أخي الجليل..المبتكر و الخلاق ابو سلطان و عليكم سلام الله و رحمته تعالى و بركاته اللهم صل و سلم على الصادق المصدوق و على آله و أصحابه أجمعين
تحية طيبة و أشواق لجد حارة و بعد
أخي الحبيب ...لقد سطرت من الكلام أعذبه و من العذوبة أمتعها..مشاركة جد كريمة معهودة من أخ جد كريم برؤية تحليلية لا يمكن أن يتعامل من خلالها إلا من يتسم بالفكر الثقافي العميق و الإدراك المعرفي المتسع و التي أجزم أن لصاحبها كوكبة من الإضاءات في فضاءات القلم الأدبي...
أخي الغالي أبو سلطان...سيد الحرف السديد،اسمح لي أن أرفع قبعتي احتراما لك و لقلمك المميز الوفي و بعد إذنك سوف أحاول التعقيب على جل نقط تعقيبك البهي..
كيف لي أن اعبر عن مدى امتناني عن تعاطفك مع واجبي إزاء إخوة آثروا تشجيعي بمشاركتهم النبيلة..فكيف لي أن لا أعترف بجميلهم كما يستحقون و أكثر،فأمر الرد على مشاركة ما يمثل بالنسبة لي دين في رقبتي،لا أتنفس الصعداء إلا بعد تأديته رغم نقصي و تقصيري..
حقا لقد أضحت العلاقات الإنسانية تأخذ منحى فقدان الدفء العاطفي و الإخلاص الوجداني و الفتور الودي..تفتقر لحرارة اللقاء و لمرارة الفراق بحيث أصبحت تستمد نبضها من صفقات المصلحة إن كانت ظاهرة أم ضامرة و هذا ما أسفرت عليه عبر أبيات قصيدة الإمام الشافعي الحكمية تغمده الله برحمته الواسعة..و التي فضلت أن نتقاسم طعمها معية...
لقد عملت أجهزة الكشف و التحليل الحديثة على توسع العلوم و المعرفة في شتى الميادين بشكل هائل للغاية،كما مكن توسع العلوم المتعلقة بمسببات الأمراضEtiology و طرق انتشارها و العوامل المؤثرة على الصحة و المرض و توزيعهاEpidemiologyمن إظهار تلك العلوم الجديدة من الطب الوقائي و الصحة العمومية كما تعلم و يبقى لهذا التخصص علاقات وطيدة مع مختلف الفروع العلمية و الطبية ..من علوم البكتريات و الفيروسات و الابيمينولوجي و الباتوروجي..الخ
أخي الكريم..يعتبر منهج ديل كارنيجي من السباقين كمنظري تطوير الذات و إحدى العلامات الكبرى في العلاقات الإنسانية بعيدة عن ضحلة المادة و التي لا فائدة فيها او المغرقة في الأكاديمية و التي لا يمكن فهمها و اصدر فعلا كتابه "كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس" كثمرة تجاربه و تعامله مع المجتمع إلا أن الشيخ الفاضل الإمام محمد الغزالي بمهارة فائقة و عين بصيرة استطاع أن ينقل القارئ من الجو الأمريكي إلى الحياة الإسلامية في رحلة كتابه الشهير "جدد حياتك" من خلال تأصيل مؤلف "دع القلق و ابدأ الحياة" إلى وضعه الطبيعي و الإسلامي في تطابق تام بين وحي السماء ووحي التجربة...
فلا بد لنا من خوض غمار مغامرة القرية الكونية بكل تبعياتها و نتائجها ..المهم أن نتسلح بجميع مقومات المناعة الإنسانية حتى لا نسقط في هاوية التيار العالمي و نفقد بالتالي وجودنا الواقعي و بالتالي هويتنا الإسلامية و لا بد من النظر إلى كمية الكوب الممتلئ لكل ثورة تكنولوجية ووسائلها الوسائطية المختلفة الهادفة أو الهادمة..فلو طبقنا أحدى قاعدات الإيمان بان نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا من خير و تعامل و... لانتهت نصف شرور العالم...
أخي الفاضل...يبقى الإقرار بمشاعر التوتر و تشخيص أسبابها و مبرراتها و تحديد نتائجها الخطوة الأولى في علاج تلك الضغوطات السلبية،أما أن نتجاهل تلك المشاعر الدفينة بهدف نسيانها فربما سيؤدي إلى دفنها مؤقتا و ليس الخلاص منها و من هذا المنطلق نلتجئ إلى الله سبحانه و تعالى لأنه يحبنا فالله دوما يعيننا على تخطي الصعاب و يلهمنا السلام النفسي و تعزية في القلب..نذكر الله فيمنحنا الاطمئنان و السكينة ..قال الله في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..

"آلا بذكر الله تطمئن القلوب" صدق الله العظيم ...
أخي الحبيب أهنئك فعلا على ذوقك الفواح ..فحقا لاحظت أيضا أن تلك الصورة المدرجة حبلى بدلالات غزيرة ..لا أدري كلما مررت بها تذكرت كتاب الطبيب الأمريكي ألكسيس كاريل "الإنسان ذلك المجهول" فحسب رأيه أن الإنسان لا زال جزء لا يتجزأ في غاية التعقيد و ليست هناك طريقة لفهمه في مجموعه أو في أجزائه في وقت واحد، كما لا توجد طريقة لفهم علاقاته بالعالم الخارجي...و يركز الكاتب على ضرورة اهتمام البشرية من الآلات و عالم الجماد إلى جسم الإنسان و روحه..
لافض فوك أخي العزيز لقد رميت بالعلاقة بين المسؤولية الأخلاقية و المحيط التفاعل مع المجتمع طبعا كبعد أخلاقي ..الأمر الضروري لكل تنمية بشرية تجعل من الإنسان أداة و وسيلة و غاية في آن واحد...و الفكرة جد متشعبة يستحيل الإلمام بها في مثل هذه المناسبة..للأسف مجتمعنا العربي يعاني أكثر من أي وقت مضى ازدواجية الثقافة و السلوك ..تناقض صارخ اخترق العمق و إلباس المواقف رداء الدين ليس لقناعتنا دائما لكن لإبراء أنفسنا كما لو كنا مع محاكمة دائمة مع أنفسنا و محيطنا الضيق أو مجتمعنا ككل فيما الله سبحانه و تعالى أتاح لنا حياة تستحق الإنتاج و الاستمتاع و الحب العطاء و التسامح بكل توازن في مجريات أمور حياتنا و اتجاهاتنا و قراراتنا ...
كنت أتمنى أن أحظى بمعرفة أخونا الحبيب الحاضر الغائب قناص الصحراء فهو قيمة مضافة للمنتدى و أعضائه و أتمنى له عودا حميدا عاجلا إن شاء الله...
أخي الأستاذ الواعي...أتفق مع حضرتك قلبا و قالبا فيما أنه كثيرا ما نتسبب في شحن نفسي مسبق قبل إصدار حكم على الآخر يتسم دوما بالذاتية و الإستعجالية تسبب لا محالة في الفهم الخاطئ و المتسرع و لا نملك التروي و الحكمة و التبصر و لا نفقه في منح مساحة و التماس الأعذار في الكثير من مواقف الحياة فليا ريت قبل اتهام الآخرين أن نعطي لأنفسنا فرصا أخرى قبل النطق بالحكم الأخير...
أخي الوفي..إنه من نافلة القول أن الإنسان الذي يكتب كثيرا ما يتقلب في كتاباته حسب المواقف المنوطة به و المفروضة عليه سواء من قبل المحيط الذي يعيش فيه أو من خلال أرشيف ذكرياته و أجزم أن أخوتي لكم لا تقدر بثمن إذ وجدت بصحبتكم عوضا عن بعض معارفي الذين باعدت بيني و بينهم الأيام و كذا أجدكم و كلكم أذان صاغية عندما تصفو المشاعر و تلامس الصدق و الإخلاص لله عز وجل،فأبثها بين أيديكم فأجد المتلقف الحاني و المعقب الدعي..كونوا كما أنتم و لا تحرموني متعة تجاذب أطراف الحديث معكم و إن كنا لم نتعارف بالأجسام قد تعارفنا بالأرواح فانا أجد روحي قد ألف أرواحكم...
أخي الغالي لكم أسعدتني مداخلة الأخت نصراوية ..الذكية و الاحترافية..فقد ذكرتني تعليقات الأخت الفاضلة بذكريات لجنات الاختبارات...فان وفقت بعد مرور مداخلتها الطيبة فهذا إشارة قوية لنجاح العرض..فبارك الله في علمها و أتمنى بل طالبتها بقوة بالمرور على بقية المواضيع و ربنا يسترها معي و قد تشرفت حقا في اشراقتها و تسليط الضوء على مساهمتي البسيطة..للأسف أخي لم أقرأ بعد للروائي الدكتور المصري أحمد خالد توفيق و أشكرك جزيلا لهذه الإضافة الغنية و المهمة بالنسبة لي...فلا حرمني الله من ينبوعك العلمي المتدفق..
لا أخفيك يا أخي الكريم أن تعليقاتك تصيبني بالكثير من الخجل و خصوصا عندما اقرؤها ولا استطيع الرد آنيا لضيق الوقت و اتساع المشاغل..و أجاهد نفسي ضد آفة التسويف ...لا أعلم كيف السبيل لي أن اشكر تواجدك الوهاج ووفائك الدائم..فشخصك الكريم فوق كل اعتبار و يسمو عاليا من أي كلمات شكر و امتنان..
أعلم أنك البيت الحرام.كما ذكرت أتمنى لك عمرةمقبولة و دعاء مستجابا و ذنبامغفورا و سعيا مشكورا و عودة غانمة سالمة و أن ينورالله قلبك و يوسع رزقك و يصلح ذريتك و يبيض وجهك ويشرح صدرك و يسهل أمرك و يسعد حظك و يجيب دعوتك و يكون في الفردوس الأعلى منزلك و سائر المسلمين الهم آمين رب العالمين و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته....