ولد ونشأ في المدينة، وفي البصرة ذاع صيته، جمع الفقه والفروسية، أنه محطتنا السابعة عشرة،،،
17) الحــســن البصـــري
هو الحسن بن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري ويقال مولى جابر بن عبدالله الأنصاري، وهو من سبي ميسان، سكن المدينة وأُعتِق وتزوج خيرة مولاة أم سلمة رضي الله عنها، فولدت له الحسن في آخر خلافة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه... وكانت خيرة تخرج لقضاء حوائج أم المؤمنين وتترك وليدها عند أم سلمة رضي الله عنها، وفي يوم بكى الطفل فأرادت أن تسكته فأشغلته بثديها، وكانت إرادة الله عز وجل أن يدر ثديها لبناً وقد تقدم بها العمر ليسد جوع هذا الطفل الرضيع، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من الثدي المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخرجته أم المؤمنين رضي الله عنها يوماً لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ليدعو له فقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس.
تلقى العلم في المدينة وحفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وحدث عن عدد كبير من الصحابة رضوان عليهم، والتابعين من الفقهاء في المدينة وشهد أحداث الفتنة وأغتيال ذي النورين رضي الله عنه في المدينة، وبعد أنتقال عاصمة الخلافة للكوفة أنتقل الحسن إلى البصرة وقضى بها ست سنوات يتعلم على أيدي الصحابة الذين أنتقلوا للعراق، ثم خرج مع أحد جيوش الفتح الإسلامي في غزو خراسان، حيث عمل كاتباً لأمير الجيش في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ثم أنتقل إلى البصرة وفيها أستقر فلقب بالحسن البصري.
جمع الحسن حسن الخَلق مع حسن الخُلق والشجاعة، ففي البصرة كان من أجمل الناس وجهاً، وفي الغزوات كان القائد المهلب بن أبي صفرة يقدم الحسن لقتال المشركين.
v مع علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما:
تناقل الرواة أن الحسن كان يقص (يروي القصص) في الحج فمر به علي بن الحسين رضي الله عنهما فقال له: يا شيخ، أترضى نفسك للموت؟ قال: لا قال: فلله في أرضه معاد غير هذا البيت، قال: لا قال: فثم دار للعمل غير هذه الدار، قال: لا قال: فعملك للحساب، قال: لا قال: فلم تشغل الناس عن طواف البيت؟.. فما قص الحسن بعدها.
وكانت رواية القصص وخاصة الأسرائيليات أنتشرت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عليه، وخشي بعض الصحابة رضوان الله عليهم أن تشغل هذه القصص الناس عن التفقه في دينهم أو أن تندس في المرويات عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.