شبكة ومنتديات زاد المسافر / زاد المسافر للدول العربية / زاد المسافر إلى باقي الدول العربية

إضافة رد
26 / 05 / 2009, 39 : 01 PM
رقم المشاركة :  11 
عضو زاد المسافر الفخري



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 78
الإقامة : الـمـربــوعــة
المشاركات : 2,032
التقارير : 3
الجنس : ذكر
الحالة : محمد مكلبش غير متواجد حالياً
مشاركة البحث : الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND



الطريق إلى بركان كرتالا
The way to KARTHALA Volcano





العودة للبحث عن الزملاء



هذه المرحلة لا توجد بها صور ، ولكنها شرح لما حدث بعد أن أديت صلاتي المغرب والعشاء في القمة .

وهنا فكرت بما لم أفكر به سابقاً ، وهو كيف سيتم لقائي ببقية الفريق ؟؟!!

كانت الساعة السابعة تقريباً أي بعد غروب الشمس بنصف ساعة ، عبدالرحيم قلق من العودة ، فنحن لا نملك كشافات إضاءة ولا نملك وسيلة للتواصل مع بقية الفريق الذي انقسم نصفه في منطقة الحشائش ونصفه الأخرى في منطقة الحمم الصخرية .
عبدالرحيم يحثني على السير بسرعة لنتجاوز المنطقة الأخطر وهي المنطقة الإسمنتية ، خشية أن نقع في أحد الشقوق المنتشرة ، فلو أظلم الليل بشكل تام علينا فلا محالة من الوقوع في أحد تلك الشقوق .

بدأنا بالركض لمدة تقرب من نصف ساعة ، وكانت درجة الحرارة تلامس الصفر أو ما دونه .

وقبل أن يسدل الليل ستاره بشكل تام استطعنا وبحمد الله تجاوز المنطقة الإسمنتية وبدأنا في السير في جبال منطقة الحمم الصخرية ، وهي صعبة جداً وحادة ، وبسبب الظلام الدامس كان الوقوع كثيراً والاصطدام بالصخور والأشجار أكثر ، والجروح في الركبتين والساق تتضاعف .

كنا بين فترة وأخرى نتوقف ويصعد عبدالرحيم على مرتفع ويصيح بأعلى صوته نداءً خاصاً يتعارفون عليه هناك ، وينتظر الرد ولكن ما من مجيب ، كررنا هذا النداء أكثر من سبع مرات .
والظلام يزداد والبرد كذلك ، ونحن لا نعلم مع هذا الظلام هل نحن في الطريق الصحيح أم لا ؟!

مضى علينا أكثر من ساعة ونصف ونحن نتخبط في تلك الجبال المظلمة والشجيرات التي تتخلل الصخور المتناثرة والزلقة ..
وقبيل الساعة التاسعة بقليل صعد عبدالرحيم على أحد المرتفعات وأطلق النداء بصوته ، ثم أرخى سمعه منتظراً الإجابة .

وكانت المفاجأة أن الإجابة جاءت بطريقتين والحمد لله ، صوت يتردد صداه في وسط الجبال ، وضوء خافت صغير يلوح من بعيد .

كانت مرحلة سارة بالنسبة لي ولعبد الرحيم فقد أمسكنا بخط العودة وخط اللقاء مع بقية أعضاء الفريق .

واصلنا السير باتجاه الضوء ، وبين فترة وأخرى يكرر عبدالرحيم النداء ، حتى وصلنا مسافة قريبة منهم .

ثم ما هي إلا فترة وجيزة حتى التقينا بأصحاب الصوت والضوء إنهما شعبان وأحمد ، وكم كان اللقاء جميلاً في ذلك الظلام الحالك !!

فكان أول سؤال لي هو عن الزملاء ، فأخبرني شعبان أنهم جميعاً بخير وأنهم في كهف قريب يقصده رواد الغابات والمناطق عند الحاجة .
لم نكن بعيدين عن الكهف ، فقد وصلنا إليه بعد أقل من نصف ساعة أي في حدود الساعة التاسعة والربع تقريباً .
وأحمد الله أن التقيت بالزملاء الذين ستعرفون حالهم وماذا حل بهم في الجزء القادم إن شاء الله .


مع بالغ مودتي ،،،

مــكــلــبــش
26 / 05 / 2009, 40 : 01 PM
رقم المشاركة :  12 
عضو زاد المسافر الفخري



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 78
الإقامة : الـمـربــوعــة
المشاركات : 2,032
التقارير : 3
الجنس : ذكر
الحالة : محمد مكلبش غير متواجد حالياً
مشاركة الكهف : الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND



الطريق إلى بركان كرتالا
The way to KARTHALA Volcano





المبيت في الكهف




وصلنا إلى الكهف نحن الأربعة المرشدين الثلاثة شعبان وأحمد وعبدالرحيم وأنا إلى الكهف ، والذي لم يكن له من اسمه نصيباً كبيراً .
فهو بمسمى كهف ولكن الحماية التي يوفرها والبرودة التي يولدها تخرجه من دائرة الكهوف إلى دائرة أخرى .
فهو عبارة عن مجرى حمم بركانية من القديم ، تشكلت على شكل كهف مفتوحة من الجانبين في المجرى وبها فتحات من الأعلى كانت سبباً آخر في معاناتنا ، فالهواء يندفع من أعلى الوادي ويخترق الكهف قبل أن يخترق عظامنا وأجسادنا ليخرج من الجهة الأخرى ، وتساعده قطرات الماء الباردة التي تتساقط علينا من سقف الكهف من بين شقوقه الغير متناهية .
وهذه صورة للكهف عندما وصلت إليه


وهذه صورة لبعض الزملاء في داخل الكهف







عندما وصلت كان الوضع شبه مأساوي ، فزميلنا أبو صالح يرتجف من شدة البرد والألم ، واثنين من الزملاء يحيطون به ليعطونه دفئاً ، وقد بلغ به مبلغاً يوشك أن يهلك منه .

قال لي أبو معاذ وأنا أشاهد هذا الوضع أنه اتصل بجوال الثريا بالمدينة العاصمة موروني ، وأخبرهم بوضعنا والمخاطر التي تحيط بالزملاء بسبب البرد والأمطار والجوع وألف الفاكهة ، فقرروا أن يرسلوا فريقاً للإنقاذ بقيادة شاب صغير إسمه "مشغولي" وهو يعمل في منزل زميلنا أبو معاذ .
وبالمتابعة تبين أنهم انطلقوا بين الساعة السابعة والنصف والثامنة مساءً .
بدأت الأوضاع تتأزم والآلام تمر على الجميع بدون استثناء فكان يسقط أحدنا من الإعياء ثم يطيب ، لينتقل الوضع لزميل آخر ، فقد بدأ الوضع مع أبو صالح ، ثم انتقل إلى أبو عبدالمجيد بعدها إنتقل إلي ثم أبو محمد ثم أبو معاذ .
وهكذا في تلك الليلة المؤلمة جداً ، والتي كانت من أصعب الليالي التي قضيتها في حياتي ، كنت أشاهد بعض الزملاء وهو يوشك على الاحتضار والوضع ذاته حدث لي بين الساعة الثانية عشرة ليلاً والواحدة فجراً .

إستمر الوضع على ما هو عليه لم نعد نقوى على الحديث وكل ما في الأمر هو أن ننزوي في جنبات الكهف الصغير الذي لا يكاد يتسع لسبعة أو ثمانية أشخاص فقط ، ويقطع المساء البارد أصوات الريح التي تعبر الكهف من جانبيه فتعبر أجسادنا وتهلك صحتنا ، وتساعدها قطرات الماء المتساقطة من سقف الكهف .

طال انتظار فريق الإنقاذ ، وطال بنا العناء حتى وصل أبو عبدالمجيد إلى مرحلة شديدة من الإعياء أيقنا على أنه هالك لا محالة ، ومن الطريف أن معيار الإيمان والعودة إلى الباري تتجلى في مثل هذه المواقف ، فتجد الشباب يذكرون بعضهم بالله ويحثونهم على الدعاء والذكر والتضرع إلى الله .
حتى عبدالرحيم وصل إلى مرحلة كان يقول فيها نحن سنموت الليلة .
نعم نحن سنموت هنا ، وهو يرتجف من التعب والجوف والبرد .
إلا أن أحمد وشعبان كانا هما الأكثر تحملاً وثباتاً في ظل هذه الظروف .

مضت الساعات ثقيلة والدقائق بطيئة واللحظات متوقفة .
مضت فترة تجاوزت الخمس ساعات أي في حدود الثانية عشرة بعد منتصف الليل .
والوضع يزداد سوءً .
كانت معاناة أخرى وهي كيف سيصل إلينا المنقذون في هذا الظلام الحالك ؟؟!!
فنحن لا نستطيع الخروج من الكهف لمتابعة النور الذي ربما يكون معهم .
ولن نسمع أصواتهم التي ستضيع بين أضلع تلك الجبال الكثيرة .

بعد الواحدة والنصف فجراً أحمد البطل وهو مرشدنا الثالث ، يقرر الخروج لتتبع أي شئ يربطنا مع فريق الإنقاذ ، رافقه في ذلك شعبان ، وبالفعل خرجا لتلمس ما يمكن أن يوصلهم للمجموعة القادمة .

بعد لحظات خرج أبو معاذ وتبعهم مسترشداً بالضوء والصوت ، فلدينا كشاف إضاءة صغير .

وهلت البشائر في حدود الساعة الثانية إلا ربع فجراً حيث وصل فريق الإنقاذ بحمد الله ومنه وفضله وكرمه ،
وصل وهو يحمل معه ما يعيد لنا أملاً ونشاطاً ( المشروبات الساخنة ( في حافظات ترامس ) ، الطعام الساخن ، أكياس من الخبز ، الكبريت لإشعال النار ، وقد كان هذا من أهم الأشياء ، لحف بلاستيكية وأخرى قماشية للتدفئة ) .
كان فريق الإنقاذ يتكون من خمسة أشخاص بقيادة الشاب النشيط " مشغولي" وشقيقه الصغير ذو الاثني عشر ربيعاً فقط ومعهم ثلاثة من القرية ذاتها ( قرية أخرى غير قرية جي كون زي ) نسيت إسم القرية لكنها قرية مشغولي .

واجتمع أكثر من13 شخصاً في داخل هذا الكهف الصغير وهجموا على ما وصلهم من ماء وغذاء ، فقد كان الطعام عبارة عن حافظتين كبيرتين مملوءة بالمكرونة المطبوخة بالدجاج ، وأكياس من الخبز ، تتجاوز الثمانية أكياس ، نسفت كلها في لحظات ، ونسف معها الشاهي الساخن الذي تم إحضاره في عدة ترامس ، وبحمد الله وصل وهو لا يزال ساخناً نوعاً ما ، رغم الوقت الطويل الذي تجاوز ست ساعات ونصف ، منذ انطلاق الفريق سيراً على أقدامهم في وسط تلك الغابات الكثيفة .

كنت أتخيل الصعوبة التي واجهها فريق الإنقاذ وتمثلت في :
الأمطار التي تهطل في الغابة .
الظلام الدامس وصعوبة السير بين الغابة .
الوزن الثقيل الذي كان يحمله الفريق على ظهره وهو يتسلق تلك الطرق الصعبة نهاراً فما بالنا ليلاً .

بعد أن هدأ الوضع بدأنا بالمهمة الأصعب وهي مهمة إشعال النار ، وقد كانت الصعوبة تتمثل في الجذوع والفروع المبتلة والتي يصعب معها الإشعال .
ولكن هناك شباباً لا يعرفون اليأس ، مشغولي ومن معه وفريق المرشدين الذي رافقنا .
استمروا لأكثر من ساعة يحاولون إشعال النار ، حتى اشتعلت في الأعواد المبلولة باستخدام بعض الحشائش الجافة التي كانت تنبت في الكهف والكهوف القريبة ، حتى الأشجار الخضراء تم إشعال النار فيها بفضل الله .

وبهذا استطعنا أن نستعيد جزءً من طاقتنا وصحتنا والحمد لله .


أبو صالح يفكر في كيفية إشعال النار في هذا الجذع المبلول



وأحمد الرائع يجلب أوراقاً خضراء سيشعل النار فيها بإذن الله .


وبعد محاولات طويلة وإصرار شديد تم إشعال النار قبيل الساعة الثالثة فجراً

شاهدوا النار وهي تضئ الكهف وجزء من الأشجار الخضراء الطرية تحترق


وهنا عادت الابتسامة إلى وجوه الجميع والحمد لله
وبدأنا بالتدفي على تلك النار


وتحلقنا حولها حتى موعد صلاة الفجر ، فكان من الصعب علينا الخروج من الكهف ، فتيممنا وصلينا في أماكننا جلوساً ، فطاقتنا لا تسمح لنا بالوقوف ولا الخروج ولا الوضوء في ذلك الجو البارد جداً .

هكذا بدت الصورة داخل الكهف قبيل الفجر بلحظات






مع بالغ مودتي ،،،

مــكــلــبــش
26 / 05 / 2009, 41 : 01 PM
رقم المشاركة :  13 
عضو زاد المسافر الفخري



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 78
الإقامة : الـمـربــوعــة
المشاركات : 2,032
التقارير : 3
الجنس : ذكر
الحالة : محمد مكلبش غير متواجد حالياً
مشاركة العودة : الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND



الطريق إلى بركان كرتالا
The way to KARTHALA Volcano





العودة



الساعة الخامسة والنصف تقريباً ، وبعد أن بدأت النور يشع في الآفاق ، وبدأت الرؤية تتضح قليلاً ، أحس الجميع والحمد لله بنشاط ، فكان أول ما فكر فيه أبو معاذ هو هل سنواصل السير إلى الفوهة اليوم أم سنعود أدراجنا .

طرح أبو معاذ الرأي بأن يواصل المسير هو وبقية الزملاء خاصة أن الفوهة لم تعد بعيدة .
لكن بقية الزملاء رفضوا الفكرة ، فقرر أن يذهب هو لوحده ، فأخذ معه 4 من الأدلة الموجودين من أصل ثمانية ، وخرجوا من الكهف ينوون على الفوهة أن يصلوها .
بينما قرر الباقون البقاء في الكهف حتى عودتهم .

بعد أقر من ربع ساعة عاد أبو معاذ هو ومن معه !!!

لماذا ؟؟!!

لقد قال شعبان أنه لن يغامر ، فهناك سحابة عظيمة تنذر بمطر شديد وغزير ، والصعود الآن هو المغامرة إن لم يكن هو الإنتحار ، فأقنع أبو معاذ أن يعدل عن فكرة الصعود وهذا ما حدث بالفعل .

حينها كان لا بد من التحرك السريع ، فنحن نعتبر في قلب أحد الأودية ، وهطول الأمطار يعني سيلاً يخترق الكهف الذي نحن فيه .
وبالفعل إنطلقنا الساعة السادسة إلا خمس دقائق تحديدأً .
وكانت هذه الصورة حال مغادرتنا للكهف



ونزولاً سرنا باتجاه القرية ، وما هي إلا لحظات حتى بدأت الأمطار تهطل بغزارة على قمة فوهة البركان وجبل كرتالا .

وكانت هذه الصورة بعد حوالي 40 دقيقة من انطلاقنا وهي توضح السيل الكبير الذي نزل بالوادي الذي يقع الكهف الذي بتنا فيها .
ونحمد الله أن الأمطار لم تكن غزيرة ليلة البارحة ، وأننا لم نواصل البقاء في الكهف أثناء هطول المطر هذا اليوم .

لو تم التركيز في منتصف الصورة سيظهر السيل ، لأن الصورة مقربة من مسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات تقريباً .




وصلنا بحمد الله إلى بداية منقطة الحشائش وهذا سيريحنا كثيراً حيث أن السير في منطقة الحشائش أسهل بكثير من السير في المناطق الصخرية .
وكان لزاماً أن نجتمع عند الإستراحة الجميلة ونلتقط الصور التذكارية هناك

ركزوا في الوجوه وقسماتها التي تنقل لكم صورة واقعية لحالنا أثناء العودة .




تجاوزنا منطقة الحشائش ، وهنا طرح مشغولي وزملاؤه رغبتهم في أن يكون النزول عبر الغابة نحو قريتهم مباشرة بدلاً من قرية جي كون زي ، وهنا بدأ الإختلاف بين شعبان وفريقه ، وبين مشغولي وفريق المنقذين الذي يقودهم ، وكان لزاماً علينا إكرام مشغولي بتحقيق رغبته والنزول مباشرة إلى قريته ، نظير شجاعتهم ومجهودهم الذي بذلوه في سبيل الوصول إلينا وإمدادنا بالطعام والماء ليلة البارحة .
وقد ذكر شعبان أن أهل قريته سيغضبون عليه إن نحن لم ننزل مباشرة إلى قريتهم ، خاصة أنهم أعدوا العدة للخروج بحثاً عنا وبشكل كبير جداً .

استطعنا إقناع شعبان بوجهة نظرنا فاقتنع على مضض .

وها نحن نخطو أولى الخطوات للدخول في الغابة




شاهدوا أطراف الجزيرة الشمالية والرؤية تمتد لعشرات الكيلومترات من إرتفاع يزيد عن 1600 متر تقريباً .
وركزوا في السحب التي أسفل منا هناك بعيداً ، وفوقنا في أعلى الصورة .



هدأ المطر قليلاً وواصلنا السير لكن السقوط أثناء النزول كان كثيراً .
وهاهو أبو معاذ يتلقى العلاج السريع من أحد المرشدين ، فهم لديهم أشجار في الغابة يعرفونها ويستخدمونها لإيقاف نزيف الجروح وتعقيمها .



لم يتبق الكثير لنصل إلى القرية ، ولكن أبو صالح ليس لديه الإستعداد للسير متراً واحداً بسبب ما أصابه من نزيف وتسلخات .
فما كان من المرشدين العجيبين إلا أن يعدوا له نقالة !!
نقالة بطريقة عجيبة جداً ، وهي حمل أبو صالح على أحد اللحف التي كانت معنا ، شاهدوا الصورة كيف يضعونه ويلفونه بشكل إبداعي :






وهاهو أبو صالح محمولاً على هذه النقالة لما تبقى من زمن العودة الذي سيقترب من ثلاث ساعات .


كان الطريق الجديد جميلاً وأسهل من طريق جي كون زي ، لكنه كان طويلاً :



كانت الساعة تقترب من الثالثة عصراً ، وبفضل الله وصلنا إلى قرية مشغولي حيث كان الناس في استقبالنا ليحتفوا بالعرب الذي يصعدون لأول مرة إلى فوهة بركان كرتالا


لحظة وصول أبو صالح الذي جلس على الأرض ، ومن خلفه أحمد الذي ظل واقفاً يوم أمس على أقدامه لما يقرب من 13 أو 14 ساعة متواصلة .
وأبناء القرية في استقبالنا

.

وهاهم جميعاً في انتظارنا




الأقدام هكذا بدت ( أجلكم الله )



كان الفريق يصل تباعاً حتى اكتملنا قبل الثالثة ، وقد أعد لنا سكان قرية مشغولي مناسبة بسيطة حسب إمكانياتهم المتواضعة ، يعبرون فيها عن اعتزازهم بالعرب والمسلمين .
ها هو مشغولي في داخل منزله المبني من الصفيح يحتفل بنا هو وأسرته نيابة عن أهل القرية ، فهم يتسابقون لينالوا شرف دخول العربي إلى منازلهم ( نسأل الله العافية ) والله لو يعلمون كم هو تقصيرنا ، وكم هي ذنوبنا .



وبحمد الله ومنه وفضله وجوده انتهت رحلتنا أو بالأصح مغامرتنا الشاقة التي عشتم معنا لحظاتها عبر هذا التقرير الموجز ، وأدعو الله أن يوفقنا إلى كل خير .

مع شكري وتقديري لمن علق هنا أو حضر أو قرأ .




مع بالغ مودتي ،،،

مــكــلــبــش
26 / 05 / 2009, 42 : 01 PM
رقم المشاركة :  14 
عضو زاد المسافر الفخري



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 78
الإقامة : الـمـربــوعــة
المشاركات : 2,032
التقارير : 3
الجنس : ذكر
الحالة : محمد مكلبش غير متواجد حالياً
مشاركة جي كون زي:الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND



الطريق إلى بركان كرتالا
The way to KARTHALA Volcano





قرية جي كون زي




سمع أهل قرية جي كون زي عن احتفاء أهل قرية مشغولي بنا ، فغضبوا وغضبوا تحديداً من شعبان الذي لم يأخذنا إلى قريتهم لكي يحتفلوا بنا .
لكنا وعدناهم أنه من الغد سنأتي إلى قريتهم ونصلي الجمعة معهم إن شاء الله .

وبالفعل ورغم العناء الشديد والإرهاق الذي لحق بنا ، من الغد توجهت أنا وأبو معاذ وفقه الله إلى قرية جي كون زي ، وألقى أبو معاذ كلمة بعد صلاة الجمعة ، ثم خرجنا حيث استضافنا شيخ القرية في منزله وهو يعتبر منزلاً فارهاً مقارنة بمنازل الصفيح الأخرى .
وهذه صور من استضافة شيخ القرية لنا نيابة عن أهالي قرية جي كون زي







من المهم قوله أن الموز يعتبر من الضروريات على طاولة الطعام ، والموز لديهم أنواعه كثيرة جداً ، فمنه شئ يقلى وآخر يسلق وآخر يشوى وآخر يأكل هكذا .
وأما الشاهي فهو يوضع في إناء زجاجي كبير في وسط الطاولة ويتم ملء الأكواب بواسطة ملعقة كبيرة أو بالأكواب مباشرة .


مع بالغ مودتي ،،،

مــكــلــبــش
26 / 05 / 2009, 44 : 01 PM
رقم المشاركة :  15 
عضو زاد المسافر الفخري



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 26 / 06 / 2007
رقم العضوية : 78
الإقامة : الـمـربــوعــة
المشاركات : 2,032
التقارير : 3
الجنس : ذكر
الحالة : محمد مكلبش غير متواجد حالياً
مشاركة إلماحة : الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND


الطريق إلى بركان كرتالا
The way to KARTHALA Volcano




إلماحة




جزر القمر بلد عربي مسلم 100% ، وهو بلد جميل جداً وشعبه مضياف كريم وطيب وودود إلى درجة البراءة .
جماله لا حدود له ، فغاباته الرائعة ، وبعض شواطئه ساحرة ، والخضرة فيه تمنح السعادة والسرور لمن يشاهدها








إلا أنها في الوقت ذاته دولة فقيرة جداً إمكانياتها ضعيفة وبنيتها التحتية شبه معدومة ، وشعبها فقير جداً .

فهذا أكبر شارع في الدولة كلها



وهذا أكبر دوار وأجمل مجسم في وسط العاصمة موروني



أما هذا فهو أكبر سوق في جزر القمر




لأجل هذا فهو محتاج بلداً وشعباً وحكومة ، يحتاج إلى دعم ووقوف من كافة الشعوب العربية والإسلامية والمحسنين .
وحاجاتهم كثيرة ولكنها ليست كبيرة ، فالمبالغ القليلة تفي بتحقيق الكثير من الأهداف كإنشاء المدارس والمراكز الصحية والتعليمية المختلفة .

وسأسوق لكم نموذجاً بسيطاً من خلال هذه المدرسة التي زرناها في قرية جي كون زي
هذه القرية مجانية لتعليم الأطفال القرآن الكريم ، وفي كل قرية من قرى جزر القمر مدرسة مماثلة أو أكثر لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات ، فشعب جزر القمر من أحرص الشعوب على حفظ القرآن ،وأصواتهم جميلة وهم متفوقون في العلوم الشرعية عندما يأتي أبناؤهم للدراسة في العالم العربي .

هذه المدرسة بناها أبناء القرية بمجهودهم وتبرعهم ، وهي عبارة عن غرفة من الصفيح مساحتها تقريباً 5 أمتار في 6 أمتار .
تقوم فكرة المدرسة على فرش أرضية المدرسة بالحصى ، ووضع دوائر 4 أو 5 دوائر داخل هذه الغرفة ، هذه الدوائر من خلال رص بعض الحجارة بشكل دائري .
هذا هو الفصل ، نعم لا تستغربوا أحبتي فهذا هو فصل داخل مدرسة ، ومثل أربعة أو خمسة فصول ، مفتوحة على بعضها .

العجيب في الأمر أن إحدى نساء القرية حفظه الله نذرت نفسها لتعليم أبناء القرية القرآن الكريم وهي تقوم بهذا العمل منذ أكثر من 20 عاماً لوجه الله .

والأعجب والأعجب من كل هذا ، أنها لا تملك إلا مصحفاً واحداً قد تقطع ، وهي تنقله بين أبنائها الطلاب وبناتها الطالبات !!!

ونحن لدينا أكوام مكومة من المصاحف والكتب ، إهترت وتمزقت من بقائها حبيسة الأدراج .

والصورة أبلغ من كل شرح


فهذه هي المدرسة التي يتعلم فيها أكثر من 35 طالباً

وهنا في داخل المدرسة وشيخ القرية يشرح لنا عنها

ركزوا في سقف وجدار المدرسة ولكم أن تتخيلوا الواقع

هذا هو المصحف الوحيد الذي تملكه هذه المرأة ويدرس فيه أكثر من 35 طالباً !!!


مع بالغ مودتي ،،،

مــكــلــبــش
26 / 05 / 2009, 09 : 02 PM
رقم المشاركة :  17 
مــراقـب عـام
{مؤسس}



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 24 / 06 / 2007
رقم العضوية : 44
الإقامة : زاد المسافر
المشاركات : 56,705
التقارير : 7
الجنس : ذكر
الحالة : أبوعبدالعزيز غير متواجد حالياً
رد: الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND

ماشاء الله تبارك الله

الله يحفظك ويوفقك يابو ماجد مجهود رائع اثناء الرحلة ومجهود اروع بإسعادنا بمشاركتك هذه الرحلة

الله يوفقك لكل خير ونشوف ان شاء الله الهدف القادم وانت باتم الصحة والعافية .

محبك ومغليك

garmin
26 / 05 / 2009, 17 : 02 PM
رقم المشاركة :  18 
مشرفة زاد المسافر الى تركيا



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 21 / 10 / 2007
رقم العضوية : 523
الإقامة : فلسطين الداخل
المشاركات : 2,560
التقارير : 3
الجنس : أنثى
الحالة : نصراوية غير متواجد حالياً
رد: الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND

رافضك يا زماني ، يا مكاني ، يا أواني أنا عايز أعيش بكوكب تاني.

اكدب عليك أخي مكلبش لو قلت انني قرأت الموضوع لكن صدقا انني تصفحته ووجدت انه من كوكب تاني يلزمنا استعدادا تاما للأنتقال اليه.

هذا مجرد تسجيل متابعة كيلا لا يفوتني الموضوع .
عودتي قريبة إن شاء الله.
26 / 05 / 2009, 17 : 02 PM
رقم المشاركة :  19 
كــبـار شــخــصــيــات الــمــوقــع



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 21 / 10 / 2007
رقم العضوية : 517
الإقامة : K S A
المشاركات : 4,009
التقارير : 4
الحالة : AL QANA9 غير متواجد حالياً
رد: الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND

بارك الله فيك اخي الحبيب ابو ماجد ,, ابداع لا يوصف في صور معبرة عن رحلة مليئة فى المغامره والمخاطر
نفخر بوجود شخص مثلك بيننا فى هذا المنتدي
حفضكم الله ورعاكم اخي الحبيب
26 / 05 / 2009, 26 : 03 PM
رقم المشاركة :  20 
كـبـار شـخـصـيـات الـمـوقـع



الملف الشخصي
تاريخ التسجيل : 29 / 12 / 2008
رقم العضوية : 5246
الإقامة : السعودية
المشاركات : 1,913
التقارير : 4
الجنس : ذكر
الحالة : تياسير غير متواجد حالياً
رد: الطريق إلى بركان كرتالا - جزر القمر The way to KARTHALA VOLCANO - COMOROS ISLAND

لا يمتطي " المجد " من لم يركب الخطرا
لله درك يا أبا ماجد، ماشاء الله تبارك الله، انجاز ومغامرة وتجربة مثيرة، ومخاطر تكبدتموها، حمد لله على سلامتكم، تسجيل حضور ومتابعة ولنا عودة، فهنيئاً للزاد وأهله بكم أخي الغالي

ملاحظة .. وأنا اخوك عيونا تعبت من الشاشة فأرجوا استخدام الخط رقم 5 تعبنا من التركيز في الشاشة والنظر لك عليه :(

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
[ استفسار ] الذهاب بالباخرة من يانيكابي الى SARAYBURNU - MARMARA Island - AVŞA Island abdalmlk بوابة الأسـتـفسارات عن تـركـيـا 2 08 / 06 / 2011 17 : 01 PM


المواضيع ، تعبر عن رأي كاتبها ويتحمل مسؤوليتها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة ومنتديات زاد المسافر .