الجزء الثاني من رحلة رحال الخبر للجزيرة الجنوبية لنيوزلندا
نحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك الملك ولا نعبد إلا هو ونستعين به نسأله الهداية والصراط المستقيم
والصلاة والسلام على نبي الرحمة المهداة ورسول البشرية الخاتم الأمين محمد واله الطيبين الطاهرين وارضي عن صحابتك الغر الميامين كلهم أجمعين وعلى رأسهم الأربعة الخلفاء والعشرة المبشرين والتابعين وتابع التابعين وارضي اللهم عن كل مسلم رفع هذا الدين ونصر الحق وأيد أهله بكلمة يريد بها رفعة لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله.
ثم أما بعد..
كيورا Kiaora
وبلغة الماوريين السكان الأصليين لنيوزلندا تعني مرحبا
تحية طيبة للجميع وها أنا اليوم ابدأ في إكمال وصف الرحلة لأرض نيوزلندا والتي بدأنا في استكشاف الجزيرة الشمالية وتكلمنا عنها آنفا في العنوان (نيوزلندا رئة الأرض مع رحال الخبر جزء(1) ) وأما الآن فسنكمل اكتشاف الجزيرة الجنوبية ...
ولمن فاته الجزء الأول فعليه بالرابط التالي :
هنا مخطط رحلتي للجزيرتين ويهمنا هنا الجنوبية كما ترون بالخط الأزرق
نيوزلندا وأكمال الجزء الثاني للجزيرة الجنوبية
كما ذكرت في الجزء الأول أن نيوزلندا واحدة من أجمل بلدان العالم لما تتميز أرضها البركانية الخصبة من مجموعة جزر قابعة في قلب المحيط الهادي جنوب شرق أستراليا، فتتمركز بها نتيجة سقوط الأمطار البحيرات والأنهر الكثيرة وبالعديد من المناظر الخلابة وبتقريري الحالي في ذكر الطبيعة حول منطقة الجزيرة الجنوبية كونها أكثر جمالا واحتواء للبحيرات والجبال الرائعة من الجزيرة الشمالية وتكمن روعتها بتنوعها الفريد بين الشواطئ الممتدة والتي تلف هذه الجزيرة والمساحات الشاسعة للغابات ورؤوس الجبال المكسوة بالثلوج وغيرها العديد من المناظر الطبيعية، وعاصمة الجزيرة الجنوبية هي (كرايست جرج أو كرايستشرش) وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة الجنوبية.
السياحة والمدن
تعتبر نيوزلندا واحدة من أكثر البلاد جمالاً وسحراً وذلك نظراً لكثرة المناظر الطبيعية الساحرة بها والتي تتمثل في المساحات الخضراء الشاسعة والشواطئ الممتدة والغابات مما يضفي سحر خاص على نيوزلندا ككل.
وتعد مدينة " كرايست جرج أو كرايستشيرتش" والتي سنقصدها في رحلتنا هذه عاصمة الجزيرة الجنوبية وهي في المرتبة الثانية بعد "أوكلاند" من حيث المساحة، وتقع " كرايست جرج " على الساحل الشرقي للجزيرة الجنوبية، وتشتهر بلقب مدينة الجنائن، ويوجد بنيوزلندا العديد من المعالم السياحية نذكر منها: متحف كانت بوري، الحدائق النباتية، بالإضافة إلى متحف البلانيتيريوم، كما يوجد بنيوزلندا العديد من المناطق الريفية والتي تشتهر بروعة المناظر الطبيعية بها مثل سهول كانتربري والذي تتوسطه مدينة كرايست جيرج ، وعدد من الأنهار الجليدية والبحيرات المتجمدة وأيضاً جبال الألب الجنوبية التي تعلو قممها الثلوج .
مظاهر السطح للجزيرة الجنوبية
أهم سلسلة جبال في الجزيرة الجنوبية هي "الألب الجنوبية" وهي مرتفعات ضخمة تمتد في اتجاه جنوب الغرب إلى شمال الشرق بطول الجزيرة الداخلي تقريبا، وأهم هذه الجبال هو جبل "كوك" الذي يعتبر أعلى نقطة في نيوزيلندا وهو يبرز في وسط السلسلة الجبلية التي تضم أيضاً أنهاراً جليدية وتعتبر سهول كانتربري في الشرق والسهول الجنوبية في أقصى الجنوب هما المنخفضات الوحيدة في الجزيرة الجنوبية ، كذلك تكثر على الساحل الأجراف البحرية ، وتوجد في الجزيرة الشمالية أنهار عديدة ينبع معظمها في الجبال الشرقية والمركزية، معظم أنهارها تنبع من الألب الجنوبية ويعد نهر "كلوثا" هو أطول أنهارها، بينما تعد بحيرة "تي أناو" من أكبر بحيراتها وتقع في الجزء الجنوبي من جبال الألب الجنوبية.
وأبدأ هنا في اكتمال الوصف لرحلتي إلى نيوزلندا والى الجزيرة الجنوبية والتي ابتدأت القصة من أوكلاند والى العاصمة "ولنجتون" مرورا بمدن كبيرة ومناطق رائعة "كهاملتون" "وكامبريدج" "وراجلان" ومنطقة الكهوف "وايتومو" ومنطقة البراكين روتوروا وها نحن نودع "ولنجتون" متخذين مضيق "هوك" بالسفينة العابرة إلى أول ميناء بالجزيرة الجنوبية وهو ميناء مدينة "بكتون" ومنها سنتحدث هنا إن شاء الله تعالى عن مناطق أجمل وبحيرات أروع وطبيعة لا تشبهها طبيعة في أحلى مناطق العالم حيث المدن الأكثر من رائعة كمدينة "كرايستجرج" ومدينة الملوك "كوينزتاون" وما بينهما من بحيرات تضاهي بحيرات أوربا قاطبة وجبال شامخة .
تحدثت في الجزء الأول عن مناطق الجزيرة الشمالية وانتهيت التقرير بركوبنا البحر من ولنجتون عبر سفينة تنقل الناس والسيارات والقطارات أيضا عبر مضيق كوك ونكمل ما انتهينا عليه .
ونبدأ معكم بعد خروجنا من ولنجتون باتجاه الجزيرة الجنوبية والى ميناء مدينة بكتون
مخطط الرحلة من على مضيق كوك الفاصل بين الجزيرتين الشمالية والجنوبية
إن المتعة في ركوب السفينة العابرة للمضيق من وجهين الداخل والخارج فمن الداخل كما أسلفت حيث تجهيز السفينة بالمطاعم والمحلات التي تبيع أنواع من التذكارات إلى الصحف والهدايا وبعض المستلزمات الأخرى وهناك سينما لقضاء وقت للتسلية داخل السفينة لأن الوقت المستغرق لوصل للطرف الثاني يستغرق 3ساعات.
وأما المناظر الرائعة خارج سطح السفينة فهو الأروع فمشاهدة المضيق بضفتيه ورؤية الصخور والجروف الكبيرة مع تلال مكتسية غطاء خضري رائع .
استخدام العبارة Interislander Ferry:
تخدم المنطقة الواقعة لمضيق كوك عدة شركات نقل وتستخدم سفن تحمل السيارات والقطارات والشاحنات بين الجزيرتين وتربط بين العاصمة ويلينجتون من الشمال بمدينة بيكتون Picton في الجنوب عبر مضيق كوك ************ .... كما توجد بالعبارة او الباخرة مقصورة خاصة للركاب بها خدمات منوعة و يمكنك أيضا أخذ سيارتك معك على متن العبارة..
سعر الشخص الواحد 65 دولار ويمكن إضافة 10 دولار لإمكانية تغيير الحجز والتعديل وسعر الأطفال بين 6-12 عام 30 دولار، وأما سعر ركوب السيارة فتقريباُ 200 دولار وهذا للذهاب فقط.
ولمن أراد الحجز على الرابط التالي:
وسأتكلم عن رحلة رائعة وسأبسط الكلام عن جولتنا للجزيرة الجنوبية حيث هي جنة من جنات الله ، الخضرة اليانعة والجبال العالية والبحيرات الرائعة، ونأخذكم عبر التجول في أكبر مدنها (كرايستجيرج- كوين تاون) وكذلك معظم مناطق البحيرات التي تأخذ بالألباب، وستجد نفسك تائهة بين الروائع تريد ملامستها والعيش في كنفها ولعلي أجد في وصفها شيئا لسد الرمق ولإرواء ظمأ المتجول بين السطور .
فإلى البداية لإكمال نهاية البداية ...
بعد عبورنا بالسفينة عبر مضيق كوك وصلنا مدينة (بيكتون - (Pictonوهي المرفأ للسفن الآتية من المضيق وأول مدينة من مدن الجزيرة الجنوبية نلقاها ، والمدينة بكتون صغيرة نوعا ما وكونها معبراً ومحطة للوصول فيتواجد فيها العديد من دور السكن الموتيلات والـ B&B كما أن المطاعم الوفيرة وغيرها من الأمور المهمة ، ولم تطول المدة فيها فقد كنا على مشارف المساء حين وصلناها ولم نقف إلا عند أحد المطاعم الكثيرة في نيوزلندا والمشهورة بإعداد الطبق الأشهر هنا وهو طبق (سمك وبطاطس – Fesh & chep)
لمن يسأل عن المناخ نكرر المعلومة للفائدة
مناخ نيوزلندا معاكس لمنطقتنا من ناحية المواسم فصيفنا عندهم شتاء والعكس ، ولذا فلنتكلم عن مناخها بشيء من التفصيل .
يسود نيوزلندا مناخ معتدل ولا يوجد اختلافات كبيرة في المناخ بين الفصول، ويتميز الجزء الشمالي من شبه جزيرة أوكلاند أنه من أدفء المناطق مناخاً، بينما تعد المنحدرات الجنوبية الغربية في الألب الجنوبية من أشد المناطق برودة، ويتراوح معدل سقوط المطر عموما بين معتدل وغزير باستثناء منطقة صغيرة في وسط الجنوب من الجزيرة الجنوبية ، فهو يتعدى 220 بوصة سنوياً، وأعلى معدل لسقوط المطر يكون حول ميل فورد ساوند في الساحل الجنوب غربي من الجزيرة الجنوبية، وتتراوح معدلات درجات الحرارة في ويلنجتون بين 20 درجة مئوية في يناير و6 درجات مئوية في يوليو، أما في أوكلاند فتتراوح درجات الحرارة بين 23 درجة مئوية في يناير و8 درجات مئوية في يوليو لذا ممكن القول أن نيوزلندا بلد معتدل الى مائل للبرودة ماعدا المرتفعات الجبلية التي يكسوها الثلج شتاء .
المبيت في مدينة بلنهايم :
لم نتخذ بكتون للمبيت فقد تركناها للوصول إلى مدينة (بلنهايم - Blenheim) حيث وجودها بموقع أفضل ولتميز فنادقها عن بكتون وبعد قضاء الليل في أحد الموتيلات المنتشرة هنا تجولنا قليلا في المدينة الصغيرة نوعا ما وهي هادئة وفيها نهر تايلور كما يوجد بها سوق على الشارع العام مرتب وجميل كما أن الرصيف المرتب المبني على النهر يعتبر واجهة نهرية تتميز به مدينة بلنهايم .
ومن الحوادث التي تلقيتها انفجار إطار السيارة الأمامي ولم يكن حاثا سيئا بل بسيط لكنه أتلف الإطار واضطررت لتغييره ولحسن الحظ أنني قد أضفت مبلغا لكل يوم ما يعادل (17) دولار نيوزلندي ليضمن الإطارات وهيكل السيارة والزجاج والأنوار بالإضافة للتأمين العام ومن خلال هذا التأمين الإضافي تمكنت من الاتصال بالشركة وحولوني إلى أقرب ورشة وتم تغيير الإطار الذي يكلف بالعادة (150) دولار .
وقوفنا عند أحد الورش التابعة لشركة التأمين لتغيير الإطار الممزق
قبل وبعد بلنهايم مساحات شاسعة من مزارع العنب وهي هنا تستخدم لصنع النبيذ
من بلنهايمBlenheim إلى كايكورا Kaikoura :
الطريق عبر الساحل كان ممتعاً وجميلاً وخاصة أنه كان يمرّ بين العديد من القرى والمناطق المأهولة وكانت وجهتنا نحو مدينة كايكورا الساحلية والتي تبعد عن بلنهايم مسافة (128 ) كم / وبالزمن مقدار ساعتين ، كما يوجد لمن ليس لديه سيارة وسائل أخرى كالأوتوبيسات والقطار ويأخذ ساعتين ونصف ليصل إلى كايكورا .
وبعد الخروج من مدينة بلنهايم ذات المزارع الضخمة لزراعة العنب والتي تشتهر بزراعته وجنيه لصناعة النبيذ أعاذنا الله وإياكم منه ، وبلنهايم كونها مدينة ساحلية فهي تتمتع بشواطئ ممتدة وذات طبيعة صخرية وذات نتوءات صخرية تجمّل الساحل وبامتداد الجنوب التي هي وجهتنا نحو مدينة (كايكورا - Kaikoura) بلد الحيتان والدلافين وهي مدينة تقع في منتصف المسافة تقريبا بين كرايست شيرش و بيكتون على الساحل الشرقي منالجزيرة الجنوبية ، إن مدينة كايكورا -Kaikoura تجتذب سنويا ما يقارب المليون سائح ليس فقط جمال موقعها ولكن القريبة من البحر. وهناكفرع من جبال الألب الجنوبية تطل من بعيد كخلفية رائعة للمدينة وهذه الجبال المغطاةبالثلوج طوال العام . ويقدر علو بعضها 2610 متر وهو أعلى جبل في هذه المجموعة (جبل ماناكو - (Manakau إن كايكورا مزيج فريد من المحيطاتوالجبال عروض مذهلة ولكن ما يميز كايكورا ويجعل لها هذا الرصيد الكبير للسياح هو عنصر السياحة البيئية المتمثل بمشاهدة الحيتان التي تجول في سواحلها ، بالإضافة للسباحة ، و الغطس مع الدلافين .
مدخل كايكورا Kaikoura واللوحة الإرشادية لاتجاه كرايستجيرج وشاطئ الحيتان
شاطيء كايكورا الجنوبي وتنوع بين التلال والجروف البحرية والكهوف وطيور البحر المتنوعة
بعد مدينة كايكورا وبأتجاه الجنوب كانت المنطقة عبارة عن شواطئ ذات تلال كلسيه وبعض الكهوف المنحوتة بسبب الأمواج والتعرية كما إن تلك الشواطئ تحمل الكثير من الحياة البيئية المتنوعة ويطلق عليها اسم (سن سمك القرش - Sharkstooth) ، ويمكن إن كان حظكم جيدا كحظي رؤية كلاب البحر وهي مستلقية على الصخور للتشمس والراحة.
كلاب البحر في الشاطئ الجنوبي لكايكورا
كلاب البحر عن قرب وهي ترحب بضيوف الجزيرة