأكلك منته قده
يأكلك وخر عنوه
يأكلك اسري بدري
يأكلك أكل البرشومي
يأكلك هذا الإتي
يأكلك حبة حبة.
قلت لها ماهذا يافتى …
قال : هكذا علمني زمني …و لنا زمننا و لكم زمنكم
فهل إنتهت رحلة هذا اليوم ….لا… تبقى مكان آخر مشهور على طريق السودة .
تحياتي لكم
نسيم نجد
05 / 09 / 2007, 23 : 06 PM
رقم المشاركة :  5 
][::.. درجة سياحية ..::][



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 03 / 09 / 2007
رقم العضوية : 353
الإقامة : السعودية
المشاركات : 228
الحالة : أبو ناصر غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

ماشاء الله تبارك الله
الحمد لله على السلامة
أخوي نسيمـ نجد
رحلة سعيدة وموفقة
والله أمتعتنا بعذب كلامك وجميل صورك
تكلمت فأبدعت وصورت فأتقنت
الله يعطيك العافية عشنا معاكـ أحداث رائعة جداً
وننتظر المزيد من أبداعك يالغالي ..
07 / 09 / 2007, 38 : 01 PM
رقم المشاركة :  6 
][::.. درجة أولى ..::][



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 02 / 09 / 2007
رقم العضوية : 350
الإقامة : الكــــــــــــــويت
المشاركات : 641
التقارير : 1
الحالة : المرام غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

يعطيك العـــافيه اخوي نسيم نجد
07 / 09 / 2007, 51 : 01 PM
رقم المشاركة :  7 
][::.. درجة الأفق ..::][



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 07 / 09 / 2007
رقم العضوية : 363
الإقامة : السعوديه
المشاركات : 552
الحالة : سائح غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

شرح كافي ووافي مع الصور الخلابه
الله يعطيك العافيه
07 / 09 / 2007, 45 : 03 PM
رقم المشاركة :  8 
{ مـــؤســس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 12
الإقامة : في قلب كل محب
المشاركات : 2,193
التقارير : 5
الجنس : ذكر
الحالة : اللندني غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

اقتباس:
نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف
ونحن نقول له .. أجبناك ولو في أعالي الألب ..يامن أحتللت مكاناً بالقلب ..



اقتباس:
في الأسابيع الماضية نلت حظي من البلاد الأوروبية
بل هي البلاد الأوروبية التي نالت حظها بزيارة نسيم نجد ..



اقتباس:
بل لقد أخرجت آخر المخزون من الحر و السموم . فكانت كل قطرة من زخات المطر لمتساقطة تمسح أثر أيام من اللفحات الحارة
....
في أيرلندا تنفست بعمق من كل هواء نقي رطب فسرت بجسمي نسمات ندية حتى وصلت إلى كل عرق و أسقته من قطراتها الزكية , بل حتى أحسست أنني لم أبقي أي جزيء من الأكسجين الصافي الذي يختزنه الهواء لأهل تلك الديار
تعبير بليغ .. يعبّر عن الحال فعلاً ..


اقتباس:
قالوا تصيف ؟ قلت في دار الأخيار
مصــيفي أبــهـا منزل العز والخير
يا نصّـــاب !!
طب عيني بعينك؟!



اقتباس:
فكأني بتردادي هذه الأبيات أوجه التأنيب إلى نفسي و أكفر عن الذنب الذي أحسه كلما رأت عيني مثل هذه القصيدة
إيه زين .. هالحين صدقناك ..



اقتباس:
و التي سوف أنقلها لكم عبر صور متنوعة للقطات مميزة من جبال عسير....
وخير مانقلت ..



اقتباس:




ياريت أخوي نسيم نجد لو تعطينا شوية معلومات عن هالمغامرة ..
هل يسمحون لأي واحد بالقيام فيها؟
هل تتوفر وسائل السلامة؟ لأني ملاحظ إنهم مجردين من أي وسيلة حماية!!



اقتباس:
نجحت فرأيت ما تحمل من ملابس فاعتقدت أننا في رحلة إلى القطب المتجمد , أو في منتصف الشتاء في روسيا البيضاء , أو أننا على موعد مع رحالة إلى سيبيريا
حسبي الله على إبليسك .. ماتترك التطنّز ..



اقتباس:
فقال : الأمر إليك فبكم تريد أن تأخذه فقلت : أحذف الخانة الأخيرة فقال : بثلاثين ريال مناسب جداً فنحن نريد أن نشتري الرجال و لا يهمنا الريال . فقلت : لن أقبل رجولة رجل غشاش . فذهبت منه وهو يفكر بزبون آخر تنطلي عليه الحيلة .
ماشاء الله عليك يابوعبدالملك ..
وحسبي الله عليهم الغشاشين .. مايخافون الله ..



اقتباس:
و لقد رأيت الرز و لأول مرة و كأنه قطع من ذهب و ذلك بعد الغلاء الفاحش بالسعر , فكل حبة نضعها نمسح على رأسها و نسمي عليها ونقول اللهم بارك لنا بها
ههههههههههههههههههه ..



اقتباس:
أعلموا أن الجنة الحقيقية هي في قلوبنا فمتى أشعلناها فقد أشعلنا كل رحلاتنا بالحب و الرضا و السعادة
ياسلام عليك .. كلامك درر يابوعبدالملك ..



اقتباس:
حال الخطوط السعودية يجعل المرء يفكر ألف مرة قبل أن يسافر
لاتشكي لي أبيك لك .. تذكر يانسيم نجد؟ ..
هههههههههه .. عشان ماتمزح معاي مره ثانية ..



اقتباس:
وضع المطاعم في مطارات المملكة و أسعارها المبالغ فيها يدعوا إلى التساؤل
وياليتها تستاهل ..



اقتباس:
تصور لو أن الأمطار لم تتوقف في تلك الساعة فكيف يسير الركاب ومنهم الطفل النائم ,و الشيخ الكبير و المعاق و غيرهم....
معقول؟! شي بديهي زي هذا يفوت عليهم؟!



اقتباس:
ولكن هل من المعقول أن لا يوجد و لا سيارة في أي مكتب حتى في المكاتب التي في أبها
نتائج التخطيط العقيم .. هذا إن قاموا بأي تخطيط ..



اقتباس:
فأين وزارة التجارة عن هذا الغلاء الفاحش
يا رجال وزارة التجارة ماقامت بدورها مع مشاكلنا الأساسية مع التجار هالأيام ..
"يجيب الله مطر" ..



اقتباس:
أعتقد نه يجب إعادة هيكلة البرامج السياحية أو لنقل أن تدرس هذه البرامج من جديد
بارك الله فيك .. وأثابك على غيرتك ومحبتك لوطنك ..
ياريت لو نقدر ننقل هالملاحظات وغيرها لهيئة السياحة ..
نجمعها ونقدمها لهم .. حتى لو قابلنا سمو الأمير سلطان بن سلمان وأجتمعنا معاه ..
فكرة .. وبإذن الله سنقوم بتنفيذها ..


اقتباس:
و ليس الغريب أيضاً أن تجد هذه الأشجار في أطراف الحقول , و لكن الغريب أن تراها في أعالي السطوح , فتأخذك الدهشة كيف تصل تلك الأشجار أعالي المنازل ؟! , كيف تنبت على تلك الأحجار ؟! فإن عرفت الجواب و إلا سوف تتركك لتبحث في نفسك عن عظيم بأسها , و صبرها و تحملها .






سبحان الخالق!! .. شيء غريب فعلاً!! .. ويدعو للدهشة!! ..



اقتباس:
يأكلك حبة حبة
يأكلك صقر الإتي
يأكلك منته قده
يأكلك وخر عنوه
يأكلك اسري بدري
يأكلك أكل البرشومي
يأكلك هذا الإتي
يأكلك حبة حبة.
أبوعبدالملك .. متأكد إن ولدك إللي تغنى فيها؟
ماشاء الله عليك حافظها .. ولا رئيس رابطة مشجعي الإتحاد!! ..
هههههههههههههه ..



اقتباس:
..... و موسم حصاد البرشومي أربعة أشهر .....
بحث أكاديمي متكامل عن ثمرة البرشومي ..





اقتباس:
فهل إنتهت رحلة هذا اليوم ….لا… تبقى مكان آخر
لايخرج الزائر من تقريرك إلا ويحمل معه درجة الماجستير أو الدكتوراة من كمية المعلومات الغزيرة "والحصرية" ..
أسأل الله أن يثيبك على كل حرف كتبته وكل معلومة نسجتها وكل صورة نقلتها لنا ..
نسيم نجد .. أنت جامعة بحد ذاتك .. بالأخلاق .. والعلم .. والسياحة ..
بارك الله فيك ..

يفكّر المرء ألف مرة قبل أن يتجرّأ ويكتب تقرير بمنتدى يتواجد به أمثالك ..
أتعبتنا ورب الكعبة .. فلامجال لأطروحاتنا المتواضعة ..

لك تحيات محبك ..
اللندني ..
07 / 09 / 2007, 41 : 05 PM
رقم المشاركة :  9 
عضو مجلس الإدارة



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 82
الإقامة : الــــكـــــو يــــت
المشاركات : 48,656
التقارير : 7
الجنس : ذكر
الحالة : ناصر كويتي غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

هلا والله بنسيم نجد والبرشومي اللذيذ انا كنت قبل اسوبع في الطايف وشبعت برشومي

وبيني وبينك انا اسمع باليرشومي من جماهير الاتحاد وما اعرفه شنو بس بالطايف عرفته مع التوت البري الجميل


اخوي نسيم نجد ابي اسالك عن العسل واسمحلي على السؤال ياكثر ما يغشوني في العسل وانا من محبين العسل واشتريه باغلى الاثمان


ياليت تعطيني طريقه سهله اعرف شلون العسل الاصلي لانك احرجت البايع ونزلت السعر من 300 الى 30 هذا اذا دل انما يدل على معرفتك بالعسل


شاكر لك تقريرك الرائع والجميل والاحلى التعليقات والاسعار اخي مو طبيعيه عندكم بالمره يعني معقوله هالغلاء شقه كنت اخذها بالشتا 120 ريال تصير 400 ريال ليش وين السياحه الداخليه وين وزاره التجاره وحمايه المواطن المسكين
المواضيع الموجودة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ويتحمل مسؤوليتها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع زاد المسافر
12 / 09 / 2007, 43 : 01 AM
رقم المشاركة :  10 
{ مـؤسـس }



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 22
الإقامة : السعودية
المشاركات : 3,254
التقارير : 15
الجنس : ذكر
الحالة : نسيم نجد غير متواجد حالياً
رد: نسيم نجد يقول لكم :مرحباً ألف ...و قد أتيتكم من أبها بصور خير من ألف ألف حرف

منتزه السحاب و عالم من الضباب



الجولة الأخيرة هذا اليوم هي تبدأ من بطن الوادي القريب من قمة جبل سحاب . تؤشر اللوحة الموجودة على طريق أبها – السودة إلى طريق ضيق يؤدي إلى منتزه سحاب .

و حتى تصل إلى هذا المنتزه تمر بشوارع أكثر ضيقاً من أختها التي سبقتها , و مزارع منتشرة على مدرجات جبلية , وقرية صغيرة قد انتشر أهلها في طرقاتها إما بالذهاب إلى أعمالهم , أو بالوقوف على مزارعهم .

و على مقربة من تلك البيوت تجد الأطفال قد أخذوا نصيبهم من هذا الشهر السياحي . فلقد مررت بطفل صغير يجلس على حافة بيتهم . أمامه بعض البرشومي الذي نظف للتو وقد أتى به من المنزل . و بيده زهور الرياحين و التي تنشر عبقها على الزائرين . منظر الفاكهة و الزهور و الطفل منظر يسر...فإن كنت تريد أن تتذوق هذه الفاكهة الحلوة فمن يد ذلك الطفل أحلى . و إن كنت تريد أن تستمتع بعبق ذلك الزهر فشذا الطفولة البريئة أعلى . أعجبني من أمره أنه يلبس ملابس نظيفة و يقدم لك الفاكهة بشكل يدل على خبرة كبيرة .

و أعجبني أكثر أن الورود التي وضعها بيده قد تم اختيارها بعناية و تنظيمها بشكل يفوق محلات الورود المتخصصة . بشذى الورد , و بطعم البرشومي , و بابتسامة الطفل , و بقطرات المطر , و بصوت الماشية في المزارع استقبلتنا القرى الموجودة في طريق سحاب .


الطريق يتعرج و ينحني حتى يقترب من أشجار بعض المزارع و نلامسها بسيارتنا , و نقترب من بعض الصخور حتى نخشى منها على أنفسنا . يستقيم الطريق لحظة ثم يبدأ بالدوران حول الجبل بشكل حلزوني حتى نصعد إلى آخره . الطريق بتعرجاته يظهر لك أسفل الجبل بشكل جميل مع كل انعطاف .

و كلما أصعد إلى أعلى أسمع أنفاس أطفالي تزداد خوفاً , و أصواتهم تتأوه من شدة الصعود , ثم لم يصبروا على هذا الحال و بدأ و يطلبون العودة بالحال...و لكن هيهات هيهات لهم . ريحانة نجد عين على الطريق لمتابعته مع زوجها , و عين على أطفالها إشفاقا عليهم . حتى لفت منظرنا بعض الحيوانات من حولنا , و أصبحن يرثينا الحال بالكثير من الصريخ و الثغاء و النحيب .

لكن لا مجيب لتلك الأصوات ...إلا صوت واحد يردده النسيم أن الوصول للقم ليس من المستحيل , و أن الاستعانة بأصوات الطبيعة ممن حولنا لن تهز شعره من رأسنا , و لن تغير شيئاً عن رأينا ....

مع الاستمرار في هذا الطريق يقترب السائح من السحاب و تصغر القرى التي في قاع الجبل , فتغدو البيوت كألعاب صفت بعناية على سفوح الجبال و نظمت بصورة جميلة بين أشجار المزارع التي تحيط بها من كل جهة .

في الطريق إلى المنتزه سحاب تعتقد أنك الوحيد . و عندما تصعد تجد أن أغلب السياح قد استقروا في أماكنهم منذ وقت مبكر من النهار .

البعض منهم قد استعد بالخيام بلاستيكية تحسباً لقطرات قد تنثرها السحاب . فبدت تلك الخيام بشكل لوحة هندسية رائعة بألوانها الزاهية بين أشجار الطبيعة التي تغسلها الأمطار باليوم أكثر من مرة فغدت خضراء فاقعة ناصعة .

على جانب آخر تجد بعض السياح قد أوقفوا سياراتهم تحت الأشجار و استظلوا بظلالها و اختفوا عن أعين الناس خلفها . أطفال يركضون من بين الأغصان يظهرون ثم بعد برهة يغيبون عن الأبصار .

هناك و في أسفل الجبل عائلة قد فصلت بين رجالها و نسائها بفاصل يفصلهم عن بعضهم , و لم يظهر منهم إلا دخان الشواء يثور في السماء .

كل تلك الصورة تظهرها السحب تارة و تخفيها تارة . فالناس يعيشون في جو ضبابي بهيج . يجعل أدخنة السحب تلامس الأشجار , و تتخلل الجلسات , و ترسم على الوجوه البسمات. من ينظر من القمة يجد السحب تمر من تحته . أو تمر من بين يديه أو قادمة من بعيد إليه . في منتزه سحاب هناك الحقيقة تعانق الخيال . و يعتبر بصدق تغير كامل بالأجواء .

و من صعد القمة فعليه أن يبحث مكاناً آمناً من الأمطار فيتخذ جلسته , أو يستأجر من المنتزه جلسه مطلة , أو يطوف بسيارته تلك القمم ثم يعود و يبحث عن مكان آخر في القاع بين المزارع . أخذنا جولة مطولة و التقطنا صور عدة ,

ثم نزلنا من الجبل و كانت السحب تذروا القطرات على الطريق , فكأن السحاب أبت إلا أن تفرش الطريق برطب الندى لاستقبال السياح .

و كما استقبلتهم بتلك فإنها تودعهم عبر حبيبات تنثرها على الزجاج . تحركت ماسحات السيارة و كأنها تمسح دموع الوداع من على عيون محبيها .

بين قاع الوادي و قمة الجبل كل شيء تغيير , السحب التي كانت تتطاير في السماء وكنا نراها كفراش ابيض انتشر في السماء . أما الآن فهي فوقنا و بقطراتها تغازلنا .
شققنا الوادي بأشجاره , و بآثار الأمطار التي قد مرت من على ممراته متجهين إلى الطريق المؤدي إلى السودة . في طريقنا ذاك و جدنا طفل قد أستند على جدار قصير بجانب منزلهم , و بجانبه سلة مصنوعة من الخصاف , و بضع ترامس و أكواب ورقية , هذا الطفل يقف عند أغراضه أثناء مرور السياح و عندما يبتعدون يأخذ عربية صغيرة فيلعب فيها في ساحة مجاورة لبيتهم . وقفت على هذا الصبي و سألته :عفواً مالذي تبيع يافتى....

قال : أبيع خبز تنور و شاي بطعم النعناع . قلت له بكم الخبز يا شجاع قال : بخمسة ريال تباع ...قلت في نفسي لعله يقصد السلة الكاملة ...تأكدت من أمرة و أن مقصده الحبة الواحدة ...قلت لأطفالي هل تريدون خبزه واحدة بقيمة أشهر الأيسكريم السويسرية أو البلجيكية , قال أطفالي : و ما لذي تتميز به هذه الخبزه السعودية أليست مثل الخبزه الأجنبية....سرحت بعيداً أجمع بعض المعلومات عن خبز التنور . فقلت لهم لقد تم عملها بأيادي وطنية مية بالمية , و هذا من قبيل تشجيع الصناعات الوطنية , و في فرن أرضيته حجرية و جدرانه طينية, و لم يستعمل في صنعه الغاز أو الكيروسين, بل ناره من بعض أغصان الشجر المتساقطة أو بعض القش أو العش , و عجينته محلية و لم تلمسها العمالة الأجنبية إلا اللهم الخادمة الاندونيسية...رغم العرض الحسن الذي قدمته لهم , لكن قد أجمعوا أمرهم ثم قالوا : أنها خبزه , و من أشكالها قد ذقنا , فالحمد الله فنحن شبعى , أخذت خبزه واحدة و كاس من الشاي حتى أرضي ذلك الصبي , و عندما بدأ لهيبها يشعل بالسيارة الدفء و تنتشر دخانها على الزجاجة الأمامية راسماً لوحة ضبابية , قال لي أطفالي : هل تسمح لنا أن نجرب تلك الخبزه ....وافقت و أنا أنظر إليهم بنظرة و أرحب بهم في عالم الصناعات الوطنية , قلت لهم هل تريدون أن تستمتعوا بطعمها على الأصول التي أعلمها . قالوا : نعم وكيف ذلك ...قلت أجمعوا أمركم و ضعوا قطع الخبز التي تقاسمتموها من ذلك الرغيف في فوهة ذلك الكأس التعيس , فالخبز سيكون أكثر ليونة , و سوف يكتسب طعمه شيئاً من الحلاوة , و سوف يسهل أكله , و من ثم مضغه , و بعد ذلك هضمه , بعد التعليمات و بسرعة عجيبة , و بحركة واحدة فريدة فإذا جميع القطع في كوب الشاي تغرق , و بحركة أخرى فإذا القطع تسحب و تخرج , ثم تقطر قطرات و يختلط دخان الشاي بتلك الخبيزات ...

بعد تلك الوجبة الهنيئة انعطفت بالسيارة إلى منطقة السودة . حيث هناك تكون الوجبة الرئيسية , فلقد وضعت في ذهني أن أختم برنامج هذا اليوم على تلك القمم ,

فأريد أن أغيم بين الغيوم , و تحت شجرة أن أتناول وجبة هذا اليوم , و تحت أزيز صوت بريق الشاي الذي يغلي , و صراخ أطفالي الذي يخبوا و يعلوا , كانت البهجة من أثر الشبعة على الوجوه تظهر و لا تخبوا .

بعد أن أنهينا الغداء و ظهرت الشمس بين أطراف السحب التي تغطي السماء , أخذ أطفالي جولة بين أشجار السودة فيختفون بين الأشجار و يظهرون مرة أخرى من فوق بعض مرتفعات الجبال

, تداعبهم القطرات و تشاركهم اللعب النسمات , يركضون باتجاه زهرة جديدة , أو تجذبهم ألوان زهور فريدة ...



يقطفونها من الأرض ثم يجمعونها بشكل باقات متنوعة رائعة جميلة .

أقترب وقت المغيب و تلونت السماء بذلك اللون الجميل , و أرتعش أطفالي من هجمة البرد المفاجئة . فنادوا أن هيا بنا إلى جدار من البرد يحمينا , و عش من القطرات يدارينا . صلينا المغرب و أظلمت الدنيا من حولنا ...فنزلن من عالي الجبل إلى ذلك المنحدر حتى كانت أبها هي المستقر ...


و إلى لقاء قريب و يوم جديد من أيام أبها البهية

نسيم نجد

ملاحظات من أجل تقويم طريق السياحة السعودية :
1. القرى التي على أطراف أبها تحتاج إلى تنمية سياحية , فهي جميلة و تحتاج إلى توفير منتزهات تكون مساندة لمنتزه السودة .
2. منتزه سحاب جميل بمعنى الكلمة , و لكن يعيبه الطريق المؤدي إليه فهو طريق ضيق لا يناسب حجم الحركة التي تزدحم به .
3. السودة هي المرتفع الأجمل في عرف السياح و أهل البلد , لكن لم يخلوا من ممارسات تثير التعجب . فالأشجار قد هجم عليه بعض الذين لا يملكون أي حس بمن حولهم . و لقد رأيت أحد المتنزهين يجلس قبل المغرب حول نار تضطرم بشجر أخضر من تلك الغابة , فليتنا نعلم أننا في عملنا هذا قد حرمنا أنفسنا و أبنائنا تلك النعمة . وهي الظل الوارف و الزينة التي تزين تلك البقعة .
4. مداخل منتزه السودة و مخارجها بحاجة إلى توسعة أكبر من الموجود , فهي تزدحم قبيل المغرب بشكل لا يسمح للزائر أن يدخل أو يخرج منها بسهولة .
5. هناك فرصة لعمل حدائق مشابهة للزراعة على المدرجات المنتشرة على سفوح الجبال , فلو تم سقيا تلك المدرجات و زراعتها و عملها بشكل حدائق طبيعية للسياح لكانت أجمل مما نتصور .
6. الباعة الوافدين في طرقات السودة يجعل المرء يفكر أين السعودة , و أين الاستفادة من تلك المواسم الخيرة . نعم نحن نحب الخير للجميع , و لكن خيرات البلد يجب أن تستغل من أهل البلد , و الأقربون أولى بالمعروف .
7. التوعية المرورية أيضاً تشكوا من ضعف حالها في تلك البقعة , فهل يعقل أن يتحول الطريق ذو المسارين إلى طريق ذو أربع مسارات . ثلاث مسارات إلى نزول و مسار واحد بصعود و بدون أي نظام . ناهيك عن الخوف المستمر من هجمات السيارات القادمة من القرى الجانبية .
8. وجود نقاط التفتيش التي تتركز في طريق السودة و بدون أي حملة تفتيشية يزحم طريق السودة و بدون أي فائدة . فليت النقاط إما أن تفعل و يكون فيها عمل أو أن يتم فتح الطريق أمام المارة ليعبروا بسهولة .
9. المياه و دورات المياه بحاجة إلى زيادة و إعادة نظر في نظافتها و إعادة تأهيلها .
10. أول الموسم السياحي حماس منقطع النظير . ثم آخره فتور يضع كل المجهود الذي سبق . نحن نريد أن نحافظ على سمعة البلد في أول الموسم و آخرة .
11. أعتقد أن أبها بحاجة إلى دعم كامل أيام الصيف و ذلك بتوفير عمال بلدية مساندة للعمالة الأصلية , فالموسم من المستحيل أن يكفيه نفس الطاقم في أيام السنة العادية .
12. مزج الصبغة الأساسية للبلد , مع طابع التجديد يعطي شيئاً من جمع الأذواق و المحافظة على السمة الأساسية .
13. نحتاج إلى لجان سياحية تخطط طول العام و تسافر لبقاع عدة من العالم للنظر كيف يستثمرون السياحة , و كيف يخططون لمثل هذه المواسم . و هذا الطريق من طرق التطور .
نسيم نجد
إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
مرحباً بكم في كليفلاند برق الحيا زاد المسافر للرحلات العلاجية 36 11 / 03 / 2018 39 : 07 PM
مرحباً بخبير تركيا المخضرم ... مرحباً بأبي منصور " الدوســي " Awad زاد المسافر للـــمــنـــاســبــات 21 18 / 02 / 2011 53 : 07 PM
فن التصوير عند نسيم نجد .. صورة كاميرة نسيم للزاد حصريا!! Abu sultan زاد المـسافـر للكاميرات والـتصوير 29 29 / 10 / 2009 39 : 08 PM


المواضيع ، تعبر عن رأي كاتبها ويتحمل مسؤوليتها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة ومنتديات زاد المسافر .