نابولي : Napoli – أو نابلس Naples هي ثالث أكبر مدن إيطاليا وتقع في جنوب البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، ونابولي هي عاصمة إقليم ( كامبانيا) . يبلغ عدد سكان نابولي حوالي مليون نسمة وهي أكبر مدن جنوب إيطاليا ، ويوجد بالقرب منها بركان الفيزوف الشهير الذي قضى على بلدة بومبي الإيطالية القديمة ، صنف اليونسكو نابولي في قائمة التراث العالمي وهي مدينة سياحية هامة ، من معالمها مدينة بومبي الأثرية والقلاع التارخية والقصر الملكي وجزيرة كابري المجاورة
تُعرف نابولي في بعض الأوساط بارتباطها بالمافيا الإيطالية، لكنّ قليلين يعرفون أنها واحدة من أجمل مدن البلاد.
المدينة تقع في جنوب إيطاليا، تبعد نحو 250 كلم عن العاصمة روما، ويذكر البعض أن تاريخ نابولي يختصر تاريخ القارة الأوروبية كلها ، كما أنها نقطة انطلاق نحو العديد من الجزر الإيطالية، كسردينيا وصقلية وكابري وغيرها.
يقول المؤرخون إن اليونانيين بنوا نابولي قبل آلاف السنين وحملت اسم بالايوبوليس، وفي القرن الخامس قبل الميلاد أعيد بناء المدينة لتحمل اسم نيابولس أي «المدينة الجديدة».
من أجمل المعالم الأثرية في المدينة القلعة الجديدة أو Castelnuovo التي بُنيَت عام 1279 بأمر من ملك صقلية شارل الأول. ومن المعالم الأثرية أيضاً قصر البيض، وهو عبارة عن قلعة بنيت قبل الميلاد لتجري من خلالها مراقبة البحر وما سيحمله من أعداء.
-----------------------
نزلنا من المترو وتفاجأنا بأننا في محيط حي قديم أشبه بالأحياء الشعبية في مدينة الرياض ! كان هذا الإنطباع الأول حين نزولنا في أول محطة من محطات هذه المدينة وكانت هذه هي المشاهدة الأولى لي في نابولي !
بدأت أتابع سيري وسط ركام من المنازل القديمة المتآكلة والمنتشرة عشوائياً عن اليمين والشمال ، ولأسلك إحدى الممرات القديمة والضيقة داخل المدينة في إولى جولاتي داخل هذه المدينة ..
مررنا بهذا الممر الضيق الذي يحكي عن بؤس هذا المكان من المدينة ، هل سيخطر في بالكم أن هذه الصورة من مدينة أوروبية ؟! سلكنا هذا الممر ، وتضايقنا من الحركة العشوائية للدارجات النارية والسيارات فلا نظام هنا أبداً .. سر في طريقك وأنتبه لمن حولك كي لايصطدم بك ، وأنتبه للأرض التي تطأها قدماك ، فالأوساخ أجلكم الله تملأ الطرقات ، فلا نظافة ولانظام ، ولاتميز السياح إلا بإختلاف الوانهم عن أهل هذا الحي الذي يقطنه الوافدون ..
بين تلك الممرات الضيقة المقرفة والروائح الكريهة تتفاجأ ببعض المعروضات التي يسيل لها اللعاب حيث تشاهدها معروضة في بعض المحلات المنتظمة على جوانب الطرقات
لو رأيت هذه الصورة في موقع من مواقع الانترنت لقلت أنها في البطحاء !
العمالة الوافدة تستغل الأرصفة لبيع معروضاتها المختلفة الأشكال والألوان ، معظم الوافدين من الأفارقة ومن بنغلادش
وشارع آخر يحفل بأصناف لاندري عن نضافتها ولا مصدرها !
وهنا سلة الصياد ، من الأسماك والقشريات المختلفة ، وبالتأكيد مصدرها معروف ، من البحر الذي ارتمت على سواحله نابولي ..
وهنا اقفاص لطيور الزينة والأسماك الملونة الصغيرة ..
لقطة عامه لأحد ممرات الحي القديم في نابولي وهو الحي الأفقر والأتعس .. ولابد من المرور من خلال هذا الحي كي تصل إلى الجانب المشرق من المدينة ..
في هذه الممرات المتواضعة لاتستغرب أن تشاهد بعض محلات الماركات العالمية ، فأنت في بلاد الموضة ! ومحلات تبيع أصناف أخرى بعيدة عن مجال الملابس والماركات المعروفة .. ستجدها هنا أيضاً ، بإختصار .. سترى كل شيء في هذا المكان البائس من المدينة ..
محل خاص لبيع الكروش ، ولا أدري لأي حيوان تعود ، الله يديم النعمة !
هنا ، لاحظت أن الطرقات بدأت في الإتساع .. وأحسسنا بالجوع .. فطفقنا نمضي سائرين للبحث عن مطعم لتناول طعام الغداء فيه .. وفي الحقيقة رغم مارأينا من الأماكن وشممنا من الروائح الغير طيبة والتي تزكم الأنوف إلا أن ذلك لم يحد من جوعنا !
وصلنا في النهاية إلى هذا الميدان .. ووجدنا مطعماً للبيتزا بالقرب منه .. فقررنا تناول غداءنا فيه ..
كشك لبيع الساعات وغيرها من المقتنيات الخفيفة ..
وهنا ، قررنا التوجه لمطعم البيتزا لنتناول طعام الغداء وقد كنت عازماً على تناول البيتزا بالذات في هذه المدينة لأتذوق طعم البيتزا النابولية التي تشتهر بها هذه المدينة ..
منظر للميدان الذي يقع قبالة مطعم البيتزا .. حركة المشاة ، السيارات ، الدراجات الهوائية ، الدراجات النارية و..... الطيور كذلك ! لاتهدأ..
وهنا قررنا الجلوس على إحدى الطاولات لتناول طعام الغداء ..
وبالطبع ، البيتزا النابولية الشهيرة والمعروفة ببساطتها وهي صفيحتين من العجينة المخبوزة وفوقها المكونات التي ترونها إلا أنني لاحظت أنها مغرقة بالزيوت ..
صورة لواجهة محل البيتزا .. لم نستمتع كثيراً بتناول الغداء في هذه المنطقة المتواضعة النظافة ، فحينما بدأنا في تناول الغداء وسمينا بإسم الله ... إذا بسيارة طائشة تمر من أمام المطعم فتصطدم بإحدى الحمائم لتسقط على قارعة الطريق تصارع الموت ، فيتطاير ريشها في كل اتجاه حتى وصل إلى مائدتنا ، لنجد أنفسنا مضطرين لتغطية الطعام حيث تهافت ريش تلك الحمامة على غدائنا الشهي ..
لم ينتهي الأمر عند هذا الحد .. حيث لم يتوقف تناثر ريش الحمامة طيلة الوقت ، ففي كل لحظة تنقض إحدى البجعات على الحمامة الميتة وحينما تمر سيارة تطير البجعة مولية ليتناثر الريش على الطاولات في وضع لانحسد عليه .. ويتكرر الأمر مراراً .. في كل مرة تهبط البجعة على الأرض لتقتات من جثة الحمامة تأتي سيارة مسرعة فتطير البجعة عاصفة علينا ريش الحمامة الميتة .. حتى أكملنا الغداء على عجل وقمنا بدفع الحساب وغادرنا المكان ..
لقطة من الشارع الذي يتفرع منه الميدان الذي يقع عليه المطعم وتشاهدون في الصورة البائعين يعرضون مالديهم من سلع على قارعة الطريق ..
وهنا قررت تصوير هذه اللوحة التي تشير إلى إسم الميدان ( ساحة كاريتا )
وهذه لقطة للميدان او الساحة التي تقع بنهاية الحي القديم في نابولي حيث تنفسنا الصعداء حينما علمنا أننا على وشك مغادرة هذا الحي التعيس !..
يتبع .........