أما إذا اردت أن تشاهد منظراً لايمكنك نسياه فهو منظر تمثال الأسد Lowendenkmal الذي تشتهر به مدينة لوزيرن 
والذي يعتلي بركة مياه صغيرة ، ويمكنك الوصول اليه بعد دقائق معدودة وماعليك إلا أن تسأل أي شخص أمامك كي يرشدك إليه ، بني هذا النصب كتذكار للجنود السويسريين الذين قتلوا دفاعاً عن العائلة المالكة الفرنسية ضد الثوار الفرنسيين في باريس
ففي أثناء الثورة دافع أكثر من سبعمائة جندي من أبناء لوسيرن عن قصر التوليري في باريس الذي كان يقطنه الملك لويس السادس عشر واسرته عند محاولتهم الفرار اثناء الثورة الفرنسية عام 1792 ، و عندما أحس الملك بأن النصر أصبح مستحيلاً قرر الإستسلام ( القرار الذي دفع مقابله أبناء لوسيرن أرواحهم).
فأمر الجنود بإلقاء أسلحتهم بعد معركة مريرة مع الثوار، فنفذ الجنود الأوامر لكنهم قتلوا جميعاً على يد أولائك الثوار في مذبحة لن ينساها التاريخ, هذه المجزرة أثرت كثيراً في سكان لوسيرن فما أحد منهم إلا وقد فقد عزيز أو قريب, فقرروا نحت تمثال لأسد و هو يصارع الموت كناية عن شجاعة أبنائهم و موتهم بشرف في أرض المعركة. و في بداية القرن التاسع عشر (1800 م) تم استقدام الفنان التشكيلي الهولندي بيرتل ثورفالدزين Bertel Thorvaldsen لنحت هذا الصرح والذي يعبر عن انهيار الحرس السويسري مما يعتبر اعظم منحوتاته ليعرف بنصب الأسد او Lowendenkmal عندما ترى ملامح وجه الأسد عن قرب تستشف كل معاني الألم و الحزن, ففمه مفتوح و كأنه يطلق شهقات الموت الأخيرة، و تلك العينين تبحث عن إجابات لتساؤلات كثيرة, و تنظر إلى المصير المجهول قبل أن تغلق جفونها في وداع أبدي
قد يراه البعض تمثالاً عادياً لكن من عاش احساسهم لا يستطع أن يتمالك نفسه عندما يراه لأول مرة فسيقف مشدوه و الدموع تحكي ما عجز عنه الكلام !!
فذلك الأسد لم يكن شيئاً عادياً!! فتشعر بأحاسيس الأهالي المكلومين و ما عانوه من لوعة و حرقة فراق أبنائهم, فقد ترجموا تلك المشاعر المؤلمة في ذلك الأسد المحتضر. و قد قيل عنها بأنها أكثر قطعة أثرية تحرك المشاعر و تبعث في النفس الحزن ، وستجد هناك كتابة لاتينية ترجمتهإ : "إهداء إلى كل السويسريين المخلصين و الشجعان"
ولن تنتهي متعتك في التجول في لوزيرن عند هذا الحد ، حيث يمكنك التوجه الى الميناء الواقع على البحيرة وإختيار أياً من الرحلات عبر إحدى العبارات داخل البحيرة ، سواءاً كانت بانورامية أم تنتقل بك من مدينة إلى مدينة أو قرية أخرى
\ولاننسى أن لمدينة لوزيرن مهرجانها الخاص كبقية المدائن السويسرية ، ممزوجاً بلمسة ثقافية وتاريخية تجسدها اللمسة السويسرية من وحي الفن والطبيعة والجمال السويسري العريق
لك أن تتجول حول البحيرة الجميلة Lake كذلك الاستمتاع بالتجوال بين ممرات المدينة القديمة التي تحوي جميع المحال باختلاف بضائعها من ملابس او اكسسوارات والمقاهي المختلفة وغيرها الكثير ، كما سيلاحظ المتجول في المدينة الجميلة كثرة محلات الفطائر والحلويات بشكل ملفت ، فما إن تسير خطوات الا وتشاهد العديد من تلك المحال. وقد تجد نفسك قد وصلت إلى بحيرة لوزيرن Lucerne ، هناك سينعش ناظريك أكثر منظر البحيرة الساحر .. أو تستقل قارباً للتجديف فيها ، أو أن تأخذ قسطاً من الراحة إلى جوار البحيرة الخلابة تحت الاشجار الوارفة .
مشهد من بحيرة لوزيرن الجميلة وتشاهد فيها بعضاً من قوارب التجديف أو ماتعرف بأسم ( البيدالو) .
التجوال في ثنايا ممرات المدينة القديمة لايخلو من المتعة، حيث ستتوالى على ناظريك المحال باختلاف بضائعها من ملابس او اكسسوارات والمقاهي المختلفة وغيرها الكثير ، كما سيلاحظ المتجول في المدينة الجميلة كثرة محلات الفطائر والحلويات بشكل ملفت فما إن تسير خطوات الا وتشاهد العديد من تلك المحال.
مساءاً ، يكون للتهادي بالقرب من الجسر الخشبي جو شاعري برتم خاص ، كذلك على ضفاف البحيرة ، تسمع أمواجها تهامسك ، وتسير بمحاذاة النهر فتسمع مناجاة الأوز لبارئها ، ثم تسير من هذا المكان إلى ذاك ، وقد تصادف بعض العارضين أو العازفين الذين يحاولون تبديد ظلمة حياتهم الكدرة قبل تبديد سكون الليل ،، يسايرك النسيم الأخاذ .. الفواح بعبق البحيرة الجميلة .. تتأمل كامل المنطقة بأسرها ،، وقد تأخذك هواجسك وأفكارك إلى ذلك الأسد المكلوم .. فتبصر نفسك تسير نحو عرينه دون أن تشعر .. إلا أنك ستستحسن في النهاية أن تدعه ينام بهدوء نومته الأخيرة متعة التجوال داخل البلدة القديمة ستستشعرها حينما تجد نفسك في خضم معمعة المدينة الهادئة !
لاأعتقد أنك ستمل متعة التجوال على جانبي النهر الذي يعتليه الجسر الخشبي ، وإذا ماتعبت من المشي فما أكثر المقاهي والجلسات المتتعددة على ضفتيه.