[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69532]
[/url] كما للسجاد هنا مكان وخاصة اليدوي منه مثلما تشتغل هذه السيدة المحجبة في نسج قطعة فريدة
التسوق أو المسير بالأسواق الشعبية له متعة مزدوجة فبالإضافة لما يقتنى منها فهي تضفي لنا معرفة وملامسة لحياة الناس وهي تشكل في يومياتي الترحالية أساساً اغترف منه وانهل الكثير من المعاني التي لا أراها في غير السوق ويكفي انك ترى التنوع الكبير من متسوقين وبائعين وعروض لحاجيات منها أساسية والآخر مكمل والبعض نوادر لتشكل بهذه المرئيات تصوراً للواقع وتبني عليه معرفة شبة كاملة لحياة الناس اليومية. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69533]
[/url] ولبائع الحلوى بالمكسرات ومعها التمر التونسي الشهير (الدقل) مكان أيضاً بالسوق
كما ذكرت أن التسوق يعتبر أساساً في مراحل سفري واعتبره هدفاً بحد ذاته لما يعطيني من كمية ضخمة من المعاني التي تستقى مباشرة من الرؤية والتبصّر في أحوال الناس . وتتوالى المشاهد ومنها معرفة حوائج الناس لما يطلبون ويشترون فالعرض هنا كشف لما اخفي عن أعيننا فمجرد النظر يعرف ما يرغبه الناس وما يقتنونه وطريقة تعاملهم وحجم مواردهم ولو نسبياً وغيرها الكثير من الأمور التي اكتبها في زيارتي للأسواق وخاصة الشعبية منها . [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69534]
[/url] أواني من الصاج صنعت للتقطير وتستعمل لاستخراج الزيوت العطرية من الياسمين وزهور البرتقال
وضمن مشاهداتي رؤية تلك الأواني التي صنعت من الصاج المجلفن والتي تستخدم لتقطير زيوت زهور الياسمين وزهور البرتقال أو غيرها من الزهور والنباتات العطرية المتواجدة لبيعها في السوق وهي طريقة بسيطة فالآنية من دورين الأول والذي يوضع به كمية من الماء بالإضافة للزهور وثم يوضع على نار حتى يغلى ثم يغطى بغطاء يفصل البخار عن كمية من الماء البارد الذي يكثف البخار الصاعد لينساب مقطراً ومحملا بالزيوت العطرية التي تجمع لتكون زيوت عطرية مركزة تباع هنا أيضاً أو كما رأيناها على مدخل المدينة على شكل قوارير زجاجية . وللمطاعم هنا مكان بالسوق وهي تستقبل السياح سواء بأطباق شهية من الكسكسي أو المشاوي إن كان للجوع مكان أو بالمرطبات وعصائر البرتقال النابلي الأصيل ، ولدى المطاعم هنا وفي كثير من تونس أيضا عادة وضع طبق به كمية من البرتقال الطازج وهو طبق للمشهيات ويضاف كخدمة في نهاية الطعام والذي يعد كإكرام للزبون(الحريف) . [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69535]
[/url] وضعت صحون ملئت بالبرتقال على موائد المطاعم وهي عادة هنا كطبق مقبلات
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69536]
[/url] تنوع فريد بالوان الطيف لكميات من الفخاريات المطلية بالسيراميك الملون
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69537]
[/url] تتوالى بالسوق كمية من الفخاريات والتي تجذب العين لما لها من الوان صارخة
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69538]
[/url] العربات التي تجرها الخيول أو الحمير مازالت تعمل في مدن تونس وهي تعكس الحال هناك.
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69539]
[/url] مدينة الحمامات : وها نحن نخرج من نابل من على الطريق الساحلي لنجد أمام مدينة الحمامات القديمة والتي بنيت على رأس لسان بحري وقد احتمت بالبحر شرقا وبجبل غربي (جبل سيدي معمر) وبغاباته الكثيفة ذات المياه والأشجار المعمرة والتي استخدمت في العهد العثماني لبناء السفن والمدن نتيجة تحريم البابوية في روما لبيع الأخشاب للمسلمين وهي نتيجة لتعرض روما لاجتياح من قبل الأتراك العثمانيون والتي وصلت في بعضها لروما وأحرقت جزءاً منها . وما يميز رأس المدينة الغربي تلك القلعة (قصبة الحمامات ) والتي أنشئت عام 839م وتوالت التجديدات والترميمات بين الحفصيين والأتراك ليكون ما عليه الآن من رمز لفترة الحكم الإسلامي للمنطقة . [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69540]
[/url] قصبة الحمامات أسست عام 839م وكانت رباط وتحولت وتطورت إلى محمية وثكنات بتوالي الحكام عليها
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69541]
[/url] إحدى المدافع التي وضعها الحكام العثمانيون 1600م (علي مصطفى) كمركز دفاعي جيد للقصبة
ولمدينة الحمامات تاريخ كبير وخاصة ما تحمله من مطمع للكثير من دول الجوار وهي اسبانيا وروما وصقلية وقراصنة اوربا الذين عاثوا الفساد فيها فقد مرّت عليها سنوات هجّرت بيوتها بسبب الضيق والحصار ولبعض تصرفات الحكام من فرض الضرائب أو لنهبها من قبل القراصنة الايطاليين وتعرضها لهجمات اسبانية ذات مطامع استعمارية . ولكن ظلت الحمامات باقية على ما هي عليه منذ الفتح الإسلامي وحتى اليوم بمساجدها وبيوتها وأهلها .. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69542]
[/url] منظر من فوق القلعة (قصبة الحمامات) ومسجد ابيض يطل على شاطيء الحمامات
تبعد الحمامات عن تونس مسافة 60كيلومتر وتشرف على خليج الحمامات الممتد جنوبها والآن يعتبر مركزا سياحياً كبيرا ففيه ياسمين الحمامات والتي توسعت منشآت السياحة فيه كالفنادق وطورت الشواطئ لتستقبل الملايين من الزوار الذين يفدون لتلك المنطقة لما تتمتع به من جمال جوها المريح وهواءها العليل . [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69543]
[/url] أزقة مدينة الحمامات القديمة بطرقها الضيقة
إنشاء المدينة وسبب تسمية الحمامات : والحمامات مدينة قديمة ويطلق البحارة الأوربيون عليها أسم (بلد محمد) وهي اسم اختلف في سبب تسميته فالحمامات كما تقول الرواية الأولى أنها سميت بسبب كثرة الحمام الزاجل الذي يسير من الحمامات إلى الجبال المجاورة ، ولكن تؤكد المصادر التاريخية أن سبب التسمية يعود للحمامات الرومانية المتواجدة قبل اتخاذها مسكنا من قبل الاغالبة الذين اتخذوها موقعاً للرباط وحامية لاستكشاف الغزاة وحماية وربط بين تونس والمدن الجنوبية آنذاك [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69544]
[/url] أحدى مداخل مدينة حمامات الياسمين الجديدة والتي تقع جنوب الحمامت القديمة
مدينة الحمامات ما يميزها شاطئها الواسع فهو يمتد من الشمال إلى الجنوب على شكل هلال برماله البيضاء وبحره الصافي وما تمثله البنية السياحية الجاذبة لهذا الشاطئ من منتجعات وفنادق ومقاهي كلها تطل على فسحة كبيرة من الفضاء المشترك للجميع فلا استغلال خاص ولا حدود مزعجة فترتاح العين لتلك الامتدادات البحرية الصافية. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69545]
[/url] منظر لأحد شوارع المدينة السياحية
وجلّ الاهتمام السياحي للمنطقة كان في جنوب الحمامات وهي تشكل المنطقة المنظمة والمطورة ببنية تحتية متكاملة من منشآت سكنية ومجمعات تسويقية وخدمات ترفيهية ومطاعم ومقاهي منتشرة في تلك المنطقة مما جعلها تكتسب ذلك الاسم الشهير (حمامات تونس) أو (الحمامات) وبالإضافة كونها تحتل مركزاً للعلاجات الطبيعية لمراكز التدليك والعلاج بالبخار والمياه المعدنية المنتشرة في منتجعات وفنادق المنطقة. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69546]
[/url] من داخل أحد المجمعات الترفيهية والتسويق داخل الحمامت الجديدة
الحمامات كونها قريبة من تونس العاصمة بما يقارب من 70 كيلومتر جنوباً أضاف لها الميزة للزيارة لسهولة الوصول سواء بالسيارات أو بالقطار ولن يجد السائر بالسيارة من تونس انقطاع المساكن إلا قليلا فقط وذلك للترابط الكثيف في المنطقة الشرقية من تونس ونابل وثم الحمامات وكذلك لو نزلنا جنوباً فتتوالى القرى والمناطق السكنية بكثافة وتترابط مدن شهيرة مع بعضها كالنفيضة وهرقل وقنطاوي وسوسة والمنستير والمهدية. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69547]
[/url] من داخل أحد المجمعات الترفيهية والتسويق داخل الحمامت الجديدة
في أثناء تجوالنا للمنطقة وبالسيارة الخاصة التي استأجرناها والتي تمكننا من التوقف حيثما نشاء وبخيارنا وهذه ميزة التأجير ، وهنا بشاطئ الحمامات كان لنا نزهة قصيرة مع الأصحاب أحمد البلالي وهبدان الهبدان وقهوة طيبة وتمرات سكريّة شهية من صنع الهبدان الذي كان دائماً يحرص على تواجد القهوة إثناء تجوالنا في هذه الرحلة الممتعة. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69548]
[/url] وكانت لنا جلسة مع رفقاء الرحلة وهذا احدهم وهو الأخ أحمد البلالي
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69549]
[/url] شاطيء رملي ساحر في منطقة ياسمين الحمامات
توقفنا عند أحد الأمكنة وعلى الشاطئ مباشرة وتحت المظلات المصنوعة من سعف النخيل نتبادل الأحاديث الودية ونكسب أعيننا بروعة المكان مع خيرة الأصحاب مع ارتشاف أطايب النعم ، ونحن نتقلب بنعم الله الواحد الأحد في نعم متعددة لا تعد منها الصحة والأمان وفراغ الشغل ولفيف الأخوة وفوق كل ذلك وذاك نعمة الإسلام العظيمة التي جعلتنا نؤمن بتلك النعم وننسبها لرب كل شيء ومليكه الله المعطي الكريم الجواد مالك الملك لا اله إلا هو سبحانه تقدست أسمائه وتعالى وصفه ذي الجلال والإكرام. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69550]
[/url] ولقطة أخرى للرفيق الثاني المصاحب لرحلتنا الأخ هبدان الهبدان صاحب القهوة اللذيذة التي لم تنقطع
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69551]
[/url] صورة أردت أن استعرض بعض عضلاتي التصويرية للأخ البلالي الذي كان يمتعنا بسواليفه التي لا تمل طوال الرحلة
بعد جلسة طيبة استمتعنا فيها بقضاء وقت جميل أخذنا أنفسنا للتحرك إلى منطقة أخرى فجدولنا لا يسمح بالتوقف الكثير ، أكملنا المسير غرباً فبعد الخروج من الساحل والتوجه غرباً لمدينة المدن التونسية والتي كانت بذرة للفتح الإسلامي المبارك ألا وهي مدينة القيروان المدينة العظيمة بتاريخها والمدينة العريقة بما تحمل من أثار إسلامية مرموقة سجلت أسمى الأثر وشهدت بدايات الفتح وانتشار الإسلام لقارة أفريقا كلها . الطريق الى القيروان : المسافة بين الحمامات والقيروان تقريباً 50 كيلومتر باتجاه الغرب ، وهي تبعد عن العاصمة تونس مسافة 160كيلومتر تقريبا ، وتعد منطقة القيروان وما حولها منطقة قاحلة تقريباً فهي صحراء منعزلة اتخذت لغاية عسكرية تمنع الأعداء للنيل من قلب الدولة ولكون العرب الفاتحين الأول قادرين على التكيف بتلك البقاع الصحراوية وهذا ما ميز القيروان عن غيرها ومنعتها من الغزو ولاشك أن القيروان كانت توصف بالمقولة المشهورة (رابعة الثلاث" بعد مكة والمدينـة المنورة والقدسالشريف) هكذا كان يطلق الفقهاء على مدينة القيروان وهي أقـدم وأول مـدينة إسلاميةبالمغرب العربي اختطها القائد العربي "عقبة بن نافـع" لتكون قاعدة لنشر الإسلام في كل قارة أفريقيا بل وأوربا التي دخلها الإسلام من تونس فشملت صقلية ومالطا وكان فتح الأندلس بذرة من بذور فتح تونس وقاعدة الفتوحات لما بعدها. [url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69552]
[/url] في الطريق إلى القيروان رأينا بالطريق مجموعة يبيعون أشياء بأكياس لم نعرف ما هي...
توقفنا بالطريق عند أحد الباعة المتجولين والذين تكرر رؤيتنا لهم ، واستغربنا ماهية المباع فكان توقفنا أمام البائع الذي وضع أمامه شوال (كيس الحبوب) وعرضه للبيع لنرى وكأنها حصى بين أعشاب ونزلنا لنعرف ماهية تلك الحصوات لأننا لم نفهم منه ما يقصد لصعوبة فهمنا كلماته ، وما أن نزلنا حتى توضح لنا أن تلك الحصوات عبارة عن حلزون (قواقع برية) وهي نوع من الكائنات التي تعيش في قوقعة وتتكاثر وقت الربيع وبعد نزول المطر وتقتات على الطحالب وأوراق النباتات الصغيرة ، وهي هنا وجبة شهية وقد توقف أحد المارّة والذي تعوّد شراء مثلها هو وزوجته وقد عرفوا أننا غرباء فبعد تحيتنا وإلقاء السلام شرحوا لنا عن تلك الحلزونات وكيفية أكلها بكل طيب نفس وهذا ما يميز أهل تونس حقيقة نجدها في كل مكان ، فالحلزون كما وضحوا أنه يكثر بالمناطق الرعوية والكثيفة العشب وقت الربيع ويجمعه القرويون لعرضه للمارّة بسعر زهيد ، والطريقة التي يذكرونها في تناوله هو أن يضعونه في صحون مفتوحة ويزودونه بالخبز لمدة يومين بحيث يأكل ويخرج كل بقايا الطحالب من جوفه فيستطاب بعدها طعمه ويقولون أن طعمه يشابه الأصداف البحرية وهي طعام موسمي يتواجد في كل ربيع .
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69553]
[/url] وحين اقترابنا منها عرفنا أنها أنواع من الحلزون البري الذي يكثر في وقت الربيع وهم يأكلونه هنا
مدينة القيروان "عاصمةالأغالبة": ذكرت أنفاً أن القيروان أنشئت بعيـدا عن العمـران ، فكانت بذلك آمنة من هجوم الأعداء كونها عاصمة وقاعدة عسكرية للمسلمين الأوائل، ولكن بعد بناء المساجدوالمساكـن لاحقاً شدّ الناس المطايا إلى القـيروان من كل بلد وعظم قدرهـا ومكانتها ، ولحمايتها أسست لها أسوار بأربعة عشر بابـا. وكان سوقها متصـلا بالمسجد من جهـة القبلة، وممتدا إلى باب باسم "باب الربيع.
[url=http://travelzad.net/index.php?action=viewfile&id=1 69554]
[/url] صورة لجامع عقبة بن نافع الذي يتوسط المدينة
إن إقامة الأسوار العالية لمدينة القيروان جعلها تتطور على مدى التـاريخ لتكون قلعـة حصينـة تصدّ عنهاحجـارتها المرصـوصـة هجمات الغـزاة ، وإن سلمت أسوارها من قرون عدّة من التخريب فإنها لم تسلم من أطماع الألمانفي الحرب العالميـة الثانية، إذ هدموا قسما منها لاستعماله لبناء مدرجللطائرات. تقع القيروان في تونس علىبُعد 160 كم جنوبا من العاصمة تونس. وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعنيمكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب. قام بإنشاءالقيروان عقبة بن نافع رضي الله عنه عام 50هـ، ولقد لعبت القيروان دوراً أساسياً فيتغيير مجرى تاريخ الحوض الغربي من البحر الأبيض المتوسط وفي تحويل إفريقية (تونس)والمغرب من أرض مسيحية لهجته اللاتينية، إلى أرض لغتها العربية ودينهاالإسلام.