تابع --2--
وصلنا الى ضيعة بيت جيدة التي بها مطعم الوادي وكانت تمطر الجوجميل,
ومطعم الوادي مفتوح صيفا وشتاء طوال العام وأكلته طيبة وطازة ,
وعند دخولنا رحب بنا صاحب المطعم للمعرفة السابقة ونحن زبائن دائميين عندهم,
ونصحنا بالجلوس قرب الدفاية بدل الشباك مكاننا المعتاد والدفاية عبارة عن صوبا كبيرة تشتعل بالحطب ,
وجلس حولها جميع الزبائن ونحن منهم ,
والمنظر من الجام مع المطر على الطريق ممتع ,
وكانت زيارتنا للمطعم ثلاث مرات يوم وترك وتعيش جو خاص به ,
حيث تجلس مع أصحاب المطعم بعد الأكل حول المدفأة وهم يلعبون الورق ( الجنجفة ) أويشاهدون التلفزيون أويصلون .
بعد الغداء أو العشاء لأنه كان اّخر العصر توجهنا الى بعصفرين حيث السكن ,
والشقة لعدم وجود حياة فيها تكون باردة جدددداًاً برد لاأ ستطيع وصفه حتى أن الجلوس في البلكونة أدفأ منها .
ويمتاز السكن في هذه المنطقة :
- المنظر الخلاب
-الهدوء في هذا الوقت
- الهواء الناشف الصحي
- المطر
لاحظ حبات البرد
وهنا كذالك( حبات البرد )
سيل المطر حبات البرد في كل مكان
-أما السلبيات :
- البرد الشديد حتى أني ألبس تكرمون دلاغين ( جوربين ) شتويين وحذاء قطن لاأدفي أرجلي ,
وواحد من الربع ( الأصدقاء ) عندما أتى معانا العام الماضي قال من البرد ما في أحد يتحمل يقعد هنا حتى الجن نزلت طرابلس .
- انقطاع الكهرباء ( القطع المبرمج كل ست ساعات ) كحال لبنان عموما .
بدأنا تنظيف الشقة وقمنا باشعال الصوبا ( دفاية المازوت -الديزل ) والدفاية الثانية غاز , وشبينا فحم ثلاث أنواع من الدفايات لتدفئة المكان .
وخلال الأيام التي قضيناها هناك كانت تمطر لمدة ثلاث أيام ونصف ,
ومنها نزول حبات البرد بشدة وتراه كأنه ثلج من كثرته .
---العصيان ---
كان الاتفاق مع الأهل والبنات أن نمكث اسبوع هنا ,
ولكن من اليوم الثاني بدأ التذمر وبوادر العصيان ,
وكنن البنات يتغطون بثلاث بطانيات فوقهم وأثنين تحتهم لكي يستطيعوا النوم من البرد .
وكما ذكرت ظهرت بوادر العصيان في اليوم الثاني واشتدت في اليوم الثالث ومنها عدم اعداد الفطور ( الترويقه ) ,
وظهرت شعارات الشعب يريد السكن في بيروت ,
الشعب يريد الكهرباء ,
الشعب يريد الدفا ( الفء ) ,
ونحن معاندين وننتظر أي مبادرة , ولكن المعرضة اشتدت حتي أني خشيت أن أبقي لوحدي في السكن وهم ينزلون لبيروت ,
فقدمنا بعض التنازلات بأن لهم الحق في التحكم بريموت التلفزيون ,
ولكنهم تمادوا في مطالبهم فاعطيناهم حق اختيار المطاعم والوجبات ,
وهددنا بقطع المصروف ولكن ما فيه فايده ,
وقاطعوا الفطور في البلكونة وهنا طلبت مهلة حتى نطلع لمنطقة الأرز ورحلة الثلج ,
وحددوا يوم الأربعاء للنزول لبيروت والسكن فيها ,
وهو اليوم الذي قال سكان المنطقة أن الجوسوف يتغير ويبدأ بالتحسن والدفء ,
ولكن الشعب مازال عند مطالبه والتي حققناها ونزلنا للسكن في بيروت بعد رحلة الثلج ,
مع أني لاأحب السكن في بيروت لزحمتها .
نكمل في الجزء الثالث --