vفي شجاعته وصدقه:
قال الشافعي حدثنا عمي قال دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم (في أشارة إلى آيات الأفك التي نزلت في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من تهمة الزنى، التي روج لها رأس المنافقين عبدالله بن أبي)؟ قال عبد الله بن أبي ابن سلول، قال: كذبت هو علي.. (يقصد الإمام علي كرم الله وجهه)!! فدخل ابن شهاب فسأله هشام نفس السؤال، فقال: هو عبد الله بن أبي، قال: كذبت هو علي.. فقال ابن شهاب: أنا أكذب لا أبا لك فوالله لو نادى منادٍ من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت، حدثني سعيد وعروة وعبيد وعلقمة بن وقاص عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي... (وفي هذه القصة دلالة على مدى تجني الأمويين على الإمام علي رضي الله عنه) قال: فلم يزل القوم يغرون به فقال له هشام: ارحل فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك، قال: ولم أنا اغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني، فقال له: لا ولكنك استدنت ألفي ألف!! فقال: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك، فقال هشام: إنا أن نهيج الشيخ فأمر فقضى عنه ألف ألف فأخبر بذلك فقال الحمد لله الذي هذا هو من عنده..
هجر الزهري الشام وعاد للمدينة، وتوقف في آخر أيامه عن رواية الحديث بعد أن حفظ لنا مئات الأحاديث، وأتفق جمهور العلماء على أن من أصح الأسانيد هي الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، عن الرسول صلى الله عليه وآله لم، والزهري عن سالم عن عبدالله عن عمر رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم... أخذ عليه بعض معاصريه وبعض من جاء بعده قربه من البلاط الأموي وكثرة مجالستهم بالرغم من كثرة مظالمهم، ولكن هذا لا ينكر حقيقة مكانته والدور الذي قام به في حفظ السنن النبوية،،،
توفي في شهر رمضان المبارك في سنة 124 هجرية ودفن في منطقة بين الحجاز وفلسطين...
سيرة غنية لعالم جليل ندين له اليوم بمئات الأحاديث الصحيحة التي حفظها في صدره وفي ألواحه، حاولت أن أقدمها بالشكل اللائق وأرجو أن أكون وفقت في ذلك،،،