لمن أهدي التقرير
اهديه لمن سبق وأهداني تقريراً مماثلاً وإن لم يكتمل . سأهديه للحاضر الغائب كما كنت انا حاضرة ًغائبةً عندما أهداني تقريره ز سأهديه لللندني وأمري إلى الله لو سمع بالتقرير وحضر!!
وأقدم شكري له وللاخ فور يو فهم الوحيدون الذين كتبوا عن مالطا وزاروها وإن كنت غير متأكدة من أن الأخ أبو اليازية قد كتب عنها دون زيارتها.
المعلومات عن مالطا في المنتديات شحيحة كشح المطر بالصحراء ولولا المنتديات والمواقع الاجنبية بعد الله لما تيسر لي ادارة هذه الرحلة وبرنامجها بشكل جيد. وكما في كل رحلة أُعاين موقع الفندق على خرائط جوجل وأُشاهده في بوكنج وغيرها بعدها أبدأ بقياس المسافات بينه وبين أماكن الجذب السياحي وطريقة الوصول اليها . ولا شك بأني احتفظ لمكتب الاستقبال بالفندق بعض الاسئلة التي لا أجد اجابةً شافيةً لها خلال بحثي . طبعا آخذ بعين الاعتبار أن البرنامج قابل للتغيير لعدة عوامل كالطقس وظروف اخرى . المهم أن لا اشعر بغربة او لخمة عندما تحط قدماي أرض البلد الذي أزوره.
خلال زيارتي لمالطا زرت معظم أماكن الجذب الاولى سياحياً رغم شعوري بأن بعضاً من الوقت تبدد عبثاً أننا نزلنا بفندقين حيث تأخرت بعض الصديقات بالحجز يوماً واحداً مما أدى إلى ارتفاع السعر الى 100 يورو عمّا دفعنا قبلهن لذا كنا نضطر لانتظار بعضنا بعضا .ومالطا عموما تكفيها خمسة أيام لا أكثر لرؤية أهمّ معالمها وقد كانت اقامتنا بالفعل خمسة ايام استغلينا أحدها بزيارة جزيرة صقلية الايطالية وسنفرد لها موضوعا ًخاصا ً.
دعونا نلج الموضوع حتّى لا نمل قبل أن يبدأ!!
متى: الأحد ثاني أيام عيد الاضحى المبارك الموافق 2014/10/05 حتى : الخميس بكل نهاره حيث كانت طائرة العودة الساعة الواحدة صباح الجمعة (5 أيام) الصحبة الهنية : أنا وأربع زميلات في العمل. التكلفة : 450 يورو تشمل تذكرة السفر ،اقامة اربع ليال في فندق 4 نجوم بالافطار ،والنقل من المطار الى الفندق وبالعكس وهي بالمناسبة تكلفة مرتفعة الفندق: جولدن توليب فيفالدي في سان جوليان Golden Tulip Vivaldi
مكتب الاستقبال في الفندق أنطونيو فيفالدي (Antonio Vivaldi) عاش (1678-1741 م) ملحن باروكي وكاهن البندقية، وعازف كمان ايطالي شهير، قام بكتابة حوالي أربعمئة كونسيرت من بينها الفصول الأربعة وهي أشهر أعماله على الإطلاق.وقد سمي الفندق باسمه وزُيّن بكثير من اللوحات ومجسمات الألات الموسيقية اليوم الاول
طائرة احتفالية احتفاء ب "فاليتا" عاصمة مالطا التي ستكون عاصمة الثقافة الاوروبية عام 2018 حطّت طائرتنا في مطار مالطا الذي بدا وكأنه مطار خاص حوالي الثامنة من صباح الاحد بعد رحلة استمرت ثلاث ساعات ونصف . اجراءات الدخول تمّت دون تأخير يذكر .ولأن استكشاف اللغة المالطية وأوجه شبهها باللغة العربية كان أحد أهدافي فسرعان ما وقع نظري خلال إنتظاري في طابور التختيم على هذه اللافتة وسرعان ما لفت نظر صديقاتي لها
ساد الهرج والمرج بيننا احتفالاً بالاكتشاف المبكر الذي أمدّنا بجرعة من الثقة الكبيرة وما أن خُتمت الجوازات حتى دخلنا مالطا دخول أصحاب فضل لا سياح أجانب!!
استنى ورا اللنيا الصفرا كانت الحافلة التي ستقلنا الى الفندق بانتظارنا هي ومرشد محلي وظيفته إعطاء فكرة عامة عن البلد وتقديم عروض لبرامج سياحية إعتذرنا عن قبولها بحجة أن لنا أقارب في انتظارنا.
المدن في مالطا متتالية .لا يفصلها شيء عن بعضها البعض حتى أنّه لا توجد لافتات تعلن نهاية حدود مدينة وبداية اخرى. تمر المدن وبنايتها امامنا ونحن في الباص كشريط الصور المتلاحق دون أي توقف .لقد أتعب المالطيون أنفسهم قبل أن يتعبونا في تسمية المدن مدنا رغم أن مساحتها أقل من اصغر حي قاهري (نسبة للقاهرة) فهل خجلوا أن تكون دولتهم بمدينة واحدة أو مدينتين على غير عادة الدول ؟؟!!
أوّل انطباع ينطبع في الذهن حين ترى أحياء مالطا لأول مرة هو أن التمدن والتحضر مرّا ولم يتريثا هنا. فالبنايات والشوارع وكل ما تقع عيناك عليه هو شيء من الماضي ومن الريف لا حداثة به ولا تطور. ضف على ذلك أن اليوم كان يوم أحد ولا توجد أي حركة لا للسيارات ولا للناس ولالشيء!!
انتبه الى كلمة طريق !! خلال طريقنا إلى الفندق بدأت بعض ملامح التمدن تتبدى لنا كالبنايات والشوارع والمحال التجارية عرفنا فيما بعد انها منطقة او مدينة "سليمة" و"سان جوليان" وهي بعض المدن المتتالية التي تقع على الساحل الشمالي لمالطا.
"هذا البرج يعاب عليه انه مخالف تماما وشاذ عن نمط البناء حوله " رأي قرأته في أكثر من مكان. فندقنا يقع بجانبه
"سان جوليان" كما تبدو من احدى مقاهي "سليمة"
"سليمة" وتعد أحدث المدن وصلنا الى الفندق حوالي الحادية عشر صباحاً ولمّا يحن وقت تسجيل الدخول وكالمعتاد في أغلب الفنادق في مثل هذه الحالات وضعنا الشنط في الامانات وخرجنا لنبدأ يومنا .
سأترك التعليق لمن يهمه الامر وأعرف ان هناك من يهمه الأمر خلال سيرنا وصلنا الى محطة الباصات فاستقبلنا أحد الأدلاء السياحيين المسؤول عن ترويج بيع تذاكر الباص السياحي الذي يجول على معالم مالطا السياحية ويتوقف عند بعضها ك نا قد قرّرنا مسبقا ًوجهتنا لهذا اليوم : قرية الصيادين مرسى شلوك Marsaxlokk حيث تشهد كل يوم أحد سوق خاص بالصيادين ومطاعم السمك المتنوعة.(حرف x=ش).
إخترنا بالطبع أن نجلس في الدور العلوي من الباص لنشاهد المعالم دون عوائق وليتنا لم نفعل . فأثناء مسير الباص بدأت قطرات المطر بالتساقط . تجاهلناها أولاً ولم نعيرها انتباها إلاّ أنّ المطر زادت حدّته رويداً رويداً حتى أصبح حمّاماً بارداً وتكدّس جميع الركّاب في المقطورة السفلى في حال يرثى له. توقّف الباص وركن على جانب الشارع وحال من به لا يثير غير الشفقة. تحول جميع من في الباص إلى عائلة واحدة مصيرها واحد وأُمنيتها واحدة : أن يتوقّف هطول المطر. فالزحمة لا تطاق والأنفاس قريبة ومناظرنا مضحكة ولم يكن هناك أي مجال للتصوير لعدة أسباب كعدم وجود مساحة لتحريك اليد ولا مسافة لجعل الصورة شاملة .
وصلنا غايتنا إلّا أن المطر كان قد فعل فعله في القرية ومرساها. فلم تعد هناك قوارب مبحرة ولا مشغولة وخلا الرصيف من كل انواع البشر والحجر. فلا سوق ولا متسوقين ولا فرجة ولا متفرجين كل ما فعلناه هو أننا دخلنا الى مطعم Ir-rizzu وهو من المطاعم الموصى بها لنجد جميع أماكنه مشغولة فما كان منا الا أن انتظرنا حتى فرغت احدى الطاولات حيث قمت بطلب احدى اكلات السمك المشهورة في مالطا وهي اللومباكي Lumpaki.
كانت العودة إلى الفندق هي حلمنا الوحيد بعد أن أخذ البرد منّا كل مأخذ وطال انتظارنا للباص وجاء باص لشركة أُخرى عرض علينا ياخذنا مقابل 5 يورو طبعا هو لن يأذخنا الى الفندق مباشرة بل عليه أن يكمل خط سيره أوّلاً وهكذا وصلنا منطقة بلو غروتو الا انني لم اجد صورا لها في كاميرتي رغم اني اذكر اني التقطت بعض الصور من الباص لأننا لم ننزل بسبب البرد وملابسنا المبتلة.
وصلنا الى الفندق استلمنا غرفتنا ودخلناها لنرتاح من عناء السفر والمطر.
انتهى يومنا بالنوم مبكّراً وخصوصاً اأنا يقظين منذ صباح الأمس.
المطل الخاص بمطعم الفندق لطائف:
اللطيفة الاولى: يوجد شركتان للباصات السياحية وهما: Citysighseeing Malta (رابط) ولها فروع في مدن عالمية اخرى. وهي تسير ثلاثة خطوط الاحمر ، الأزرق ، والأخضر الخاص بجزيرة جوزو بتذكرة ليوم واحد بسعر 15 يورو Maltasighseeing (رابط)
وتشغل اضافة الى الثلاثة خطوط أعلاه خطا لجولات سياحية في الليل والتذكرة ب 17 يورو. اللطيفة الثانية: الباصات العامة Malta Puplic Transport (رابط) هي أنجع وسيلة للتنقل في مالطا لانعدام شبكة المترو ولارتفاع تكلفة تاكسي الاجرة . سعر التذكرة ليوم كامل هو فقط 1.5 يورو. على خير ألقاكم