أثناء انتظاري لدوري لأحاسب عن مشترواتي في المكتبة .. لفت نظري عنوان لكتاب من الكتب الأكثر مبيعاً الذي اعتادت مكتبة جرير مؤخرا على نشرها .. الكتاب بعنوان ( كيف تصبح ثريا بطريقتك الخاصة ) منذ زمن طويل وأنا لم أقرأ كتاب بهذا الشأن ..

تسألت هل احتاج إليه ؟
ففي الفترة الأخيرة تملكتني رغبة شديدة في أن أمتلك بيت صيفي صغير يكون باسمي .. ملك خاص بي ، إما مباشرة على البحر الذي اعشقه ، أو في أحد المرتفعات الباردة التي تجعلني في غاية التسامح والصفاء ، ولا أظن هذا سيتحقق قريبا ، ومن غير المعقول أن أنتظر ورث ما ليتحقق حلمي ، أطال الله في عمر والدي ، وسأكون ساذجة – ربما – لو انتظرت أن يصبح زوجي ثريا لدرجة أن يقدم لي هدية عبارة عن بيت صيفي أنيق كما أهوى ، بعد تذوقه للفطائر الفاخرة التي أتقن صنعها ..

تذكرت الكتاب الشهير كيف تصبح مليونيرا ، الذي كان من أوائل الكتب التي اخترتها بنفسي لقراءتها وأنا في المرحلة المتوسطة لأن والدي كان غالبا يختار لنا الكتب وفق رغبته عندما كنا صغار وقرأت مع هذا الكتاب من ضمن السلسلة نفسها سحر الشخصية ، جلب الحظ ، دع القلق ولم أكن من النوع القلق ، كيف تتغلب على الخجل وفيما عدا الكتاب الأخير الذي ساعدني نوعا ما حيث كنت خجولة جداً ، فالباقي لم يغير في حياتي شيء وخصوصا كيف تصبح مليونيرا فلا زلت أعتقد أن قيمة المال فيما يجلبه لنا حالاً وليس فيما نتوقع أن نحتاج إليه مستقبلا ، وأرى أن أغلب الناس يقترون على أنفسهم ومن يعولون ليجمعون الأموال لتساعدهم مستقبلا على حياة أفضل فيكبر الأبناء ولا يستمتعون بها بل يكنزونها لأبنائهم عندما يكبرون ليستمتعوا بها مستقبلا وهكذا تبقى الأموال متكدسة بدون أن يستفيد منها أب ولا ابن إلى أن يأتي حفيد ما مدلل ومبذر وربما فاسد والعياذ بالله فينفق ما جمعه الآباء في سنوات قليلة .

فأنا أرى – تفكير من لن يصبح ثريا أبدا – أن من يتعب على صنع ثروة فهو أحق الناس بالاستمتاع بها ، لا بأس بترك ما يساعد الأبناء على حياة طيبة تجعلهم يعيشون حياة كريمة من بعده فقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك ، لكن ليس أن يقتر على نفسه وزوجته من أجل رغد الأبناء مستقبلا فعلى الأبناء بذل الجهد ليصنعون لأنفسهم ما يطمحون إليه .

عندما كان ابني في الصف الخامس وهو يهوى القراءة مثلي كان هذا الكتاب من أكثر الكتب إثارة له فلقد شعر بأن فرصة الثراء للناس متاحة لعدد من الأشخاص بعدد نسخ الكتاب وكان يود لو استطاع استيعاب الأفكار الموجودة في الكتاب ، كما كان ينتظر أن يصبح أكبر سنا قليلا ليبدأ في تنفيذ المراحل الأولى للثراء ، وهو يرجع عدم كونه ثريا وهو في المرحلة المتوسطة لخالته التي استعارت منه هذا الكتاب ولم تعيده إليه ، ولا يفهم لما خالته كسولة عن تطبيق ما في الكتاب حيث يشعر أنها لا زالت في عداد الناس العاديين .

كتاب : كيف تصبح ثريا بطريقتك الخاصة
تأليف : بريان تراسي
الناشر: مكتبة جرير
السعر :35 ريال
عدد الصفحات : 358 صفحة

في فصله الأول يلخص تراسي أسباب كوننا غير أثرياء في أننا ولدنا لآباء عاديين أو فقراء وبالطبع أصبح أصدقاءنا وأقرباءنا من نفس المستوى فمن أين نعرف كيف يصبح الناس أثرياء في هذه الحالة ؟ وهذا ذكرني بالمثل الذي أؤمن به بشدة ( جاور السعيد تسعد ) وكنت قد أضفت إليه بعض ملاحظاتي ( جاور المتعلم تتعلم ، وجاور الملتزم تلتزم ، وجاور الأنيق تصير أنيق مثله و... أضف إلى ذلك الكثير وأخير أضف جاور الغني تغنى )

وأما باقي الأسباب فهي أن الناس لا تتخذ القرار لتكون ثرية بل تتمنى وتحلم بدون أن تقدم على اتخاذ الخطوات التي تساعد على تنفيذ هذا الحلم ، ويضيف أن التسويف أيضا يبعد الناس عن ذلك .

كما يشير إلى واقع الكثير من الناس حيث يذكر أن غالبية الناس لا يقاومون رغبة إنفاق كل قرش يكسبونه بل ويزيدون على ذلك شراء بعض الكماليات بالتقسيط أو بالدين مما يعيق تقدمهم نحو الأمام ، ويقرر بأنه إذا لم تستطع أن تدرب نفسك على الاقتصاد في النفقة وتجعل ذلك عادة على مدار عمرك ، فلن تصبح مستقلا اقتصاديا وماديا ، فإذا أردت الثراء مستقبلا فأدفع قيمة ذلك الآن بالصبر على رغباتك الغير ضرورية واكبحها .

و يشير إلى نتائج إحدى الدراسات التي تفيد أن الخطط المستقبلية تضمن مستقبلا أفضل ويضرب أمثلة واقعية فإذا أرد شخصا ما أن يصبح طبيبا مميزا في المستقبل فإنه سيدرس جيدا ويلتحق بالدورات المناسبة ثم يجتهد في كلية الطب وسيواصل دراسته فبالتأكيد انه سيكون طبيبا جيدا وبنفس المنطق فإن زوجان شابان يعملان في وظيفة بسيطة يريدان مستقبلا جيدا لإبنهما ويوفران مبلغا معينا كل شهر سيكون كافيا لدخول ابنهما في الجامعة المرموقة التي سيدرس بها مستقبلا ( على أساس أن التعليم الجامعي عندهم ليس مجاني ) .

كما يذكر نقطة بالغة الدقة والخطورة ونحتاج بشدة لفهمها وتطبيقها وهي أن من أسباب عدم كوننا أغنياء ، أن البعض منا لا يتقن عمله أو لا يبذل جهده لتطوير عمله أو لا يخلص فيه ، فالموظف أو العامل الجيد المتقن لعمله بطريقة مختلفة عن غيره يحصل على ترقية أو انتقال لمجال آخر امتدادا لعمله وسيحصل غالبا على زيادة في دخله ، أو سيزداد الطلب على خدماته لو كان يعمل في المجال الحر .

إذن هناك خمس طرق كي يبقى الناس فقراء هي:
1- لم يكن يتراءى لهم أن بإمكانهم أن يصبحوا أغنياء مثل الآخرين .
2- حتى لو تراءى لهم ذلك فهم لا يتخذون القرار أبداً بأن يصبحوا أثرياء.
3- وإن قرروا عمل شيء كي يحسنوا من أحوالهم المعيشية فإنهم يسوفون ويرجئون ما قرروه على مدار عمرهم .
4- عدم القدرة على كبح أهواء النفس بمقاومة الرغبة في إنفاق كل قرش يكسبونه بالإضافة لما يستدينونه .
5- العمل وفق نظرة مستقبلية قصيرة الأمد بدل من التخطيط لعشر أو عشرين سنة قادمة .

ثم يقدم الكتاب خمس طرق لتصبح ثريا ، وبعدها يستفيض بالتدريبات والأمثلة والنصائح التي يجزم لو اتبعتها ستكون ثريا ...
سأتابع أنا قراءة الكتاب ولو كنت أنت ممن يهمهم ذلك فعليك قراءة الكتاب أيضاً .
وإذا لم أمتلك هذا البيت الصيفي خلال 3 سنوات قادمة فسيكون السبب ربما هو أن أختي استعارت الكتاب .

موضوعك شيق جداً وكنت قرأت كتابا مشابهاً أيام ماكنت مغرمة بالقراءة وأما الان وبعد عصر النت فلم اعد أشغف بها حٌباً..الثراء حُلم البسطاء أمثالنا.. وتحقيقه ليس بالصعب المٌحال ولابالسهل المٌنال..هناك الكثير من البسطاء كونوا ثروات طائلة بعد كد كديد..مشكلتنا الرئيسية هى حلم الثراء السريع..وأيضاُ تسهيلات البنوك التى جعلت كل شئ ممكن طالما انك تدفع ..وتقسط مدى حياتك..من وجهة نظرى الخاصة التوازن اساس كل شئ لانٌقتر على أنفسنا ولا نسرف فوق طاقتنا..
نعيش لانفسنا ولابنائنا..فى الو قت الراهن يدخر زوجى كل نهاية عام مبلغ يٌخصص للسفر..ولدينا عقار بدأنا نستثمر إيجارات تُخصص للصرف على الابناء لاكمال دراستهم..وبالراتب الاساسى نعيش حياتنا.. وبالرغم من ذلك كنت ولازالت اقول لزوجى لو أحسن التصرف لكان لدينا بدل العقار ثلاث..لكن مشكلة فلها وربك يحلها!!والرزق على الله..
تسلمين رومى ..

الله يرزقج كل اللي تبينه علشان تشترين

ففي الفترة الأخيرة تملكتني رغبة شديدة في أن أمتلك بيت صيفي صغير يكون باسمي .. ملك خاص بي ، إما مباشرة على البحر الذي اعشقه ، أو في أحد المرتفعات الباردة التي تجعلني في غاية التسامح والصفاء ، ولا أظن هذا سيتحقق قريبا ، ومن غير المعقول أن أنتظر ورث ما ليتحقق حلمي ، أطال الله في عمر والدي ، وسأكون ساذجة – ربما – لو انتظرت أن يصبح زوجي ثريا لدرجة أن يقدم لي هدية عبارة عن بيت صيفي أنيق كما أهوى ، بعد تذوقه للفطائر الفاخرة التي أتقن صنعها ..

موضوع رائع وجميل لو الثروه تحصل في الكتب كل الناس تصير اثرياء

جزاج الله خير اختي رومي رديتي لنا شويه من الزمن الجميل للقراءه

لو تجري جري الوحوش غير نصيبك ما تحوش

اهم شي يكون عندنا قناعة ورضى بماقسمه الله لنا .

اعرف كذا واحد يملك ملايين بالمئات وليس بالعشرات واقابلهم دوما بالبنوك ولكنهم يرثى لحالهم مبدأهم ان صرفت انتهت فلوسي .

وبرأيي تأليف الكتب من نوعية هذا الكتاب من اسهل طرق الثراء

الله يسلمك ويحفظك
فعلا المشكلة في الرغبة في الثراء السريع خصوصا بعد قراءة مثل هذا الكتاب

اقتباس:

من وجهة نظرى الخاصة التوازن اساس كل شئ لانٌقتر على أنفسنا ولا نسرف فوق طاقتنا..نعيش لانفسنا ولابنائنا..

أحسنت ، التوازن مطلب ديني أمرنا به الله سبحانه وتعالى

اقتباس:

فى الو قت الراهن يدخر زوجى كل نهاية عام مبلغ يٌخصص للسفر..ولدينا عقار بدأنا نستثمر إيجارات تُخصص للصرف على الابناء لاكمال دراستهم..وبالراتب الاساسى نعيش حياتنا..

لو توفر للإنسان قوت يومه ومسكن آمن وسيارة مريحة فقد أصبح ملك (وكيف لو زاد عليه ؟)

اقتباس:

وبالرغم من ذلك كنت ولازالت اقول لزوجى لو أحسن التصرف لكان لدينا بدل العقار ثلاث..لكن مشكلة فلها وربك يحلها!!والرزق على الله..

يا حبنا نحن الحريم للتوجيه وانتقاد الأزواج :3:
ولو كان بيدنا المصروف ما وفرنا ولا حتى حق عقار واحد
حفظ الله لك زوجك وأبنائك والمهم البركة والتوفيق ولله الحمد

الله يعطيــج الـعـافيـة و يـزاج الله عالكـتاب الرائـع

:3: اللهم آمين
الثروة رزق من الله وتحتاج لعمل
والكتاب يعطيك أفكار
وفعلا وجدت أفكار كانت غائبة عن بالي :114: يعني وخروا عن طريقي السنوات القادمة راح أكون ثرية إن شاء الله
لكن كل الطرق تحتاج لزمن طويل كما تقول أم البنين

وشكرا على مرورك

أختي الفاضلة رومي:
أعجبني كتابتك ورصانة كلماتك، هناك قانون يسمى قانون الجذب تحدث عنه كثيرا الدكتور صلاح الراشد فقد يكون مجرد التفكير في الشيء يعتبر جذبا له .
فكر في الثراء فستصبح ثريا .. وفكر بالفقر وأكثر من الأمثال الشعبية من قبيل (مد رجولك على قد لحافك) وغيرها التي لا تعلم إلا الكسل والتواكل في ثقافة تربينا عليها خطأ منذ نعومة أظفارنا .. هذا إن كانت لنا أظفار ناعمة أصلا ... أقول فكر بهذه الأمثال ورددها كثيرا فلن تجني غير الفقر الذي كررته حتى حفظه عنك العقل الباطن.
لماذا لا ابدل لحافي للحاف أكبر ... لماذا لا أقول كما قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه (دلوني على السوق) فصار بعدها من أتجر أهل المدينة ، وفي مصطلحات زماننا (ملياردير) ، وهو المبشر بالجنة ، فهنيئا لمن اجتمع له الخيرين.

هذه أول مشاركة في منتداكم الجميل.
تقبلوا مروري ..
ودمتم سالمين