1- قصه عشت أحداثها: بابا لا تحط الغدا الحين!
بداية أحب أن أذكر بأن موضوعي هذا سيكون سلسلة من القصص التي عشت احداثها بنفسي.. سواءا لاقارب لي او لاصدقاء او لمن لا يتمون لي بصله.. علما بان طرح القصص سيكون في مواضيع منفصله حتى تاخذ كل قصه نصيبها من التفكير.. والنقاش.. ولربما مر ابنا .. ابا .. او حتى جدا هنا.. ووقف وقفه تامل لمعاني القصة.. فمنكم من سيشكر الله على نعمه.. ومنكم من قد يصيبه الشعور بالندم.. ومنكم من قد لا يشعر باي شعور ابعدنا الله عن هذه الفئه..!!
بابا لاتحط الغدا الحين!
هي قصه عشت احداثها منذ صغري.. تاثرت بها كثيرا وجعلتني اغير من نفسي كثيرا.. رغم ما كان يحتويني من غيره وحزن وسعاده... لا تستغربوا فهي مجموعة مشاعر التمت تحت جنحي هذه القصه ولابد وانكم ستستشعرونها معي..
البداية...
احداث القصة تدور هنا وهناك
تقاسمتها راس الخيمه ودبي
وفي راس الخيمه بالتحديد
او كما نحب ان نناديها
(راك)
بدئت احداث القصة
خمسة زهور صغيره كانت نتاج ذلك الزواج.. الذي تم وسط بهجة الجميع.. وكانت سعادت الزوجان لا توصف وهم يستقبلان ابنائهما الواحد تلو الآخر.. الا ان لابد وان تمر سحابه تعكر صفو المكان.. فكان ذلك ماحصل..
في مجلس النساء الذي اعتادت ان ترتاده الزوجة بين حين واخر حتى تعلقت بتلك الصحبة.. التي كان لها التاثير البالغ في تغيير شخصية الزوجة.. وابعادها عن زوجها وابنائها ومنزلها.. وبين القيل والقال.. استيقظنا يوما على خبر كان كالصاعقه.. الزوج ذاهب للعمل.. الابناء استيقظوا باحثين عن الام..
ولكن...!!
لامكان لها..
انتظروا وانتظروا وانتظروا..
حتى عاد الاب..
وعند تحريه للامر..
لم يجد اي ملابس لزوجته..
بدا الامر واضحا له.. فقد هجرته زوجته دون اي سبب.. وتركت خلفها خمسه صغار لم تابه من سيتولى تعليمهم..
مرت الايام وانتقلوا الابناء للسكن في منزل الجدة حتى تستطيع تربيتهم.. فالام تنازلت عن كل شي وسافرت مخلفة ورائها ابنائها الذين لم يملوا من السؤال المتكرر عنها.. والاب الذي اصدم بجدار الواقع .. واصبح يشعر بالم كبير... ليتحول الى طيب القلب لدرجه لا يتصورها احد..
مضت الايام وزاد تعلق الابناء بالجده والجد.. كنا نزورهم ونقضي العطله باكملها لديهم وكذلك كانوا هم يبادلونا الزيارات.. حتى اصبحنا كالروح الواحده في الجسد... نسعد باللقاء.. ونحزن عند الفراق.. وكم كنا نتمنى ونتمنى.. بافواه صغيره كان نقول..(شو رايكم انتوا تسكنون في دبي ونحن نسكن هنيه) كان تفكيرنا بريء كبرائتنا.. كانت سعادتنا تحلق حولينا .. ورغم ذلك بقي الاب في تفكير دائم حول مصير ابنائه.. فكان يحاول بكل الطرق ارضائهم.. ما يطلبونه كان ينفذ دون اي تردد.. حتى كبرنا قليلا ووصلنا في المرحله الاعدادية..
اتذكر يومها كانوا قد اتوا للذهاب للسوق في دبي وبعدها زارونا وكم كانت سعادتنا لاتوصف.. وكم كان حقدي على الابن كبيرا حيث انه رفض ان يريني ما اشتراه من العاب.. وقال بان اول من يشاهدهم هي الجده فقط.. واستاذنوا منا وعادوا الى ديارهم.. والفرحه تغمرهم.. والشوق للجده يقطع افئدتهم فهم تعلقوا فيها وبشده.. ذهبوا الى المنزل واخذوا الابناء يتسابقون للذهاب الى الجده وسط شوقهم وفرحه ابيهم الذي سعد لفرحتهم دخلوا الى غرفتها.. رؤوا الجد في مكانه كالعاده فهو لا يستطيع الحراك ابدا.. وتحولت انظارهم للسرير ليجدوا الجده نائمه على غير عادتها.. واصر الابن ان يوقظها.. الا ان الابنه الكبرى تدخلت وقالت (لا حرام يمكن تعبانه خلوها تنام واكيد بتقوم وبتينا).. خرجوا الابناء ليوااجهوا الوالد الذي ما ان راى عبوس وجوهم حتى تسائل عن الامر فاخبروه الابناء بانها نائمه.. وانتظروها وانتظروها حتى مل صبرهم.. وتجمع ابناء الجده كعادتهم فهم دائما ما يجلسون للعشاء مع الجده ويتسامرون مع بعضهم .. وزاد استغرابهم فلاول مره لم تخرج الجده بعد.. فذهب الاب الى غرفه الجده.. وراى الجد نائما.. فذهب للجده خلسه حتى لا يوقظ الجد.. واخذ يناديها ويناديها ولكن دون اي حراك..!!
فالجده فارقت الحياة منذ ساعات..
وتلك الالعاب لم تراها..
وتلك الفرحه انفطرت..
وكان ذلك الخبر..
اتينا اليهم لمواساتهم..
بعقولنا الصغيره التي لم نكن ندرك ماذا يعني الموت!
لم نكن نستوعب ماكان يحدث حوالينا..
فقط ما فهمناه.. انها ذهبت بلا عوده..
وامرونا بان لا نخبر الجد باي امر..
دخلنا لغرفته..
فسالنا عنها..
فاجبناه بانها في الخارج..
فكذبنا..
وامرنا بان ننادي ابنائه
وناديناهم.. ليعيد سؤاله.. وليلقى نفس الاجابه..
فجائنا الرد..
(جذابين.. انا ادري انها راحت لا تخبون عني شي.. هذي روحي وانا احس بروحي)
ذرفنا الادمع على عبارته..
لم نستطع مواساته.. فهو من واسانا وصبرنا..
ليبقى شهر ويتبعها..
ويتركون خلفهم خمسه ابناء..
احسوا بالتشتت من جديد..
فلا ام ترعاهم.. ولا جده تحن عليهم..
وزاد هم الاب.. وكان خوفه من الزواج.. فان كان الام لم تستطع ان ترعى ابنائه فمن سيقوم بهذا الدور..
وبدات زوجه اخيه باقناعه بان يتزوج من اخرى.. خاصه وان الابناء قد دخلوا سن المراهقه فهم يريدون من يرعاهم ويتفرغ لتربيتهم واقتنع الاب.. وتزوج باخرى.. رفضوها الابناء في البدايه.. ولكن مع مرور الايام وبالتصرف الحسن كسبتهم.. حتى مرت الايام.. وتباين لهم الوجه الخفي لها.. فكانت الآمره الناهيه في المنزل.. طلباتها المجابه.. اصبح الاب في وضع مؤسف.. لايريد ان ينهي زواجه بها بالطلاق فقد اثمر زواجه الثاني عن 3 اطفال.. فكان يلبي لها ما تريد... وبالمقابل زاد عناد ابنائه عن تلبيه طلباتها حتى كان الانقطاع عن الحديث معها رغم انهم في نفس المنزل..!!
النهايه..
منذ يومان.. زرتهم.. فتحت الباب الخارجي.. احببت مفاجاتهم بزيارتي لهم.. ولكم ان تتخيلوا المنظر..
الاب.. بل اسميه والدي.. يقوم بنشر الغسيل..
تصادفت انظارنا.. اغمضت عيناي بقوه.. لعلي افتحها والقى زوجته او احدى بناته.. وان يكون ما رايته خاطئا..
ولكن هيهات فالموقف صحيح..
تالمت وانا اسمع ترحيبه الحار.. وابتسامته الخافيه وراءها الالم.. تقدمت اليه وقبلت راسه..
ضمني اليه بكل حنان وشوق.. وكانه يريدني ان اخذ مافي قلبه من الام.. ابتسمت له بكل حنان.. واخذت اسال عن احواله.. وضيعت نظراتي هنا وهناك .. وخفت ان تخونني دموعي فبادرت بالسؤال عن البنات فقال بانهن نائمات وقال لي اذهبي ودعيهم يستيقظون.... مشيت عنه بخطوات مهزوزه.... القيت بنظري الى الساعه.. فهي تشير الى الواحده والنصف ظهرا.. زاد غضبي.. ولكني قمت بكبت جميع الامور.. وذهب حتى اوقظهم وكانت الفرحه تعم عليهم واستيقظوا جميعا ... وجلست انتظرهم ياتوني.. واتوا وجلسنا بين ضحك وذكريات.. وفرح غامر.. ومازال الموقف يدور ببالي..
خرجت زوجته التي لم تكلف نفسها القيام بالسلام فتجاهلتها.. واتوني صغارها .. والحمدلله ان هناك بذره طيبه فيهم فقد قاموا بالقاء السلام.. ومن ثم الانضمام للجلوس في غرفه امهم.. واكملنا حديثنا.. حتى اتى الاب.. حاملا بيده المفرش.. وقام بفرشه.. وبد قليل رايته يهم بجلب الغداء ومن هول الصدمه لم استطع الحراك او الحديث.. رايته بنظرات متشتته.. غريب هو هذا العالم ... بناته جالسات.. زوجته في الغرفه وجميعهم يشاهدونه ولم يقوموا بمساعدته...
وضع الطبق الاول .. حتى اتاه ابنه الصغير ليقول له.. بابا... ماما تقول لك لاتحط الغدا الحينه مب يوعانه بعدين حطه!!
ليذهب الاب مكسور الخاطر... وذلك ماجناه من طيبه قلبه... وخوفه على ابنائه.. وزواجه الاخر..
للعلم: قبل شهر اتت الام تطالب برؤية ابنائها بالرغم بانها تركتهم وهم صغارا ولم تاتي لزيارتهم ابدا.. فرفضوا الابناء مقابلتها ابدا..!!
انتهى...
(لكم القلم.. حتى تكتبوا مشاعركم.. ما انتابكم وانتم هنا... ولو كان احدكم مر بقصه مماثله فليشاركنا بها.. فهذا الموضوع مني لكم.. نستشير من خلاله امور واقعيه.. ربما يكون احدكم مر بها.. وربما احدكم يعيشها الآن!! وعذرا ان كانت هناك اخطاء املائية فانا لم اقم بمراجعه ماكتبته هنا.. ولكم في الختام تحياتي المملوءه بالالم .. الذي اتمنى ان يتحول املا ... في غد مشرق لحياة هذا الاب المتفان.. كما اسال الله ان يفرج كربته.. وان يجزيه خيرا على صبره على جميع ما الم به...... ولكم القلم..........)