أود أن احكي لكم حكاية... حكاية من حكايات الغرام والوجد السويسري.. يوم أن التقيت فيه بالحسناء .. الحسناء النائمة في حجر السيدة كونستانس.. هذه السيدة التي تبنت العديد من الفتيات اللواتي اخذن مكاناً قصياً عن اخواتهن.. فلم يجدن ملجأً يأوين إليه .. حتى رأتهم السيدة كونستانس وقامت برعايتهن.. ونمين وترعرعن على يديها .. ليصبحن فتيات فاتنات تملأهن الحيوية والعنفوان.. فأمسين تلك الحسناوات مقصداً للخطاب الذين اخذوا يترددون على زيارة السيدة كونستانز.. طمعاً في أن يحظوا برؤية إحداهن ..
وكان من بين تلك الحسناوات حسناء فاتنة ، بارعة الجمال اسمها آربــــون Arbon ... تلك الحسناء الصغيرة التي غرن منها اخواتها السويسريات لجوارها السيدة كونستانس.. انطلقت على بركة الله من بريغنز Bregenz عصر ذات يوم، كنت لااستطيع الابتعاد عن بيت السيدة كونستانز كثيراً لأنني أعلم أني اذا ابتعدت قليلاً تهت وأضعت طريق الوصول الى جميلتي ( آربون) .. فكان لزاماً علي أن أمر بالسيدة سانت مارغريتن الشابة السويسرية.. الواقفة بالشموع والورود على بوابة سويسرا.. ترحب بالقادمين من النمسا الى سويسرا .. وبعد ان وصلت اليها توقفت عندها قليلاً وسالتها عن مكان الحسناء آربون ؟؟؟ فأجابتني .. ليس لدي العلم اليقين..ولكن إن شئت ...إذهب واستفسر من أبي فهو ليس ببعيد عني واسمه Rorchach .. انطلق بي القطار الى السيد Rorchach والذي كان في محطتي الثانية التي غيرت منها القطار .. واستفسرت منه ..
- السيد العزيز رورشاخ ..اين يمكنني رؤية الآنسة آربــــون Arbon ...فأجابني .. انها ليست ببعيد .. استمر في سيرك قليلاً شمالاً وستجدها جالسة في حجر السيدة كونستانس.. ولكن لاتطل المكوث لديها حتى لاتغضب منك السيدة كونستانس ، فإني أعلم أنها شديدة الحرص على بناتها!
شكرت السيد Rorchach .. وأخذت اتابع سيري .. الى هذه الحسناء الصغيرة .. حتى وصلت اليها .. فلمحتها من بعيد .. من بعيد .. انها هناك .. جالسة على ضفاف البحيرة .. ترمق السماء بعينيين بريئتين .. ثم تسكب عبراتها داخل البحيرة .. علها أن ترى أحدى من عشاق البلاد السويسرية والذي انفتن إلى سواها أن يحط رحاله فيها .. هي تلك آربــــون Arbon ، فلن أسترسل في الثناء والوصف .. فقد يشغلني هيامي بها عنها فأهضمها حقها من الوصف!
هنا آربون .. لقد وصلت وسيبدأ موال العشق والغرام ، كعادتي حينما تصل بي قدماي إلى عالم ينطق بالجمال!
وصلت الى آربون وصلت إلى هذه العذراء التي احتضنتها البحيرة العملاقة Constance- Bodensee وهذا هو الشارع الذي نزلت عنده عند وصولي لهذه البلدة ، يقع إلى جوار مسار سكة القطار
وهذا الكشك بجوار محطة القطارات في آربون ، اشتريت عبوة مياه صحية وأعادت البائعة باقي اليوروهات فرنكات
للوهلة الأولى .. سيميل ناظريك إلى هذا البساط الأخضر الخلاب
وهذا المسار الذي ينتظرك كي تتجول عبره ، من يمينك المسطحات الخضراء .. وعن شمالك البحيرة الفاتنة !
فندق ميتروبول .. في مواجهة البحيرة العملاقة هذا الفندق مثل (الجوكر) .. تكاد لاتخلو مدينة سويسرية من أحد فروعه فيها ..
مشهد للمسار المحاذي للبحيرة
وهنا جسر صغير ارتمى داخل احضان البحيرة
سترى المراكب قد اصطفت الى جوار بعضها البعض فهنا مرسى اليخوت والقوارب بأنواعها .. لطالما حلمت بأن أكون بحاراً .. يلقي بهمومه وأتراحه داخل هذه المياه وينسيه جمال الطبيعه مايشغله في حياته سوى عن ذكر الله..
مشهد آخر للمرسى .. ويبدو فيه هذا الجسر الصغير الذي يعبر بك إلى المنصة الخاصة بالقوارب
مشهد للمرسى والمراكب الجاثمة على صفحته
قوارب تجديف - قوارب البدالات - التجوال بالقارب في هذه البحيرة متعة لاتوصف خاصة في هذا الجو البديع فالسماء الملبدة بالغيوم فوق ناظريكومنظر البحيرة الخلابة يأسر الفؤاد
أثناء سيري بمحاذاة الكورنيش .. كورنيش بحيرة كونستانس - والتي يسميها الألمانيون بودينزي Bodensee سألت احدى الأشخاص عن اهم الأماكن السياحية في هذه البلدة الصغيرة فأجابني : منطقة السنتر والتي هي الكورنيش بالأساس ، وهناك قلعة في المدينة لكن اعتقد انها مغلقة في هذا الوقت .. أتمنى لك وقتاً سعيداً ..شكرته وانصرفت تجاه الكورنيش الرائع لهذه البحيرة العظيمة التي يفرغ فيها نهر الراين مياهة ولتتوزع بدورها على 3 دول ، النمسا - المانيا - سويسرا
كشك صغير ومقهى بجوار مرسى القوارب على كورنيش البحيرة
لافتات اعلانية عن عروض الجولات التي تنظم بالمراكب في البحيرة ، ويمكنك الاستمتاع بأحدى الرحلات وذلك ا عبر التوجه للمكتب الموجود لدى المرسى جانب من المنتزه - الكورنيش الخاص بـ ( آربون ) على بحيرة كونستانس
لقطة لبعض نماذج القوارب الجمالية - الموجودة على المسطحات الخضراء لكورنيش البحيرة
صورة للمسطحات الخضراء المقابلة للبحيرة جهة بلدة آربون
الممر المحاذي لبحيرة كونستانس - والممتد على كورنيش آربون
منظر آخر للمسطحات الخضراء المواجهة للبحيرة
منظر عن بعد للبحيرة الجميلة
بعض الجلسات المتوزعة على البساط الأخضر اليانع ، وقبالة البحيرة الجميلة ..
يبدو ان الحسناء آربون على موعد مع زائر آخر غيري! فهاهو السحاب قد أقبل قد علم أن هناك مفاتن أخرى في هذا العالم كان حرياً به أن يشد رحاله إليها إلا أنه وصل متأخراً بعض الشيءفقد أدركت آربون قبل وصوله اليها
أعتذ عن تكرار المشاهد ، حاولت ان التقط اكبر قدر ممكن من الصور في وقت وجيز .. فأنا مغادر هذا المكان .. فقد أتيت من أجل القاء التحية على آربون فقط لا أكثر ..
لقطة أخرى للكورنيش المواجه للبحيرة
منظر للمرسى والقوارب في البحيرة ، والسحب تتماوج في سماء آربون بشكل يثير البهجة والانشراح !
جانب آخر للكورنيش والممر المحاذي للبحيرة
هنا بلدة آربون حيث علمت من بعض المارة انه أكثر مايميز هذه القرية الصغيرة منطقة الكورنيش
ولقطة أخرى لبحيرة كونستانز
احد الجسور التي تجتاز بالعابرين من مرسى الى آخر
اعجبني منظر هذه الشجرة .. فالتقطت صورة لها .. دونما استئذان .. -----------
وفي الختام أحب أن اودع هذه البلدة واختم الموضوع بهذه الصور المتنوعة لبلدة آربون ..
الجسر الي يمتد يمتد إلى داخل البحيرة ..
لوحات مسافات الطرق - للمشاة - ما أجمل أن تتوفر للجميع مقومات ومتعة ممارسة رياضة المشي .. الطبيعه ، الجو الخلاب ، وهنا .. تكمل لوحات المسافات للمشاة متعة التجوال ..
وداعاً ياحسناء السيدة كونستانس
وداعاً .. آربون ARBON
شكر خاص من الأعماق للأخ الغالي ابو ريان الذي دلني على الفاتنة آربون