ملاحظة قبل البداية: تحذيرٌ مهم للملولين من القراءة...صحيحٌ أنني أعد الجميع بالمزاوجة بين التحليل والكتابة وبين الصور...إلا أن من يقصدون الصور فحسب يكونوا قد حجّروا واسعاً...وضيّقوا فسيحاً!!
القصاصة الأولى: وكانت البداية!!
المكان: عاصمة خليجية الزمان: 2/1/2011م الحدث: سوف تعرفون طبيعته من خلال الأسطر القليلة القادمة!!
جلستُ مع زوجتي ورفيقة دربي نحتسي كوباً من الشاي الفاخر في أحد أروقة فندقٍ من الفنادق ذات النجوم الخمسة (five stars )، بعد أن قمنا باستئجار جناحٍ كامل (sweet) لقضاء ثلاث ليالٍ تعيد لنا ذكرى عشر سنين طواها الزمن كأسرع ما يكون، وها نحن نحتفل بهذا اليوم والذي في مثله كنّا عروسين خجولين لا يكاد أحدنا يجد القدرة على رفع طرفه إلى توأم روحه خجلاً وحياءً. أما اليوم فالبنين والبنات يحتفّون من حولنا كفراشاتٍ تتنقّل من زهرةٍ إلى أختها، والحمد لله على إنعامه، والشكر له على توفيق وامتنانه.
في مثل هذه اللحظة التاريخيّة...هرمنــــــــ...أ..أعني بدأ التخطيط للسفر إلى بلاد النرويج، أما السفر...فلإعطاء هذه السنة (العاشرة من زواجنا) نقلةً نوعيّةً ونكهةً خاصّةً يبقى عبقها فترة طويلة.
وأما لماذا النرويج؟
سؤال غريب! لو اخترنا السويد لهبّ إلينا من يقول: ولماذا السويد؟
ولو اخترنا أسبانيا لوجدنا من يقول: ماذا عن النمسا؟
وإن اخترنا (غيظاً وحنقاً من قبيل التنزّل الجدليّ!) بوركينافاسوا...لوجدنا من يتساءل ببراءة: ولماذا بوركينافاسوا؟
بالطبع فإن الكلام السابق إنما هو محض مداعبة..أما الأسباب الحقيقيّة التي دعتني إلى تحديد بوصلة السفر فهي كالتالي:
السبب الأوّل: نصيحة صديق: جمعتني الأقدار في يومٍ من الأيّام بأحد الأفاضل الذين امتازوا بالحكمة والرزانة، وسبحان الله! ...إن اسمه هو "عبدالحكيم"...وكان أن نصحني بتجربة زيارة بلاد "الفرنجة" . ولا تزال كلماته ترنّ في أذنيّ إذ قال:.. عندما تعايش تلك المجتمعات ولو لفترة قصيرة ستفهم ما معنى كلمة "المجتمع الأوروبي"، كيف يفكّر؟ ما هي مشكلاته؟ وأين المنفذ للوصول إلى قلوب مواطنيه وكيفيّة دعوته؟ ما هي همومهم؟ وإلى أي حدٍ وصلوا في الانحطاط الفكريّ والعقدي.
كلامه كان جديراً بالاهتمام وفيه قدرٌ كبير من الصحّة؛ فإن مخالطة هؤلاء (المخالطة المدروسة بالطبع) ستتيح لي فهم طبائع القوم، وبالتالي إيجاد المفاتيح المناسبة لدعوتهم.
السبب الثاني: رغبتي الشخصيّة في لقاء المسلمين هناك: من المعلوم أن في تلك البلاد أقليّاتٌ مسلمة تحتاج إلى من يلمس همومها، ثم إن لديها من الاحتياجات الدعويّة والشرعيّة والاجتماعيّة، وليس حديثي عن مسلمي أوروبا فحسب، بل هو كذلك يشمل بطبيعة الحال المهاجرون واللاجئون، وهل هم حقّاً (كما يظن البعض) يعيشون في أمنٍ وسلام، وراحةٍ واطمئنان، وطيب خاطرٍ وسعة رزق؟ وهل حصلوا على مبتغاهم الذي لأجله هجروا الأوطان وفارقوا الأحباب؟ فكان النظر لهذه الأطياف عن كثبٍ هدفاً رئيساً من أهداف الرحلة.
السبب الثالث: للزوجة أقارب في النرويج، ولي كذلك، فكان في قصد تلك الدولة فرصةً عظيمة يُتاح لي فيها أن أصل الرحم، ولربما غاب مثل هذا الهدف عن أذهان بعض (رحّالتنا) غفلةً عن الأحاديث التي توصي بالجار، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) رواه البخاري.
وحديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال :(الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله) رواه مسلم.
السبب الرابع: زوجتي حامل!! وكانت النيّة مبيّتةً في أن تلد في النرويج بجانب أهلها بدلاً من الولادة بعيداً عنهم.
السبب الخامس: التقرير الشهير الذي خلب لُبّي واستحوذ على تفكيري :(النرويج...الفاتنة المنسيّة)، ومن خلاله رأيتُ طرفاً من ثوب "النرويج" المطرّز بالجمال الأخّاذ، وما كنتُ أظنّ أن الله تعالى خلق بلاداً كهذه جمالاً وجلالاً...ونحن الذين لم نعلم أو نُدرك من الطبيعة وألوانها إلا ما نراه من أشجار شبه جزيرتا الصحراوية، بخضرتها البلحاء باهتة اللون.
السبب السادس: كانت العرب تقول: المستحيلات ثلاثة: وهي: الغول، والعنقاء، والخِلّ الوفيّ.
وبالنسبة إليّ فقد كنت أقول: أساطيرُ سمعت عنها: غاباتٌ غنّاء...وأنهارٌ تجري..وبحيراتٌ واسعة..وثلجٌ متراكم...كلّهنّ أمورٌ كنت أراها محض خيالٍ أو أحلامٌ بعيدة عن متناول اليد.
وما كان لي من سبيل إلى التحقّق من هذه المستحيلات إلا بالذهاب إلى تلك الدولة الاسكندنافيّة التي تُدعى بالنرويج...
ولكن ماذا عن التخطيط؟
تلك هي القصاصة القادمة.
(قمتُ عمداً بإضافة بعض الصور رغم أنه استباقٌ للأحداث حتى لا تملّ عين القاريء...مع وعدٍ بالمزيد والمزيد منها...والله الموفق)
اخى الكريم ...........حياك الله فى الزاد ...........الدول الاسكندنافيه قليل من يتكلم عنها والمعلومات حول هذى البلاد شحيحه وبالتقرير هذا ان شاء الله ستفستح للكثير باب من المعلومات والصور الرائعه متابعين اخى
شكله تقرير راح يغير في خريطة السياحة الأوروبية القادمة ، مع تميز في البدايات
متابعين وفي المقاعد الاولى
زاد المسافر ،،، زاد كل مسافر
زاد المسافر ، حيث نلتقي على محبة ، وآخاء ومودة ، حيث لا تجمعنا مصلحة دنيوية ، نكتب ، نستمتع ، نتعارف في جدود الأدب والأخلاق ، نفتخر بوجود أمثالكم بيننا ، فنحن منتدى النخبة ، ومن يسجل معنا ، ويشارك ويساعد ، هو من النخبة بلا شك