بسم الله الرحمن الرحيم
كانت زيارتنا لبلدة " بوستونيا Postonja " شهر مايو 2009 من أهم المحفزات لزيارة سلوفينيا ، في جولة سياحية بين المغارات الطبيعية والقلعة العتيقة التي احتضنتها الجبال
تعتبر بوستونيا من أهم مناطق الجذب السياحي في سلوفينيا لما تحويه من تشكيلات صخرية فريدة من نوعها
ولاتعتبر زيارة السائح لسلوفينيا مكتملة إذا لم يدرج هذه البلدة ضمن برنامجه السياحي .
تبعد بوستونيا Postoja مسافة 55 كيلو متراً تقريباً إلى الجنوب الغربي من العاصمة السلوفينية " ليوبليانا Ljubljana " في مدة قيادة بالسيارة قدرها حوالي 37 دقيقة عبر طريق سريع رائع وفسيح مليء مروراً بمناظر طبيعية خلّابة .. وعند الوصول إلى البلدة " بوستونيا Postonja " ، تقطع طريقك من بداية الميدان الأول في البلدة حتى نهاية البلدة حيث ينتهي الطريق بشكل حرف T لتأخذ المسار الأيسر مروراً عبر غابات وارفة ومروراً إلى جانب الجبال الممتدة على طرف البلدة
كانت المنطقة تبدأ بمنتزه مترامي الأطراف وارف الشجيرات يجري ألى جوارها جدول بديع تعتليه جسور خشبية توصلك إلى ساحة المغارات
تجولنا في المكان وشاهدنا بعض العروض المختلفة ثم أخذنا طريقنا صوب منطقة المغارات
-------------------
توجهنا لمنطقة المغارات وهي المعلم الأهم في بوستونيا Postonja وهنا اترككم مع جولتنا أثناء التوجه راجلين إلى هناك 
هنا منطقة الدخول للمغارات الشهيرة
وبالطبع أي معلم سياحي لن يخلو من الباعة والأكشاك المختلفة ووجود بعضاً من الاستراحات والمقاهي والمطاعم وأهم تلك السلع التي تباع هناك : التذكارات التي تحمل المعلم أو المعالم الرئيسية لهذه البلدة
اكسسوارات - هدايا - تحف - تذكارات ، لابد من وجودها بقوة في مثل هذه الأماكن ..
بعد الوصول إلى منطقة المغارات ، كان يتعين علينا الصعود عبر هذه الدرجات التي توصلك إلى ساحة المغارات الرئيسية ، فلنصعدها الآن ونبحث عن مكتب بيع التذاكر ومعرفة المزيد من المعلومات عن هذه المغارات..
وهنا بعد الصعود من تلك العتبات ، إلى اليمين والشمال مقاه ، ومن أمامكم مدخل المغارات الرئيسي ..
وهنا الإلتفات إلى الخلف ناحية العتبات التي اعتليناها للوصول إلى ساحة المغارات وتشاهدون فيها المكان الذي كنا فيه مسبقاً
جولة مع التحف والهدايا المختلفة التي تباع في ساحة المغارات الرئيسية
-------------------------
بعد ذلك توجهنا إلى مدخل المغارات الأساسية وهنا في مدخل المغارة يوجد إلى اليسار لوحة تحمل صوراً شخصية لمن دخلوا المغارات وتباع كل صورة بسعر رمزي لصاحب الصورة عند رغبته أو يقوموا باتلافها - كما هو الحال في معظم الأماكن السياحية في اوروبا -
جموع السياح تقف في مدخل المغارة وتأمل الصور التي التقطت لزوار المغارة
وهنا مكتب التذاكر والاستعلامات لقاصدي المغارات
كانت الرحلات مجدولة زمنياً للدخول إلى المغارات فقطعنا التذاكر وانتظرنا دورنا ، وأثناء الانتظار لم نبتعد عن هذه الساحة كثيراً ..
لم استطع الانتظار لتشوقي للدخول في هذه المغارات فقمت بالدخول إلى أقصى مكان يمكنني الوصول إليه لتصوير شيء من جدرانها
وقد اشارت خبيرتنا الكريمة نصراوية إلى هذه المغارات في مجمل حديثها عن الأماكن السياحية في سلوفينيا ، وأحببت الاقتباس بما أجادت وأفادت :
"تعتبر احدى اكبر المُغُر الكارستية في اوروبا (كارست هنا تعني الاماكن التي تتحجر بها قطرات الماء المختلطة مع معادن الارض في جوف الارض) طول ممراتها حوالي 20كم في جوف الارض ولكن البرنامج السياحي لا يتعدى ال5 كم منها 4 بالقطار الكهربائي الذي ادخل عام1884 ليستبدل القطار القديم الذي انشا عام 1872 . تحتوي هذه المغارة على الصواعد stalagmites والهوابط Stalactites الكارستية المتكونة بفعل أختلاط مياه الامطار بالمعادن الموجودة بالتربة وهذه المعادن هي التي تحدد ألوان السواقط والهوابط. فالكالسيوم يضفي اللون الأبيض عليها الماغنيزيوم اللون الأسود أما الحديد فيمنح هذه السواقط والصواعد اللون الأحمر .
تنشأ الصواعد والهوابط نتيجة تحجر وتجمد نقاط الماء المختلطة بمعادن الارض في سقف المغارة فإذا تحجرت نقطة الماء في السقف فستكون على مر ألاف السنين ما يسمى بالهوابط أو السواقط أما إذا سقطت أرضاً وتحجرت هناك فستكون على مر السنين ما يسمى بالصواعد وللعلم فقط فإنه يلزم 30 عاما لتكون 1 ملم من هذه الهوابط والصواعد. إذا لا غرابة أن عمر المغارة يبلغ ملايين السنين. وقد يحدث ان تلتقي وتتحد بعض السواقط والصواعد التي تقابل بعضها .
هذه السواقط والهوابط تشكل مناظر جميلة جداً بألوانها ،بسماكتها ،دبقتها المتناهية أحياناً حتى ان الضوء يتخللها، وبأحجامها المختلفة. وما لكم الا أن تطلقوا العنان ما شئتم لخيالكم ليُشَبِّه لكم هذه الاشكال تارة بالسباغيتي وتارة بالستائر وتارة بأسنان المشط وبين تشبيه وأخر
معدل درجة الحرارة داخل المغارة 8 درجات مئوية لذا لا تنسوا أن تأخذوا ملابس دافئة جداً.
تستغرق رحلة الدخول للمغارات حوالى ساعة ونصف الساعة من نقطة الانطلاق في القطار الكهربائي حيث يسير بهم مسافة 4 كم وينزلهم في نقطة تسمى الجبل العظيم great mountain حيث يترجلون ليبدأوا مساراً بطول 1 كم مشيا على الاقدام
ينتهي المسار في قاعة الكونسيرتات concert hall حيث يستقلون القطار للخروج من المغارات .
يقسم السواح إلى مجموعات يرافقها أدلّاء محليون يتكلمون لغات محدودة هي الألمانية ،الإيطالية ،الانجليزية والسلوفينية .
جدير بالذكر أن في المغارة يعيش كائن حي أعمى يعيش في ظلمة مطلقة وهذا الكائن يشبه العظاءة (الحرباء او السحالي) واسمه العلمي Proteus Anguinusبروتيوس انجينوس بينما قد يعرف بأسم Olm ويعرف أيضاً باسم السمكة البشرية (Human Fish) نظراً لأن لون جلده كلون الجسد البشري وقد نُسجت حوله الكثير من الأساطير إذ يقال أنه قد يعيش 100 سنة ويستطيع العيش بلا طعام 10 سنوات بالتمام والكمال ."
بعد إنتظار لفترة ، توجهنا حسب الموعد المحدد داخل المغارات ليتم توجيهنا لركوب القطار الذي سيتجول بنا داخل المغارات
توجهنا إلى القطار الصغير استعداداً لجولة ماتعة داخل المغارات العجيبة ..
لقطة من داخل القطار أثناء بداية الجولة داخل المغارات
صور للمغارة أثناء التجوال داخلها عبر القطار الصغير
بعد الوصول إلى نقطة معينة داخل المغارات ، توجهنا راجلين بصحبة المرشدين السياحيين الذين تعددت لغاتهم وانطلقت كل مجموعة مع اللسان الذي تفقهه ..
بعضاً من الأشكال العجيبة للصخور والتي يطلق عليها البعض ( السباغيتي)
-----------------
اترككم مع الصور في جولة داخل المغارات
------------------- 
في النهاية وصلنا إلى قاعة الكونسيرت وهي قاعة فسيحة تقام فيها بعض العروض الموسيقية وتوجد فيها بعض المجسمات المختلفة لبعض الكائنات من ماقبل التاريخ
وهنا استقلينا القطار للعودة مرة أخرى إلى حيث كنا خارج المغارات
وهنا لقطة لمنطقة المغارات بعد الخروج منها والتوجه إلى سيارتنا لمغادرة ( بوستونيا Postonja ) لقطة من الطريق أثناء توجهنا إلى العاصمة ( ليوبليانا Ljubljana ) حيث نقيم ..
ولم نشأ أن نعود إلى الفندق إلا بعد الاستمتاع بتأمل منظر نهر ليوبليانا الخلّاب والذي يتألق ببهاءه والأنوار التي تعكسها مياهه في منظر شاعري فريد