الاخ العزيز نسيم نجد
أبدعت في الحرف و الصورة كالعادة و لي بعض التحفظات
مصداقا لقولك :
كتبت كل ماسبق…و لا يعني أنني على حق محض و لكن قد لا يعني أيضاً أنني جانبت الصواب..فعليكم أن تأخذوا مايناسبكم من حروفي…و تدعوا البقية من الحروف لتبلل وريقات المنتدى ( انتهى كلام اخي نسيم ) و أترك المجال الان لقناص الصحراء فالأديب لابد من أديب اخر يجاريه
النص القادم لقناص الصحراء و ليس لي ... و ذلك في رده على استفسار عن اوزونجول
أعجبني جدا الرد مثل ما اعجب مؤرخنا العزيز عبد العزيز الماجد صاحب الاستفسار
و قد لا يعجب الكثير ايضا و هذه سنة الحياة ......... الاختلاف
فيقول قناص
ورداً على استفساراتك:
هل أنت راضي عن زيارتك لأوزونغول؟
ربما سؤالك هذا عام بعض الشيء ويحتاج للتخصيص.. ولكن إن كنت تقصد:
رضاي فيما يخص الطبيعة والهدوء: نعم راضٍ 100٪، جميلة وفاتنة والصور تتحدث عنها (لكنها بالطبع ليست أجمل من سويسرا والنمسا)
وإن كنت تقصد الأسعار: لا لست راضياً 20٪ .. الله يرحم .. كانت قرية بسيطة رخيصة حسبما قرأت وسمعت، أما الآن فباتت تنافس اسطنبول
وإن كنت تقصد البنية التحتية: فأمنحها 20٪ .. للأسف القرية غير مخدمة سياحياً.. والخيارات محدودة وضيقة. ولست أدري إن كانت ستستوعب الأعداد الكبيرة من العرب الذين سيشدون الرحال إليها هذا الصيف، وهل سيكون التأجير قائماً على مبدأ (اللي يدفع أكثر يستأجر، واللي ما يدفع ينام في الشارع)!! الله أعلم.
وهل تستحق اوزنغول كل هذه الهاله الاعلاميه بالمنتدى؟
هي تستحق الزيارة .. ولكن لا تستحق كل تلك الهالة الإعلامية.
الزخم الذي اكتسبته أوزونغول يعود إلى بعض "المشاكسات" التي حصلت على صفحات بوابة تركيا، (فبعض الإخوة، وهم قلة إن شاء الله)، يمتدحون مكانا ويستخفون بآخر بل ويُقللون من شأن زائريه، وتارة أخرى تجد من يُعلي من شـأن أوزونغول ويخسف ويقلل من جمال أي قرية أخرى، ويأتي ثالث ورابع يقولون أنهم اكتشفوا قرية ستسحب البساط من تحت أقدام أوزونغول، وكأنهم اكتشفوا قرى كانت مطمورة تحت رمال الربع الخالي. فعجبي.
لقد كثرت المواضيع التي تقارن بين المناطق وتمتدح هذه وتنتقص قدر تلك حتى باتت تلك المواضيع غاية في الملل، وثقيلة على النفس، وتجلب الكآبة، بل إنها خلقت عداوات لا مبرر لوجودها أصلاً.. فانظر يا رعاك الله.. حتى أني كنت سأطرح موضوعاً بعنوان "هل يمتلك أي منكم صكّ ملكية لأي من قرى تركيا " وما ذلك إلا لشدة الحماس غير المبرر لمنطقة دون أخرى والتجريح .. على شو .. والله ما بعرف!! بل إنك تجد أحياناً دفاعاً مستميتاً عن قرية ما وكأن أجدادنا قد وروثونا إياها قبل موتهم!
قد تناسب أوزونغول شخصاً ما ولا تناسبني، فلكل واحد طريقته وأسلوبه في الحياة. ولكن شخصياً يستحيل أن أجلس في أوزونغول أكثر من 48 ساعة، فأنا لا أجلس أمام جهاز الحاسب الآلي وفي مكتبي وبيتي طوال العام ثم أذهب إلى أوزونغول لأجلس أسبوعاً أو شهراً في مكان واحد، فالسياحة بالنسبة لي حركة واكتشاف وتجول. وأرى أن من يجلس في القرية طوال الوقت فإنه قد فوت على نفسه فرصة الاستمتاع بالشمال التركي الجميل.
لكني أود أن أذكر أن بمقدورك قتل الملل الذي قد ينتابك في أوزونغول بزيارة العديد من الأماكن المجاورة (حيدر نبي، سلطان مراد .. وغيرها). أقول ملل بالنسبة لي، فالبعض مستعد للمكوث في القرية سنة كاملة دون ملل، فلكلّ امرء طبيعة وسجية ونمط حياة مختلف، ورأيي هذا ليس تقليلاً من رأي أو شأن الآخرين.
كذلك يتوجب الإشارة إلى أن أوزونغول تناسب بعض العائلات التي تجد أوروبا غالية، فبالرغم من غلاء تركيا بشكل عام فهي تبقى أرحم من أوروبا. كذلك يراها الملتزمون ممن يفضلون النأي بأنفسهم عن بعض المشاهد والمناظر المخلة أفضل من أوروبا بطبيعة الحال.
أوزونغول شأنها شأن القرى الأخرى، ولكن العامل الوحيد الذي يميزها هو وجود تلك البحيرة بإطلالة المسجد مما يضفي عليها سحراً يُضاف إلى سحر الطبيعة، ولو أردتَ محاكمة الأمر بشكل عقلاني لوجدت أن هناك الكثير من القرى الجميلة تحيطها الجبال الخضراء من كل جهة، ولكن بدون بحيرة ومسجد، وهذا هو الفرق، ومن يستغني عن تلك البحيرة والمسجد سيجد مئات القرى التركية الساحرة التي لم تطأها أقدام السياح بعد.
( و هنا لي تدخل يوجد قرى ساحرة و ببحيرة و مسجد ايضا - انظر تقرير ابو سلطان الاخير )
بقي أن أقول، أن القرية سوف لن تعود كما كانت من حيث الأسعار فقد اشتريت مظلة بـ 10 ليرات وسعرها في اسطنبول 5 ليرات، وها هي ستشهد مشروعاً للتلفريك كما نسمع.
ختاماً .. أعتقد أن أوزونغول قد بدأت الدخول في مرحلة ما يسمى "عدم الترحيب بالعرب" ولم يعد الأمر كما كان سابقاً .. وهذا ما لمسته .. والله أعلم.
والله من وراء القصد ( انتهى كلام الاخ قناص )
و ما دمنا نتكلم عن الأدباء فلا أنسى أن أقتطع رد اخي ابو سلطان على احد الاعضاء
حول هذا الموضوع فيقول ابو سلطان :
أوزنجول أحبها وأحترمها وأحترم وأحب من يزورها وهي مكان جميل بلا شك والمدافعين عنها معهم كل الحق في وصف جمالها لكنني من خلال خبرتي السياحية المتواضعة (أسافر منذ كنت في الخامسة من عمري) أرى أن فائدة السفر تتحقق بتنويع الأماكن ، فهذه السنة في أوزنجول وما جاورها ، والعام القادم في نكسار وما جاورها ، والعام الذي يليه في اسطنبول وما جاورها ، والذي يليه في الساحل الشمالي وما جاوره وهكذا ، تركيا بلد لم يكتشف بعد بل الشمال التركي يحوي كنوزا تحتاج من يبحث عنها ويخرجها كي يستفيد منها إخوة له لم يتهيا لهم ما تهيأ له من فرص ومعرفة وخبرة بشرط التخطيط المبكر واختيار الوقت المناسب وسؤال أهل الخبرة والمعرفة وأشكرك مرة أخرى على حسن ظنك وعباراتك التي لا أستحقها وإنما هي دليل على كرمك يحفظك الرحمن ..
او التي قالها في صدر تقريره الجديد
قبل القيام بالرحلة كنت ألتهم جميع التقارير التي كتبت عن شمال تركيا والتي كان يرتكز أغلبها على مدينة أوزنجول لدرجة أنه أستقر في ذهني أن أوزنجول هي الشمال ولا شيء يستحق الزيارة في الشمال التركي سوى أوزنجول ، ولأن رحلتي تمتد لنحو إسبوعين وجدت أنه من المجحف في حق أهلي أن أجعلهم يقضون كل هذه الفترة في أوزنجول وما جاورها ثم أنه أصبح لدي نوع من التشبع من كثرة ما قرأت عن تلك القرية الوادعة الهادئة التي لم تعد كذلك ، وأذكر أن أول تقرير عن أوزنجول قرأته كان قبل ما يقرب من خمس سنوات بقلم رحالتنا وخبيرنا كاكا أبو راشد ، وعندما تعرفت على أبو صهيب أخبرني بأن الشمال التركي لم يكتشف منه سوى خمسة في المائة تقريبا أما الباقي فينتظر من يكشف الستار عنه ، وكان أخي العاشق المسافر قد حكى لي عن بعض مدن الشمال التركي التي زارها وتعامل أهلها وطيبتهم ، لذلك استعنت بالله وحزمت أمري على المضي قدما نحو الشمال الغير مستكشف أو الذي لا يزوره العرب عادة وكان هذا القرار من أفضل القرارات التي اتخذتها في رحلاتي ..
(انتهى كلام ابي سلطان )
نتمنى سلامة العودة لعمدتنا العزيز ابو صهيب الذي انسحب مؤقتا بذكاء