سأل أبو عصام عما نتوقع أن نراه في هذه الرحلة ؟ ليساعدنا في تحقيقه ويزيد عليه ..
أخبرناه برغبتنا في رؤية قلعة الجيرمن في جزيرة قماح واصطياد السمك .. فقط
فقال سنذهب الآن لجزيرة قماح وستشاهدون القلعة من البحر
ثم لي خطة اضافية ستسعدكم ... ثم انطلقنا
وعندما اقتربنا من جزيرة قماح لاحت في الافق آثار قلعة جيرمن وهي كبيرة وليست كما توقعت
جزيرة قماح هي أحد ثلاث جزر مأهولة بالسكان من واقع 84 جزيرة تشكل ارخبيل فرسان
والجزيرتان الأخرى هي فرسان الكبرى ( الشهيرة ) وفرسان الصغرى - السقيد - التي يربطها جسر بفرسان الكبرى .
من اسم القلعة يمكن توقع من بناها ، لقد بناها الألمان خلال الحرب العالمية الأولى كمخزن لأسلحتهم لكون هذه الجزيرة أقرب للممر الدولي للسفن في البحر الاحمر من باقي الارخبيل وهذا المخزن عبارة عن بناء كبير تبلغ مساحته 107 أمتار طولا و30 مترا عرضا لم يتمكن الألمان من إكمال بنائه حيث ترك بدون سقف عندما انتهت الحرب العالمية عام 1918م واضطروا إلى مغادرة الجزيرة .
يستخدم هذا البناء من سكان هذه الجزيرة في بعض أمور حياتهم - كما قرأت في أحد التحقيقات الثقافية عنه في أحد أعداد مجلة أهلا وسهلا.
في الصورة أعلاه تلاحظون أعدادا كبيرة من خزانات المياه
حيث ذكر لنا أن رجل ثري زار المنطقة وشاهد أهل المنطقة البسطاء وسال عن أكثر ما يحتاجون إليه فقالوا الماء العذب ، فأشترى لهم هذه الخزانات .
جميل أن يكون للإنسان لمسة طيبة في المكان الذي يذهب إليه .. ولو على الأقل أن يحافظ على نظافته .
وعلى مقربة من هذا البناء التاريخي تنصب شباك على مساحة كبيرة من الجزيرة ، استعدادا للطيور المهاجرة إليها من دول اوروبا نحو افريقيا .. حيث ترتاح لفترة من الزمن في هذه الجزر - موسم طيور الجراجيح -
بعد اعتبار ارخبيل فرسان محمية طبيعية ، حددت مناطق صيد هذه الطيور ولم تترك كما السابق خوفا من انقراضها .
وهذه الطيور دسمة جدا ( كونها تأتي من بلدان باردة ) ولا يحتاج السكان لطبخها إلى إضافة اي شيء عليها ، فهي تطبخ نفسها بنفسها في دهونها وتصبح لذيذة كما يقولون .
للحديث بقية
تابعوني