لم أكن لأكتب تقريرا بمثل هذه السرعة لولا أنها تركيا التي (لخبطت) حياتي ، غيرت كثيرا من عاداتي ، لا أعتقد أنني سوف أهنأ بطعام بعد الآن لأني جربت اللحم التركي والسمك التركي والخضروات التركية والفواكه التركية ، لا أدري كيف كنا نستطعم الطعام والشراب في الرياض؟ هنا في نكسار كل شيء طبيعي ، يسقى بماء المطر ، وللمعلومية فإن نكسار مشهورة بالمياه العذبة وتجدها في كل مكان .. طبعا المدينة الكبيرة هي توكات( Tokat) وتسمى الولاية بإسمها ويتبع لها عدة مدن وقرى منها مدينة نكسار(Niksar) ..
كنت مع أبو صهيب في( توكات) في يوم من الأيام ونحن ننتظر أخونا ماجد القطري الذي تأخر علينا فقال لي مشجعا لماذا لا تزور مغارة Ballica Magarasi ؟ وعقب قائلا : رغم أنني أصيف في تركيا منذ ثماني سنوات إلا أنني لم أزر هذه المغارة بعد فلماذا لا تقص أنت الشريط يا أبو سلطان؟ .. وهكذا كان فمنذ الصباح الباكر تناولنا أنا وأهلي الافطار في الفندق وانطلقنا نحو تلك المغارة .. كانت معي ورقة تصف الطريق وهو الاتجاه نحو Tokat ثم تتبع اللوحات التي تشير إلى Turhal حتى الوصول إلى لوحة تشير إلى بلدة Pazar الصغيرة ثم تتبع اللوحات التي تشير إلى المغارة واسمها : Ballica Magarasi وكانت المسافة من فندق Nuri Park مقر إقامتنا في نكسار وحتى المغارة هي 80 كيلو مترا تقريبا .. 54 كلم من نكسار إلى توكات .. ثم حوالي 26 كلم من توكات حتى بلدة بازار وصولا إلى المغارة .. إحداثيات المغارة بجهاز قارمن نوفي 205 هي :
N 40 13'36.5 E 036 18'05.7
وهذه بعض الصور من الطريق :
( الطريق من نكسار باتجاه توكات .. كان يوجد عليه بعض الترميمات وإزالة الاسمنت القديم واستبداله بجديد)
(شلال صناعي على مدخل مدينة توكات)
(الخروج من توكات ومواصلة الطريق متتبعا لوحات Turhal )
( وقبل تيرهال بحوالي 30 كلم أو أكثر يوجد لوحة صغيرة على الطريق السريع نحو بلدة أو قرية Pazar وهذا هو بداية الطريق نحو البلدة .. الطريق غير معبد في بدايته )
(يتحسن الطريق بعد ذلك نوعا ما وتظهر بعض المنازل )
(مدخل مدينة بازار كما تشير اللوحة وعدد سكانها 5000 نسمة ، توقفنا عند هذه المحطة لاستخدام دروة المياه ولما عرف صاحب المحطة أننا عرب أصر على تقديم العصير لأطفالي ودعانا لتناول الشاي ولكنني أعتذرت منه بأننا على عجلة من أمرنا ونريد زيارة المغارة )
(بلدة بازار ولم نتجول بها كثيرا لأنني كنت متشوقا لزيارة المغارة)
(تتبع الأسهم التي تشير إلى اتجاه المغارة)
(المغارة في قمة ذلك الجبل )
(استغربت وجود هذا المسجد الجميل رغم أنه لا يوجد بقربه سوى ثلاثة أو أربعة بيوت فقط .. لكنها عجائب تركيا التي لا تنقضي)
(الطريق نحو قمة الجبل .. صعب وضيق في بعض أجزائه ولكنه جميل لمن يعشقون الطرق الجبلية مثلي)
( السلم الذي يقود إلى مدخل المغارة .. عددنا درجاته فكانت 131 درجة صعدتها الوالدة كلها وكنت أحمل بيدي كرسي صغير كي تستريح عليه إذا تعبت)
( دورة مياه في منتصف الطريق نحو المغارة ..لاحظوا أننا قلنا في البداية أن عدد درجات السلم الموصول للمدخل هو 131 درجة)
( مواصلة الصعود مع اقتراب الوصول إلى المدخل)
(مدخل المغارة التي يبلغ عمرها أكثر من ثلاثة ملايين سنة ودرجة حرارتها 18 إلى 19 درجة مئوية طوال العام ليلا ونهارا صيفا وشتاء)
( أسعار الدخول كما هو موضح 5 ليرات أو مايعادل 12 ونصف ريال سعودي أو 3 دولارات للكبار وليرتين ونصف للصغار وعندما وقفت أمام الموظف لشراء تذاكر الدخول سألني عن بلدي ولما عرف أني عربي ومن السعودية أخذ مني 20 ليرة فقط وتغاضى عن الباقي )
( أول ما رأت الوالدة وأم سلطان مدخل المغارة أصابهما الخوف وأرادتا العودة لكنني أقنعتهما بمواصلة وطمأنتهما بوجود موظفين وموظفات أمن وإضاءة في الداخل فتابعا السير على مضض)
(كانت قطرات الماء ترشح من السقف وتسقط على الأرض مصدرة ذلك الصوت الذي نسمعه في أفلام الرعب بينما كانت بعض الزوايا مظلمة خالية من الاضاءة )
( بدأ الخوف يسيطر علينا ونحن نمشي فوق الممر الذي تتراص على جنباته إضاءة بيضاء خافية تزيد من شعورنا بالرهبة لا سيما وأننا لم نجد أحدا سوى موظف عند المدخل سمح لي بالتصوير بكل أريحية رغم أن التصوير في المغارة ممنوع ، كما كانت عائلة تركية قد سبقتنا إلى داخل المغارة ولم نعد نسمع صوتها .. عدى ذلك كنا نسير ونتأمل تلك التشكيلات العجيبة داخل المغارة التي يبدو أنها بلا نهاية)
(بعد سير مسافة قصيرة شعرت الوالدة بالتعب وعدم الرغبة في المواصلة وخشيت من عدم القدرة على تحمل تعب العودة وتسلق تلك السلالم من جديد لذلك جلست على كرسي بالقرب من مفترق طرق طريق يؤدي إلى الأسفل بواسطة سلم حديدي كما هو ظاهر في الصورة وطريق يؤدي إلى الأعلى ..وقالت سوف أنتظر عودتكم هنا ، حاولت إقناعها بالمواصلة لكنها أبت فتركتها على راحتها مبيتا النية على عدم التأخر عليها في العودة .. نزلنا لمكان فسيح وكأنه قاعة لارتفاع سقفه كما هو مبين في الصورة بينما التشكيلات الصخرية تعكس صورا عديدة لأشباح ووحوش وهمية لكل صاحب خيال خصب .. ولو تأملتم في الصورة التي بين ايديكم فسوف تجدون صورة ثعبان ملتف على غصن شجرة في أقصى يسار الصورة .. وأيضا سوف تجدون رأس تنين تبرز أنيابه ، وحتى أضيف نوعا من الحركة بدأت في الإشارة نحو بعض الصخور بالوصف والتعليق : شوفوا يا بابا صورة تمساح هناك ، طالعو هنا صورة سمكة متوحشة وهكذا نزلنا السلم وأطفالي متمسكين ببنطالي وأم سلطان تتبعنا وكأنها الرجل الوطواط .. وأثناء سيرنا وجهت الفلاش نحو إحدى الزوايا المظلمة في المغارة فسطع الفلاش وعندما أعدت النظر في الصورة بعد التقاطها وجدت عيونا تلمع في الظلام!)
(عيون خفافيش .. يعني وطاويط .. هذه المغارة يوجد فيها خفافيش وهنا بدأ الأكشن الحقيقي ودب الرعب في أطفالي وزاد تمسكهم ببنطالي ولكن حب الفضول جعلهم يتابعون السير وأنا أسحب رجلي على الأرض سحبا .. وصلنا إلى جسر حديدي فإذا باصوات الخفافيش ورائحتها تملأ المكان .. في البداية ظننت أن هذا نوع من التأثير لمحاكاة الواقع تقوم به الجهة المسؤولة عن إدارة المغارة لا سيما أنني قرأت لوحة باللغة الانجليزية تقول أن المكان مراقب بالكاميرات ويتم تسجيل كل ما يدور فيه بالصوت والصورة .. ولكن عندما شممت رائحة الفضلات اتضح لي أن المكان فعلا يتواجد به عدد لا بأس به من الخفافيش تعودت على الزوار فاصبحت لا تهابهم .. تذكرت أن الوالدة في انتظارنا وأننا مشدهون بالمنظر قد تأخرنا عليها وهنا بدأ الرعب الحقيقي بالنسبة لي!) ..
(نورا وإمارات الخوف والقلق بادية عليها .. أما سلطان فما عندك أحد .. مستمتع إلى أقصى حد)
عدت إلى المكان الذي تركت فيه أمي في المغارة وعندما وصلت وجدت الكرسي فارغا وهنا ارتفعت دقات قلبي وأنا أنادي .. يمه .. يمه .. يمه .. ولا من مجيب .. ودارت في ذهني أفكار سوداء : ماذا لو ذهبت استبطأتنا وذهبت للبحث عنا وسلكت طريقا داخل المغارة وتاهت عن العودة .. وصرت أركض كالمجنون باتجاه الطريق الذي قدمنا منه تاركا زوجتي وعيالي خلفي وأنا أنادي : يمه .. يمه .. ولا من مجيب .. وصلت إلى مدخل المغارة حيث كان الموظف الذي استقبلنا أثناء دخولنا وسمح لي بالتصوير فوجدت مكانه امرأتان سألتهما وأنا ألهث : ماما .. مذر .. مذر .. مامي؟! .. فأشارتا إلى الأعلى حيث باب الخروج :
كان كل أملي أن أجد والدتي خلف ذلك الباب .. ماذا فعلت ياربي؟ .. كيف تهورت وتركتها وحدها؟ .. وعندما خرجت من الباب فإذا بي أراها جالسة على أحد كراسي الانتظار فقلت مباشرة : يمه .. أقلقتيني عليك .. خفت تكوني ضعت بالمغارة .. فأجابت : أنها لم تتحمل الجلوس بالداخل فخرجت كي تستنشق بعض الهواء وتنتظرنا بالخارج .. وهنا لحقت بي أم سلطان وانتهت مغامرتنا ووقعت أنا في شر أعمالي .. أردت أن أخيف أم سلطان والعيال فارتد كيدي إلى نحري واصبت أنا بالخوف على والدتي ..
( استراحة عند المخرج قبل العودة للسيارة بعد رحلة الاستكشاف تلك)
(وداعا أيتها المغارة المحملة بالأسرار .. سوف نعود إلى مدينتنا نكسار .. لكن لابد من زيارتك مرة أخرى إذا شاء العلي الغفار ) ..
تياسير : يا حبكم للأكشن .. أتمنى أن تزور تركيا وخاصة ولايتي توكات وأوردو كي نقرأها بقلمك الجميل وصورك الرائعة لا صوري أنا التي تقول كأنها خارجة من الأزمان الغابرة .. مدري وش اللي يخليني متمسك بكاميرة أخوي لين الحين! .. أظن بأتركها لو جاب غيرها موديل أحدث علشان أستعيرها منه! ..
أبو صهيب : أمتعنا يا أبو صهيب بالصور اللي عندك عن المغارة .. علشان تظهر محاسن المغارة وجمالها .. احس إن صوري الباهتة راح تخلي الناس تهرب منها .. وهذا عز الطلب علشان أستمتع بها وحدي بدون مزاحمة من إخواني العرب العاربة والعرب المستعربة .. أتخيل عيالنا يلعبون كورة وسط المغارة ويرمون الناس يالحجارة! .. لا عم خلي تلك المناطق البكر بعيدة عن الأعين أحسن .. ولا إنت رأيك إيه يا عمدة؟ ..
صور طازجة وردتني من أخي أبو صهيب قبل قليل .. التقطها بعدسته الرائعة بعد زيارتي للمغارة بعدة أيام .. صور تشرح النفس وليست مثل صوري اللي تغم القلب! .. سوف أنزل لكم الصور بعد قليل مع خالص الشكر والتقدير لأخونا أبو صهيب ..
الله الله ياابو سلطان وبدأت اولى حلقات المسلسل التركي تاليف وسناريو واخراج المبدع ابو سلطان هنيئا لنا اعضاء الزاد بهذه التقارير الحصرية بارك الله فيك ابا سلطان وحفظ لك الوالدة وام سلطان والعائلة
اشهد ان لاإله الاالله واشهد ان محمد رسول الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
في جنوب أفريقيا كهف يستقطب الكثير من السياح، ومع علمي المُسبق بأنه لن ينال إعجابي أو من معي إلا أنه قد يستهوي غيري خصوصاً وأنا بصدد كتابة تقرير حول الرحلة لذا وجب علي تغطية أكبر قدر من معالم أي مدينة أزورها .. فقد يكون من العوامل الجاذب لغيري، لذا ذهبنا لهذا الكهف على مضض ( وأنا أقول لأم عبدالعزيز الله يعينا كهف ..!! يعني وش بنشوف فيه غير التعب ) ..!!
وفعلاً حصل ما كنت أتوقعه من مأساة لتلك الرحلة للكهف ( الأغبر ..!!) وقصته موجودة في تقريري الجنوب أفريقي، وبعدها حرمنا زيارة ( الكهوف لابارك الله فيهم ) ..
وبعدين يا " القديم " الرجل قالك له سنوات يزور تركيا ولم يقم بزيارة الكهف ليه تبلش نفسك ومن معك في هالزيارة الغبرة للكهف ..!! أنت بعد بكيفك .. لكن تأخذ الوالده الله يحفظها في رحلة لكهف ..!! أقول الله يطول بعمرها ويأجرها على هالتعب ويحفظها من كل سوء .. لكن الله عاقبك .. الله لا يعيدها من زيارة .. والله يحفظ لكم هالحلوين ويبلغكم برهم ..
وأنت من أهل الخير .. بس على فكرة التقرير بيكون على هالنهج قصص مسلسل تركي .. أو هذه تصبيرة
بس من جد شغلة الاحداثيات رائعة يا مبدع ياااسلام على هيك تقارير هذه التقارير وإلا فلا ..