Cu Chi Tunnels الأنفاق ...أنفاق النحاس __________________
ابديت للمرشده السياحيه " نيا " عن رغبتى في زيارة الأنفاق ...
قالت : هي ليست في البرنامج !
قلت : أعلم ذلك جيداً و لكن لا أرغب في الذهاب الى السوق كما هو مقرر فى البرنامج و سأذهب إلى الأنفاق لوحدى لو أحتكم الأمر ..!
قالت : أعرض على المجموعه .
و انا ليس عندى مانع ، و لكن بمبلغ 25 دولار لكل فرد ..فعرضت الامر على المجموعه قائلاً :
المسافه بين مدينة هوشي منه و الأنفاق 60 كيلو متر شمال المدينه ..تقطعها السياره
في ساعه و نصف ...
أما السوق فهو قريب جداً من الفندق ممكن زيارته ليلاً لمن اراد فهو على الرغم من انه يغلق ليلاً إلا أن البكيات التى بجواره تسهر ليلاً ..
و انا اعرض عليكم رحله إذا لم نقم بها سنندم كثيراً . إذ كيف نقطع مسافه طويله جداً بالطائره و نصل إلى هذا المكان في هذا البلد و لم نرى الأنفاق ...؟!! و هي فرصه ساعه و نصف ذهاباً و أخرى مثلها في العوده و ساعه هناك في الأنفاق ، يتخلل مسيرة الباص مشاهد من شوارع و طرق أخرى على أطراف المدينه ثم مشاهدة الأنفاق في الآخر ..
سألنى البعض ماذا تعنى الأنفاق و ماذا سوف نرى ...؟!
قلت : هى انفاق أقامها الفيتناميون أثناء حروبهم على امريكا تحت الأرض من خلال صمودهم هزموا امريكا ..!
رد البعض لقد رأيناها في الأفلام الأمريكيه و خاصه أفلام رامبو .
.رددت قائلاً : المثل بيقول "اللي شاف و لا الذى حلم " طبعاً اللي شاف ...
رأى البعض أن نلتزم بالبرنامج بالذهاب إلى السوق ...!!
أيدنى 7 أفراد وأنا الثامن ..جمعت الدولارات و أعطيتها ل " نيا" و قد كان ......... كثير من رحلات المجموعات التى أطلعها ارى البعض يميل للراحه و عدم إستكشاف المكان . و السياحه و السفر ليست هكذا من وجهة نظرى . فهى بحث و إستكشاف و مغامره و تجربه ..قول كما تشاء ...طبعاً في العلم و التعلم ..و التجربه و الخبره ..في حدود الحلال المسموح به شرعاً... أتذكر و أنا في المغرب و كنا مجموعه مكونه من 22 فرداً ..كان في البرنامج يومين بلا برنامج ..عرضت على المجموعه الذهاب جنوباً إلى مدينة "الجديده" و هى كالأسكندريه عندنا في مصر بالنسبه للمغاربه و في اليوم الآخر الذهاب إلى مدينة فاس و مكناس ..فإذا أشترك الجميع قل السعر و إذا أعتذر أحد يتحمل باقى أفراد المجموعه تكلفته ..عرضت على الجميع الاشتراك .و لم يستجب أحد فقمتها بنفسي و قد كانت من أمتع الجولات الفرديه التي لن أنساها ...
"""""""""""" . سار بنا الباص في معالم مدينة هوشي منه ( سايجون ) ..شوارع و مبانى و عمائر و موتوسيكلات ..مظاهر الحياه الفيتناميه على أطراف المدينه عكس ما في قلب المدينه ... سرنا بين غابات أشجار المطاط ..نرى من نوافذ الأتوبيس بحيرات صغيره بين الحين و الآخر ..تقول "نيا" أنها ليست بحيرات طبيعيه و لكنها مواقع قنابل القتها أمريكا أثناء حربها على فيتنام ... أخيراً وقف الباص و بسرعه قبل حلول الظلام و الوقت يمر سريعاً ..و الزياره لمدة ساعه تقريباً...بين غابات سرنا ثم عند بوابه دخلنا و تحت نفق كبير مشينا ..نفق حديث يصل بنا إلى قلب الغابه ليعطى للزائر إحساساً بأنفاق سوف يراها و يدخلها لو أراد بعد قليل ..انفاق خانقه طبيعيه جداً ... و بعدها أستقبلنا جندى فيتنامى ليرتدى الملابس العسكريه ذات اللون الزيتى الغامق و على رأسه خوذه و في يده كشاف صغير ...إلتففنا حوله ..سرنا معه ..في الطريق بين الأشجار توقفنا ...زاح بيده بعض أوراق الأشجار ثم رفع بيده غطاء صغير مساحته حوالى 40 سم في 35 سم كان يدخل فيه الرجل الفيتنامى ينتظر أن يرى أمريكى ليقتنصه ... ثم سار بسرعه و نحن خلفه نلهث ...فالأشجار الوارفه الكثيفه في الغابه توحى بحلول الظلام و إن كانت الشمس لم تغب بعد ..و فى إحدى الأماكن المسوره بسور من الخشب توقف و رأينا ما أذهلنا ..مصيده للجنود الأمريكان فعلها الفيتناميين بمنتهى الدهاء و المكر ..عباره عن حفره بعمق متر و نصف مدببه في قاعها بخشب البامبو كسن الدبوس يكسو الحفره غطاء على وجه الأرض في منتصفها عمود صغير من الخشب يستند عليه الغطاء و يغطيه أوراق الشجر المتساقطه فإذا سار الجندى تنزلق قدماه في الحفره فيتألم ألم الوقوع و أختلال التوازن و كسر الجسم و الرجل و سيقان البامبو المدببه ...قل أن يعيش بعدها سليماً.... لهثنا خلف الجندى و رأينا نفق طبيعى من أيام الحرب ...صغير ..دقيق على أجسام الفيتنامين ..هذه الأنفاق عباره عن شبكه تحت الأرض تمتد لأكثر من 200 كيلو متر ...أقول مره أخرى تمتد لأكثرمن 200 كيلو متر تحت الأرض حتى دخلت في عالم الأساطير و رغبة الشعوب في تحقيق الحريه بالغالي و النفيس و الدفاع عن الأوطان بكل ما يملكون ، وذلك منذ حروبهم مع الأمريكان عام 1960 و لقد لعبت تلك الانفاق دوراً حيوياً كبيرا" في تلك الحرب و قد وصل مداها حتى الحدود الكمبوديه ... تحت الأرض في الأنفاق حياه كامله بكل المعنى مخازن طعام و أسلحه ..مصانع بدائيه للسلاح ..مستشفيات ميدانيه ...مراكز قياده..و مطبخ..
كانت الأسلحه تصنع من مخلفات القنابل المضروبه عليهم من القوات الامريكيه و الدبابات المحروقه و الطائرات الساقطه على الأرض ..أستغلوا كل شىء في خدمة كفاحهم ضد الأمريكان... في أثناء سيرنا خلف الجندى..و قفنا عند شجره متوسطة الأرتفاع لها جذور متشعبه و صغيره بارزه على وجه الأرض ثم قال الجندى لنا دققوا النظر جيداً إلى ما بين الجذور ..ثم أردف قائلاً هذه الفتحات الصغيره ما بين الجذور متنفس يدخل منه الأوكسجين الى الأنفاق تحت الأرض .. ثم رأينا في الأنفاق مطبخ ..و من الدهاء الفيتنامى الطبخ يحتاج نار و النار لها دخان و الدخان دليل على وجود بشر تحت الأرض يسهل جداً ضربهم إذا عرف مكان أنبعاث الدخان ...أقول من دهاء الفيتناميين أن جعلوا الدخان يتصاعد من تحت المطبخ على مسافه أكثر من 500 متر بعيداً عن المطبخ فتضرب أمريكا مكان الدخان ظناً منه أنها ضربت مقاتليين فيتناميين تحت الأرض وهى لم تضرب إلا الارض الفراغ...
عملوا أبواب إذا فتحت ترتطم فى وجه الجندى الامريكي لها سنون مدببه حاده من خشب البامبو .. رأينا فى الانفاق مصنع حربي بدائي شاهدنا كيف تقطع كتل الحديد من الصواريخ الملقاه و النفايات العسكريه .. ليعاد تشكيلها إلى بلطه و مسامير و قنابل يدويه ...
ثم أخيراً دخلت إلى أحد الأنفاق لمسافة 50 متر تحت الأرض كان معى سياح من دول اخرى . دخلنا و نحن في إنحناءه شديده جداً نكاد نلتصق بالأرض من شدة الأنحناء و مع ذلك يجب علينا أن نسير و في إضاءه خافته جداً بل قل ظلام في منتصف الطريق ..و قلة هواء و مشي بإنحناء صعب ..تمنينا أن نرى النور سريعاً و نخرج من ذلك النفق سريعاً و تعالت الأصوات ..لمن جازف من كبار السن ، متى سنصل..و الضحكات من الشباب من شدة ما يعانون من ضيق النفق و المرور فيه ...
نحن لم نستحمل 10 دقائق و هم عاشوا سنوات عديده على هذا الحال ، في حروبهم ضد الأمريكان..صبر..و عزيمه..و إصرار... الصبر و العزيمه و الأصرار يصل به الأفراد إلى النجاح و التفوق و الأمم و الشعوب إلى العزه و الكرامه و النصر... أنا أتمنى من كل قلبى أن يدب في عروق العرب خاصة ..و المسلمون عامة الأصرار و العزيمه و الصبر لننظر إلى تاريخنا المجيد و بطولاته العظيمه و حضارته القويه و نوابغه الأفذاذ ..لنعيد مجداً أفتقدناه و نتسلح بالعلم و الإيمان لنصل إلى أن نكون قوه، عندها يعمل العالم لنا ألف حساب.......... كانت رحلة الانفاق تجربه ثريه رائعه
يبدوا من انبهارى بتلك الزياره انى نسيت نظارتى الطبيه. _____________