( 1 )

في شهر مايو 2015م قررت بعد البحث والمشورة أن أذهب إلى بلدٍ جميلٍ جديدٍ عليّ. لقد سافرتُ إلى أوروبا: فرنسا وسويسرا. ولقد طالعتُ
دول الشرق الأوسط كمصر وسوريا ( من قبل ) ودبي والبحرين والسعودية ( والسعودية هي مولدي وهي أحسن الدول في نظري ).
ولكنني في هذه السفرة رغبت بالتغيير. شاهدت أن كثيرًا من الناس يُثنون على تركيا وجمالها. وتابعتُ الحسابات التي تمتدح هذه الدولة.
ومع البحث الكثير، قررت زيارة تركيا متوجِّهًا إلى أسطنبول وبورصا وما حولهما.. بغرض استكشاف هذه البلد التي بات الكثير يمتدحها
ويرغب في الذهاب إليها، وحجزت على طيران أطلس جت لتاريخ 3/8/2015 إلى 10/8/2015م.


( 2 )


- في تاريخ 2/8/2015، والذي يُصادف ذكرى الغزو العراقي على الكويت، راجعت حقائب السفر وأوراقي وجوازاتي وحجوزاتي
استعدادًا للذهاب إلى مطار الكويت الدولي في مساء هذا اليوم الموافق للأحد.
- انطلقت إلى المطار عبر التاكسي، وقد أخذ منّي دينانير إلى باب المطار. أنزلت الحقائب ووضعتها في العربة وأنطلقت إلى المطار.
- جلست في الصالة أنتظر الرحلة، وتناولت بعضًا من البنك بيري اللذيذ والعشاء كان في مطعم تشيليز الجميل.
- تم الإعلان عن دخول الطائرة على وقتها دون تأخير، وأقلعت كذلك دون تأخير بفضل الله تعالى.
- كان التعامل في الطائرة جميلًا. وكان الطاقم ودودًا ومضيافًا. إن طيران أطلس جت جميل ومواعيده مناسبة ودقيقة - بحسب التجربة -.


- وصلت إلى أسطنبول في تمام الساعة السابعة والعشرة دقائق. وقد كان الطقس باردًا وجميلًا. إن هواء أسطنبول منعش.
- كان تعامل الموظفين في المطار جيّد، وهم يتعاملون مع العرب، وخصوصًا الخليجيين، كما يتعاملون مع أي أُناسٍ آخرين. فلا تحسبنّك
كخليجي لك مقام مرتفع ومعاملة أجمل وخاصة كمعاملتك في مصر مثلًا أو حتى دول الخليج.. بل تعاملهم عادي وقد تظنّه في بعض الأحيان
أنه سيئًا بحسب مزاجك وحالة الموظف والزحام الذي عنده. لا تدقق في الأمر! امض بهدوء وبصمت ولن يضرك أحد أبدًا ما دمت على الصواب.
وقد يضيق صدر البعض من كشف وجه المرأة للموظف الخاص بختم دخول تركيا، أعني به موظف الجوازات في المطار. ذلك أن البعض
يرغب في أن تكون هنالك امرأة تكشف على زوجته ( وأفصح: زوجه )، ولكنّ هذه الرغبة لا تتحقق في أغلب أو كل الأحيان في مطار أتاتورك مع الأسف.


- والملاحظة في المطار أنه مزدحم، وأعني به مطار أتاتورك، وفيه من النّاس أشكالُ وأصناف. وقد رأيت العرب به قلة.
والأقل منهم أهل الخليج العربي. إن الخليجيين لا يشكّلون عددًا كبيرًا من زوار تركيا للسياحة. إنّهم قلة مقارنة بالعالم الكثيف الذي يجيء إلى تركيا وأسطنبول.


- ورأيت بعض الشباب قد قَدِمَ إلى تركيا وهو لم يعمل التأشيرة، أعني بها الفيزا. وقد قال الشاب لصديقه إنه ينبغي علينا عمل الفيزا لكي لا يُرجّعنا
رجل الجوازات. ولكن صديقه أصرّ وقال: فلنحاول.. لعلّهم يدخلوننا بدون الفيزا!. وكانت المحاولة فاشلة، فعادوا أدراجهما إلى مكتب الفيزا لاستخراجها.
إن استخراج الفيزا للكويتيين مجانيّة. إنها لن تستغرق الثواني لو عملتها من الإنترنت.. وبالمجان. ولكن غفلة البعض كبيرة. وكثيرون يذهبون إلى
تركيا وهم يغفلون عن بعض الحقائق والنصائح والواجبات.. وهذه ثقافة سياحية بالية وقديمة، وهي ثقافة: سافر وبس.. دون تخطيط أو نظر ورؤية.


- والموقف الذي حصل معي في الجوازات مع الموظف مضحك. حيث أن صورتي في الجواز دون نظارة، وبالغترة والعقال، وكانت لحيتي خفيفة جدًا.
وأمّا شكلي الحالي فأنا ألبس النظارة ( وأفصح: العوينات )، ولحيتي قد طالت كثيرًا.. فجلس الموظف ينظر إليّ وإلى صورتي في الجواز لمدة ثوانٍ. خفتُ بها
أن يرجعني إلى الوراء أو للتأكّد من الهوية. فلا وقت لنا لمثل هذه المشاكل والأزمات. فقلت للموظف مُبادرًا: هذا أنا... بالتأكيد هو أنا. فكاد أن يضحك وختم
على الجواز وأدخلني. ثوانٍ رهيبة عند موظف المطار. ولكنّ الأمر سهل ومرَّ بسلامٍ بفضل الله.


- خرجت من المطار، وانطلقت إلى ميناء يني كابي مباشرةً، عبر التاكسي: الذي كلّفني 40 ليرة - بالعدّاد - إلى الميناء. ذلك أن رحلتي
إلى بورصا بعد قليلٍ من وصولي إلى أسطنبول. فإن أول ليال السفرة في بورصا، وآخرها في أسطنبول. إن أصحاب التكاسي في أسطنبول
فيهم الجيّد والسيء. والحيطةُ أن تسأل عن سعر ذهابك إلى أي مكان قبل الركوب بكل أدب وثقة. والأمر سهل بعون الله وكرمه.


- وصلت إلى الميناء في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا. وغادرت عبر العبارة المتجهة إلى بورصا في تمام الساعة العاشرة صباحًا.


- كانت العبارة التي ذهبت بها من ميناء يني كبي إلى ميناء بورصا جميلة وكبيرة. كانت عبارة تنقل الناس والسيارات معًا. كانت نظيفة
ومرتبة وأسعارها جميلة. فالذهاب والعودة من أسطنبول وإلى بورصا والعكس تكلف الشخص الواحد الدينارين والنصف، ما يُقارب الثلاثين ريال سعودي.


- في العبارة كافيه جميل. أنصح بالحجز في الأماكن القريبة من النافذة لمشاهدة جمال البحر، وهو بحر مرمرة. وكذلك أنصح بالحجز باكرًا
في العبارة عبر الإنترنت، وهو حجزٌ آمن وسهل وبسيط ويحفظ لك المكان الذي ترغب به والوقت المطلوب. الحجز عبر الانترنت يُريحك.
وصلت إلى بورصا في تمام الساعة الحادية عشرة ظهرًا، واتفقت مع تكاسي للذهاب إلى فندق ألميرا، وهو الفندق الذي أسكن به، بسعر 70 ليرة تركية.


- وصلت إلى الفندق. ودخلت إلى الغرفة الجميلة المطلة على حديقة لونا الكبيرة والماتعة. إن غرفتي في الطابق الأول. إنها غرفة جميلة ومتميّزة.


- أمضيت هذا اليوم بعد رحلتي الطويلة والمتعبة نوعًا ما في الفندق. زُرت في ليل هذا اليوم ميدان كنت ومجمعه فقط. وهو ميدان قريب من الفندق.
تمضي له عبر النفق، والمشي قرب الشارع العام. يُعيب ذلك الطريق الموصل للمجمع من الفندق أنك ستمر على محلات لتصليح السيارات.
ولكنّ الأمر سهل ويسير وممتع. شاهدت الميدان والمجمع، ورجعت أدراجي للحديقة. جلست بها بعض الوقت، وعدت إلى الفندق.


- في الفندق وجدت شركة سياحية أسعارها مناسبة وجميلة. أخذت باكج ثلاثة أيام:


أ- يوم لزيارة جبل أولداغ والتلفريك والمسجد الأزرق وبعض الأسواق مع الغداء في مطعم عائلي جميل بين الجبال والأشجار.
ب- يوم لزيارة الشلال الصغير وحديقة الحيوان، وبعضًا من مصانع الحلقوم والمربى ومناحل العسل. والغداء كان في مطعم الشلال الجميل.
ج- يوم لزيارة يالوفا الجميلة وشاطئها، وشلالها الجميل والمنعش البارد، ثم كان الغداء في مطعم مطل على قرية ريفية جميلة جدًا.


أ- لقد أعجبني جبل أولداغ. والتلفريك الموصل إليه رحلته ماتعة وجميلة. والجلوس في المقهى أعلى الجبل حكاية ثانية. غير أن شرب
الشاي وأكل بعض البسكويت على ذلك الجبل عند المقهى المرتفع حكاية لذيذة!.
ب- جلست في جلسة بعض المطاعم تحت الجبل بعد العودة منه، ولم أطلب شيئًا، فقال لي الجرسون: هل ستطلب شيئًا؟ قلت: لا.
قال لي بلهجةٍ مضحكة: يلا قوم.. قوم. فهو يرغب في أن يجلس في جلسات مطعمه مَن سيطلب منه لا غيرهم. كلّمت المُرشد فأخبرني
بأن هذا الموظف غير محترم، وأنه يجب احترام السُّياح، ورغب منّي أن أنادي الجرسون لكي ينتقده ويُخبره بسوء تعامله مع السيّاح،
ولكنني أبيتُ ذلك وقلت: لعلّه معذور، فهو في منطقة سياحية ويرغب في أن يستفيد ويربح.
ج-ذهبت في هذا اليوم إلى سوق منيرة. وقد كان هذا السوق في أحد مناطق بورصا. وهو سوق غالٍ ما عدا الحلقوم. إن سوق منيرة
في الأصل هو مصنع للحلقوم، ولذا فأسعاره به مناسبة، وطعمه حلقومه جميل. لكن خلاف الحلقوم لا أرى أن تشتري منه شيئًا، وذلك لأنه
غالٍ على غير داعٍ أبدًا.
د- البديل عن سوق منيرة، هو سوق شيخ زاده، وهو سوق رخيص وأسعاره تنافسية وجميلة. شيخ زاده في بورصا كمحمود باشا في أسطنبول: كلاهما سعره مناسب.
ه- رجعت إلى فندق ألميرا على الغروب، وذهبت إلى حديقة لونا لركوب الدراجة الهوائية الممتعة والجميلة لمدة نصف ساعة.
ثم تناولت العشاء في سطح الفندق، بجانب المسبح، وعلى إطلالة جبل من جبال بورصا الذي يقبع قريب منه مسجد يصدع به المؤذن - حين عشائي - لصلاة العشاءِ.


انتهى اليوم الثاني من الرحلة سلام واستمتاع، وخلدنا إلى النوم بسعادة.

أسأل الله أن يُجزيك الأجر الوفير على حسن ظنك بأخيك وكلامك الجميل،
فكما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: " الكلمة الطيبة صدقة "،
وأنت كنت مثال يُحتذى به بحسن الخلق وطيب الكلام.. فعسى الله أن يجزيك الأجر.


وسأضع في بالي موضوع " الصور الجميلة من الرحلة " فهي تزيد التقارير حلاوة،
وأنا في تقاريري السابقة لم أكن أهتم بها، لكنني في هذه المرة سأحاول وضع الصور.. من أجلك أنت.


وفقكم الله، وإلى لقاءٍ قريب.

الحمدلله على السلامه أخوي محمد ...

أسلوب قصصي سردي جميل يحمل الكثير من التفاصيل الدقيقه والمهمه مع المتعه

سجلني من المتابعين بالصفوف الأولى لهذا الجمال

فضلاً وليس أمراً إدراج بعض الصور (( إذا أمكن )) لتكتمل المتعه والجمال

بالتوفيق ...

إن شاء الله. سأحاول اليوم اختيار بعض الصور ووضعها مع التقرير.
وفقكم المولى.

شكرا اخوي وبانتظارك في اسطنبول وسابنجا لان رحلتي بشهر 9

تقرير جميل وواضح اتحفنا ببعض الصور بارك الله فيك