موقف غريب حصل معي في #فيينا! هل عنصرية أوروبا بدأت تفوح ! | | إعتذار على شكل دائرة أرسمه لكم إن كنت أكثرت عليكم المواضيع تلك الأيام "أيام الرياض الماطرة" , لكنكم وكما تعلمون أن من يهوى الكتابة يتنفّس بها ,, ويحتاج إليها ويشعر بالغربة دوماً حتى يكتب لتزول عنه كربته ,,, لم يكّن هدير أصوات محركات السيارات وأبواقها ومكابحها أصوات صادرةً من مسجّل , بل كانت تصدر من نافذة غرفتي في فندق انتركونتانينتال فيينا قبل عامين تقريباً من الآن ,,, كان أمام الفندق دُكان صغير كأنّه إناء ضخم بحجم شاحنة , تتوسطه نافذة صغيرة تبدو كثقب يخرج من البائع رأسه ليبتاع ما لديه من مواد تموينية كالماء والمشروبات الغازية وغيرها , في نهاية مارس 2014 كنا نقف أمام ذلك الدكان الصغير مع زوجتي المنقّبة , طلبناه من علبتي ماء , فزمجر ورفض وقال لا يوجد , ثم تظاهر بعدم الفهم للانجليزية , وأخذ يتحدث الفرنسية , طلبنا منه مرة أخرى ولكنه رفض يبتاعنا ولا نعلم ما السبب ,,, ضحكنا وتظاهرنا بأنه وكأن شيئاً لم يحدث رغبةً منا في أن يحظى بيوم جميل ,,, في اليوم التالي وفي وقتٍ متأخر عدنا مرةً أخرى إلى ذلك الدكّان , وإذ بذلك المسن مرّة أخرى, فقلنا له : نريد اثنان من علب الماء , فرفض من جديد وقال سوف تغلق المتجر الآن , ثم التفت عن يميني وإذ بزبون آخر نمساوي , فالتفت إليه وأعطيته نظرة وقلت: ما مشكلته لماذا لا يبيعني !! فاستلم ذلك النمساوي نظرتي الاستفاهمية وحوّلها إلى البائع لينظر إليه شزراً , ليذعن الأخير للأمر ويذهب بتململ ويحظر علبتا ماء صغيرتان , استلمتها وأعطيته حقهما ,, ثم ابتعدنا ببطئ ودلفنا الفندق متبخترين غير عابئين بأحد ! الكثير منّا تمر عليه عدة مواقف مشابهه يكون فيها ضحية لعنصرية مُسن كما حدث معي ,, ولكل منّا أسلوبه الخاص في التعاطي مع مثل هذه المواقف , ومعالجته لها فالبعض كما فعل أخينا هنا أبلغ الشرطة لموقف عنصري بحكم أن النظام يجرِّم مثل هذه التصرفات ويعاقب عليها , والبعض كما أنا يصمت أو يرسم علامة تعجّب واستنكار واستصغار ويغادر ببطئ ! وهكذا ... مع استعلاء الصوت المناوئ في الإعلام الغربي تتولّد العديد من هذه الأفكار لدى السطحيين والعوام والغوغاء في الشارع الأوروبي , ويترتب على ذلك عدة مواقف يجابهها ويواجهها السائح العربي والمسلم خصوصاً المسافر إلى أوروبا العجوز ... |