محطتنا الأردنية الثالثة هي مدينة مادبا، والتي لا تبعد كثيراً عن جبل نيبو... الطريق من جبل نيبو إلى مدينة مادبا به الكثير من مشاغل الفسيفساء، ومعظمها تحت إشراف جهات حكومية تهدف إلى تشغيل ذوي الأحتياجات الخاصة في أعمال الفسيفساء،،،
توقفت في بعضها و وجدت الكثير من الأعمال الرائعة، وأبتعت بعض القطع الصغيرة كهدايا (مراعاة لظروف العاملين في المشغل فضلت عدم إلتقاط الصور)... لفت نظري الأثاث المزين بالفسيفساء أسعاره رائعة وتفاصيله دقيقة وأضف إلى ذلك أنه يشحن لأي بلد في العالم دون دفع تكاليف الشحن، وذلك بناءاَ على تعليمات الملكة رانيا لدعم مشاريع ذوي الأحتياجات الخاصة،،،
من المواقف الطريفة في أحد المشاغل أن معظم العاملين فيه بيض البشرة شقر الشعر وعيونهم ملونة... ولم أستوعب لما يتحدث الجميع إليّ باللغة الأنجليزية:114:؟
بالرغم من تأكدي بأنهم أردنيين... وعندما وصلت للصندوق لدفع الحساب بدأ البائع بالتحدث بالإنجليزية فنظرت إليه وسألته بالعربية (هل يمنع القانون التحدث بالعربية؟) وبدأ الجميع بالضحك، وأخبرني بأن 99% من زوار المشاغل من السياح الأجانب ونادراً ما دخل عليهم شخص خليجي !!
مادبا من أقدم المدن في الأردن، أسمها آرامي يعني ماء الفاكهة، سكنها المؤابيون والعرب الأنباط وكانت مدينة مهمة في طريق الحج لجبل نيبو...من المدن التي فتحها الإسلام بعد معركة اليرموك وعاشت في رخاء حتى الأجتياح المغولي الذي دمر العديد من آثارها... يعيش فيها المسلمون إلى جانب نسبة كبيرة من المسيحين العرب وتعتبر المدينة نموذجاً للتعايش السلمي بين الديانتين،،،
الهدف من زيارة المدينة هو مشاهدة أقدم خارطة للأراضي المقدسة وهي عبارة عن لوحة فسيفساء ضخمة صنعت خلال العهد البيزنطي في القرن الخامس، لا أعرف متى تم الكشف عنها، ولكن بعض أجزائها تلفت وفقدت، وقد بني فوقها كنيسة تهدمت بفعل زلزال ضرب المنطقة وأعيد بنائها مره أخرى،،،
عندما حاولت معرفة تاريخ الخارطة سمعت ثلاثة روايات مختلفة من ثلاث أشخاص من مادبا !! وللأسف لم أجد أي معلومات في الكنسية أو نشرة عن الخارطة،،،
كعمل فني هي بلا شك جميلة ومتقنه بالذات أنها صنعت في القرن الخامس (لم تتوفر الخرائط ولا جوجل ايرث ولا "جارمن" ... أقصد الجهاز وليس مراقبنا العزيز
)،،، المبنى بسيط جداً كحال طرقات المدينة الصغيرة والمكتظه بالسياح بالدرجة الأولى، وقبل الدخول للكنسية تدفع تذكرة بسعر رمزي،،،
أرتككم مع الصور، مع ملاحظة أن الخارطة وضعت بناءاً على الأماكن المقدسة المذكورة في التوارة والأنجيل،،،
كما لاحظتوا في الصور الخارطة غير واضحة المعالم ولم تسعفني الأضاءة الداخلية والحاجز الموضوع حول الخارطة في ألتقاط المزيد من الصور، لذلك توجهت خارجاً حيث يوجد مجسم للخارطة بالحجم الطبيعي ومعه ترجمة للمدن المذكوره فيها،،،
أحد الأمور الملفتة للأنتباه في مدينة مادبا هو وجود مسجد تم تشيده حديثاً بعد أن أشترى تاجر أردني مسلم قطعة الأرض من أردني مسيحي لتشيد الجامع الذي أطلق عليه أسم مسجد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام...
(الصورة منقولة)،،،
محطة بسيطة أستمتعت بزيارتها كثيراً، خاصةً وأن مدينة مادبا تعتبر عاصمة الفسيفساء في الأردن، وبالرغم من وجود حديقة آثار قريبة للكنسية ألا أن الوقت لم يسعفني بالذهاب إليها..أرجو أن تنال هذه المحطة أعجابكم،،،
دمتم بود،،،