السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الضجة الأميركية هدأت بتصريحات أوباما وفتوى إسلامية
قطر تفتح الباب للعلاج بالخلايا الجذعية
| الدوحة - من سمير البرغوثي |
تناول المؤتمر الدولي حول علوم وسياسات الخلايا الجذعية الذي يعقد في الدوحة بتنظيم مشترك بين كل من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومعهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة قضية من اكثر القضايا جدلا وهي العلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الامراض الجينية والتي اثارت ضجة في اميركا هدأت بتصريحات من الرئيس اوباما وبفتوى عالم مسلم.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، عدد كبير من الرواد والباحثين في هذا المجال، حيث يجمع ما يزيد على 450 شخصا، بينهم جمع من كبار خبراء أخلاقيات البحث العلمي وصناع القرار والسياسات والعلماء من مؤسسات رائدة في الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.
وأعرب نائب الرئيس للبحوث في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، نائب مدير معهد قطر للبحوث الطبية الحيوية الدكتور عبد العالي الحوضي عن اطلاق «مركز أبحاث الخلايا الجذعية في دولة قطر»، وقال ان هذا المركز سيكون بمثابة حلقة وصل بين الكثير من المعاهد التي تركز على موضوع الخلايا الجذعية، مثل أبحاث السكري والسرطان.
وأضاف أن هذا المركز سيكون له امكانياته للبحث في حلول وعلاج هذه الأمراض، موضحا أن تأسيس هذا المركز جاء بمثابة نقطة متميزة لتطوير أبحاث الخلايا الجذعية، متمنيا أن يسهم هذا المؤتمر في وضع الأرضية المستقبلية للأبحاث في مجال الخلايا الجذعية، ولبحث كافة الجوانب الخاصة بالنواحي الجينية والأمراض المتعلقة بها.
وقال ان «حرص هذا المؤتمر على ربط الجوانب الثلاثة، الأبحاث والسياسات والأخلاق، من شأنه أن يوفر منصة لتبادل الخبرات ومستوى التعاون بين الجهات المختلفة بين قطر والعالم، موضحا أنه رغم ما تحقق في هذا المجال، مازال العلم في مهده، ومازلنا نحاول تلبية الامكانات لتقديم الفوائد الصحية في هذا المجال، مؤكدا أن هذا المؤتمر يسعى الى تحقيق ذلك على مستوى العالم».
من جانبه، أعرب المدير المؤسس لمعهد جيمس بيكر للسياسات العامة السفير ادوارد دجيرجيان عن شكره العميق لصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر على الجهود الكبيرة التي تقوم بها في دفع جهود التنمية والبحث العلمي.
وقال ان «هذا الاهتمام من جانب سموها ومن خلال السخاء اللامحدود الذي تتسم به سياسة قطر كان هذا التعاون البناء الذي نقدره كثيرا».
كما أعرب عن سعادته البالغة بتواجده في هذا المؤتمر، وقال ان «الشراكة مع مؤسسة قطر لتنظيم هذا الحدث العلمي المهم تحقق رسالة «مؤسسة جيمس بيكر» من أجل تعزيز التقدم في مجال البحث العلمي»، موضحا أن «هذه الشراكة تقدم الحوار الضروري من أجل تقدم البحث العلمي وتعزيز سياسات البحوث».
وأوضح أن «هذا المؤتمر يتناول عددا من البحوث المتعلقة بالخلايا الجذعية، كما يهتم بتصورات الشباب العربي والاميركي الذين يعملون في هذا المجال البحثي ولمعرفة التحديات التي تواجهنا في مجال بحوث الخلايا الجذعية».
واضاف ان «برامج البحث في مجال الخلايا الجذعية قام بها العديد من الأساتذة في الولايات المتحدة الاميركية وفي مركز تكساس في ما يتعلق بسياسات الخلايا الجذعية».
وتابع أن «معهد جيمس بيكر للسياسات العامة يجلب صناع القرار في مختلف المجالات للتعامل مع الرأي العام للحوار بشأن هذه القضايا لأن الدعم الجماهيري ضروري».
وأشار الى أنه تم عقد نحو ستة مؤتمرات مهمة في هذا الموضوع، تعاملت جميعها مع القضايا الأخلاقية ومقارنة السياسات ودراسة دور الاعلام في ذلك، كما تمت استضافة العديد من الأحداث المهمة حول موضوع الخلايا الجذعية منذ عام 2009.
واستعرض السفير «ادوارد دجيرجيان» بعض الجهود التي تتعلق بموضوع الخلايا الجذعية في الولايات المتحدة، وقال انه بعد أن قدم الرئيس الاميركي باراك أوباما بعض الارشادات الخاصة بأبحاث الخلايا الجذعية، هدأت الكثير من النقاشات السياسية حول هذا الموضوع، الا أن هذا لم يمنع بعض المسائل من الوصول الى المحاكم في أميركا والاتحاد الأوروبي حيث استمر الخلاف حول مدى أخلاقية البحث في مجال الخلايا الجذعية.
وأضاف قائلا «لكن الفتوى التي ذكرت في 2009 والتي قدمها أحد العلماء المسلمين وسمحت باستخدام الخلايا الجذعية في العلاج أسهمت في تذليل الصعاب الى حد كبير.
ورأى السفير «ادوارد دجيرجيان» أن الاستثمار في العلم والتكنولوجيا يهيئ الطريق أمام المستقبل للنمو والرخاء، معربا عن أمله أن يقدم هذا المؤتمر فرصة مهمة لتقاسم الأفكار في مجال الخلايا الجذعية.