الفصل الثاني
الـطــريـق الــي ... امــريـكــا ...
_______________________
اولاً : من هنا نبدأ
3.15 فجراً الخروج من المنزل في سياره خاصه من مدينتي كفر الدوار، الي القاهره
وبالضبط الي المطار الجديد ، المطار الثالث ، الفخم الرائع ، النموذج الرائع لزائرى مصر ...
وصلت 6.30 صباحا...
وفي المطارات دائما اشعر بجو السفر
وما يختلج النفس من مشاعر متابينه
لاتعرف كنهها
ولكنها في مجموعها مشاعر جميله و رائعه ...
ولما لا !!
وانت تتجه من الانسلاخ من الزمان والمكان والاشخاص المحيطين بك
وتتجه بكل مشاعرك الي عالم جديد ...
وكل ما ستراه هو اول ما تراه عينك لاول مره...
والجديد مبهم ...وغريب... ومثير... وممتع ...
ستري البشر والأرض والسماء ...
ستزداد خبراتك وتجاربك ومعارفك ...
....
استرحت في الصاله حتي حان وقت الساعه 7 صباحا
لعمل اجراءات الدخول الامنيه والحقائب ...
ودائما انا حريص علي المرور من تلك البوابه الالكترونيه فى أى مطار دون ان تطلق صافرة الأنذار .
فلا قلم او عمله او موبايل
ولا نظاره او كارت بنكي
تلك الاشياء التي تؤدي الي اطلاق صافرة انذار للتفتيش
ولذلك اعبر بسهوله ويسر ...
أتذكر مره فى مطار أديس بابا وانا قادم من رحلة الصين انصافرة البوابه رن
استخرجت من جيوبى كل شيئ
أيضا" يرن "!!!
طلع السبب فى النهايه
منديل الطائره المعطر لانه مغلف برقائق من الالمونيوم هى سبب الانذار.
..............
تم التاكد بالجهاز علي التاشيره بسرعه
ثم علي الكونتر... لاخذ البوردنج الخاص بركوب الطائره ومعرفه البوابه و المقعد
وبعدها جلست علي احد الكراسي لكتابه بطاقه الخروج ...
وانا جالس رايت المذيع اللامع "طارق علام "
فسلمت عليه ...
وذهبت الي الجوازات
فاعطيتهم البطاقه المكتوبه وختموا خروج علي جواز السفر
وعند البوابه رقم عشره جلست منتظراً
وانا جالس مر علي شيخ جليل مرتدي زي رجال الازهر كاجمل ما يكون ...
نظرت اليه بتمعن وانا جالس ...
فنظر الي وهويسير بتؤده ووقار
أمعنت اليه النظر، فقلت رافعا صوتي :
فضيله الشيخ المعصراوي ...
فتهلل وجهه مبتسما وانا كذلك
فقفزت من علي مقعدي وسلمت عليه ...
فقلت له كان لي الشرف ان أؤدى فريضة الحج
وان آراك هناك واسلم عليك وأشاهد حديثك الطيب عبر قناه أقرأ
فأردف قائلا" : كان ذلك منذ سنوات .
فقلت فعلا" عام 2006 علي جبل عرفات ...
حيث كنت في نفس المكان الخاص باستوديو الهواء لتلك القناه بارض عرفات المباركه ..
وفضيله الشيخ احمدعيسي المعصرواي هو شيخ عموم المقاريء المصريه ...
وكان متجها الي فرنسا.
سألنى عن وجهتى قلت نيويورك
.......
ثم انفتح الباب
ودخلت ومررت بنفس اجراءت الامن المتبعه لركوب الطائره بكل ذلك بسهوله ويسر...
...
وعن ملاحظاتى عن المطار الجديدهو ان
المطار الجديد هو المطار الثالث وهو مطار رائع كما ذكرت انفا
ونتشرف به علي ارض مصر ...
ولكن اود ان يخصص للرحلات الخارجيه فقط ولايستخدم في الرحلات الدخليه ...
كما ينبغي ان يوجد مونوريل (قطار) يربط بين المطارات الثلاث مع بعض البعض ...
ولو تم ذلك لكان رائعا ولوفر كثير من الوقت والجهد واضفي صوره مثاليه للمكان ...
و اتمني ان يكسو الزرع الصغير والورد والشجيرات ارض المطار الخارجي عند مهبط الطائرات .
لا ان يكون اللون الاصفر لون الصحراء هو السائد ...
كما اتمني ان يزود المطار من الداخل بأصأيص الزرع والورد ...
فالمكان مرايا للدوله...
كانت تلك ملاحظاتي عن المطار الجديد ...
عند الذهاب وعند العوده لي ملاحظات اذكرها استكمالا" لتلك الملاحظات .... و هى
وقوف بعض الأفراد يحملون يفط بأسماء بعض الأشخاص من عند باب الطائره ...
و خلال الممشى الطويل للوصول إلى الجوازا ت
و هذا لا أتمناه فكل من ينتظر أحد عليه الإنتظار عند البوابه الخارجيه لمبنى المطار بعد إنتهاء كافة إجراءات الخروج
لا من عند باب الطائره و هذا الأمر لا أراه إلا في مطارتنا فقط ....
.... ثانية كثرة رجال المطار أصحاب الجواكت و البدل الخاصه
و في يديهم جهاز اللاسلكى
حيث أن كثرتهم أكثر من الركاب أنفسهم أمر مستهجن
لما لم نراه في مطارات العالم المختلفه ...
لو تلاشينا تلك السلبيات لقلنا فعلاً..
البدايه و النهايه صح
فأهلاً و سهلاً بك في مصر...
****************************** *********
ثانياً : على بساط الريح ... عفوا ً الطائره
الطائره التى أقلتنى من طراز بوينج 777 العملاقه ...
جلست في مقعد 31 K بجوار النافذه
ووضع المقاعد في الطائره مكون من أربع مقاعد في وسط الطائره بين ممرين ثم مقعدين واحد بجوار الشباك و الآخر على الممر
و من حسن حظى أن المقعد الثانى الذى بجوارى كان فارغاً
على الرغم من إمتلاء الطائره بالركاب تقريباً
مما اعطاني فرصه عظيمه للتمدد و الراحه و الإسترخاء داخل الطائره
لأن الرحله مباشرة إلى نيويورك تصل إلى 11 ساعه طيران مباشر ...
...
الطائره كانت مريحه اذن و المسافه بين المقاعد معقوله ايضاً ...
و لكن يعاب عليها شاشات العرض ...
فشاشات العرض سقفيه ثابته فوق الممرات بعضها يعمل و البعض الآخر يُتعب النظر
و إن تريد أن ترى شيئاً ، سترى صوره باهته ، خطوط عرضيه ، وميض من الضوء يزيد و يقل ...
فإن كانت الشاشات أمامك مباشره خلف المقاعد كما في معظم الطائرات لكانت أفضل
لا سيما و أن الرحله طويله ...
...
أكلتى المفضله خارج منزلى دائماً هي الأسماك لذلك تناولتها على الطائره و كانت طيبه .
ثم قبل الهبوط بساعتين وجبة إفطار تمنح الطاقه لما هو قادم .
بعد أربع ساعات من الإقلاع ظهر على شاشات الطائره خط سيرها
و خريطة خط سير الطائره من أمتع ما أتمتع به داخل الطائره ...
لحبى الشديد للجغرافيا و المدن ...
أشعر فعلاً أننى أركب بساط الريح ، أننى علاء الدين ...
الدنيا كلها تحت و أنا أحلق في السماء ...
أسماء دول و مدن و بحار و محيطات و أنا أمر عليها سريعاً ...
طوت لى لأرض طياً لأصل إلى بغيتى فى اسرع وقت ...
رأيت على خريطة الطائره أننا فوق فينسيا في شمال شرق إيطاليا بعد أن أخترقت البحر المتوسط
و أستمر مسيرها فوق سهل لمبارويا
ثم غرب أوروبا
و إنجلترا حتى شمال أيرلندا
و هى متجهه إلى الشمال الغربى كأننا ذاهبين إلى جزيرة أيسلندا و عاصمتها ريكيفيك
ثم إنحرفت إلى الجنوب الغربى صوب نيويورك ...
خط سير الطائره أثار حفيظتى ...
لماذا لم نأخذ الطريق مباشرة إلى نيويورك ؟!
و لماذا أخذت شكل المثلث من القاهره إلى شمال الأطلنطى ثم من شمال الأطلنطى غلى نيويورك ؟!
سالت احدى كباتن الطائره المخضرمين فكانت إجابته ...
بان الأرض كرويه تتسع مسافتها في الوسط و تضيق في الشمال ..
كما أضاف قائلاً : أن خط الأطلنطى المتجه إلى نيويورك خط ملاحى مليىء بحركة الطيران
و الطريق الذى سلكه أريح و أفضل للطائره ...
مع إحساسى أنه طريق طويل إلا أن الرحله أستغرقت وقتها تماماً و هو 11 ساعه طيران...
اما العوده فكانت طريق الطائره من نيويورك إلى القاهره شبه مباشر من الغرب إلى الشرق
و نفس المده 11 ساعه طيران
****************************** ********
ثالثاً : نيويورك ... نيويورك ... معقوله !!
...
صدمه ما كنت أتوقعها من نافذه الطائره ...
و هى أننى كنت متخيل أننى سأرى نيويورك من نافذة الطائره كأروع ما تكون المدن
فلقد صورت بكاميرتى الفيديو من قبل مدن كثيره جداً قبل هبوط الطائره إلى مطارات تلك المدن
و رأيت الروعه و الجمال من فوق...
و لكننى رأيت الأرض الأمريكيه ضحله لا جاذبيه و لا جمال
و لا شىء يوحى بعظمة و جبروت أمريكا
...
و الصدمه الثانيه أن المطار لا يوحى على الإطلاق أننا قادمين
على أعظم دول العالم دولة الإنبهار و الجمال .
الدوله العملاقه التى تسير فيها الطائره أكثر من 5 ساعات
داخل أراضيها من الشرق إلى الغرب .
الدوله ذات 52 و لايه و كل ولايه كدوله ...
دولة ناطحات السحاب ...
دولة الحياه النموذجيه ...
دولة هوليود و عالم الإنبهار و الخيال ...
فليس في المطار لفته جماليه على الإطلاق ..
....
الطابور كان طويلا ...
ومكاتب الامن لا تعمل كلها ...
وسألنا لماذا لايوجد ضباط في الجوازات في بعض المكاتب ...
قيل ان اليوم يوم الكريسماس والاجازات كثيره ..
......
من التعليقات الظريفه اثناء الطابور
ان قال احد الزملاء معلقا علي ضخامه ضباط الجوازات ان قائلاً :
(هؤلاء من قوات المارينز... استعانوا بهم لانهاء الاجراءات...)
.....
حقيقي كنت اخشي التعقيدات والمشاكل
من كثره ما قرأت عن المضايقات التي حدثت لبعض الركاب في الاعوام السابقه .
فلقد قرات في بعض المنتديات ما يقبض النفس ويضيق الصدر
ولا تهنأ بالسفر الي امريكا خشيه ما يحدث في المطار ...
ولقد قرأت عن الملل و" الأرف "والمعامله السيئه
والأظرف الحمراء والصفراء وجميع الوان الطيف
وسوء المعامله لكل ما هو عربي ...
لدرجه انني تصورت انني لن ادخل امريكا علي الاطلاق ....
....
ولكن وبسرعه
ومع النظام
فتحت بعض المكاتب
وتم توزيع الطابور بينهم
ووقفت امام ضابط ضخم ، ملامحه اسيويه علي غير عاده الاسيوين
ويبدو في ملامح وجهه طيبه وهدوء ...
اعطيته الباسبور ... وورقه البيانات الخاصه بالاسم والعنوان .
حيث اعطونا ورقتين في الطائره قبل الهبوط في نيويورك يحتويان علي بعض البيانات الشخصيه ...
كشف علي الكمبيوتر وبصمت الاربع اصابع اليمني بدون الابهام ، ثم الابهام لوحده
وحدث لليد اليسري مثلما حدث لليد اليمني ...
ثم ختم علي التاشيره
ثم الصق جزء من النموذج المعبأ في الطائره في الباسبور امام التاشيره
وهي ورقه هامه ويجب ان لا تنزع ...
حيث في رحله العوده ياخذونها في المطار ولايوجد ختم خروج ...
ثم الي استلام الحقائب خلف مكاتب الجوازات مباشره
استلمت حقيبتي
و عند الجمرك سلمت الورقه الاخري
ولم يطلب فتح الحقائب وانتظرت في الخارج باقي المجموعه وطال الانتظار ...
************************
رابعاً : خمسة ليمونات ب 500 دولار !!..
كان على موعد مع رحله طيران اخري من من مطار نيويورك j.f.k من ترمينال 4 الذي هبطنا فيه
الي ترمينال 5 الي شركه طيران جيت بلو الامريكيه
إلى مدينة أورلاندو جنوب شرق أمريكا ...
كنا خمسه ننتظر باقى المجموعه
و لما طال الإنتظار سألت أحد الموظفين كيفية الوصول إلى شركة طيران جيت بلو ...
فذهبنا فى نهاية الممر فصعدنا سلم كهربائى للدور العلوى
و ركبنا القطار إلى المحطه التاليه ثم النزول إلى مكاتب طيران جيت بلو ...
و عندما توافد باقى المجموعه سالناهم عن أسباب التأخير!
فقيل أن احدى الشنط لإحدى اعضاء رحلتنا لم تأتى فكتبوا بذلك محضرا ...
كما أن أحد افراد رحلتنا ايضاً تم تفتيش حقيبته فوجدوا فيها 5 ليمونات !!!
فطلبوا بتوقيع الغرامه عليه بجلبه مأكولات معه إلى أمريكا
و قد كتب ووقع بخط يده قى الدكلاريشن أنه لم يجلب أى طعام إلى داخل البلاد ...
فسألت كم كانت الغرامه ؟
قالوا 500 دولار!!!
و لكن أنتهى الأمر بسلام و أخذوا الليمون فقط...
أما أنا فكان معى سندويتشات و مأكولات جافه و معلبات و بسكويت و حلويات ...
فالطيران الأمريكى لا يقدم طعام على متن الطائره
بإستثناء مشروب و كيس شيبسى أو سناكس مهما كانت المسافه داخل أمريكا ...
حتى أن بعض الشركات الأمريكيه قالت أنها مسئوله عن نقل الراكب فقط و ليس الحقائب
فاى حقيبه مع الراكب تشحن بالفلوس ...
اما شركة جت بلو فرأت ان من حق الراكب حقيبه واحده لا تزيد عن 23 كيلوجرام
و الأخرى بـ 30 دولار لكل حقيبه...
المهم نفعنى جداً السندويتشات و على ( الجيت بلو ) تعشيت حتى وصلنا إلى أورلاندو ....