إلى روح أبي رحمه الله الذى علمني فنون الحياة في صمت ...
إلي زوجتي وأولادى , الذين يودعونني عند سفري بتأثر , وينتظرون مجيىء بلهفة...
إلي أنيس منصور الذي أحببني فى السفر والرحلات ...
إلى مجلة العربى الكويتيه التى أمتعتنى بأستطلاعاتها الشهريه الممتعة عن الدول والمدن ...
إلى جوجل إيرث الذى قرب العالم بكل تفاصيلة بين يدي ...
إلى زاد المسافر وتقارير أعضائه ، التى جعلت السفر سهلاً ميسورا ، إلى أى بقعة فى العالم
وإن اختلفت اللغات واللهجات والعادات ...
وأخيراً ... إلى قارئي العزيز الذي يقطع من وقته زمنناً ليشاركني رحلتي .. فلولا القارىء ما كان الكاتب .
مقدمة
__________
كانت باريس ولاتزال حلم وأمل لكل عاشق للسفر والرحلات ...
فمهما رأيت من دول ومدن .. ولم تزور باريس ولندن
سيظل النقصان يكتنفك - إذا كنت رحالة - إن لم تزور باريس !.
سافرت كثيراً , شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً , ومع مارأيت من مدن ودول ..
كان حديثى عن السفر يبدوا ناقصاً , لأننى لم أرى باريس .!!
لفرنسا موقع فى القلب لكل محب للسفر والرحلات ..
ولعاصمتها بريق وسمعة بلغت الأفاق , وتتصدر العالم فى السياحة
وكنت أنظر إلى الأعلانات السياحيه..
فأرى سور الصين العظيم , فأقول : زرتة
تاج محل أقول : رأيته
تمثال الحريه .. رأيته
الكرملين .. زرته مرتان
ابوالهول والأهرامات .. فى بلدى
برج أيفل ... لم أراه !!!
فلطالما سُئلت .. هل زرت باريس ؟!
فأقول : لا
ولم يشفع لى أن زرت 27 دولة , وحوالي 85 مدينة , فى العالم .
وتضاءلت أمريكا والبرازيل وروسيا
ورومانيا وأسبانيا وقبرص وأسطنبول
وجنوب أفريقيا والهند والصين
وسنغافورة وماليزيا وتايلاند ودبى
وفيتنام وكمبوديا وميانيمار وأوزبكستان
وسوريا ولبنان والمغرب ...
أمام عدم زيارتي لباريس !!
لقد تأخرت رحلتي إلى باريس حوالى 13 عام كامله
ففى عام 2001 م بدأت أنطلق لرؤية العالم ..
كنت شغوف إلى السفر والترحال ..
كنت أحلم بأن أرى الدنيا ..
وكنت قبل هذا العام ( 2001م ) أسد نهمى فى السفر ,
بقراءة كل ما يقع تحت يدي من كتب ومجلات فى هذا المجال
وكونت مكتبة لابأس بها في ادب الرحلات ...
وعندما حان وقت تحقيق حلم السفر والرحلات ,
بدأت بأسطنبول وفى العام التالى
قدمت بأوراقي , إلى القنصليه الفرنسيه بالأسكندريه
للحصول على تأشيرة سياحية لفرنسا .
ولكن طلبي رفض للأسف ..!
فلقد كان العالم وقتئذ وخاصة ( اوروبا وأمريكا )
في أشد الحيطة والحذر ,
بل قل : الحصول علي التأشيرة إليهما ضرباً من المحال
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م من ضرب برجي التجارة العالمي فى نيويورك .
وترك عدم منحي التأشيرة إلى فرنسا غصة في حلقي
, ومرارة معنوية , كلما تذكرته ,
أو عند مرورى بسيارتى من امام القنصليه الكائنة فى المنشيه على كورنيش الأسكندريه .
وبالتالى .. تركت أمر السفر إلى باريس برمته
وأتجهت أسافر
إلى بلاد الله
وأرى خلق الله شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً
إلى أن رضيت عنى أمريكا فى عام 2009 م , ومنحتى تأشيرتها
لمدة 5 أعوام
فسافرت إليها مرتان
ومن بعدها , أصبحت التأشيرة إلى اوروبا وغيرها من بلاد العالم سهلة هينة . وأصبح مرحب بي أخيراً !
كنت أسافر .. وكنت أتمنى أن يأتى اليوم الذى أذهب فيه إلى باريس .
كنت أتمنى .. وكنت أسوف السفر الى باريس عاماً بعد اَخر , لتذكري رفضهم منحى التأشيرة من قبل .
وفى هذا العام 2014 م كنت أنوي السفر إلى قلب أوروبا , حيث براغ والنمسا والمجر ..
أو السفر إلى أمريكا فى رحلة ثالثة قبل نهايه السنه الخامسه من تأشيرتها , لرؤية بعض مدنها التى لم أزورها فى رحلتيى السابقتين ..
ثم تحولت الدفة بالكلية إلى باريس..
واصبحت باريس فى بؤرة الشعور , وفى حزم وجزم قررت السفر اليها ..
وذلك بعد أقتنائي لكتاب أشتريته من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى مطلع هذا العام بعنوان ( الاولة باريس )
للأستاذة شيرين عادل .
لقد نقلتنى فى كتابها إلى باريس وانا بين ثنايا كتابها هذا ،
عايشت رحلتها بكل تفاصيلها ..
تمتعت بالكتاب
فشرئبت نفسى تتوق شوقاً إلى باريس..
أرى ما رأت وأعاين بأم أعينى باريس هذه .
لاسيما وانا أشتاق إلى السفر ..
الى المطارات ...
والطائرات...
والمشى فى بلاد الله ...
بعد سنوات عجاف! من عدم السفرالخارجى؛
بسب الأحوال السياسية السيئة فى بلدى ( مصر )
ا
لتى مرت عليها فى السنوات الأخيرة .
ومن هنا جاءت الرحلة إلى باريس .
*******
أما علة العنوان ( باريس ... وهذا يكفي ! )
فذلك لأن أسم باريس لوحده ، يكفى .
فهى عَلم , فوق الألقاب والصفات والدلائل بين مدن العالم .
فقد أحصى الكاتب المشهور ( جورج لونتر ) ما وصفت به باريس فوجدة يبلغ 200,000 وصف !...
أما دلائلها فتأبى الحصر
فلقد وصفها ( ماريفو) قائلاً : باريس هى الدنيا ، وبقية الأرض ضواحيها ...
وقال ( ديستوفيسكى) عنها :
ماذا بقى لفرنسا إذا أخذت منها باريس ؟ !
وقال ( طه حسين ) :
فى باريس الفرح والأبتهاج ، وفيها البؤس والحزن ، وفيها الرجاء والأمل ، وفيها اليأس والقنوط ،
فيها أجتمع كل ما يحتاج إليه الناس وكل مالا يحتاجون إليه ، فيها أجتمع كل ما يشخص الحضارة الأنسانية
فى هذا العصر الذى نعيش فيه !
وقال عنها ( أحمد شوقى ) :
زعموك دار خلاعة ومجانة **** ودعارة يا أفك ما زعموك !
أسامة أحمد السباعى كفر الدوار
الثلاثاء غرة ربيع أول 1436هـ
23 ديسمبر 2014م
****************************** **
قبل البدء... عن نفسى أتحدث ... وعن التأشيرة ... وعن باريس أقول !
____________________
على مدار العام ، أكون شغوف أشد الشغف إلى السفر ..
وأُ ُمنى نفسى برحلة خارجيه ، وعندما يحمى الوطيس ..
وتدخل الرحلة فى حيز التنفيذ ، وموقع الجد ، لا الهزل .
يتعكر صفو المزاج .. لماذا ؟ لا أدرى !!
وأنا فى أرهاصات ماقبل السفر ..
حماس فى البدايه ...
ثم فتور فى منتصف الطريق ...
ثم قلق وأضطراب ...
ثم حديث النفس للنفس ..
ما هذا الذى تفعله ؟!
تترك وطنك وأهلك وناسك !
وانت تنتظر ماهو قادم فى رحلتك بحلوه ومره !
ما دعاك إلى هذا !
أحاسيس داخلية ، فى داخل النفس قبل السفر تنتابنى .
لاسيما فى عدم وجود صديق فى أغلب رحلاتى ،
لأننى فى مجتمع يحب السفر والرحلات
أقول : نعم
ولكنه لا يعرف سفر السياحه ..
يعرف سفر الجرى وراء لقمة العيش فى بلاد الله
وإن تيسر له مايكفى للسفر ويفيض ..لا يعرف سفر السياحة ايضاً !
يبدوا أن ذلك يرجع الى طبيعة مصر الزراعيه منذ الفراعنة وحتى الآن
فالبيئة الزراعيه يعيش فيها الأنسان مرتبطاً بالأرض ، بل قل : ملتصقً بالأرض التصاقاً
من الصعب عليه أن يترك قريته ، مدينتة ، دولته ،
ليرى غيرها من بلاد الله .
لقد منحتة أرضه الخصب والنماء ، ومايكفيه عن حاجتة ويزيد ...
فكانت له صوامع أعلى منزله
يخزن فيه محاصيله التى يحتاجها على مدار العام ..
فلما أذن يترك هذا الثراء يسافر إلى الفيافى والوديان ، ووطنه أجمل ألاوطان ...
فتأصل هذا المنطق فى الذاكرة المصريه حتى الآن ..
ولولا الحاجة ماوجدت مصرياً خارج أرض وطنه . إن الإنسان في وطنه ، يشتد قلبه ، وتقوى نفسه ،
لأنه كما قيل يُدْفيء ظهره بقومه ، ويحصِّن نفسه بأهله وخلانِه .
حتى قيل لأعرابي : ما الغبطة ؟ قال :
" الغبطة هي الكفاية مع لزوم الأوطان " .
أما البعيد عن وطنه فَفَرْدٌ في قوته ، وتائه في آماد لم تألفها نفسه حيث لا عزة ولا نصير .
ويقال إن إياسَ بن معاوية مرّ بمكان
فقال لمن معه :
" إني أسمع صوت كلب غريب " فقيل له
" بم عرفتَ ذلك ؟ " قال : " بخضوع صوته ، وضعفِ نبرته ، وشدة نُباح غيْرِه " . والشاعر المعروف : البهاءُ زُهَيْر الذي عاش في مصر إلى منتصف القرن السابع الهجري يأبى أن يَرْحل عن مصر لأنها جنة الحسن ،
ومجمع الإخوان والصحاب ، والأصدقاء الأوفياء :
أأرحلُ عن مصر وطيب نعيمها فأي مكان بعدها لِيَ شَائقُ
وكيف وقد أضحت من الحسن جنة زرابيُّها مبثوثة والنمارقُ
وإخوانُ صدقِ يجمَعُ الفضلُ شملهم مجالسهم مما حوَوْهُ حدائقُ
والوطن محبوب مطلوب على أية حال فالحب يجعل من القبيح جميلا ، ويجعل من العَكِير صفْوا خالصا سائغا للشاربين
يقول الشاعر : بلادٌ ألفناها على كل حالة وقد يُؤْلَفُ الشيء الذي ليس بالحَسنْ
وتُسْتعذب الأرض التي لا هواء بها ولا ماؤها عذبٌ ، ولكنها وَطَنْ
بعكس اهل فينيقيا ( لبنان وسوريا ) دفعتهم بلادهم دفعاً إلى ركوب البحر .
فجابوا غمار البحار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .
بحثاً عن الرزق ..
فكانت حضارتهم حضارة تجاريه من الطراز الأول ..
ولذلك نجد نخاو أبن أبسماتيك
من الأسرة 26 الفرعونية يستعين بالفينيقين برحلة للدوارن حول أفريقيا أستمرت ثلاث سنوات
لأن مصر حضاره زراعيه من الطراز الأول
يمكث فى الأرض ..
والفنيقى أرضه طارده للبحث عن لقمة العيش !
وأتذكر فى إحدى رحلاتى إلى العمرة ان ركبت الباخرة
من ميناء السويس إلى جدة ..
والمعروف أن الباخرة ستقطع المسافة فى 26 ساعة فقط ..
المهم الاربع ساعات الاولى
تجول فى أرجاء الباخرة
ثم ساعات للنوم ثم باقى الساعات ضجر وملل وكأننى فى الباخرة منذ شهور !!
فالأنسان أبن بيئته !
ولذلك تجد أنجح جاليه فى العالم العربى
خارج حدود وطنهما ، هى الجالية اللبنانيه على الأطلاق ..
ما من لبنانى يهاجر
إلا وبعد عام واحد من الهجرة يمتلك متجر اومصنع او بنزينه أو أو أو ....
وتكون بلد هجرته مستودع ومستقر له ولأسرته .
بعكس المصرى ..
يسافر ليعود إلى وطنه ..
وإن طالت به غربته يجعل قبرة فى وطنه .
لا يعرف إلا هذا ، الوطن مهما طالت غربتة !
ولذلك عند الأستعداد للسفر أقول لنفسى
لو جائنى تليفون - من الشركة السياحيه التى حجزت منها الرحلة ...
يقول : أن الرحلة تم ألغائها ، لأكون مسروراً ...
ثم يأتى الغم بعد ذلك لو تم الألغاء
منهى التناقض النفسى !!
لكن السرور سيكون فى المقدمه بلا جدال فى ذلك لو تمت الرحله !
وأول ما أترك المنزل .
وأذهب إلى المطار إلا والسعادة بل
قل : قمة السعادة تعلوا محييا ، وأشعر بالشباب والحيويه تجرى فى جميع أركان عروقى ..
ولما لا والحلم تحقق !!
ولما لا وستضيف عالم جديد ستراه لأول مرة !
ولما لا وكنز الثقافة والمعلومات يتجسد تجسيداً فى رحلتك !
ولما لا وستضيف إلى ذكرياتك ذكريات !
أنه السفر ، بحلوه و حلوه ، لا داعى لكلمة مرهُ ! تفائل بالخير تجده .
*******
وعن نفسى أقول أيضاً : توثيق الرحلة ، أمر فى غاية الأهمية بالنسبة لى ..
أصور ( بالديجيتال ) وأصور فيديو .
فقد ولىَّ زمن التصوير الفوتغرافى بوضع الفيلم داخل الكاميرا ، ثم تنتظر نتيجةالصورة بعد أسبوع من التحميض والطبع
أما الآن فمجرد ( ميمورى ) صغير ، أقل من من بنان الأصبع الصغير للأنسان ،
يصور مئات الصور وتلغى وتعدل وتحور فى الصورة كيفما تشاء ، وفى التو واللحظة ...
سبحان الله علم الأنسان مالم يعلم .
وبالتالى أنا أستغل هذا العلم بتصوير رحلتى بكثافة ،
ولما لا والأمر سهلاً ليناً ، لا عناء ولا مشقة .
وأنا أصور رحلتى ، أعلم أننى سوف أكتب عنها ، فالصورة تعيد لى الذكريات وتنظم وترتب حديثى المكتوب .
ولكن فى بعض الآحيان
يشعر المرء بالخجل وأنا أصور الباص والطائرة والطعام والقطار والمترو ...
كأنها عجب من العجائب ، وأنا محروم منها !!
ولو أختشيت من الناس فى هذا المجال ( التصوير ) ماكانت الكتابه ولا الكتاب !
*******
وعن نفسى أخيراً أقول : مارست الرياضه وأنا فتى ،
ثم وأنا شاب فى الجامعه فى فترات الاجازة الصيفيه
جرى وتمارين رياضية ( سويدى ) وحديد على خفيف ..
ولم أكن منتظم فى ذلك
ولكنها لها تأثير فى الذكرى
وتعود وممارسه قديمه لها .
ولذلك رجعت الى الرياضه منذ سنوات أربعه
ولازلت أمارسها مع مجموعة
ومدرب بجدول منظم ساعة واحدة
فى ثلاث مرات فى الأسبوع .
أقول هذا ما من دولة زرتها ، إلا وأجد
عشقى فى المشى ، أمشى ، أمشى ، بكثافة
وأنا أرى فى المشى أفضل توثيق للمكان الذى أزوره ،
فالمناظر الخاطفة من الأتوبيس
تأتى سريعة وتزول من الذاكرة سريعاً كذلك !
فتجدنى فى رحلتى هذه ..
أجوب باريس على قدمى بقدر ما أوتيت من قوة ومن وقت ..
فلا وقت عندى للمطاعم والراحة فى الفندق ...
السفر بالنسبه لى مهمه عمل علي أن أقوم به
على أكمل وجه
فكل ماقمت به من تحضير لرحلتى قبل السفر من بحث عن كل كبيرة وصغيرة عن باريس ،
وجب على أن أراه بأم أعيني .
ولذلك لا يجارينى او يزاملنى أحد فيما أقوم به ،
وما من أحد رغب فى التجول معى إلا وفى نصف المسافة ، أستأذن ويقفل راجعاً إلى الفندق ، او إلى مطعم .
بأستثناء الاستاذة داليا - من كبار أهل الصناعة فى مصر- فى مجموعة رحلتنا إلى جنوب أفريقيا والبرازيل ،
تقرأ خريطة المدينه .
ولا افضل معلم جغرافيا ،
وتمشى فى المدينه وكانها من أهل البلد .
........
و أنا عندما يشتد بي الجوع ..
أستخرج من حقيبة الكتف الصغيرة التى معى ، علبة بلاستك صغيرة ،
فيها تمرات وبعض البندق وبعض الكاجو
وبعض الشيكولاته ..
غذا معتبر مابعدة غذاء
فوجبة الأفطار سواء كنت فى سفر، أو فى وطنى ، هى وجبتى المهمه ولا أقول الرئيسية ..
افطر جيداً ، ثم يأتى بعدها أى طعاماً عرضاً ، لا أساسى ..
وقل أن يسايرنى أحد ٌ فى ذلك ! بكل أسف .
فإن كان هذا حالى مع المطعم والطعام ..
وأفضل الاسماك البحريه خارج مصر .
والأمر جد يسير
أشترى معلبات سمكيه فاخرة
من كارفور بالأسكنريه قبل السفر .
وأدعم ما اشتريت ببعض الأنواع الاخرى من
أحدى المتاجر فى بلد الزيارة ،
مع العصائر والمياة والفواكه والخبز ..
ومع أحلى عشاء أو غداء .. وأحلى نسكافية او شاى او يانسون بعد كل هذا ...
فإن كان هذا حالى مع الطعام ، فما بالكم مع المشتريات ..
التى تأخذ أقل حيز ممكن من وقت الرحلة ، وتأتى عرضاً لا أساسى ..
وفى شراء الشيكولاته وبعض السوفونير عوضاً عن شراء أى شيىء آخر .
وبالتالى سيحرم عشاق المطاعم والطعام .
وكذلك عشاق الأسواق والمشتريات .
فى رحلتي إلى باريس ، عن الحديث عنهما بأستفاضه.
وإن زرت بعض الأسواق وأشتريت ، وكان الزياره للسوق سياحيه فى ذات الوقت .
إذن عزيزى القارىء أمشى وأتنقل من مكان لأخر قد أرى المكان أكثر من مرة لأهميته
أجرى هنا
واصعد برج أيفل على قدمى
وبرج بلفور فى بروج ببلجيكا
وعدد درجاته 366 درجه على قدمى كذلك ..
فلا اعرف الكلل ولا الملل طالما سافرت ..
بيولوجيه جسمى كلها تتغير !
إلى الحيويه والحركة والنشاط
لعل يصيبك عزيزى القارىء
وأنت تتابع رحلتى هذه ، بعضاً منها .
**********
وبخصوص التأشيرة ، الحجز بدأ من خلال
مكتب صموول ورلد (Samal World )
فى القاهرة .
وهو مكتب سافرت من خلالها إلى العديد من الدول .
وأحب السفر مع مجموعة .
فمع المجموعة تثرى الرحلة علماً وتعارف وخبرة ..
وخاصة عندما يكون فى الرحلة برنامج موحد يشترك فيه الجميع ..
والأشترك فى رحلة جماعية
لا يتنافى على الأطلاق مع ماذكرته من قبل .
فى حبى للمشى الكثير بمفردى .
ودائماً مايكون اليوم الأول للراحة .
وغالباً ما ينتهى برنامج اليوم فى الثانية ظهراً ...
وغالباً ما يكون فى بعض أيام الرحلة جولة حره ..
وأنا اقتنص كل هذة الأوقات ..
أما فى رحلتى إلى باريس .
فقد كان عددالمشتركين 16 فرد
ودور الشركة منصب على حجز تذكرة الطائرة والفندق والأنتقال من المطار إلى الفندق وبالعكس .
المهم المكتب هو من قام بالحجز
لأخذ ميعاد من مكتب ( T L S )
المسئول عن منح التأشيرات فى مصر لكل من
( فرنسا – السويد – النرويج – الدنمرك – سويسرا وكذلك أنجلترا ولكن فى مبنى آخر )
ومكتب (T L S )
يقع فى المهندسين
برج أنفنيتى فى ميدان مصطفى محمود بالقاهرة
وفى يوم 28 ابريل ركبت القطار
من الأسكندريه إلى القاهرة
ورتبت اوراقى الخاصة بالتأشيرة وهى :
1 – ورقة من جهة العمل
( المدرسة الثانويه التى أعمل بها ) باللغة الأنجليزيه .
2- كشف حساب من البنك باللغة الأنجليزية .
3- عدد 2صورة خلفية بيضاء حديثة .
4- جواز السفر القديم والجديد .
5- صورة من كل من جواز السفر القديم والجديد
وما بهما من تأشيرات
( تشنجن و أمريكا ) .
والمكتب الذى حجزت منه الرحلة أعطانى
1- ورقة التأمين الصحى للرحلة ( الأونشورنس )
2- ( فوتشر ) حجز فندق ( ميريفيك )
لمدة 6 ليالى فى باريس .
3- عدد 2 ( ابلاكيشن )
أستمارات عن طالب التأشيرة ..
الأسم والعنوان ورقم جواز السفر ...
...
ولو أردت السفر دون الشركة السياحيه تدخل عن طريق الأنترنت الى موقع
( T L S ) تسجل بياناتك باللغة الأنجليزية
وتستمر فى كتابة ما يَورد عليك..
ثم تطبع الأستمارة المكتوبه ( الابلكيشن )
والرسائل الواردة ..
وهكذا حتى الميعاد والوقت الذى سوف تختاره .
.......
وفى مكتب ( T L S )
فى الدوار الرابع تصطف فى طابور ..
للدخول ، وتسلم تلفونك المحمول مغلقاً فى الأمانات ..
وتجلس أمام شاشة
تسمع رنة من الشاشة للتنبيه.
فإن وجدت أسمك ورقمك تذهب إلى
( الكونتر ) المكتب الذى يستلم منك أوراقك ..
التوقيع على بعض الأوراق ..
وأخذ البعض الآخر ..
ثم تتجة الى دفع مصاريف التأشيرة 825 جنيه مصرى .
ثم أنتظار آخر للتصوير وأخذ البصمة
وفى الأخر أعطيت عنوانى لشركة بريد ( T N T ) داخل مكتب ( T L S ) لتوصيل جواز سفرى إلى منزلى .. أنهيت الأجراءات , وقفلت راجعاً الى مدينتى كفر الدوار .. وبعد عشرة أيام جائتنى التأشيرة لمدة ثلاث شهور .
***************
ويبقى الحديث عن باريس ...
يقول جيته : كل خطوة على جسرباريس
أو فى ساحة من ساحتها تذكر الأنسان بماض عظيم
لأن فى كل زاوية من زوايا طرقاتها قد جرى جانب من التاريخ .
وتاريخ الأمة الفرنسية مر بمراحل عده ،
فيها القوة وفيها الضعف ...
فيها الصلابة وفيها الأنكسار ...
فيها الأضطراب وفيها الأستقرار ...
أنتصرت وأنهزهت !
أحتلت و أُ ُحْتُلت !
أنقسام دينى لمدة قرنان من الزمان !
حروب مع بريطانيا على المستعمرات
عرفت بحروب المئة عام
طاعون فتاك فى سنوات عديدة
فهى أمة ذات حضارة حديثة الآن ..
حضارة لم تنشأ من فراغ ..
عانت الكثير والكثير حتى وصلت إلى ماهى عليه الآن
أقول هذا .. لآن الأمل لازال معقوداً ..
إن تنفض أمة الشرق من كبوتها ..
وتزيل غبار الجهل من على كاهليها .
وتنظر إلى ماضيها لتعرف
حاضرها فترسم صورة لمستقبلها ، ويكون عنوان حداثتها تحت مسمى
( الأصالة والمعاصرة )
فلا خيرفى أمة تنسى ماضيها على حساب مستقبلها ...
.......
سكنت إحدى قبائل الغال
وهى قبيلة باريسى ، على نهر السين
الذى يخترق باريس
عند جزيرة ( إيل دولا سيتى )
وتعنى جزيرة المدينة .
وهى كانت ولاتزال قلب باريس .
والتى أقيمت عليها باريس منذ أكثر من 2000 عام
ومن تلك القبيله الغاليه باريسى ..
أستمدت باريس أسمها
وخلع عليها الرومان عند أحتلالهم لفرنسا أسم
( لوتيشيا ) فى سنة 25 ق.م
ثم عاد إليها أسمها السابق فى عهد
الأمبراطور يوليان المرتد عام 360 م
ويعتقد كذلك أن أسم باريس
مستمد من الكلمة السلتيه الغالية باريسو
والتى تعنى الشعب العامل أو الحرفيون .
وقد ذكرت باريس فى كتابات الرحاله العرب بأسم بريش
.....
ويتعاقب التاريخ على المدينة ..
ففى القرن الخامس الميلادىخضعت للفرنجه .
و جعل الملك الفرنجى كلوفيس من
سلالة أسرة الميروفنجيون باريس عاصمة لبلادة عام 508م
وفى عام 845 م تعرضت المدينة
للسلب والنهب والتدمير مراراً وتكراراً
من قبل قبائل الفايكنج الأسكندنافيين
....
ودخلت باريس مرحلة أخرى من الحداثة والتطور فى سنة 987 م مع الملك أوجوكاييه
وتوجت الحداثه بأنشاء فيليب أوغست الجامعه فى عام 1200م
......
وإلى أن جاءت الثورة الفرنسيه فى
14 يوليو 1789م بالهجوم على سجن الباستيل .
وهى بيت القصيد فى تاريخ فرنسا عامة وباريس خاصة .
هذه الثورة التى غيرت مجرى تاريخ العالم بأكملة ،
ولا تزال آثارها باقية على العالم والبشر حتى الآن !
هزت عروش وأرست مبادىء وأنجبت شخصيات ،
وأفنت آخرى ...
قامت ضد الملك لويس السادس عشر الذى ظلمة المؤرخين كثيراً ..
فلقد أساءت له الظروف أضعاف ما أساء إليها ، وإنة لمن الصواب ماقيل عنه :
( لقد خلف له آباؤه الثورة فيما أورثوه إياه )
والرأى عندى فى أندلاع شرارة الثورة يرجع إلى قبل أقتحام سجن الباستيل إلى تاريخ 23 يونيه 1789م
عندما وقف ( ميرابو ) عضو مجلس الأمة من طبقة العامة صائحاً فى مجلس الأمه ، بأعلى صوته أمام الملك
قائلاً : ( إننا هنا بإرادة الشعب
ولن نبرح مكاننا إلا على أسنة الحراب )
فأذعن الملك لمشيئة النواب
إلى حد أن طلب إلى
رجال الدين والأشراف الموالين له
طلب منهم الأنضمام إلى زملائهم نواب العامه ريثما
يستقدم جيوش لا تتأخر عن إطاعة أوامره عند الحاجة ..
وقف ميرابو أما الملك الذى يزعم أنه
يملك حقاً إلهياً لحكم البلاد ..
نزع عامل الخوف من نفوس العامه ..
وتوالت الأحدث سريعة ..
وتغير علم فرنسا وهو علمها الحالى الذى يرمز للثورة الفرنسيه وقصة ذلك ترجع 11 يوليه 1789م
حين هاج الشعب
على بعض قرارات الملك
فاقترح بعضهم أن يضع كل فرد ورقة من اوراق الشجر فى قبعة ليتعارف المتضامنون فى السخط على الحكومة ،
ثم أبدلت هذة الشارة فى اليوم التالى
باللونين الأزرق والأحمر .
فلما جاء الملك لزيارة باريس عقب سقوط الاستيل ، وضع اللون الأبيض
( وهو شعار الملكية )
بينهما تكريماً له فبقيت الألوان الثلاثة شارة الثورة منذ ذلك الحين فى علم البلاد .
وتتتابع أحداث الثورة سريعاً ...
ويتم أعلان الجمهوريه فى 25 سبتمبر 1792م
وفى 17 يناير 1739 م قرر المؤتمر الوطنى الذى يدير البلاد إعدام الملك لويس السادس عشر
ونفذ فيه حكم الأعدام بالمقصلة .
مقصلة الجولتن نسبة إلىمخترعها الطبيب
جوزيف غيلوتن (Dr. Guillotin )
( فى 21 يناير بميدان الجمهورية بباريس
( الكونكورد ) وكان آخر مانطق به
( إنى برىء ... ولكن فليكن دمى فداء سلام وسعادة أبناء فرنسا )
وأستمرت المقصلة تحصد الارواح ففى شهر واحد من صيف 1794م أعدم أكثر من 1300 شخص
حتى ظهر على مسرح الأحداث نابليون بونابرت فوضح حداً للثورة .. وأصبح أمبراطوراً على فرنسا
ويأخذ التاريخ منحى آخر تستكمل به الثورة الفرنسيه والأحداث الدوليه حتى وقتنا الحاضر
......
وأخيراً الجغرافيا تقول :
باريس مدينة مستوية بشكل عام، ترتفع أخفض بقاع المدينة 35 متر عن سطح البحر .
تحوي باريس عدة تلال، أطولها تلة مونمارتر التي ترتفع 130 متر عن سطح البحر
تبلغ مساحة باريس حوالي 87 كم مربع - باستثناء غابة بولونيا وغابة فانسن -
مطوقة بطريق دائري
(بوليفار بيريفيريك)
يبلغ طوله 35 كم. توسعت حدود باريس التي بلغت مساحتها 78 كم مربع عام 1860
لتصل إلى 86.9 كم مربع في عشرينيات القرن الماضي.
ضمت غابة بولونيا وغابة فانسن إلى مدينة باريس رسمياً عام 1929،
فبلغت بذلك مساحة المدينة 105 كم مربع. بينما تبلغ مساحة منطقة باريس الحضرية 2,300 كم
...
لا شك أن المعلومة والقراءة قبل غمار الرحلة
وللقارىء قبل الخوض فى ثنايا الموضوع
تجلى المدينة بوضوح امام الجميع
_________________________
__________________
________________
خريطه فرنسا .. وعَلَمها
____________________
خرائط متعدده لفرنسا ][
______________
_______________
_______________
_______________
______________
________________
تقسيمات باريس الإداريه
__________________
هنا قامت باريس .. من جزيره إيل دو لا سيتى فى نهر السين
l]
______________
____________
من الأسكندريه إلى القاهره .. فى طريق الذهاب للحصول على التأشيره
________________
لعب الرياضه .. والقراءه من عوامل نجاح أى رحله لأى رحاله
إلى زاد المسافر وتقارير أعضائه ، التى جعلت السفر سهلاً ميسورا ، إلى أى بقعة فى العالم
سعداء بتواجدك في هذا الموقع أخونا الكريم أحمد وكل الشكر والتقدير تجاه مشاعرك الطيبة التي تدل على أصالة وخلق رفيع ..
اقتباس:
ولم يشفع لى أن زرت 27 دولة , وحوالي 85 مدينة , فى العالم . وتضاءلت أمريكا والبرازيل وروسيا ورومانيا وأسبانيا وقبرص وأسطنبول وجنوب أفريقيا والهند والصين وسنغافورة وماليزيا وتايلاند ودبى وفيتنام وكمبوديا وميانيمار وأوزبكستان وسوريا ولبنان والمغرب ...
أستاذ أحمد أنت يبغى لك جلسة! .. ما شاء الله تبارك الله .. أنيس منصور أثر في ملايين القراء العرب .. ويندر أن تجد محبا للسفر والترحال لم يقرأ كتب ذلك الرجل! .. مشاركتك الأولى في زاد المسافر ثرية وقوية ومفصلة .. نحن أمام كاتب رحلات من الطراز الأول .. سوف أتسمر على مقعدي وأتابع هذه الرحلة إلى باريس وأمني النفس بقراءة المزيد من رحلاتك للدول التي زرتها .. أهلا بأهل اسكندرية الذين لهم في قلبي محبة خاصة .. مدينة عريقة بعراقة التاريخ لاشك تخرج عظماء وأدباء وعلماء وفلاسفة ورحالة كبار .. واصل يا أستاذ أحمد ونحن منصتون ومستمتعون .. يحفظك الرحمن ..
لاسيما فى عدم وجود صديق فى أغلب رحلاتى ،لأننى فى مجتمع يحب السفر والرحلات أقول : نعم ولكنه لا يعرف سفر السياحه .. يعرف سفر الجرى وراء لقمة العيش فى بلاد الله وإن تيسر له مايكفى للسفر ويفيض ..لا يعرف سفر السياحة ايضاً !يبدوا أن ذلك يرجع الى طبيعة مصر الزراعيه منذ الفراعنة وحتى الآن فالبيئة الزراعيه يعيش فيها الأنسان مرتبطاً بالأرض ، بل قل : ملتصقً بالأرض التصاقاً من الصعب عليه أن يترك قريته ، مدينتة ، دولته ، ليرى غيرها من بلاد الله .
لقد أجبت عن تساؤل كان يدور في خلدي دائما وهو عدم وجود أعداد كبيرة من الرحالة المصريين الذين يسافرون للسياحة بالرغم من التعداد السكاني الكبير في مصر
فكل ماقمت به من تحضير لرحلتى قبل السفر من بحث عن كل كبيرة وصغيرة عن باريس ،وجب على أن أراه بأم أعيني .ولذلك لا يجارينى او يزاملنى أحد فيما أقوم به ،
متأكد يا أستاذ أحمد؟ .. اطلع على هذه الروابط لأعضاء رحالة في زاد المسافر وأعطنا انطباعك! .. يوجد الكثير ممن يهوون نفس أسلوبك فأهلا وسهلا بك في نادي محبي المشي والانطلاق والتعرف على كل صغيرة وكبيرة في البلد .. لا أريد أن أشغلك بكثرة الروابط لكن هذه عينة صغيرة جدا :
أسعدنى للغايه كلماتك الطيبه فى حق تقريرى
وزاد أعجابى الأقتباس لما كتبت والتعليق من جانبك عليه ..
فدل هذا على القراءه المتأنيه .. وهذا ما يسعد أى كاتب فى أى موضوع ان يجد المهتم
والقارىء النهم .. فهنا أستفيد ويستفيد الجميع من التقرير الذى بين أيديهم
__________
(((فكل ماقمت به من تحضير لرحلتى قبل السفر من بحث عن كل كبيرة وصغيرة عن باريس ،
وجب على أن أراه بأم أعيني .
ولذلك لا يجارينى او يزاملنى أحد فيما أقوم به ،
وما من أحد رغب فى التجول معى إلا وفى نصف المسافة ، أستأذن ويقفل راجعاً إلى الفندق ، او إلى مطعم .
بأستثناء الاستاذة داليا - من كبار أهل الصناعة فى مصر- فى مجموعة رحلتنا إلى جنوب أفريقيا والبرازيل ))) ______
أخى ابو سلطان ..
أنا لا أنكر على البعض فى حبهم للتجول والترحال والمشقه فى الأستكشاف
لكن لو دققت فيما كتبت لتجد الأمر هذا ينصب فى اعضاء أى رحله قمت بها
وأستثنيت فى ذلك شخص واحد ..
أكرر حديثى ينصب على أعضاء رحلاتى .. ومع ذلك السواد الأعظم مما قرأت من تقارير
يكون ( المأكل ... والمطعم ... والفندق ... والتسوق ...) بيت القصيد فى رحلاتهم
( وللناس فيما يعشقون مذاهب )
________
أخى ابو سلطان .. يشرفنى متابعتك
ويسعدنى ثناءك على مدينة الأسكندريه
ودعنى أغبطك لأنك تعيش فى أجمل مدينه رأتها عينى
فى المدينه التى ما أن زرتها إلا وحسدت أهلها عليها
فى المدينه التى أشعر وأنا فيها أننى إنسان بمعنى كلمة إنسان كما أراد الله أن يكون له إنسان
بمعنى الكلمه للأنسانيه
فى طيبة الطيبه صلى الله وسلم على ساكنها الحبيب المصطفى
صباح الخير من القاهرة ... وبنجور من باريس ... فى نفس اليوم !
______________________________ _
كانت أمى تقول لى : ( أنت تحب تأخذ القطر من ديله ) كنايه عن الوصول متأخراً فى ركوب المواصلات
سواء كانت سيارة اوباص او قطار او باخرة او طائرة ... ثم تتبع كلامها قائلة المثل المصرى :
( القطر مبيستناش حد )
أى أن القطار لا ينتظر أحد . أما سبب تأخرى فى ركوب المواصلات فيرجع إلى ألم الانتظار .
.والتأخير فية القلق ..
والقلق ألم أيضاً .. وأنا بين ألمين أعانى.. ألم الأنتظار لو وصلت قبل الميعاد .. وألم القلق لو وصلت متأخراَ
ولعل من أهم الدروس التى أستفدت منها فى رحلة باريس هذه هو علاج هذا الداء ( ركوب القطر من ديلة)
لقد قررت ذلك ،قررت أن لا أتأخر بعد الآن ، وذلك بعد مرورى بلحظات رهيبة من القلق فى
آخر سويعاتى فى باريس وأنا متجة لركوب
الطائرة فى رحلة العودة إلى مطار شارل ديجول
......
وحتى فى ذهابى من مدينتى كفر الدوار إلى الأسكندريه لـ (ركوب السوبرجيت ) المتجة إلى مطار القاهرة
فى الواحدة صباحاً كنت فى قلق !
وفى الباص ايضاً كنت فى قلق !
فالمواعيد التى ركبت فيها لا تتحمل التأخير على الأطلاق .وأى تأخير معناة ألغاء الرحلة
وعندما وصلت مطار القاهرة ( صاله واحد ) فى الخامسة والنصف صباحاً أى قبل اقلاع الطائرى بساعتين فقط
زال القلق وأطمأنت نفسى ، وأنهيت إجراءات المطار فى سهولة ويسر ، وأصبح لدى فَسحة قليلة من الوقت
ذهبت إلى المسجد صليت الصبح فى هدوء وسكينه
أزالت قلق ليلة السفر إلى مطار القاهره
لم يكن لدى فرصة للتسكع فى المطار وقتل الوقت ..
إذ انفتحت البوابة النهائيه لركوب الطائرة وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من ركوب الطائرة
وبالتالى سأنتقل من عالم إلى عالم آخر
......
منذ صغرى وصوت القطار يطربنى ، ولا زال ركوب القطار متعة عندى فهو يعيد لى شجن الماضى عندما
كنت أسافر مع والدى رحمة الله إلى مسقط الرأس فى الريف فى وسط الدلتا ..
ونافس القطار حباً وعشقاَ أزير الطائرة .
وحتى الآن فلئن رأيت القطار يخترق مدينتى أطرب له ، ولو أطلعت بعنقى إلى السماء فى جو صحو ورأيت
طائرة أُسر لرؤياها ...
فما أجمل أن تحمل حقائبك ...
وتقف أمام الميزان وتستلم تذكرة صعود الطائرة .. وأنت بين الحين والآخر تستمع إلى الأذاعة الداخلية فى المطار
تعلن عن مجيئ طائرة وأقلاع آخرى
هنا تجد بشراً بأختلاف ألوانهم ولغاتهم ... كُلاٌ له بغيته من رحلتة ...
ولذلك أقترح على أى محطة تلفزيونيه عمل برنامج بأسم
( على سُلم الطائرة ) تستضيف أحد المسافرين
وتفتح معه حديثا عن سفرهه وعالم الطيران والمطارات وغرائب وعجائب السفر والبشر و المدن والحياة ..
وكيف نطبق أجمل ماعند الآخرين ..
.....
أنبهارى بالطائرة يرجع إلى
خريف عام 1982م قبل عام الليسانس .
قمت بأول رحلة خارجية فى حياتى للعمل
فى الأجازة الصيفية إلى العراق مثل أقرانى وقتئذ ...
فلقد كان السفر إليها شاق
ولكن لمثلى تهون عندى المشاق فى مقابل
رؤية البلاد .. فمن مدينتى إلى الأسكندريه إلى السويس ثم باخرة إلى العقبة ثم إلى عَمان ثم أخترق الصحراء إلى
بغداد .. كان الحر خانق والطريق طويل والسفر شاق ...فعلاً قطعة من العذاب ... كل هذة المشاق وكل هذة
المسافة أختزلت فى أقل من أربع ساعات عند العودة من بغداد إلى القاهرة فى اول ركوب لى للطائرة..
كنت مبهور ..
فى سويعات قليلة يدنو كل شيء أحبة ..
وأنا من أخترقت الطرق والانهار والكبارى والخلجان والبحار والجبال والهضاب والصحارى والمدن ...
فى رحلة الذهاب
فعلاً ..
ما أجمل أن تعلق ما بين السماء والأرض والدنيا كلها تحت قدميك ..
إنه بساط الريح وأنت هنا الامير علاء الدين !
.........
وعلى متن الخطوط الجويه الفرنسية
فى رحلتها رقم 503 المتجه إلى باريس ، أقلت بنا الطائرة فى السابعه
والنصف صباحاً من مطار القاهرة الدولى فى رحلة أستغرقت أكثر من أربع ساعات ونصف تقريباً . لنصل
إلى مطار شارل ديجول فى الحادية عشر والنصف صباحاً ، فمنذ سويعات قليلة كنا نقول صباح الخير من القاهرة
وها نحن نقول فى نفس اليوم بونجور باريس !
فهنالك فارق توقيت ساعة بالسالب ، فالمعروف
جغرافياً أننا نُؤخر الساعة لو أتجهنا إلى الغرب والعكس صحيح .
كنت أحسد ولازلت أوربا على المروج الخضراء التى ىتَسُر الناظرين ، وأظن أنهم لولم تكن طبيعة بلادهم
خضراء ، لجعلوها خضراء ... بدليل الأشجار الوارفة فى الشوارع والورود الجميله على النوافذ والشرفات ..
وفرنسا أمه لا تنسى فضل أبناءها ولذلك أينما تحل تجد التماثيل والحدائق والميادين ... باسماء من أسهموا
بسهم وافر فى ركب تاريخها الطويل ..
وهنا نجد أكبر مطار فى فرنسا ، وهو واحد من مراكز الطيران الرئيسيه فى العالم وهو أيضاً المحور الرئيسى
لشركة ( أير فرنس ) وتتعدى نسبة الركاب فية بأكثر من 61 مليون راكب فى العام مع حركة طيران تصل إلى
ما يقرب من نصف مليون حركة وبالتالى فهو سابع أكثر المطارات أزدحاماً فى العالم ، وثانى أكثر
المطارات أزدحاماً فى اوربا بعد مطار ( هيثرو بلندن ) 75 مليون مسافر .
أنه مطار شارل ديجول ( 1890 – 1970م ) تخليداً لدورة فى قيادة جيش فرنسا الحره للدفاع عنها
فترة الحرب العالميه الثانيه ( 1939 – 1944م ) وهو مؤسس الجمهوريه الفرنسية الخامسه .
يبعد المطار عن قلب باريس بحوالى 25 كم . وتعمل الحكومه الحالية إلى ربط المطار بقلب باريس
بقطار سريع يقطع المسافة فى 20 دقيقة بدلاَ من 40 دقيقة والتى يقطعها القطار الآن ، وذلك فى عام 2023 م
........
وفى صالة 2 E أحدى صالات المطار مشيت مع الركب ومتبع أشارات الطريق إلى الجوازات
وأستلام الحقائب وما بين المشى والصعود والهبوط وركوب قطار داخلى للأنتقال من مكان إلى آخر
مع فرحة غامرة تنتابنى .. ولما لا وباريس الآن بين يدى .. وكل ما قرأته يتمثل أمام أعينى الآن !
وفى طابور الجوازات ختم الدخول .. واهلاً وسهلاً بك فى باريس ... أخيييييييييييراً .مع تنفس الصعداء
وأستلمت حقيبتى ... ووجدت مندوب الشركة السياحيه
( شريف ) معه يافطة بأسم المكتب ، عرفتة بنفسى ..
وتركتة ...
وذهبت إلى مكتب المعلومات السياحيه فى المطار أخذت خرائط المدينه والمترو ووووو. هذا عشقى ..
فى جمع كل مايقع تحت يدى من المدينة التى أزورها مهما كان ولو تذكرة مترو أو فاتورة طعام ..
فما بالك بخرائط ومعلومات وكتيبات ...
وفى المكتب سألت عن كارت المترو ( اورنج ) وأنا أعلم أن له أسم جديد .. ولكن لرغبتى فى الحصول
على ما كان يقوم به كارت ( أورنج ) من قبل والكارت الجديد أسمه ( NAVIGO ) .
وأشار إلى أتجاة المكتب الذى كان بعيداً بالفعل ... أمشى وأمشى .. أمشى وأمشى ، وأنا أجر خلفى
حقيبتان واحدة صغيرة والأخرى كبيرة .. تركت فى مصر الحر والعرق .. فوجدتهم فى باريس و أنا الذى نشأ
وتعلم على أن مرادف كلمة اوربا مناخياً يساوى ثلج ومطر وبرودة ...
وأخيراً بعد سلالم صعوداً وهبوطاً دخلت صالة واسعة لقطار باريس .. دخلت المكتب
دفعت 31 يورو وحصلت على الكارت الذى يتيح لى ركوب المترو والقطار والأتوبيس فى باريس طيلة
أسبوع بدايه من الساعة 1: 12 الثانية عشرودقيقة واحد من بعد منتصف يوم الأحد .. وحتى منتصف ليل الأحد القادم
أعطتنى الكارت وهى تؤكد على أن اليوم هو الأحد .. ولا يعمل الكارت إلا فى صبيحة الغد ... شكرتها
وأجرى بما يتيح لى الجرى فى المطار .. وأنا أجر حقيبتى خلفى ، إلى شريف مندوب المكتب الذى ينتظر المجموعة
وعندما وصلت اليهم أتجهنا إلى خارج المطار لركوب الباص إلى الفندق ... وفى الطريق تراءت لى باريس
لا جديد تحت الشمس ... هذا ما ستقوله لنفسك فى أول يوم لك فى باريس ...وماقلة غيرى من
كبار الكتاب والأدباء ... عندما زاروها .. ثم مع مرور الأيام أكتشفوا أن سر باريس فى روح باريس
فهى عروس أوروبا الغاليه .
.........
كان الباص يخترق الطريق وشريف يصف المدينة وبرامجها ومناخها وأسواقها ... وعرض على المجوعة
أسعار برامجه فى جولة ليلة اليوم تشمل معالم باريس . ثم ديزنى لاند ومتحف اللوفر وقصر فرساى
ومدينة بروج البلجيكيه فى أيامنا التاليه ... لم أشترك ؛ لأن باريس أعرفها جيداً وسأتجول براحتى
فى الأماكن التى أريدها ... اما مع المجموعة سترى باريس من نافذة الباص فقط لاغير ..
ثم أنا معى كارت ( نافجو ) NAVIGO
كما أننى زرت مدينة ديزنى لاند فى مسقط رأسها فى اورلاندو بأمريكا .. فلن أضيع اليوم
فى مدينة ترفيهيه وأنا فى أحضان مدينه النور فى أرضها ومبانيها ومعالمها وحضارتها ... أمضيت 6 ليالى
فى باريس وبقدر مارأيت .. إلا أن الأيام السته هذة لم تكفنى .. وحصرت الأماكن التى لم أزورها فى رحلتى
هذه ؛ لأن الوقت لم يسعفنى فأتحصر عليها كلما تذكرتها ... وسوف أتحدث عن ما رأيته وزرته ...وأما مالم أتمكن
من زيارته ورؤيته فحديثى عنة فى نهاية المطاف
.........
وعندما دلف الباص إلى شارع كليشى ( Avenue de Clichy ( حيث يقع فندق ميريفيك ( MIRIFIC )
مقر أقامتنا ، لم يكن الشارع غريب عنى على الأطلاق لقد مررت به من أولة إلى آخرة من خلال
جوجل أيرث المحترم
********************
تذكرة الطائره
______________
بوردنج صعود الطائره
________________
حركة الطائرات فى مطار القاهره الدولى
_____________
اشراقة يوم جديد فى القاهره
___________
ميناء القاهرة الدولى
الباص المؤدى إلى ركوب الطائره
________________
الطائرة الأيرباص التابعة لشركة الخطوط الجويه الفرنسيه عدد ماتملكه الشركة من طائرات
15 Airbus A330 13 Airbus A340 8 Airbus A380 7 Boeing 747 25 Boeing 777-200 37 Boeing 777-300
إحدى طائرات شركة مصر للطيران رابضة على ارض المطار
_____________
بانورما المطار للصاله رقم واحد فى مطار القاهرة الدولى
من نافذة الطائره
[/URL
________________
واستقر الركاب فى أماكنهم ... سبحان الله لكل فرد آمالة وأهدافة من رحلتة .. ولكل واحد قصة وحكايه لو غُرت فى أعماق نفسه لوجدت الكثير والكثير
__________________
أجمل شيء أتمتع به فى ركوب الطائرة هو هذة الخريطة التى تظهر حركة الطائرة والمسافات التى قطعتها وسوف تقطعها .... وهنا تترك الطائرة اليابس وتخترق البحر المتوسط
_________________
فطار شهى .. مع ملحوظه بأن المأكولات الموجودة على متن الطائرة كلها حلال .. ليس فيها أى مشتقات للحم الخنزير أو مضاف عليها كحوليات ..شكراً أير فرانس
_______________
يلبى الطلبات ولا يهملها الكلام لكى ياجارة ( مصر للطيران ) لانهم يعملون بنظام ( حسنه وأنا سيدك ) مع المصريين أما أن كنت أجنبى من أصحاب العيون الزرقاء والخضراء والشعر الحرير الأصفر فانت ، ملك متوج على متنها
_____________
ما زلتُ أتابع خط سير الطائرة وها نحن فوق البحر الادرياتى بالقرب من السواحل الأيطاليه
_______________
ولاحت جبال الألب من نافذة الطائره
_________________
باقى 33 دقيقه ونصل إلى مطار شارل ديجول
قبل الهبوط
________________
أرض مطار شارل ديجول
_______
____________
قبل النزول
_____________
اقلاع طائره صوره من نافذة الطائره قبل تركها
__________
ونستعد لمغادرة الطائره
__________________
يالها من مسافة طويله من اول النزول من الطائره حتى الوصول إلى مكتب الجوازات واستلام الحقائب
[
[
****************************** ************
يوجد امكن متعدده لأستلام الحقلئب فى مطار شارل ديجول
________________
هوايه أعشقها فى كل سفرياتى ...وهى جمع العروض السياحيه فى الدوله التى ازورها
وهذه حصلت عليها من مكتب الأستعلامات فى المطار
____________
وسألت فى المكتب عن كارت أورانج الذى تحول أسمه إلى كارت نافجو كتبه على هذة الورقه وبسرعة إلى شراءة فى أقصى الصاله الطويله بل قل الطويلة جداً جداً
________
وكارت نافجو عبارة عن كارتين واحد تضع فية الصورة والآخر فيه الشريحة وهنا الصورة وظهر الشريحه
_________________
وبدأت اتعامل باليورو
_______
أحمل معى هدايا من خان الخليلى وخاصة من ورق البردى والعلب الصدفية وميدليات وأقلام فرعونيه لا تتخيل كما هى بسيطة ولكنها تفتح كثيراً من قلوبٍ مغلقه
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد .. أشكرك أستاذ أسامة أحمد على كلماتك الرقيقة ومشاعرك النبيلة .. كما أشد على يديك للمجهود الذي تبذله في الكتابة من حيث الاستشهاد بالشعر والنثر وأقوال الرحالة وتنسيقك للصور وترتيبك للخرائط .. وطبعا استغربت من مشاعرك المتضاربة في السفر بحيث تبدو متحمسا عند التخطيط ثم مكتئبا مترددا عند قرب السفر ثم سعيدا منطلقا بمجرد ما تطأ قدماك المطار .. محافظتك على الرياضة والتزامك بها وممارستها بانتظام يساعد كثيرا في المحافظة على اللياقة لا سيما أثناء السفر .. فضلا عن أنه يجلو الذهن وينظم النوم ويرتب الأفكار .. آلمني رفض إعطائك التأشيرة لفرنسا وما سببه لك ذلك من ألم نفسي لكن انفكت العقدة أخيرا فباريس ولندن من العواصم التي لا تكتمل السيرة الذاتية لأي رحالة إلا بزيارتهما .. زرت لندن في صغري وأيضا باريس ولكل عاصمة إسلوبها وطريقتها رغم قربهما .. في انتظار إكمالك للرحلة فإسلوبك يجبر على المتابعة في زمن قل فيه القراء وأصبحت القراءة المتأنية والعميقة عبئا على الكثيرين .. يتميز إسلوب الرحالة في سرده ويتناسب تناسبا طرديا مع تعلقهم بالكتاب .. لا أشك أنك اطلعت على كثير من الكتب في هذا المجال .. متابع ومستمتع بما تكتب