الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ... والصلاة والسلام على اشرف الخلق نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ... تحية طيبة للجميع وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ونحن في هذه العشر الاخيرة من رمضان المبارك اسأله الكريم المنان ان يمن علينا جميعا بالرحمة والغفران أنه كريم جواد مجيب الدعوات
إخواني الاعزاء وأنا في تصفح للحاسب الالي وإذ بي أجد في طياته بعض من المواقع التي زرتها قبل سنوات عدّة وهي جديرة بالرؤية والإطلاع لما فيها من تفكر في خلق الله العجيب وجمال تصويره سبحانه
ففي عام 1995م كنت في زيارة للفلبين وعاصمتها أمان الله والتي غيرت بفعل الغازيين الأسبان الى اسم مانيلا وكما تغير اسم الدولة كلها من اسمها القديم الى اسم الغازي فيليب الاسباني وتحول العديد من سكانها قهرا وبالقوة إلى الدين المسيحي بعد أن كانت تنعم بدين الأسلام وتحت قيادة القائد المسلم لابو لابو والذي على يدية تم قتل المنصّر المسيحي ماجلان يوم أن اراد الفساد بالارض وقاومت ارض الإسلام بقوة وماتزال فئة باقية إلى يومنا هذا وهي في جزيرة مندناو جنوب الفلبين تسيطر على زمام الأمر ولكنها في ضعف بسبب الحصار الأمريكي والحكومة المسيحية للمنطقة ...
وهي قصة هذا البلد الذي سطر الاسلام فيه قصص وروائع جلية في الدعوة والمنعة وبسبب عدم حفظنا لمقدرات بلداننا الاسلامية ضاعت كما ضاع الكثير من القيم والمباديء التي اسسها السلف الصالح ولكن لانعدم املا ولانحرم اجر العون لهم في المساعدة وكما نسمع ونرى لمؤسسات اسلامية شملت بمظلتها الفلبين واسست كيانا يستمد قوته من ارض الاسلام الجزيرة العربية ويمتد الى قرى الفلبين النائية لتحمي ماتبقى وتعيد ماضاع ...
ومن المآسي القديمة إلى الأمل الذي يحدونا لأرض الأمل الفلبين وكوننا قدوة ندعو الى دين الله بهيئتنا واخلاقنا ومانحمل من قيم علمنا اياها خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ...
ونبدا رحلتنا للتمتع بالجمال والروعة فقد أنطلقنا من مانيلا المكتظة بالبشر والأبنية المتنوعة بين العشوائية وذات الصفيح وعمائر تناطح السحاب في ضواحي ماكاتي ولم نتنفس الهواء النقى إلا بعد مرور ساعة من خروجنا من منتصف العاصمة المزعجة .
تجدون بالأعلى صور من السيارات المصنوعة محليا وهي تمازج بين سيارة الجيب الأمريكية والجيب التيوتا وقد غطت بالكامل بألواح من الزنك المصقول الفضي وهي سيارة معدة للعمل اليومي الشاق لنقل الناس بين ضواحي العاصمة ويتفنن اصحابها بكمية من الكماليات التي تزينها من المقدمة إلى المؤخرة
ومن الطريق الشرقي للعاصمة والمتجه لمقاطعة لاقونا والذي يحاذي خليج لاقونا وعلى مسافة ساعة ونصف وصلنا للمنطقة المعنية واليكم الخريطة التي فيها مسار رحلتنا من العاصمة .
خريطة توضح المسافة التي قطعماها للوصول لباجسانجان والتي ترى بالخط الأزرق
خريطة محافظة لاقونا ويرى اللون الأحمر مدينة باجسانجان
وصلنا مدينة باغسانجان والتي كانت قديما تسمى "بيناغسانغاهان"وتعني باللغة الفلبينية المنعطف وعندما قدم المحتلون الأسبان وجدوا صعوبة بالغة في النطق فأطلقوا عليها الاسم الحالي وتقع على في دلتا نهري حيث يلتقي بها نهري (بالاتاك وبومبونغان) ويحدها من الشرق جبل بالوباد وسلسلة جبال سييرا ومن الشمال الشرقي مدينة لومبان المشهورة بالتطريز ومدينة بايتي التي تشتهر بالنحت الخشبي ومن الجنوب جبل باناهاو والمرتفعات ومدينة ماغدلينا ماجيجايو وهي إحدى بلديات مقاطعة لاقونا وتبلغ مساحتها 4300 كم مربع ومناخها استوائي ومعتدل وصحي وتهطل عليها أمطار غزيرة خصوصا مابين شهري يوليو وأكتوبر وتتميز بثروتها الزراعية وخصوبة أراضيها وكثرة مزارع الأرز وجوز الهند والأسماك النهرية والدواجن والماشية والصناعات الحرفية والسياحة السياحة في باغسانجان: السياحة هي الصناعة الرئيسية في البلدة ومصدر رزق لجميع السكان وتتوفر بها فنادق ومنشآت بسيطة ولكنها جميلة أيضا وهي منطقة جذب للسائحين من جميع أرجاء العالم واكتسبت شهرة عالمية كما يحرص المواطنون الفلبينيون على قضاء إجازتهم بها لغرض الاستجمام أو الاستشفاء من مياهها المعدنية العلاجية ورؤية عجائب الطبيعة والتيارات المائية المتدفقة والشلالات الهادرة والينابيع الرائعة المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية دعونا نتجول بمنطقة من مناطق الاستجمام والراحة والتي كانت يوما بيد المسلمين وهي منطقة لاقونا جنوب العاصمة مانيلا وعاصمتها تسمى سانتاكروز ولنتجه الى المكان الرائع والذي يقع على ضفاف نهر مدينة ' باغ سانج هان ' التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومترا إلى الجنوب من مانيلا ويمكن بسهولة ألوصول بالسيارة أو الحافلة في أقل من ساعتين ، وهي ذات شهرة عالمية ليس فقط بسبب شلالات باجسانجان Pagsanjan ، الذي يسحر السياح من جميع أنحاء العالم ، ولكن أيضا بسبب المناظر البانورامية الرائعة التي تمثلها الطبيعة الربانية المتمثلة بالماء والخضرة وتدفق الشلالات المتناثرة يمنة ويسره في النهر الممتد بالمنطقة
وها نحن نصل لمدخل مدينة باجانسجان ومن خلال بوابتها التاريخية كان المدخل .
بوابة البلدة والتي يعلوها أسدين في أعلاها وترمز إلى فترة الاحتلال الأسباني بوابة البلدة بورتا ريل town gate ) puerta real
عند قدومك للبلدة سوف تشاهد بوابة باغسانجان التاريخية الحجرية تتألف من 3 أقواس رومانية في أعلاها تمثالين لأسدين يحرسان البوابة (الأسد شعار أسبانيا) ويقدر عمر هذه البوابة بـ 422 سنة فقد تم بناءها في عامي (1878-1880 م) وافتتحت عام 1884م وأعيد بناءه عام 1975م
على الرغم من صغر البلدة إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من أثار الروعة والجمال فالطبيعة وروعة واديها وتعدد شلالاتها الممتعة واحتوائها لدلتا النهر والكثافة الخضراء للمنطقة كلها جعلت من تلك البلدة تحتل مكانة مرموقة في خارطة السياحة الفلبينية
وصلنا الى ضفة النهر بعد ان أخترقنا القرية وكان هناك العديد من المنازل المطلة على البحيرة مباشرة ولها امتياز احتكار السياح بحيث من خلالها نستأجر قاربا خشبيا ملونا يسمى(كانو) ومع قائد واحد يجلس بالمقدمة حيث لديه مجداف يوجه القارب الى مجرى النهر .
الانطلاقة من القرية وباتجاه الشلالات
شلالات باجسانجان:
إن منطقة لاقونا laguna وبالذات مدينة باجسانجان والتي تحتوي هذه الشلالات ذات السمعة العالمية فالرحلة إليها تجربة رائعة وجميلة بل أنها غاية الإثارة ومن اللحظات الممتعة التي لا تنسى من حيث متعة الركوب والنظر الى مكنونات ذلك النهر الممتلئ بالمناظر الأجمل في الفلبين حيث الماء والخضرة والتشكيلات الصخرية الممتعة مع مرورنا على بعض القرى المطلة على النهر ، وتستغرق الرحلة الشيقة ساعتين من ركوب النهر حتى العودة مرة ثانية مرورا بالشلالات ويستخدمون في ذلك قاربا خشبيا يسمى(كانو) وهو مثل (البلم) الذي يستعمل بالخليج طويل وعرضة يتسع لراكب واحد وتصميمه وكأنه فاكهة الموز حيث هذا الشكل له القدرة على المناورة ومواجهة التيارات المائية السريعة وطوله 6 امتار تقريبا.
ولمعرفة المجرى من بداية ركوبنا وحتى الوصول لمغارة الشيطان ذات الشلال الاكبر اليكم هذه الخريطة لنفس الموقع وفيها رسم النهر والشلالات المتعددة على يمين ويسار النهر والأماكن المثيرة حوله مثل صخرة الضفدع وغابة القرود وقرية الصيادين والجبال المحيطة وبعض الكهوف المتنوعة الصغيرة وحتى ينتهي بالمكان الافضل وهو كهف الشيطان
الصورة الاولة للخريطة والتي يبدامنها مسار الرحلة النهرية والقرية على يسار الخريطة
الصورة الثانية وتمثل المسار الرئيسي للنهر والأماكن المثيرة والرائعة حوله وفي وسط النهر وهاهو القائد يجدف ليواجه مضيق من الصخر والشلالات المتدفقة وفي بعض الأحيان ينزل من على القارب ليدفعه فيتزحلق فوق الصخور ومن ثم ندخل على مساحات رائعة وهادئة من البحيرات الاجمل وها انا أجدف ومن خلفي بعض الجسور التي تربط بعض القرى على ضفتي النهر ويستمر القائد بالنزول كلما دعت الحاجة لدفع القارب في الأماكن الضيقة كهف باسكوالا (كهف الشيطان)
بسبب تساقط مياه الشلال والتيارات المائية شديدة البرودة ويعتقد السكان المحليون على حسب أساطيرهم وخرافاتهم القديمة أن حورية النهر الجميلة التي تسكن بداخله وهي تمنع الداخلين اليه بمنعهم من خلال الستار المائي من خلال تساقط الشلال وسرعة تدفق المياه التي تعد وكانها سد مانع ولكن لاشيء يمنع البشر فقد ركبو البحر وتسلقو الجبال بل صعدو الفضاء فكيف يمنعهم ماء متدفق
وتوجد الكثير من الينابيع المعدنية حول المنطقة هذه والتي لها قيمة علاجية مثل سان سباستيان وأنبيوتغ وسان ايسيدورو وغيرها
وعند وصولنا لنهاية النهر كان هنا المنظر الروع وهو الهدف كهف الشيطان الرائع بشلاله المتدفق الجميل
شلال كهف الشيطان الاكبر بالنهر وحين الوصل ينتهي دور قاربنا ويتوقف القائد ليستريح من عناء الرحلة ويتوقف عند سد حجري كبير لايستطيع ولوجه اولا بسبب الاحجار وثانيا انها منطقة نفوذ أخرى يستفيد منها القرويون بتجهيز قوارب مسطحة مصنوعة من خشب الخيزران (البامبو)ويجب الدفع مقدما لنصل عبر تلك القوارب للولوج لداخل الكهف والانتصار على قوانين الحورية
و أنا على قارب مسطح من خشب الخيزران لدخول الكهف وركبت القارب بعد الدفع وثم كان لهذا القارب قائدا جديدا يحركه بواسطة عصا طويلة لنصل إلة قمة المتعة للتسلل عبر كميات ضخمة من المياه الباردة والمتدفقة وكانها تحاول منعنا وبلا جدوى لنصل إلى وسط الكهف المظلم ونفوز بالجائزة التي كانت بانتظارنا وهي البلل بالمياه الباردة والمنعشة ونحن نرفع اصواتنا بالانتصار ....
وانتصار على حورية الكهف ودخول الكهف بعد اجتياز سد الماء المتدفق وبقوة كانت هذه الرحلة من الرحلات الممتعة في الفلبين وكانت من المناطق الرائعة التي جمعت بين الطبيعة بأجمل صورها والبساطة التي وصلنا بها فكانت ذكريات لاتنسى لي وها أنا اطرحها لكم احباب الكرام لتكون ذكرى اتشارك بها واطرحها لكم ودعواتكم التي انتظر بارك الله فيكم إلى لقاء آخر لمنطقة رائعة في أرضنا الجميلة ...