بدأ التخطيط للسفر على قدمٍ وساق..وقمتُ بمراجعة ما توفّر لديّ من تقارير سابقة حول النرويج –على قلّتها وعوزها- لأفهم طبيعة البلد الذي أنوي زيارته ولأجل رسم صورةٍ ذهنيّةٍ مناسبةٍ عنه.
أما أوّل الخطوات التي قمتُ بها: حجز تذاكر السفر...وكان الناس قد اعتادوا (فيما أعلم) قطع تذاكر السفر عن طريق مكاتب الطيران أو الشركات السياحيّة..إلا أنني وجدتُ أن قطعها عبر الشبكة العنكبوتيّة وفي وقتٍ مبكّرٍ يوفّر قدراً كبيراً من المال (كان فرق التذاكر الحاصل لأفراد عائلتي الخمسة يُعادل 10 آلاف ريـال!)...وبالمناسبة: كان حجز التذاكر قبل السفر بحوالي خمسة أو ستة أشهر عن طريق الطيران التركي.
س: ولماذا الطيران التركي؟
ج:سؤالٌ جيّد..لأنه رحلاته إلى النرويج من الخليج يوميّة أو شبه يوميّة.
على أنه ينبغي لي أن ألفت انتباهكم أيها السادة إلى أن في الجعبةِ الكثير من الملاحظات التي ينبغي معرفتها حول الحجز الالكتروني والدفع بالفيزا والشراء عن طريق الانترنت..وسوف يأتي المزيد من الكلام حول هذه الأمور في قصاصةٍ قادمة بإذن الله تعالى.
لننتقل إلى المرحلة الثانية: العقبة الكؤود التي تواجه قاصدي دول الاتحاد الأوروبي في مرّتهم الأولى..وتتمثّل العقبة في مسألة استخراج الفيزا شنجن..فما هو المقصود بها يا تُرى؟؟
إن كلمة visa schengen جاءت بالأصل من اسم قريةٍ صغيرة اشتُهرت بصنع النبيذ.. تقع في أقصى الجنوب الشرقي من لوكسمبورج بالقرب من النقطة التي تتلاقى فيها حدود لوكسمبورج و ألمانيا وفرنسا.. يبلغ عدد سكانها 425 نسمة.
وقد اكتسبت هذه القرية شهرتها في 14 حزيران / يونيه عام 1985 ، عندما تم التوقيع على اتفاقية “شنغن” بخصوص إلغاء منهجية المراقبة على الحدود.
ومصطلح visa schengen دالٌ على تلك الاتفاقيّة التي أُبرمت في تلك القريّة...والتي تبلورت من خلال مرحلتين اثنتين..الأولى عام 1985.. والثانية عام 1990
أما الاتفاقية الأولى فكانت بين دول البنلوكس(Benelux)-وهي كلمة مكونة من حروف دول (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج) وألمانيا وفرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة ، وعرفت باسم اتفاقية “شنغن الأولى” ، والتي تنص على مراقبة بصرية بسيطة للسيارات الخاصة من عبور الحدود المشتركة في تخفيض السرعة ، دون أن يتطلب ذلك وقف هذه المركبات. أما الأشخاص الذين غير مطلوب منهم تلبية متطلبات محددة في الحدود الداخلية ، كما ، على سبيل المثال ، متطلبات التأشيرة ، فيمكنهم استخدام اجراءات الممر السريع عن طريق الصاق ملصق اخضر قطره ثمانية سنتيمترات على الزجاج الأمامي .
والمرحلة الثانية كانت تقضي بتنفيذ اتفاقية شنغن الأولى بين حكومات دول البنلوكس و ألمانيا و فرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة وعرفت أيضا باسم اتفاقية “ شنغن الثانية ” .أزيلت مراكز الحدود والضوابط بين الدول في منطقة شنغن. وأصبحت تأشيرة شنغن تسمح للسياح أو غيرهم من الوصول إلى أي دولة في الاتحاد الأوربي.
ولا تزال دائرة دول الشنغن تتسع يوماً بعد يوم...وبين حينٍ وآخر نسمع أن دولةً أوروبيّة دخلت نظام الشنجن...والفائدة هنا تنعكس على السائح في حال قدرته على استخراج تأشيرة ذات إجراءات قانونيّة أسهل ثم يُسافر إلى دولةٍ أخرى غير التي استخرج منها التأشيرة بشرط أن تكون من دول الشنجن.
(مصدر المعلومات السابقة: صفحة الإجابات من جوجل)
وبالمناسبة: فإن النرويج من دول الشنجن وإن كانت غير منضمّة إلى دول الاتحاد الأوروبي..إذ أنها ترى نفسها ستتضرّر في سياستها الاقتصاديّة حال انضمامها إليها...ونحن نعلم أنها تعتبر المصدّر الأوّل للنفط في أوروربا.
سأعود للحديث حول هذه النقطة لاحقاً بإذن الله...وما يُهمّ قوله أن مشكلة استخراج تأشيرة الشنجن للمرّة الأولى مشكلةٌ حقيقيّة...لأن أيّ سفارةٍ تتطلّب كمّاً لا بأس به من العهود والمواثيق والمستندات التي تؤكّد (أهليّة!) المسافر للسفر وقدرته المالية الحقيقيّة كسائح في أورورباً..فهي أشبه بعمليّة تمييز الجواهر الأصليّة من المقلّدة...ناهيك عن بحث الحالة الأمنيّة للمسافر (اللهم حوالينا ولا علينا)..فإذا حصل المسافر على تأشيرته الأولى سَهُل عليه استخراج مثل هذا النوع من التأشيرات للمرّة الثانية بسهولةٍ أكبر.
كانت متطلّبات الشنجن كالآتي:
1- تذاكر السفر
2- صورة شخصيّة للمسافر ( ما بين صورٍ ذات خلفيّة بيضاء أو خلفيّة رماديّة على اختلاف سياسة كلّ سفارة..فينبغي للمرء التأكّد من طبيعة الصورة من السفارة مسبقاً)
3- كشف حساب من البنك لآخر ستة أشهر
4- صورة من حجوزات الفنادق
5- ورقة من البنك تشهد باممتلاك وصيدٍ كافٍ من البنك.
6- جوازاتٍ بإقامات ساريّة المفعول (هذا بالطبع للمقيمين في دول الخليج) وأن تكون الجوازات غير منتهيّةٍ أو توشك على الانتهاء.
7- ورقة من جهة العمل موجهّة إلى السفارة لا تمانع بفسرك (بالطبع تكون بالانجليزية).
بالنسبة للنقاط (1-2-3-6-7) لم تكن لديّ أي مشاكل في ترتيبها، بالنسبة للنقطة (5) كانت هي العقبة...فبعد السؤال والاستفسار قيل لي أن الرصيد المناسب الذي تُستخرج التأشيرة على أساسه يُعادل (90) ألف ريال سعودي –لا تنسوا أننا خمسة أفراد-...كان عندي نصف هذا المبلغ في حينه..فاضطررت إلى الاستدانة من بعض الأفاضل –الصديق وقت الضيق- باقي المبلغ...ثم استخراج الشهادة...وبعدها أعدتُ له المال...مع التنبيه إلى ضرورة أن تصدر الورقة بالصيغة الانجليزيّة وأن تبيّن الرصيد المتاح بالدولار أو باليورو.
بقيت النقطة (4)...وحلّ هذه عن طريق موقع agoda.com وكان الحجز في البداية حجزاً وهميّاً لأجل إجراءات استخراج التأشيرة...ثم يكون الحجز الحقيقي بعد ذلك.
وأصدقكم القول أن الذي سهّل لي الكثير من الإجارءات هو موظّف شركة (حية ريجنسي) للسفر والسياحة..فجزاهم الله خيراً.
وهنا يقفز السؤال التالي: إلى أيّ سفارةٍ أقصد أوراقي؟ وأيّها أسهل في استخراج التأشيرة؟ لا أخفيكم أن الأقوال هنا تتباين تبياناً كليّاً تبعاً لتجارب (رحّالتنا) فلن أخوض في تقييمها أو إبداء الرأي فيها.
نصحني أحدهم بالذهاب إلى السفارة البولدنيّة باعتبار أن إجراءاتهم سهلةٌ مقارنةً مع غيرها..وكذلك فعلتُ..وبعد مرور يومين اتصل بي موظّف السفارة معتذراً عن قبول الطلب إذ ظنّ أنني مسافرٌ إلى بولندا بينما كانت وجهتي (حسب أوراق تقديم الطلب) إلىالنرويج...فذهبت إلى السفارة وفوجئت بوجود ختم على جواز السفر برفض الطلب..وهذه العلامة لم تكن في صالحي أبداً كما ذكر لي موظف شركة السفر والسياحة..فإنها مدعاةٌ للريبة عند السفارات الأخرى...وقد تكون سبباً قويّاً في رفضها كذلك.
من هنا كانت الحكمة تقتضي أن أعود إلى السفارة البولنديّة والاحتجاج عند الموظّف بأن صنيعه قد أضرّني..وأني لستُ مسؤولاً عن خطئه في استقبال الأوراق...وطالبتُه بإعطائي مذكّرةً من السفارة تشرح أسباب رفض المعاملة.
من اللطيف أن الموظّف تفهّم بشكلٍ كاملٍ طبيعة الموقف...وطلب منّي انتظار القنصل كي يُوجدوا حلاًّ لهذه المشكلة...وبعد ربع ساعةٍ خرج إليّ وذكر أن القنصل قد لا يأتي اليوم..واقترح عليّ حلاًّ (توافقيّاً!!): سوف يضع ختماً خاصّاً بالسفارة على مكان الطلب مكتوبٌ عليه canceld وقال أن السفارة التي سأقدّم عليها تفهم طبيعة هذا الختم وأن المعاملة ملغيّةٌ وليست مرفوضة...كذلك أعطاني رقمه الخاص وأبدى استعداده للحديث معهم حال استفسارهم.
كانت تلك صفقةٌ رابجة...فأخذت الأوراق وقصدتُ بها السفارة الألمانيّة رغم أن سمعتها كانت سيّئة (من ناحية التشديد)...وقد قصدتُها –حسب ما رأيتُ من نفسي- بعد أن استكملتُ أسباب القبول وليس ثمّة مانعٌ يمنع أو علّةوٍ تُبرِّر...ثم إن السفارة الألمانيّة هي وكيلة السفارة النرويجيّة إذ ليس لها سفارةٌ عندنا...فأدخلتُ الأوراق...واشتركتُ في خدمة sms والتي يُرسلون لك رسالةً تتعلّق بنتيجة التقديم...وبعد مرور خمسة عشر يوماً استلمتُ رسالةً تُفيد بضرورة مراجعة السفارة (ولم يُذكر فيها قبلو الطلب من رفضه)...وذهبتُ إلى السفارة وثعابين القلق تنهش صدري...واستلمتُ أظرفاً مغلقةً بها الجوازات...فتحتها: فإذا بالتأشيرات تزيّن صفحاتها: تأشيرةٌ لمدة ستة أشهر تتيح لي البقاء تسعين يوماً في أوروبا وعلى نظام الدخول والخروج المتعدّد multy وحسب ما فهمت من المسافرين أن هذه التأشيرة وبهذه الكيفيّة لا تُعطى بسهولةٍ لأي أحد ومن المرّة الأولى...وبهذا تنتهي هذه القصاصة المعلوماتيّة الحاوية على تجربة تقديم تأشيرة الشنجن...ولا أظنها تخلو من فائدة...وسيبقى معي الجزء الأخير لمرحلة ما قبل السفر وسأختصرها قدر الإمكان حتى أشرع في الحديث عن الأجواء الأوروبيّة...فإلى لقاء قريب بإذن الله
الله يعطيك العافيه وسلمت يداك
لكن أخوي ممكن تخبرنا عن تأجير السيارات هناك
لانه تقاريير النرويج التي رأيتها استخدمو المواصلات العامة
هل استأجر السيارة في نرويج ممكن أن يكون متعب بعكس باقي دول
وشكراا لك
وتمّ استخراج التأشيرة بحمد الله تعالى، وبدا للناظر أن البيت يعيش في حالة طواريء رغبةً في التجهّز للرحلة، وتمّ استقبال طلباتٍ كثيرةٍ من الجالية العربيّة في النرويج: "أرجوك...تمر سعودي من الحسا أو القصيم!...تكفى: أبي زعفران!!...لا تنسى تجيب هيل!!!...بل وكان هناك طلباتٌ غريبة: يرضى عليك: جبن أبو مثلّثات!!!!
طلباتٌ غريبة...كأنهم يعيشون في جزر الوواق...لكن العجب سينقضي والغرابة ستزوال عندما سنعايش المجتمع بأنفسنا ونتلمّس حاجاتهم.
وكان لنا زياراتٌ شبه دوريّة إلى الأسواق لشراء لوازم السفر وملابسه واحتياجاته..هذا من ناحية...
ومن ناحية أخرى: زياراتٌ إلى "ريجنسي للسفر والسياحة" لتحديد الفندق الذي سننزل فيه أيامنا الأولى في أوسلو..وقد لاحظتُ أمراً جللاً: في الفترة ما بين الحجز الوهمي السابق للفنادق (قبل استخراج التأشيرة) وما بعدها: تقافزت الأسعار بشكلٍ جنونيّ...حتى خشيتُ إن تأخّر بين المقام وطال لُبثي أن أقابل موجةً جديدةً من الغلاء..الأمر الذي جعلني أقبل بـــ(الرخيص) على حساب (المضمون)...ولم أُكلّف نفسي التدقيق في حال الفندق جماليته...لأني وبكل صراحة: كان مقصدي الأوّل من الحجز الفندقي: إثبات كوني سائحاً حقيقيّاً عند قدومي إلى مطار أوسلو وأني لستُ من زُمرة المهاجرين (وما أكثرهم)..بحيث يمكنهم الاتصال على الفندق للتأكّد من مصداقيّة الحجز الفندقيّ.
وأزيدكم من الشعر بيتاً: دار بيني وبين أقربائي حوارات مطوّلة كي نتوصّل إلى اتفاقيّة هجليــــج..أ...أعني اتفاقيّة السفر!!(المعذرة: يبدو أنني متأثّر بالسياسة على نحوٍ كبير) ...الحاصل أن الحماسة أخذت منهم كلّ مأخذ...وقد خرجنا من الاجتماعات الاسكايبيّة( نسبةً إلى البرنامج الشهير SKYBE واسمه اسكايب وليس كما تعارف الناس عليه بأنه الاسكايبي) أن كلّ ما هو عليّ أن أحضر بشحمي ولحمي...وقَضّي وقضيضي...ونفسي وعيالي...وما سوى ذلك فهو عليهم...
في الحقيقة كان هذا الاتفاق مُرْضياً بحدٍّ كبير..لأن النيّة مُبيَّتةٌ في المكوث الطويل في النرويج بما لا يُمكن تكفّل كامل نفاقته فَندقةً واستئجاراً وغير ذلك.
وأما جهاز الإشراف والمراقبة فكان متمثّلاً في أختي الكبيرة –جزاها الله خيراً- إذ لم تبخل عليّ في لحظةٍ من اللحظات بالمعلومات...والإجابة عن الاستفسارات..وتقديم النصائح..وفي إحدى حواراتها خرج منها السؤال العَفَوي التالي: هل قمتَ باستخراج تصريح سفرٍ لزوجتك الحامل؟ بدا لي عدم الفهم...فأضافت قائلةً –وهي الطبيبة الاختصاصيّة- أن العادة جرت بمنع المرأة الحامل من السفر عند مرور 33 أسبوعاً على الحمل، لذا يلزمني الذهاب إلى عيادةٍ حكوميّة واستخراج تصريحٍ يسمح لها –لزوجتي وليست لأختي بالطبع!- بصعود الطائرة ويُثبت أهليّتها للسفر.
وبالفعل: ذهبنا إلى العيادة الحكوميّة، فطلبتْ الدكتورةُ من زوجتي الحضور قبل السفر بأسبوع واحدلمراجعة حالتها الصحيّة، ويوم حضورها وتمام المقابلة: أخبرتني زوجتي كيف امتنعت الدكتورة من استخراج التصريح لأجل الحمل المتقدّم..وأمام إلحاح زوجتي وبيان أنها تريد أن تَلِد عند أهلها وافق الدكتورة بشرط
الراحة التامّة الراحة التامّة الراحة التامّة (صدى الصوت!!)
إلى حين يوم السفر.
بالطبع لم تلتزم الزوجة بهذه المواثيق لعلمها بأطنان الأعمال التي تنتظرها...ومن جهتيقدّمتُ لها كلّ ما يُمكنني القيام به بل قمتُ باستئجار خادمةٍ تُعينها في بعض الأحيان...وقد شعرتُ بخطورة الموقف حينما تزايدت آلام بطنها...وعبثاً حاولتُ إقناعها بضرورة تخفيف الأعمال والتقليل منها دون جدوى على الرغم من التوبيخ المستمرّ...لكنّي كنت متمسّكاً بالتوكّل على الله عز وجل مفوّضاً أموري إليه...هو حسبي ونعم الوكيل.
ثمّة أمورٌ يجب ذكرها حتى لا تُنسى في خضّم الأحداث: لقد قمتُ باستخراج شهادةٍ دوليّةٍ للسواقة (رخصة دوليّة) وهي لا تُكلّف أكثر من مائة وخمسين ريالاً...وتًستخرج من مكاتب السفر والسياحة...وكانت بحق: عظيمة النفع...بل أستطيع القول: لقد كان لها دورٌ محوريّ في رحلتي الطويلة...والأحداث المستقبليّة ستكشف عن صحّة ذلك.
أمرٌ ثانٍ: ومع صحبة تلفون IPHONE 4 G قمتُ بتنزيل عدد كبير من ملفات PDF والتي تحوي قصصاً وكتباً يُمكن قراءتها أوقات الفراغ هناك...وهي عادةٌ حميدة رأيت أهل الغرب يتمسّكون بها ولا تكاد تخلو أمتعتهم منها...ولأننا أمة (اقرأ) كان الأولى بنا أن نتمسّك بالقراءة أكثر منهم.
وفوق هذه الملفات...لم أنسَ أبداً تحميل برنامج لترجمة الكلمات...وقد أثبتت الأيام كيف أخرجني هذا البرنامج من مآزق كثيرة.
أنا المسلم...أنا المسلم..آه...لقد تذكّرت: برنامج مواقيت الصلاة وبرنامج تحديد القبلة...ولا يمكن أن أصف لكم شعوري وسعادتي بهذه البرامج التي كان لها عظيم النفع لي ولمن حولي ولله الحمد.
وبعيداً عن الآيفون...وقدرته على التصوير...هل اكتفيت بكاميرته؟ الجواب: كلاّ ..كيف يمكن تفويت فرصةٍ كهذه دون الحصول على كاميرا خاصة للتصوير؟
لكن سوق الكاميرات كبيرٌ للغاية...وعهدي بالكاميرات أيّام الأفلام والتحميض (الله يرحم أيام زمان!!)..فسألت أهل الذكر من المختصّين...فدلّوني على أجمل وأروع وأرخص كاميرا يمكن الحصول عليها.
إنها من شركة سوني SONY واسمها: DSC-TX9/R من عائلة: ™ ساكنة رقمية - السلسلة T
ماذا يمكنني القول عنها؟ خفيفة ظريفة...صور 12 ميجا بكسل..ذات قدراتٍ فائقة متنوّعة... تلقائي فائق، تصوير سهل، تلقائي مبرمج، ثلاثي الأبعاد بانورامي متواصل، تصوير ذكي بانورامي متواصل، تصوير متعدد الزوايا متواصل، تصوير ليلاً، تصحيح تلقائي فائق لإضاءة الخلفية، تمويه الخلفية...إلخ
والأهم من هذا وذاك (وهو ما لم أجده في مثيلاتها): القدرة على التصوير تحت الماء...صوراً وفيديو...أما السعر: 1450 ريال سعودي تقريباً.
ولكما تناقصت الأيّام...كلما زادت دقّات قلبي شوقاً وفرحاً بالسفر...خصوصاً وأنها المرّة الأولى التي أقدم فيها زائراً لأوروبا...ويعلم الله كم كنت أدفع نفسي دفعاً للقيام بالمهام الوظيفيّة في أيام الانتظار الأخيرة.
حتى جاء يوم الأربعاء...يوم السفر: 27/6/2011م..تخيّلت نفسي القبطان سموليت وهو يركب السفينة متوجّهاً إلى جزيرة الكنز:
ارفعوا المرساااااااة...افتحوا الأشرعة...الكل على ظهر السفينة...إلى الأماااااااااااااااااااااااااا م...إلى جزيرة الكنز
نياهاهاها
"انتهت القصاصة...تلبيها قصاصة اليوم الأول من السفر"
بقلم: طائر النورس