"فن التصوير عند نسيم نجد! .. صورة كاميرة نسيم نجد للزاد حصريا! "
صحبت أخي وصديقي الكاتب نسيم نجد في رحلة إلى الكويت في سنة من السنوات .. نهلت من طيبه وكرمه وأخلاقه واستفدت من صحبته ومقالاته وتقاريره التي يتحفنا بها بين الحين والآخر .. وكنت قبل أن التقيه أتسائل ما نوع الكاميرة التي يستعملها نسيم نجد وينثر بها إبداعه وفنه تصويرا ونثرا .. كيف يختار الزوايا ويلتقط اللقطات بتلك الطريقة التي يتميز بها .. وفي رحلتنا إلى الكويت تعرفت على كاميرته المشهورة التي يلتقط بها أغلب صوره وكان لي سبق التعرف على تلك الكاميرة التي أسرتنا بصورها كثيرا كنت اتعجب كيف يتحول منظر عادي ليس فيه أي قيمة جمالية إلى تحفة أخاذة تأخذ بالألباب؟! .. وحرصا مني على كشف اللثام عن تلك الكاميرة العجيبة إليكم صورتها هدية مني لمنتدى زاد المسافر :
لاحظوا يد نسيم نجد وهي تمسك بالكاميرة .. انظروا إلى كاميرة أبو عبد الملك وتأملوا فيها وكيف يمسكها بكل احتراف وحب وتقدير بطريقة المسكة المخلبية والتصوير عن بعد!!
صورة عن قرب لصندوق نسيم نجد السحري وكاميرته التي تتقدم تكنولوجيا على عصرها!
إن لهذه الكاميرة عندما تلتقط مشهدا من المشاهد صوتا يقطع نياط القلوب أيها الإخوة والأخوات! .. سمعت صوتها مرارا وتكرارا فكدت أبكي حزنا على معاناتها وكأنها تخوض آلام المخاض كي تخرج صورا تسحر الألباب .. لقد عرفت أن السر ليس في الكاميرة نفسها ولكن في صوتها المتحشرج كجسد تكاد روحه أن تخرج منه! .. الذي اعرفه عن كاميرات التصوير العادية انك عندما تضغط زر التقاط الصور يصدر صوت طبيعي سريع وتكة تنتهي بانتها الحصول على اللقطة .. أما كاميرة نسيم نجد فتختلف عن غيرها .. إنها تجسد قمة المعاناة كما وردت في رواية البؤساء! .. إن صوتها عبارة عن صوت طويل متقطع من الألم الشديد والمعاناة المؤلمة لالتقاط الصورة فلا عجب أن تظهر صور نسيم نجد بذلك البهاء كالطفل الذي تحمله أمه تسعة اشهر ثم بعد أن تشتد آلام الوضع يخرج طفلا جميل القسمات ناعم الشعر أزرق العينين أحمر الخدود! .. كنت اتعجب من السر الذي يجعل لكاميرة نسيم نجد ذلك التأثير العجيب حتى على الحيوانات! .. إن لنسيم نجد كاريزما عجيبة ساحرة تجعل جميع المخلوقات الحية تفتن به وبتصويره! .. فتتوقف الكائنات عن الحركة عندما يستعد لالتقاط صورة لها وتسكن هادئة وادعة بمجرد أن تلمح الكاميرا في يد نسيم نجد .. إنه ذلك السحر العجيب الذي يتمتع به وذلك الفن الراقي وتلك المعاناة التي يخوضها بكاميرته فتظهر وكأنها عصى اسطورية سحرية تحول كل منظر تلمسه إلى جواهر تاخذ بالالباب ..
منتهى الاسترخاء تشعر به الكائنات الحية بمجرد أن ترى نسيم نجد يستعد لالتقاط صورا لها!
إنظروا كيف تجلس هذه القطة هادئة وادعة على كورنيش الكويت تنتظر ان ينتهي نسيم نجد من عمله .. لن استغرب لو قامت القطة وقبلت رأسه شكرا وعرفانا بان اكرمها بالتقاط صورتها! ..
لاحظوا ظلال نسيم نجد في أقصى الزاوية اليمنى من الصورة وهو يحاول التقاط الصورة بينما نجد القطة في أقصى درجات الاسترخاء تتمرغ على الارض بكل ارتياح واستسلام لعدسة كاتبنا القدير
لا تنتهي جاذبية نسيم نجد عند هذا الحد! .. حتى الخراف وقعت في حبه وهاهي تجلس ساكنة مطمئنة في مكانها تكاد تبتسم من الفرح والحبور تنتظر التقاط الصور من كاتبنا القدير ..
وها هي ذي نعجة نجدية هي ووليدها تنتظر أن يلتفت لها نسيم نجد ولو بنظرة! ..
ولكن نسيما يتجاهلها على غير عادته ويمضي في طريقه دون حتى أن يلتفت لها ولوليدها .. لقد لقد شعرت تلك النعجة بالانكسار والمهانة فمن ذا الذي يصور نعجة ووليدها ويترك تصوير البعارين التي تدر الملايين من خلال المزايين! .. ولكن صبرا أيتها النعجة فدورك في التصوير قادم لا محالة فليس ابو عبد الملك بالذي يتناسى أو يهمل تصوير كل ما يدب على الأرض .. فلا تحزني وتجدلي فإن الخير قادم لا محالة ..
إن لنسيم نجد طريقة عجيبة في التقاط الصور .. عندما تتابع حركات وسكنات نسيم نجد تستطيع أن تتوقع متى يريد ان يلتقط الصورة .. راقب يده اليمنى عندما يضعها في جيبه ورجله اليسرى عندا يهم برفعها عن الارض! نستطيع هنا أن نتأكد بأن نسيم في طريقه لالتقاط الصورة! ..
راقبوا الصورة أعلاه: اليد اليمنى في الجيب والقدم اليسرى على وشك الارتفاع عن الارض وميلان الرأس تجاه اليمين للبحث عن منظر يستحق أن تسلط عليه الأضواء ليتحول إلى تحفة فنية راقية
لقطة أخرى : راقبوا أيضا حركة اليدين والقدمين مرة اخرى! .. نسيم نجد في طريقه لالتقاط صورة لا محالة .. إنها خطوات محسوبة بدقة وليست تلقائية أو عشوائية .. أبو عبد الملك يعرف ماذا يريد عندما يفكر في التقاط صورة منظر ما! ..
واخيرا أخرج نسيم نجد كاميرته من جيبه وبدأ في الاستعداد للتصوير ..
إن في هذا المنتدى العديد من محترفي التصوير فلا ادري لماذا يحرمونا من إبداعاتهم ودروسهم في هذا الفن .. أعرف على سبيل المثال أخونا يم الدريشة الذي أخبرني مشرف بوابة تركيا العزيز أنه لا يفارق كاميرته فأين إبداعاته كي ينثرها بيننا ؟! .. اتحفنا ببعض الصور ثم توقف! .. وهناك العديد من الإخوة والاخوات الذين يملكون حسا مرهفا في التعامل مع الكاميرة أتمنى ان أرى انتاجهم ومشاركاتهم في هذا المنتدى .. وقبل أن أودعكم اود أن أشكر أخي نسيم نجد على سعة صدره وتفضله بقبول هذا الموضوع رغم أنني لم استشره فيه وأظنه سوف يفاجأ به مثله مثل بقية الأعضاء لكن هذا الموضوع عبارة عن رد مني على توريطه لي بطرح ثمانية وسبعين سؤالا يتطلب الأجابة على بعضها مراجع ضخمة من صيد الذاكرة واسترجاع المواقف في السفر .. وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..