الجزء الثاني
بدأت المفاوضات حول سعر استئجار الزلاجات المستخدمة للمطاردة لمدة ساعة ، وكان رئيس فريق المفاوضين العضو في منتدى زاد المسافر الأخ البعيد ، وكان النائب الأخ الباب العالي فلقد أدارا المفاوضات بكل نجاح وكانا كالشوكة في حلوق الأتراك وحصلنا منهم على سعر جيد للغاية ، 550 ليرة تركية ( 1200 ريال) قيمة استئجار عدد ستة زلاجات نوعية ممتازة ( قيمة الزلاجة الواحدة يصل إلى 80 ألف ريال حسب قول صاحب المحل) إضافة إلى خوذات للرأس لكل عضو من أعضاء المطاردة ، وجاكيت للحماية من البرد وأحذية خاصة وقفازات ودليل يقود الزلاجة مع كل عضو واحتساء الشاي مجانا قبل الانطلاق! .. كل هذا بقيمة 1200 ريال فقط حيث يكون نصيب الشخص 200 ريال وهو سعر زهيد إذا قورن بقيمة استئجار مثل هذه الزلاجات وملحقاتها في أوروبا أو حتى لبنان .. وبدأت أحداث المطاردة : ( الدخول إلى المحل لارتداء الخوذة والمعاطف الخاصة للحماية من برودة الجليد)
( أحد أفراد الفريق بعد إرتداء الزي الخاص وهو يحي أعضاء زاد المسافر ممن يقرأون هذا التقرير)
( اتخذت مكاني خلف سائق الزلاجة كي أستطيع التصوير بحرية بدلا من الإنشغال بالقيادة فيما يبدو أحد أعضاء الرحلة في يمين الصورة وهو يتخذ مكانه استعدادا للإنطلاق ، لاحظوا حجم الحذاء الذي يرتديه كي يحميه من البرد)
( صورة جبل يكسوه الثلج عند الإنطلاق وقبل بداية المطاردة ، لاحظوا لون الثلج الأبيض الناصع ، إنها كثبان رملية بيضاء تختلف عن كثبان الصحراء الذهبية لكن أعضاء زاد المسافر لا يصعب عليهم اقتحام الكثبان أيا كان نوعها)
( بسم الله وعلى بركة الله تبدأ المطاردة ، حيث متعة الاستكشاف وسط أحضان الطبيعة ، إخترت مكاني في المؤخرة كي أستطيع تصوير جميع افراد الرحلة بحرية وسهولة لقد كنت آخر الفرسان!)
( الباب العالي في المقدمة ، يليه البعيد وأبو لسانين ، ثم وينا به وطويل التيلة ، ثم سائق الباص التركي ، ثم أبو غازي ، وبعد ذلك محدثكم أبو سلطان في المؤخرة )
( صورة احترافية التقطتها لنفسي حيث أدرت الكاميرة من خلف ظهري وصورت الخوذة التي ألبسها ويظهر في الصورة أحد أعضاء المنتدى أثناء المطاردة)
( صورة من زواية أخرى التقطتها لنفسي وسائق الزلاجة ، المنظر الجميل يجعلك تحاول أن تلتقط صور كثيرة من عدة زوايا ، منظر يصيبك بالجنون من شدة روعته وأنت لا تسمع سوى ازيز الزلاجات فيما يلف المكان صمت مطبق وكأنك تعيش في كوكب آخر ، شعور لا يوصف ، قد يكون ذلك عائدا إلى أنها أول تجربة لي وسط الثلوج طوال ما يقرب من اثنين وثلاثين عاما زرت فيها العديد من البلاد منذ صغري ولكن لم يسبق لي أن عشت هذا المنظر بهذه الصورة من قبل والبركة في الصحبة الطيبة من أعضاء زاد المسافر )
( أثناء المطاردة مررنا بهذه العربات المعلقة ، ويظهر اللون الأحمر ناصعا في خلفية الثلوج البيضاء)
( تقاربت المسافة بين العربات ونحن نتجه إلى الأشجار ، وأصبحت المطاردة على أشدها فيما يتطاير الثلج من خلف العربات ويعلوا أزيز المحركات وتتسارع النبضات فيما أعين الجميع تستمر في مشاهدة إبداع الخالق عز وجل)
( تغيرت المناظر كليا ، وأصبحت الاشجار تحيط بنا من كل جانب وزادت المطاردة صعوبة واحتبست الأنفاس والزلاجات تتمايل يمنة ويسرة متجنبة الاصطدام بجذوع الأشجار وسالكة طريقها نحو خط النهاية ونقطة التجمع حيث الإطلالة الجميلة ونقطة الصفر)
( ووصلنا جميعا إلى الهدف المنشود وهاهي بورصة تمتد أمامنا في الأسفل كقطيفة ذهبية تستقبل أشعة الشمس بكل ترحاب وتنظر إلينا مبتسمة مبدية جمالها الأخاذ في مطاردة ممتعة للظفر بهذه النظرة)
( لم نشأ أن نفوت الفرصة دون ان نلتقط ونسجل هذه اللحظة العظيمة قبل العودة إلى قواعدنا سالمين ، فكانت هذه الصورة الجماعية لأعضاء فريق المطاردة توثيقا للتاريخ وللمكان فالحمد لله على عظيم نعمائه وآلائه اللهم لك الحمد والشكر على ما تفضلت به علينا )
هل انتهت الرحلة عند هذا الحد ؟ .. كلا فلقد بقيى جزء أخير قبل أن ينتهي يومنا في أولداغ ، جزء قد يهم من يريد قضاء بعض الوقت على هذا الجبل ، جزء سوف أتحدث فيه عن أنواع العربات المعلقة وعن بعض الفنادق وبعض ما يهم السائح الذي يريد أن يعيش مثل هذه التجربة .. ألقاكم في الجزء الثالث والأخير وفي أمان الله ..