السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام و جميع المسلمين بخير
قرأت عن رمضان في تركيا
و جمعت ما قرأت بعد الزيادة و التنسيق لهذه المناسبة
فقد كتبت هذا الموضوع العام الماضي لمنتدى آخر وأنا اليوم أنقله لمنتداي المفضل
و بإذن الله هو المفضل لي كل عام
و جعلته على حلقات أربع أو خمس
أرجو ان يروقكم ويفيدكم
ودمتم سالمين
" الحلقة الأولى "
ليالي رمضان المشرقة في اسطنبول..
و اختبارات رسمية لأفضل مسحراتي...
« شهر رمضان سلطان لأحد عشر شهرا »..
هكذا يصف الأتراك شهر الصوم والعبادة الذي يحتفلون بمقدمه بصور شتى تدخل فيها عدة متناقضات .
ومما يذكر أن الرئيس التركي عبدالله غل، وهو من أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي ،
عندما شرب الماء أمام الصحافيين
في أول أيام رمضان ناسيا ، قال بحده «من الذي وضع الماء أمامي؟» ،
مما يلخصالتناقضات التي يعرفها هذا البلد، والتي تتجلى أكثر في هذا الشهر الكريم.
فمن جهة هناك احتفاليات وطقوس وازدحام الشوارع مع اقتراب ساعة الإفطار،
ومن جهة ثانيةيمكن رؤية أعداد كبيرة من المفطرين نهارا، سواء في المطاعم أو الشوارع،
من دون أن يثير الأمر استغرابا أو استهجانا، إذ ليس هناك قانون يمنعهم من الإفطار جهرا،
كماهو الحال في معظم الدول الإسلامية، التي تقوم بفرض هذا القانون حفاظا على مشاعرالصائمين .
يذكر أن حوالي 98%من سكان تركيا البالغ تعدادهم حوالي 70 مليون نسمة (حسب تعداد عام 2005) مسلمون،
وأنها تضم أكبر عدد من المآذن في العالم الإسلامي .
مظاهركثيرة تعرفها تركيا في شهر رمضان وقبله، حيث تبدأ إدارة الأديان والبلديات المحلية
بنشر اليافطات الدينية في الشوارع وعلى مآذن المساجد، إلى جانب إجراء البلديات في كل منطقة
قبل أيام من بداية الشهر عدة اختبارات لاختيار أفضل مسحراتي، ويسميهالأتراك «داولجي» .
كما تنتعش حركة الأسواق وتظهر مستلزمات رمضان كـالأجبان والحلويات و التمر والمكسرات بشكل كثيف .
و من أهم هذه الأسواق سوق «مصر» التاريخي في اسطنبول،الذي يقصده المتسوقون من كل مكان
لشراء أفضل المنتجات الخاصة برمضان، و«سوق العطارين» باسطنبول، الذي اعتبر البعض
أن الحياة لا تدب فيه سوى بشهر رمضان، ويشتهرببيع الحلويات وأهمها «المعجون العثماني»،
والتمور بأنواعها حيث اعتادت العائلاتالتركية أن تبدأ إفطارها به، اقتداء بسنة النبي محمد عليه الصلاةوالسلام.
وبمجرد إعلان رئاسة الأديان رسميا بدء شهر رمضان، وفقا للحسابات الفلكية ،
تبدأ المساجد بالامتلاء بعد صلاة العشاء لأداء صلاة التراويح , وقبل أذان الفجر بحوالي ساعتين
يأتي المسحراتي بمعداته ويدق على الطبل لإيقاظ الناس ، ومن ثم يذهب البعض لأداء صلاة الفجر في المساجد الكبيرة ،
والبعض يخلد للنوم استعدادا ليوم صعب في العمل أثناء الصيام .
ومن المناظر المألوفة أيضا في مدن تركيا خلال رمضان أن تزدحم الشوارع لدى اقتراب ساعة الإفطار،
حيث يريد الجميع أن يصل إلى منزله قبل آذان المغرب ليتمكن من تناول وجبة شهية مع أفراد عائلته .
ومن لا يتمكن من الوصول للمنزل بسبب الازدحام فإنه يجد بديلا لا بأس به في خيام الإفطار المجانية ،
التي تنصبها البلديات المحلية وبعض المؤسسات الخيرية ، حيث يمكن لأي عابر تناول وجبة إفطار
كاملةوشهية يعود بعدها بسهولة إلى بيته، حيث تكون الشوارع قد خلت من المارة تقريبا .
ويحرص الأتراك عادة على الإفطار بوجبة خفيفة ، تتكون عادة من الأجبان والزيتونوالخبز،
كما يظهر خبز خاص في أفران المخابز يسمى «بيدا» ويباع بسعر أغلى من الخبزالعادي .
بعد الإفطار يتوجه البعض لأداء صلاة التراويح في المساجد ويذهب البعض الآخرلحضور الحفلات الدينية
التي تقام في مساجد اسطنبول الكبيرة ، مثل جامع «السلطان احمد» الشهير بـ«الجامع الأزرق» وجامع «السلطان أيوب» .
وفيما يفضل البعض المشي بعد وجبة إفطار دسمة لمساعدة المعدة على الهضم ،
فإن البعض الآخر يتوافد على عدد من المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح ،
وومن أشهرها جامع «السلطان أحمد» ويشتهربليلته المميزة في ليلة القدر، ويسمى أحيانا «الجامع الأزرق»،
ويضع مكتبة ضخمة للكتب الإسلامية طيلة شهر رمضان، كما أن هناك معرضا في الجهة الأخرى
من الجامع خاصا بعرض الفنون الإسلامية الشهيرة عند الأتراك، وفنون الخط العربي المذهب.
كماأعدت البلدية في الفناء الملحق بالجامع مكانا لتوزيع المشروبات والحلويات الرمضانيةعلى الناس مساءً بعد الإفطار.
ولكن ثمة وجها آخر مغايرا في رمضان لتركيا الدولة المسلمة والرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي ،
حيث تعج المطاعم في وسط النهار بمن هم غير ملتزمين بالصيام، يتناولون وجبة الغداء ويدخنون علنا
في الشوارع و الأماكن العامة من دون أي مضايقات. لكن هذه الظاهرة موجودة أكثر في المدن الكبيرة ،
بينما يختلف الوضع في القرى والمدن الصغيرة، حيث لا يستطيع المفطر أن يأكل أو يشرب أو يدخن علنا خلال النهار،
لما قد يجره عليه ذلك من مضايقات قد تعرضه للضرب وحتى القتل،
حسب ما قاله الفلسطيني سليمان واكد 38 عاما ، الذي يقيم في تركيا.
ويوافقه الرأي التركي مصفي لكاسيز 25 عاما، وهو من سكان اسطنبول إلى أنه رغم انه لا يصوم في رمضان
ولا يتعرض إلى أي مضايقات في الاماكن العامة ، إلا انه يتجنب بعض المناطق في اسطنبول
كحي «الفاتح» الذي يقطنه الكثير من المتشددين .
إن راقتكم الحلقة الأولى
غداً حلقة جديدة