أي دولة بالعالم لابد أن يكون هناك بها سلبيات، والسويد كذلك برغم جميع المحاسن الموجودة بها لأنها تحتوي منالا بعض السلبيات، من وجهة نظري أعتقد أن السويد أكثر ما يجتمع عليه الناس فيها هو غلاء المعيشة ، فهذا الموضوع هو حديث كثير من الزوار بل وقد يؤرق بعض المواطنين من هذا الامر..
يشتكي الجميع هنا من غلاء المعيشة، وكأنها ضريبة على سكان البلدان الاسكندنافية ، عليهم أن يدفعوا أكثر من غيرهم حتى يستمتعون بالرعاية المميزة في بلدانهم، نعم أن معدل مستوى الدخل هنا عالي مما يمكن الفرد من الحياة بشكل كريم خصوصا وأن أساسيات الحياة متوفرة للجميع ، ولكن من يتأثر هنا هو الزائر الذي يود زيارة السويد في الصيف أو لفترة محدودة، فهو ملزم بدفع تكاليف الحياة الباهظة الثمن لفترة قصيرة بالرغم من أن دخله لا يوازي هذا الدخل، وقد يكون هذا سببا آخر لعدم شهرة السويد كبلد سياحي، إضافة إلى توجدها الجغرافي البعيد عن منطقة الضوضاء السياحية في العالم، وفي السعودية لا توجد رحلات طيران مباشرة إلى السويد.
تلزم الحكومة جميع أفراد الشعب بدفع ضرائب باهظة للدولة وكأنه ثمن للأساسيات التي في متناول الجميع هنا. وتعتمد نسبة الضرائب بشكل مباشر على دخل الفرد، فكلما زاد دخل الفرد زادت عليه الضرائب التي يجب عليه دفعها. وكأن النظام أقرب إلى الاشتراكية بحيث يكفل حياة شبة متساوية للجميع. وبصراحة فإن المواطنين هنا سعيدين بالخدمات المتوفرة لهم وهم على أهبة الاستعداد للدفع جميع المبالغ المطلوبة منهم مقابل كمية التسهيلات التي يحظون بها. ولكن لا تزال المعيشة غالية جداً وليس من السهل أبدا أن يكون غير العاملين بالسويد لديهم القدرة على البقاء لفترة طويلة.
الجميل للسواح والذين سيبقون لفترة قصيرة لديهم الحق باسترجاع جميع الضرائب التي فرضت عليهم أثناء مغادرة البلاد وكل ما عليهم هو إحضار أصل فواتير المشتريات للمطار أثناء المغادرة وسيتم إعادة الضرائب التي فرضت عليهم هناك. وهو ماقد لا يعلمه الجميع فهو حق طبيعي لجميع زوار السويد. قد يكون هناك بعض التفاصيل الإضافية لطريقة استعادة الأموال وتقديم الأوراق والمستندات التي تخول للزائر أحقية استعادته للمبالغ بشكل قانوني، ولكن بحكم بقائي هنا لفترة أطول وعدم شمولي بهذا النظام فلم أهتم كثيرا حياله. ولكن برغم ذلك وبرغم من تسهيل المواصلات للسياح إلا أن السويد تظل من أغلى دول العالم وتحتاج إلى قوة شرائية أكثر من المتوسطة حتى يستطيع الفرد أو الزائر من الحياة بشكل معقول. ففي كل بلدان العالم تجد أن السكان يتكيفون بطريقة أو بأخرى على نمط حياة أقل تطلبا مما يمكنهم من الصرف بشكل معقول، لكن في السويد وحتى السكان فإنهم يدفعون الكثير حتى في معيشتهم العادية.
يرتبط جميع المقيمين هنا في السويد بنظام الضريبة والدخل بشكل شفاف جداً ، وتقوم الجهات الحكومية ذات العلاقة بالإشراف المباشر على حسابات المقيمين ومتابعتهم بحيث يصبح الجميع تحت طائلة الضريبة وكل مبلغ يدخل في حساب الفرد من الدولة خاضع إلى هذا المنظمة، سأتحدث لاحقا عن ما تدعى “سكاتڤيركت” وهي منظمة الضريبة هنا وطريقة آلياتها والحصول منها على الرقم الشخصي كمواطن.
بالنظر سريعا إلى المستهلكات فإننا نستطيع الحكم سريعا على غلاء البلد. فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن سعر ليتر وقود السيارة أغلى مما هو عليه في الولايات المتحدة، وهو ما يدل على قدرة المواطن على الدفع. ولكن حتى أكون منصفا ففي المقابل فإن البلد على قدر عالٍ من النظافة في الخدمات العامة المقدمة.
تضبط هنا جميع نقاط البيع بجهاز محاسبة موحد مسجل حكوميا وترتبط به منظمة الضرائب بشكل مباشر ويتم الكشف عن جهاز المحاسبة حكوميا بشكل دوري، وهو ما يجعل دفع الضرائب أكثر دقة والتزاما. وهذا ما سيحسب لرب العمل كدخل رسمي يستحق أن يصرف له تقاعده بعد ذلك على أساس ذلك الدخل.
في ختام حديثي عن الغلاء المعيشي أود أقول أن الحياة في البلدان العربية أرخص بكثير ولكني لم أضعها في المقارنة مع السويد بتاتا فقد تكون ظالمة للطرفين، ولكن ماكنت أقيس عليه هو البلدان الأوروبية الأخرى أو الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال. إلا أني أود أن أنوه بما سيحظى به المقيم في بلاد الشتاء. فالخدمات الأساسية الموجودة تجعل الحياة أسهل و تجعلك قادرا على ممارسة حياتك بشكل طبيعي.
