الــفــــصــل الــثــامــن
____
الـيـوم يـوم....الـمـلـحـمـة
الـيـوم يـوم ....الـكـرنـفـال
__________
رحلتنا كانت تسمى بإسم ( ماس للسياحة – مجموعة الكرنفال )...
... وذلك لأن ريو دى جانيرو ، تفتح ذراعيها فى هذا الكرنفال لأكثر من 500 ألف سائح يفدون إليها اثناء أيام المهرجان الاربعه ...
وخاصهً يومى مهرجان سامبادروم حيث تتبارى 12 مدرسة من مدارس إستعراض السامبا كل مدرسة يزيد عدد مشتركيها عن 4 آلاف فرد ...
كان بالأمس الأحد 6 مدارس عرضنا إستعراضاتهم من الساعة 9 مساءً إلى ساعات الصباح الأولى ...
واليوم الأثنين 23/2 ... تقوم الـ6 مدارس الأخرى بإستعراضاتهم فى المكان المخصص لذلك ... وكنا فى مصر قد تم حجز مقاعدنا وتذاكرنا خشية نفاذها لو اشتريت من ريو ...
....
فى ليلة الأمس كنت قد عقدت العزم على بيع تذكرة المهرجان لأسباب عديدة ...
أولاً : ليس عندى رغبة مُلحة للذهاب إلى المهرجان فى السامبادروم إذ أننى لا أحب الصخب والضجيج والبهرجة الزائدة ... فلن أجد نفسى فى ذلك ولا أفضلة .
ثانياً : تذكرتى كانت هدية من مكتب ماس للسياحة أهدانى إياها الأستاذ عادل عطا الله نظير تكليفى من قبلة بمسئوليه التعامل مع المحجوزات والتذاكر ... والحفاظ على روح المجموعة ونجاح الرحلة .
ثالثاً : كنت كأى فرد فى المجموعة والتذكرة غالية بـ500 دولار فوددت بيعها وأعزم المجموعة بثمن تلك التذكرة فى أى مطعم
... ( ولذلك عرضنا فى رسبشن الفندق بيع التذكره ... بالسعر المعقول )
....
دعونا نترك الحديث عن الكرنفال إلى حينة ... ونتحدث عن نشاط هذا اليوم الذى نقسمة إلى ثلاث أقسام
1 – رحلة بحرية فى خليج جوانا باراباى ( فى الصباح )
2 – رحلة فى غابات ( تاجوكا فورست الوطنية ) ( بعد الظهيرة )
3 – مشاهده كرنفال سمبادورم ( فى المساء )
....
أولاً : رحلة بحرية فى خليج جوانا باراباى
... أستطيع أن أقول فى نشاط وبرامج هذا اليوم هو مزيد من إستكشاف مدينة ريو دى جانيرو ...
فالمدن تستكشف على البر بالسير فى طرقاتها ودروبها وعمائرها وناسها ...
ولكن فى رحلة جوانا باراباى هى إستكشاف للمدينة من جهة البحر جهة الخليج... إذ تظهر واجهه المدينة كلها على صفحة مياة الخليج ...
إذ يعتبر خليج جوانا باراباى من أكبر خلجان العلم فى داخل مدينة ...
....
إستقبلتنا سونيا فى الصباح فى بهو الفندق ...
أعطتنى فوتشر تلك الرحلة بعدد 8 أفراد ... جاء أتوبيس ، ركبنا فيه وجدنا غيرنا من السائحين ... سار الأتوبيس على كورنيش كوباكابانا فى اتجاه منطقة ليمى ... وعند أحد الأماكن خلف كوباكابانا
نزل الجميع وجدنا أتوبيسات سياحية أخرى واقفة ...
فى هذا المكان يتم تقسيم المجموعات السياحية إلى البرامج المختارة ... البعض إلى الكوركوفادو والبعض الاخر إلى شوجرلوف ونحن إلى الخليج ... مثلما يحدث فى سنغافورة من تجمع السياح فى مكان واحد ، ثم تقسيمهم على حسب برامجهم انتظرت قليلاً ... لاحظ أحد السائحين ملامحنا الشرقية الإسلامية ...
وهو ذو ملامح تقترب منا قليلاً ...
تعرف على سألنى عن بلدى ...
قلت : من مصر.
أبدى سعادة ظهرت على ملامحه ...
وقال : أنا وزوجتى تلك نأمل زيارتها فى القريب العاجل ...
ثم بادرته سائلاً من أى البلاد أنت ؟!!
فقال من أوزبكستان
قلت حقيقى!! قال فعلاً وانا مندهش!! ...
لاننى سأقول له حالاً اننى سعدت بزيارة أوزبكستان فى صيف 2008 وانا سعيد جداً بتلك الزيارة ...
سألته من أى مدن أوزباكستان ؟
قال : طقشند وزوجتى من بخارى فقلت انا زرت مدنها الثلاثة الشهيرة
طقشند وسمرقند وبخارى
وعجبتنى جداً سمرقند ... مع عدم الإنتقاض من جمال وروعة وتاريخ المدينتين الأخريين.
ولكن الذى لم يعجبنى فى أوزبكستان مطارها ... الصغير البروقراطى والممل فى إجراءاته ...فأومأ برأسه موافقا" على كلامى .
ومن الأشياء الجميلة التى ذكرتها له عن أوزبكستان مطعم شرشرة الرائع مكاناً وطعاماً ...
بدت السعاده الغامرة على وجه ووجه زوجتة.
إذ لا يتخيل انا وهو أن نقف على رصيف شارع فى ريو دى جانيرو بالبرازيل يتحدث إليه مصرى زار دولته ...
وأن أرى أنا أوزبكى فى ريو...
جاء الأتوبيس الذى سينقلنا إلى الميناء وأنهينا الحديث بسلام حار محيياً إياه بالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته فرد على السلام مبتسماً ...
....
فى 10 دقائق وصلنا الميناء وهو نهاية طرف شاطئ فلامنكو بالقرب من مطار سانتوس المطار الداخلى لريو واعتقد متتبع تقريرى هذا حفظ ريو دى جانيرو وأسماء مناطقها تماماً ...
....
كانت المركبة شبيهه بتلك التى ركبناها فى رحلتنا البحرية فى الجزر الإستوائية شملت عديد من السائحين من مختلف الجنسيات وكان الكثير من البرازيلين سكان مدن بعيدة عن ريو جاءوا فى زيارة سياحية إليها بمناسبة كرنفالها ...
ذكر لى أحد أفراد تلك المجموعة البرازيلية أنه من مدينة سانت كاترينا فى جنوب البرازيل...
موقع الميناء يواجه عمائر شاهقة تمثل منطقة الداون تاون ...
....
أخذت بنا المركبة منذ اقلاعها فى تمام الساعه التاسعه والنصف صباحا" .
جولة بطول شاطئ فلامنكو وبوتافوجو حتى القرب من الشوجرلوف ثم سارت فى عرض الخليج إلى الضفة الأخرى منه وهى الجانب الأخر من مدينة ريو وهو أقل أهمية من الناحية السياحية فلا يوجد بها جذب سياحى ، على الرغم من وجود شواطئ وطبيعة جبلية وهضاب .
ثم سار المركب حتى مررنا من تحت كوبرى دى نيترو ، الذى يربط شطرى مدينة ريو دى جانيرو ويبلغ طوله 14 كيلو متر ...
ثم عدنا إلى حيث بدأنا،فى جوله استغرقت ساعتين كاملتين تماماً،
كانت جلستى الفضلةعلى ظهر الركب فى مقدمته كما كانت فى رحلتى السابقة فى مركب رحلة الجزر الإستوائية وهى تتيح لى التمتع بالطبيعة الخلابة ، فالناس خلفى ولا أنشغل بهم والماء والهواء والشمس والمعالم امامى
وهى فرصة للتمتع بالطبيعة وحركة المركبة فى الماء وصفاء االذهن ...
فالنظر الى مرمى البصر الفسيح ، يريح الذهن والنفس .
ولذلك تجد اخواننا فى الخليج يحبون جدا" تلك الرحله التى يختلى بها مع نفسه ، لتقع عينيه الى منتهى بصره ، حيث امتداد الصحراء والسماء . مما يتيح له فرصه لهدوء النفس وسكينة الروح .
وهذا مايجده الناظر الى البحر الفسيح عند منتهى بصره ولذلك نحن نشعربعدم الارتياح والقلق نتيجه ضيق الشوارع وضيق مرمى البصرومحاطين بالمبانى من كل جهه.ولذلك كان خيال الشاعر العربى قديما" خيال خصب مع صفاء الذهن و القريحه. فكتب أجمل الاشعار
....
كان ميعاد رحلتنا إلى الغابة فى تمام الساعة الثانية من بعد الظهر من أمام فندق إقامتنا أطلانتيكو كوباكابانا ...
فلازال لدينا متسع من الوقت أكثر من ساعتين من بعد الإنتهاء من رحلة الخليج ...
قلت فى نفسى طالما أننى قريب من الداون تاون فليس أمامى إلا خطوات قليلة أعبر طريق السيارات ثم أسير بين العمارات وأصل إلى قلب الداون تاون ... فقررت ترك المجموعة تذهب إلى الفندق إذ هم فضلوا ذلك ... وذهبت إلى حيث أردت ... فأنا أستطيع أن أقول :
الداون تاون ... كلاكيت رابع مرة ... والأخيرة
هذه المرة فى عز الظهر مثل المره الأولى مع سونيا - مرشدتنا السياحية - ... عندما زرنا كاتدرائية متروبولتيان ...
فى هذة المرة وددت أن أزور منطقة سانتا تريزا ...
وسانتا تريزا الوصول إليها من الداون تاون وهى منطقة مرتفعةعلى تل ، و شعبية الطابع...
رغبت فى الصعود عن طريق الدرج الحجرى الممهد داخل حارتها ...
ولكن فى بدايه الصعود خشيت على نفسى
... فالمناطق الشعبية شهيرة بالمخدرات والمسدسات والسرقات ...
والعمر ( مش بعزقة ) فقرت الخيار الأخر وهو الوصول إليها كما يصل السائحين عن طريق العربة الكهربائية وهى أجمل وأشيك وتتيح رؤيا بانورامية للمنطقة ... والعربة تلك هى عربة واحدة قديمة أثرية تسير بالكهرباء فوق سور الآرش دى لابا الموجود فى وسط الداون تاون والآرش هذا أثرى شيد بغرض الإحتفاظ بالمياه وقت الحاجة ...
رأيت مثيله فى إحدى شوارع إسطنبول ...
سرت بإتجاه الآرش حتى نهايته حيث محطة ركوب العربة وجدت طابور طويل من السائحين تحت حرارة شمس الظهيرة .
وقفت طويلاً وكل لحظة انظر للساعة فالطابور طويل والوقت يمر أمامى سريعاً وأنا مرتبط بميعاد .
وبعد ساعة وأكثر فى الطابور وأنا لا أتزحزح الاقليلا"
... فانصرفت منه وذهبت إلى محطة مترو سنلندا القريبة ورجعت إلى الفندق إستعداداً لرحلة غابة تاجوكا الوطنية
*********************