السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بعدما افترقنا على خير، فضلت تناول وجبة غذائي بإحدى المطاعم القريبة من ساحة هيصارنو عبارة عن طبق سمك "دوراد" سلطة و ماء معدني مع الحلو مع إكرامية الشاي في حدود عشر ليرات...بعد ذاك توجهت صوب ميدان كوناك لتأدية صلاتي الظهر و العصر ..
أقترح عليكم الآن طبقا ثقافيا ..ما رأيكم؟؟؟
لسنوات عدة تتمتع سمعة إزمير بكونها مدينة ثقافية عالمية و بالفعل تظل اختيارا جيدا للفعاليات الثقافية و وجهة للترفيه و المهرجانات المختلفة و خصوصا بموسم الصيف حيث تضمن هذه الحديقة الثقافية الكثير من المتاحف الاثنوغرافي و الفني والتاريخي ومعارض ومنتزهات للاستجمام و التنزه...
تشكل هذه الحديقة واحدة من أكبر المناطق الخضراء الكثيفة في بلدة إزمير إذ تغطي حوالي 30 هكتار، تحتضن أيضا حديقة الحيوان، بحيرة اصطناعية، برج المظلة فضلا على اثنين من المعارض الفنية و متحف الفن و التاريخ علاوة على متحف الفنون و النحت بالإضافة إلى مركز إينونو الثقافي و الذي يستوعب 760 متفرج و مسرح أتاتورك في الهواء الطلق مع قدرة استيعابية قد تصل إلى 3000 متفرج..
حقول الحديقة -كمتنفس بقلب البلدة -تعج بمئات الأنواع من الأشجار و النباتات من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى فضاءات لممارسة الأنشطة الرياضية..
للحديقة خمس أبواب رئيسية حيث الولوج إليها من ميادين المدينة الجميلة،أذكر بوابة لوزان-بوابة 26 غشت-بوابة مونترو-بوابة الجمهورية ثم بوابة 9 سبتمبر...
يمثل فضاء حديقة الثقافة الموقع الرسمي لمعرض إزمير الدولي منذ عام 1936 حيث يستضيف كل سنة فعاليات ثقافية و مهرجانات فنية كونية ذاع صيتها عبر العالم و تتمتع هذه الحديقة بشعبية عالية من حيث تعداد زائريها الذي يربو على نصف مليون سنويا...
كانت زيارتي لهذه الحضارة الأبية إزمير لؤلؤة بحر إيجة كلمح بصر...فالزمن في مثل تلك الظروف يجري على غير عادته و بما لا تشتهيه الأنفس..و نحن نقف في تلك البقعة الجغرافية من الكرة الأرضية يضحى من المستحيل إليك قبول النظريات المختلفة التي تقسم البشرية إلى حضارات متصارعة و ثقافات متنوعة...
شكرا لك على رحابة صدرك يا إزمير الساحرة على دفء أرجائك و طيبة أهلك و عبق تاريخك و تنوع موروثك...أتمنى من عميق قلبي أن أكون قد قدمتك لزملائي الأعزاء بأحسن صورة فأعلم كل العلم أن مقامك رفيع و أسف جدا مع من تقصيري اتجاهك فلم و لن أوفيك حق قدرك بمثل هذا المقام و بهذا المقال..كان فقط ركن و بطاقة تعارف بلمسة وفاء ليس إلا....
شعور وداع المدينة كان غير عاديا، خلدت للنوم في اضطراب نفسي و تعب جسدي فكانت أمامي رحلة أخرى بتراب هذا البلد الآسر، فلم أكن لأستفيق من سبات نومي إلا و مشرف الفندق يطرق باب حجرتي بالصباح الباكر كما كان اتفاقنا...دمتكم سالمين أيها الأعزاء الكرام ...أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم