"أبداً...لن أتجاوزها حتى أعرف سرّ هذا الهراء وذاك (العَبَط) في الاستقبال".
"أنت تعلم أن كثيرين يقدمون على أوروبا بهدف الهجرة إليها، ولئن كان بعضهم يأتي مهاجراً أو لاجئاً بطريقةٍ شرعيّة لاعتباراتٍ سياسيّةٍ أو إنسانيّة...فإن غيرهم أ..."
"مفهوم مفهوم...يريدون أن يميّزوا الصادق من الكاذب...والذهب الجيّد من الذهب الرديء...دعنا من هذا..ماذا عن العهود والمواثيق..و الثرثرة (جرجر واجد...كلام بالزاف...كلام ساكت...إلخ إلخ) الذي أخذوه منك؟"
"سألوني عن كل شيء: اسمي واسمك...عملي وعملك...وضعي ووضعك...وبيتي وحجمه..ومالي وحدّه..ثم تكفّلت بشكلٍ رسمي وتعهّدتُ ألا تكون لاجئاً...وطلبوا مني أن أبلغ الشرطة رسميّاً حين مغادرتكم...وإلا فإن كلاب الانتربول ستلاحقكم...وكاميرات المراقبة ستبحث عنكم...وستخصّص جائزة ماليةً كبيرةً لمن سيبلّغ غنكم...و..."
"كفى كفى...ولا داعي لمبالغات الانتربول هذه...يكفي أن أعلم ضرورة إبلاغك المطار أو الشرطة قبيل سفري...والآن...أنا مخنوق مخنوق...منكود...لا أريد البقاء في أرض المطار الظالم أهلُهُ..هيا بالله عليك قبل أن أنفجر".
*بمجرّد الخروج من أرض المطار تم استقبال الأقارب والسلام المختلط بمشاعر الفرحة والغلّ معاً...حتى الصور التي بدأت بالتقاطها عند بوابة المطار أبتْ إلا أن تكون سوداء المنظر تضامناً مع صاحبها!!...
ولما أكثرتُ في التصوير نهرني الأفاضل وذكروا لي ما معناه أنك لم تر من الفيل إلا ذنبه...ومن الديك إلا رأسه..لم تر البلد حقيقةً...فما الهراء الذي تقوم بتصويره؟؟
قلت لهم متصنّعاً الحكمة: إن السائح الحقيقي يقوم بتصوير كل شيء...الرديء والجيّد معاً..لأن عمليّة الفرز تكون في مرحلةٍ لاحقة...ولرُبّ صورةٍ ندمت يوماً على عدم تصويرها...ومشهدٍ لم أقم بتوثيقه.
*بكل تأكيد فإن كل قاريء للموضوع ينتظر منّي أن أقول: "ركبنا السيارة متوجّهين إلى الفندق.."
أقول: كلا...سوف أحوّل الكلمات الخمس السابقة إلى أسطرٍ عديدة...فإن هناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب أن تُقال:
أولاً: مسألة إيجار الوقوف في المطار...اكتشفتُ أن مبلغ الوقوف كان كبيراً جداً جداً جداً...ربما حوالي 200 ريال سعودي...حقّاً: أول الغيث قطرة!.
ثانياً: كنّا سبعة...وكانت مقاعد السيّارة سبعة...قلت: ممتاز...إذن الأماكن تكفينا بالتمام...قالوا: كلاّ: لأنكم أحضرتم حوالي أربع شنط (أو شنطات: يجوز عند الكوفيّين!!)..وحقيبة السيارة لا تكفي إلا لاثنتين...
ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب بجانب (جنابكم!).
ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب فوق السيّارة إلا بوجود الصندوق العلويّ المخصّص (ركّز على كلمة الصندوق)...
ويمنع منعاً باتّاً ركوب أربعة أشخاص في مكانٍ مخصّص لثلاثة...حتى ولو كان الرابع طفلاً صغيراً...بل: حتى ولو كان رضيعاً!!...فالرضيع والطفل لهما مقعدٌ خاصٌّ يتم شراؤه وتركيبه في السيارة...وطبعاً: هناك تشديد كبيرٌ جداً جداً جداً على ربط أحزمة الأمان.
الله أكبر...هذه الثانية إذن!!
إذن ما العمل يا رفاق؟؟
بعد مداولات ومشاورات وجدل بيزنظي..انتهى الأمرُ بوضع شنطتين في صندوق الأمانات في المطار مدّة يوم...وبمبلغ 300 كرونة نرويجيّة.
الثلاث كرونات تعادل حوالي ريالين سعوديين...الرقم هنا تقريبي فلا تأخذوه بحرفيّته.
-لأنك الوحيد من بيننا من يحمل رخصة قيادةٍ للسيارة...أليست الرخصة الدوليّة التي استخرجتها بحوزتك؟؟
*بلى..ولكن...لماذا لم تفكّروا في لحظةٍ كهذه فتبادروا إلى استخراج رخصة؟؟
-اركب السيارة...وسوف تعرف السبب في ثنايا الطريق.
إنا لله وإنا إليه راجعون...بعد كلّ هذه الساعات من الانتظار...أسوق جبراً لا اختياراً وأنا مرهق؟؟ بسم الله...سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
بدأنا بالسير...وتبرّع قريبي بالشرح: إن الحصول على رخصةٍ في النرويج يعادل في صعوبته شهادة ماجستير في دولٍ عربيّة!!...أولاً: دراسة نظريّة تستمرّ عدّة أشهر...ثم اختبارٌ كاختبارات التوفل TOFEL(ذلك الاختبار في اللغة الانجليزيّة) من صعوبته...وكثيراً ما يتساقط الممتحنون صرعى الرسوب والإعادة..ثم تطبيقٌ عملي واختبارٌ في الشارع في الشتاء وفي الصيف (لقياس القدرة الحقيقيّة للسواقة في مختلف الظروف المناخيّة لا سيّما في الشتاء)..والأدهى من ذلك كلّه: تكلفة الحصول على هذه الرخصة تعادل 17 ألف ريـال سعودي.
لا أقول إلا: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به.
وبدأت المساحات الخضراء تتبدّى للناظرين مزيلةً من القلوب أدرانها...ومن الروح ما علق بها من الغيظ والحنق...الجوّ رائع...ودرجة الحرارة منخفضة...لم أر في حياتي مثل هذا الاخضرار.
أظن أن الوقت أخذ منّا نصف ساعة للوصول إلى الفندق الذي تمّ حجزه...
الفندق بالمناسبة قديم جداً جداً جداً ولا يستأهل ال400 ريال المدفوعة في حقّه كفندق من فئة النجوم الأربعة..ويبدو أنها سمةٌ عامة في فنادق النرويج أنها لا تُضاهي مثيلاتها في أوروربا ولا في آسيا كماليزيا ونحوها...ولم يشفع للفندق سوى المناظر المبهجة من حوله...والبحر من خلفه.
ومن سخافاتهم أنه ليست ثمّة مواقف مخصّصة لنزلاء الفندق إلا أن تدفععععععععععععععع...وسوف نعرف لاحقاً كم دفعت.
أعني إنذار الجوع...لا تنسوا أننا لم نأكل الغداء...فتركت العائلة في الفندق وذهبتُ أنا وأحد أقربائي إلى مركز المدينة لشراء الغداء...وذلك لأن منطقة الفندق تعتبر نائيةً نوعاً ما.
يسمّونه بالسنتروم SENTRUM ويعنون به مركز المدينة...والتقينا بعددٍ من الأفاضل الذين نعرف بعضهم...والذين أصرّوا مشكورين أن نأكل في مطعم كردي (أقرب المأكولات التي تناسبنا)...
وماذا كانت الوجبة؟؟
أربعة صحون أرز أقل ما يُقال عنها أنها عاديّة جداً...وربع دجاجة في صحن كلِّ واحد منا...وصحن إدامٍ واحد...
والفاتورة: 500 كرونه أي حوالي300 ريال سعودي فقط لا غير!!
هنا أصبتُ بصدمةٍ حضاريّةٍ بدأت تتكشّف أوراقها...البلد أسعاره غالية بل ناريّة...يرحم الله أيام البوفيه في ماليزيا ب25 رنجت .
أخذتُ الوجبات لعائلتي التي تنتظرني في الفندق...وعدتُ مسرعاً إليهم...ومنّيتُ نفسي ب SHOWER مغتسلٌ باردٌ وشراب...لأغسل به تعبي ونصبي...ماذا؟؟ أين مفتاح الحمام؟؟
أين مفتاح الحماااااااااااااااااام؟؟
هل أخذته يا فارس؟؟؟
جاء الجواب من الغالية زوجتي: كلا..
يبدو أن أولاد الفايكنج لا يبالون بمشاهدة بعضهم لبعض...ليس ثمّة مفاتيح تغلق بها أبواب الحمامات ولا أي مغلاق...إنا لله وإنا إليه راجعون.
اغتسلتُ مع دخول الليل...والتعب قد أخذ منّا كلّ مأخذ.
كنت أريد أن أحدثكم عن أمرين يتعلّقان بالحمامات: أرضيّته...و...أنتم بكرامه!!...وكنت أريد الحديث...أ....عن....هااااااااا وم....عن الماء...ما بال الماء؟؟؟.....لقد نسيت...يبدو أنني مرهقٌ جدداً...حتى أنني لا أستطيع الحديث عن نهاية هذا اليووووووووووووو.....خ خ خ خ.
بقلم طائر النورس.
آخر تعديل أبوعبدالعزيز : 15 / 06 / 2012 23 : 02 AM.
سبب التعديل : دماولات
الأخ الغالي أبوعبدالعزيز: وهل تجمل الرحلات إلا بعذاباتها....إن ما سبق ليُعدّ منحنى بسيط من العرقلات...وقد واجهت أكثر منها...ولكن بصدق" تزداد المتعة بزيادة المخاطر والعقبات.
الأخ الفاضل: ناصر كويتي: سؤالك جيدٌ جدا جداً...ستجد الإجابة في ثنايا القصاصة بعد القادمة...ولكن مقدماً أقول: أسعار التكاسي فوق ما تتخيّله...لذلك أنصح الراغبين في السفر إلى بلاد الفايكنج أن (يحسبوها صح!!)..وألا يأخذوا معهم من المتاع في كلّ شنطة إلى بقدرٍ معلوم....وألا يتوسّع في أخذ الكماليات وما لا داعي له...أسعار التكاسي والحياة عموماً ستجد الحديث عنها مستقبلاً وبتوسّع
عزيزي ابوعمر: لك منّي أجمل تحيّة
الفاضل س ميم: إن كنت تنوي حقاً زيارة تلك الأصقاع..فنصيحتي لك أن تقرأ هذا التقرير كلّه...حتى يكون تقييمك لجدوى الذهاب ومدى مناسبته لك دقيقاً...على أية حال سأحاول أن أذلّل لك الصعاب قدر ما أستطيع
الغالي BUSHARAF: طريق الرحلة طويل...وبالتالي فالأحداث كثيرة...ليست كلّها بالطبع تعبٌ ونصب....لكن لابد من ذكرِ كلّ شئ بأمانة ودقّة ليستفيد القارئ من التجربة بحذافيرها...
بقيت قصاصتان فقط وأنتهي من أوسلو...وإلى أن أقوم بتسويدهما...أود السؤال عن كيفيّة إنزال مقطع فيديو عبر اليوتيوب؟...سؤالي يشمل التالي:
آلية التنزيل
كيفيّة خفض حجم المقاطع؟؟؟ لأن بعضها يزيد عن ٣٠٠ ميجا
ماذا عن الصيغة التي ينبغي رفعها من ملفات الفيديو؟؟؟
كيف يمكن إضافة صوت للمقطع؟؟
علماً بأني أعمل على ويندوز ٧ وقد سمعت بأن هناك برنامج بسيط يساعد على ذلك....