بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم، و صل اللهم على لسان حكمتك الصادق حبيبك سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
الفاضلات ، الأفاضل سلام الله عليكم و رحمة منه تعالى و بركاته...
تـحية طيبة و أشواق جد حارة و بعد:
يطيب لي أن أهدي هذا العمل إلى محبي تركيا عموما و إلى الغالي عمدتما و كبيرنا و تاج رؤوسنا لخدماته الجليلة و تضحياته المباركة..الأخ الفاضل أبو صهيب حسن..و أتمنوا أن يتقبلوه مني خالصا لوجه الله الكريم...
و أريد أن اغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالمسافرين الجدد بساحة المنتدى و أنا واحد منهم، أن لا يبخلوا بتقديم منجزاتهم الشخصية و تجاربهم الذاتية على العامة من الأعضاء و لو استهلكت مواضيعها و استنزفت محتوياتها، إلا أنه يبقى لكل مسافر حالة و بصمة و يحيط به هالة ولوعة،وفي الأول و الأخير يبقى توثيق ذكرياته ولقطة من مشوار حياته و لا محالة التجديد مضمون والإفادة و المعلومة أكيدة في نصيب حسناته و لا ينقص إلا التوكل على الله عز و جل و فض الغبار عن الهمم...فعلى بركة الله تعالوا معي لنفتح صفحة من كتابي بالتراب التركي..أتمنى لكم طيب الاستماع و أشكركم سلفا على تشريفكم هذا الموضوع...
عن هذه المدينة حدث و لا حرج، حين يثار إسمها بالأحاديث التركية فدوما يكون مقرونا بوصف غزال guzel ، أي جميلة الجميلات...هي فعلا رأيتها مغنجة و مدللة ، اسم على مسمى، مرة تدعى لؤلؤة بحر إيجة و مرة حسناء إيجة و في أكثر المرات..إزمير الجميلة...لوقوعها على خليج قد يصل طوله إلى 20 كيلو متر...
تستمد جذور ترابطي بهذه المدينة من قاعات دروس مادة الاجتماعيات، كانت تعني لي الكثير و كنت أرسم لها صور مختلفة بكل عناصر الجمال الإلهي... جمعتني علاقات مراسلات في السن الشباب من هذه البلدة الناعمة...فالمدينة حوت الكثير من تنوع في الثقافات و العرقيات و الخلفيات الاجتماعية مما يكسبها ثراء ثقافيا قلما تجد له نظيرا بشاكيلاتها....
و في مساء يوم من أيامي التركية الخالدة في الذاكرة...استقلت حافلة متوجهة إلى مدينة دينيزلي انطلاقا من اسطنبول حوالي الساعة العاشرة ليلا بقيمة التذكرة 40 ليرة مع خدمة السيرفيس من اسطنبول و أزمير و أنا في لهفة و شغف شديدين للوصول إلى وجهتي..جلست بكولتوك أي المقعد رقم 14 رغم أن الحافلة كانت شبه فارغة...و حيث كنت مترقبا لمسار الرحلة بادرت بالبحث بالجهاز المتلفز عن قناة لعلها تجلب لي خبرا سارا في زخم مآسي الأحداث الراهنة...و إذا بي أعثر على إحدى الأغاني الخالدة لمنطقة البحر الأسود: أغنية جراج باشا من إعادة توزيع الفنان فولكان كوناك، فكان وقع تأثير إيقاعها علي كالسحر و أبلغ مدى من فهم لغة تسمع...
بعد أداء واجب الضيافة كما هو الحال في كل حافلات تركيا ...كانت تؤرقني مسالة كيف لي الاستمتاع بجمال و بهاء أزمير في ظرف وجيز لا يتعدى يومين، هي فعلا مهمة من المستحيل تأديتها على الوجه المطلوب..راودتني فكرة البحث في جيوبي عساني اعثر على توصية دستها اسطانبول لابنتها ...ذهبت في شرود و تمتعن في العناية الربانية حتى جفت عيوني و لم استفق إلا على صوت مساعد السائق..شاب دو هندام أنيق و لباقة في الحديث.".اركدش(أخي) الحمد لله على سلامتك لقد وصلت إلى مقصدك و ازمير في انتظارك". ففعلا لم الق بالا أن نهاية الرحلة كان بمدينة نازيلي و الحمد لله على هذه الرعاية.. سلمني أمتعتي و شكرته على جميل صنعه..ادريم..كولة كولة أي شكرا سيدي إلى اللقاء...
أعزائي الكرام لمرافقتي ضمن جدول مخططي الازميري الجد المختصر بأرجاء هذه الساحرة لان أمر الإلمام بسياحة المدينة يعتبر مسالة تتطلب وقتا كبيرا وهدا هو منهجي في زيارة كل المدن حيث اترك قصدا زيارة مواقع اخرى لفرص جديدة بمشيئة الله خصوصا و أن هذه المدينة تعتبر الانطلاقة و البوابة لمواقع اثرية لا تقل أهمية عن ازمير و على رأسها الموقع التاريخي افيس الشهير..وعليه سيكون البرنامج المقترح على الشكل التالي:.
* زيارة منطقة كارمالتي
* ميدان كوناك الشهير
* كورنيش المدينة
* أطلال أغورا و الصعود إلى قمة القلعة المخملية كاديفكالي
*الحديقة الثقافية و ميادين المدينة الجميلة.
إلى ذلكم الحين التسجيل مفتوح لمن فضل المرافقة للاستمتاع بالإحساس الرائع لحسناء تركيا...إزمير اليانعة...
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.محبكم منير