الجزء الاول
10/1
Pamplona
" بمبلونة "
سافرت وثلاثة من الاصدقاء الى اسبانيا
يوم الجمعة 8 جولاي 2011م
وبعد رحلة دامت 9 ساعات
وصلنا مدريد في منتصف الظهيرة
وكانت الاجواء مشمسة
والحرارة 28 درجة
وكنا قد استأجرنا سيارة من احد المواقع الالكترونية
سأذكره وباقي المعلومات المهمة بآخر جزء من التقرير
وماهي الا لحظات حتى انطلقنا في شوارع اسبانيا
متوجهين الى مدينة بمبلونة
لحظور مهرجان سان فيرمين
وفي منتصف الطريق دخلنا قرية صغيرة
تسمى بيرلنغا
وقد اخذت اسمها من قلعة كبيرة مبنية فوق سفح جبل
اوقفنا السيارة عند بوابتها
ودخلناها مشيا على الاقدام
توضئنا وصلينا الظهر والعصر تحت ظلال اسوارها
ثم نزلنا نطلق رجولنا مستمتعين بمزارعها بالاسفل
وبعد قرابة الساعة اكملنا طريقنا
وفي تمام الثامنة مساءً وصلنا بمبلونة
وكنا قد قطعنا 450 كم
وكانت الحرارة 30 درجة
توجهنا مباشرة الى الفندق
وهو فندق ثلاث نجوم
صغير الغرف وبعيد نوعا ما عن وسط البلد
كنا قد حجزناه مسبقا لليلة واحدة بما يعادل 1150 ريال للغرفة
وهو سعر عالي جدا نظراً لوجود المهرجان
اما عند نهايته فتستطيع ان تاخذه بربع هذا السعر
.
.
شيكنا ان
ارتحنا قليلا
ثم خرجنا للتسوق وتناول طعام العشاء
فاستقبلتنا المدينة بالالعاب النارية
وبعدها رجعنا الفندق
ونمنا ملء جفوننا
استعدادا ليوم حافل
" اليوم الثاني "
صحونا الفجر وخرجنا من الفندق بعد آداء الفريضة
وتوجهنا مباشرة الى وسط البلد
انه مهرجان San Fermin
انه المهرجان الاكثر شهرة وشعبية في اوروبا
ان لم يكن بالعالم بأسره
واكثرها تشويقاً و إثارةً وخطرا
مهرجان يزوره اكثر من مليون زائر
في بلدة لا يتجاوز سكانها الـ 200 الف نسمة
مهرجان تعود جذوره للقرون الوسطى
حيث تترك ستة من الثيران الضخمة والمتربية بالغابات بمعزل عن البشر
بصحبة ستة من الثيران المدربة لقيادتها
وهذه الثيران المدربة لا تزال تشكل خطرا حتى بعد تدريبها
فالثور ثور حتى لو تم تدريبه
فتقوم هذه الثيران الاثنى عشر
بقطع مسار طوله 825 متر بشوارع المدينة القديمة
وينتهي بحلبة تسمى بلازا دي توروس
حيث يتم ادخال ثيران اخرى اصغر حجماً الى الحلبة واحد في كل جولة
ليتم مصارعتها للهواة من البشر
وبعد ان اخذنا لفة على المسار بأسره
من اوله الى آخره
توجهنا الى الحلبة
حيث ان المتعة بالمسار مجرد دقيقة او اقل
اما بالحلبة فهي نصف ساعة او اكثر
وفي تمام الثامنة من صباح كل يوم
من 7 جولاي الى 13 جولاي
تطلق قذيفة صوتية في سماء المدينة
ايذانا بإنطلاق الثيران
وفي هذا اليوم سمعنا صوت القذيفة
بعد ان اخذنا اماكننا في الحلبة منتظرين دخولها بكل شغف
وماهي الا ثوان حتى بدأت تصول وتجول في شوارع المدينة
مكتسحة كل من يقف في طريقها
وبعد اقل من عشرة دقائق دخلت الثيران الحلبة
وتوجهت مباشرة الى الداخل بقيادة الثيران المدربة
والتي تتميز بلونها الابيض برؤس بنية
ثم تبعها جمع غفير من الهواة
وبعدها
يتم ادخال الثيران الاخرى واحداً تلو الآخر
بعد وضع كور صغيرة على قرونها
وذلك لحماية المصارعين المتواجدين داخل الحلبة
كون احتمال تلقيهم نطحة وهم بالحلبة
اعلى بكثير من المتواجدين بالمسار
وقبل ادخال اول ثور
قام احد الهواة باستعراض مهاراته
وذلك بتجرده من جميع ما عليه من ملابس
الا من ربطة تستر عنقه!
فقام مطوع الرحالة ورفع يديه
ودعا عليه دعوة صادقة خرجت من اعماق قلبه
وعند الثامنه والربع تماما تجمهر الهواة عند الباب
وماهي الا ثوان حتى فُتح
وجثو على ركبهم
ودخل اول ثور الحلبة محلقاً فوق رؤسهم
وبدأت المعركة
وعندما يقل نشاط الثور
يتم ادخال احد الثيران المدربة
فيتبعها الثور ويخرج معها
ثم يفتح الباب للذي بعده وهكذا
حتى تدخل الثيران الستة
احد الثيران قام بنطح احدهم
فألقاه ارضاً فاقداً الوعي
وقد حمل خارج الحلبة لاسعافه
ولا نعلم حقيقة ان كان قد عاش ام فارق الحياة
ولكن لانقول الا كقول المثل
يداك اوكتا وفوك نفخ
او كالمثل العامي
من بغى الدح ماقال اح
فبالمتوسط
يموت تسعة اشخاص في هذا المهرجان طيلة أيامه السبعة
جلهم من السياح
والذين يجهلون التعامل مع الثيران
اما المصلوخ
فبعد اربعين ثانية من دخول الثور الاول
الا وبه محلقاً بين قرنيه
وسط تصفيق وهتاف الجماهير المغتاظين من تصرفه المهين
وهذه صورته حين عوائه
وهي صورة رديئة اخذتها من الفيديو
وهذا فيديو لجزء يسير من العرض
كنت قد صورته بدون تركيز للاستمتاع بمشاهدة العرض الحقيقي
ويظهر المصلوخ عند الدقيقة الاولى وعشر ثوان
وفي آخره يظهر المغمى عليه وهو ينقل خارج الحلبه
يتبع..