في نهاية يوم ممتعٍ وقبل غروب الشمس بقليل توجهنا نحو الجامع الكبير وبعد أن توضأنا جلسنا على ضفاف البحيرة نستمتع بنمظر الغروب وبعد الأذان دخلنا المسجد وصلينا مع جماعة المسلمين ولا حظنا على الأمام أنه حين الرفع من الركوع يبادر بالهوي إلى السجود مباشرة دون إمهال وكذلك بعد الرفع من السجود فالمصلي قد لا يجد فرصةً لإتمام الذكر الواجب فضلاً عن المستحب وهذا كما هو معلوم مخالف لما ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الصحيحة الواردة في كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم والتي نصت على أنه كان يطيل المكث في كل ركن من أركان الصلاة على نحو متقارب نسبياً فأردنا من باب النصيحة أن نناقش الأمر مع الأمام فلما كلمناه وجدناه رجلاً حسن الخلق لين العريكة وأخبرنا أنه يعلم ما نقول لكنه لا يستطيع أن يعمل غير ذلك ولو فعل لتعرض لإنكار من يصلي وراءه من علماء بلدته والذين هم على المذهب الحنفي حيث قال أنهم يجدون في كتب أئمتهم أنه لو زاد المصلي عن القدر الذي يمكثه في الرفع من الركوع أو السجود ولو بمقدار تسبيحةٍ واحدةٍ ولم يسجد سجود السهو لبطلت صلاته وأنه لا يستطيع أحدٌ أن يغير قناعتهم هذه . وهذا للأسف من التعصب المذهبي المذموم الذي ذمه عامة العلماء المحققين حيث أن العالم الحق هو الذي يتبع الدليل إذا صح وسلم من المعارض حيثما كان ولا يقدم عليه أقوال الرجال مهما بلغ شأوهم وهو في الحقيقة مذهب الأئمة الأربعة رحمهم الله فقد ثبت عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال إذا صح الحديث فهو مذهبي أو كما قال رحمه الله _ في نهاية كلام الشيخ اسماعيل إمام المسجد قال كلمة لم يسعنا بعدها إلا أن نكف عن نقاشه وندعو له بالسداد والتوفيق فقد قال ( والله أني أتمنى أن أفعل كما تفعلون ولكن لا أستطيع ذلك لوجود علماء البلدة الذين يصلون معي وهم على الرأي الذي ذكرته لكم )
بعد أن صلينا العشاء في الجامع تسوقنا قليلاً في سوق البلدة ومن ثم عدنا إلى شقتنا وأوينا إلى فرشنا طلباً للراحة بعد عناء يومٍ ممتعٍ مثير
وفي الصباح حيث كان من المقرر أن تكون وجهتنا هي سطان مراد حيث المرتفعات الشاهقة والمروج الخضراء الفائقة ولكن لم يكن الجو مناسباً فالسماء ملبدةً بالغيوم الحال الذي لا يمكن معه أن نستمتع بما في تلك الجبال من مناظر طبيعية خلابة يحجبها عن الأعين ضبابٌ كثيفٌ , فقررنا أن نحول الوجهة إلى مكان آخر لا يخلو من المتعة حتى ولو لم يكن الجو صحواً فكانت آيدر هي البديلة حيث المشاهد الطبيعية والمياه الكبريتية الماتعة فانطلقنا إليها وكانت السماء تنهمرُ بماء غزير حال وصولنا إليها فدخلنا الحمام الكبريتي في تجربة فريدة من نوعها هي الثانية بالنسبة لي الأولى بالنسبة لبقية أفراد المجموعة تجولنا بعدها قليلاً في المنطقة ثم عدنا أدراجنا قافلين إلى حيث نأوي ونرتاح استعداداً لخوضِ غمار يومٍ آخر من أيام المتعة هو اليوم الأخير من أيام أزونقول الفاتنة والتي يصعب نسيانها
وإليك أخي المتابع بعض من الصور التي التقطت في هذا اليوم
ذكريات أوزون جول لا تنسى كلما اشاهد الجداول والبساط الأخظر ما أقول غير اللهم اني اسألك الفردوس الأعلى من الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين جعلنا الله وإياكم منها . لا تزال الأسعار مرتفعة ولا يزال الإستغلال موجود - فما لنا غير البديل - من الأماكن المنتشرة في انحاء تركيا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
بارك الله فيك أخي بساط وحقق الله لك مناك في الدنيا والآخرة وجمعنا وأياك في دار كرامته الأسعار لا زالت غالية لقوة الطلب وهذا أمر معتاد في مثل هذه الأماكن السياحية فكلما زاد الطلب زاد السعر فمثلاً عندنا في الهدا في الصيف وفي ذروة الموسم تصل الأسعار إلى مستوى خيالي وإذا انصرم الموسم وجدت الشقة أو الفيلا التي كانت أجرتها 1500 ريال قد أصبحت بـ 500 ريال فقط واحياناً أقل شكراً لك وجزاك الله خيراً
لا أعتقد أن الصور مهما بلغت جودتها تستطيع أن تصف الشعور الذي يشعر به الانسان وهو يستنشق عبير تلك الأجواء ويشعر بجمال تلك السهول .. إن الصور لا تغني عن المعايشة نسأل الله لنا ولكم الجنة .. إن ما يميز تركيا عن أوروبا أنك بعد أن تمتلأ عينك بالمنظر الجميل وتستنشق أنفاسك ذلك الهواء العليل تبدأ معدتك في طلب الطعام فلا تتعب في البحث عن مطاعم الحلال كما في أووربا بل تتوجه إلى أقرب مطعم لتجد الذبائح معلقة والأفران جاهزة والسلطات حاضرة والماء حولك عذبا زلالا فما أجملها من بلد .. واصل يا أبو حامد فنحن معك قلبا وقالبا .. يحفظك الرحمن ..
حقاً والله يا أبا سلطان فإن المعاينة على الطبيعة وما ينتج عنها من مشاعر لا يمكن توصيفها على الحقيقة مهما أوتي الواصف من بلاغة وفصاحة لهذا فإنك وبمجرد أن تسمع أو أن تقرأ عن تلك الأماكن تتحرك بداخلك مشاعرُ لا توصف شكراً جزيلاً على تشريفكم الدائم لي بمشاركاتكم القيمة