أحيكم بتحية الإسلام ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. جمعة مباركة وبعد ..
صليتم على النبي
اليوم السبت 21/6/1433هـ الموافق 12/5/2012م
استيقظنا ولله الحمد لصلاة الفجر وعدنا إلى النوم حتى الساعة الثامنة .. نزلنا التاسعة تماماً فوجدنا أخونا أحمد في انتظارنا ..
خطة سيرنا اليوم جنوبية في غالبها..
زيارة مدينة صيدا .. و جزين .. ثم الشوف وما يحويه .. وصولاً لعالية ..
مررنا أولاً في بيروت على منطقة صخرة الروشة لأخذ الصور ثم سرنا في الطريق جنوباً نحو صيدا..
تبعد صيدا عن العاصمة قرابة الأربعين كيلو متر تُقطع في ساعة إلا قليل ..
تعرفنا على أخينا أحمد أثناء سيرنا و تجاذبنا معه أطراف الحديث ..
طلبنا منه التوقف عند أحد المخابز للإفطار فأشار إلينا بمحل أبو عرب أخذنا منه الكعك ..
الكعك.. هو خبز مرشوش بالسمسم يحشى بما تطلب من لبنة أو جبنة و بالإضافات التي تحب من زيتون وزعتر
وهو أشبه بالشريك عندنا في الحجاز و وبالسميط في تركيا ..
أخذنا إفطارنا و استمرينا في الطريق .. حدود العاشرة كنا عند مرفئ الصيادين بصيدا وهو مقابل للقلعة ..
القلعة .. على البحر بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر .. ولكنها تبدو مهملة ..
في الشارع المقابل خان الإفرنج .. بناء أشبه بالقلاع من حيث المكونات ..
تصميمه جميل فريد .. يحكي دقة و إتقان .. بني بأمر الأمير فخر الدين المعنى أو المغني ( كلاهما ورد ) ..
له باحة كبيرة في وسطه .. محاط بممر من الأقواس و القباب ومن بعدها غرف و قاعات ..ذا طابقين
كان مركزاً للتجار الأجانب القادمين من أوروبا في ذاك الزمان .. وحالياً هو مزار أثري
بداخله متجر صغير يبيع الهدايا و التذكارات الجميلة و المميزة للبنان يعود ريعه لعلاج مرضى الصرع .. شفاهم الله و أجاركم ..
وبداخله أيضاً مكتب لوزارة السياحة يعرض و يوزع منشورات تعريفيه بالمناطق و المزارات الجميلة ..
خرجنا من صيدا بعد ساعة تقريباً من صولنا متوجهين شرقاً نحو جزين ..
طريق متعرجاً " متعرجٌ " جبلي كجل طرق لبنان الجبلية الخضراء الجميلة نمر على المزارع و الضياع..
وفي نصف ساعة تقريباً كنا فوق شلال جزين ..
جزين .. بلدة صغيرة على حافة جبل ينحدر منه شلال يصب على الوادي .. وادي جزين
وعلى حافة الجبل ترى البيوت و المطاعم و المقاهي المطلة على الشلال و الوادي ..
في منظرٍ جميل تمتزج فيه الطبيعة مع صنع الإنسان ..
جلسنا في مقهىً مجاورٍ للشلال نستمتع بالمنظر و نرتشف فنجانً من الشاي .. يتطير علينا الرذاذ ..
اتجهنا بعد هذه الاستراحة الممتعة شمالأ نحو الشوف ..زرنا في منطقة الشوف عدة مزارات و مناطق جميلة ..
بلدة دير القمر وبها بيت الدين و وقلعة موسى ومغارة عين وزين ..
ثم صعدنا لمحمية الأرز ( أرز الشوف ) بالبوريك .. وختمنا زيارة المنطقة بنبع صفا للغداء ..
في ساعة إلا ربع و صلنا لدير القمر حدود الواحدة ظهراً بدأنا ببيت الدين ..
بيت الدين .. هو قصر للأمير بشير من آل شهاب في القرن التاسع عشر .. أمير لبنان مستقلاً عن العثمانيين في حينه وبرضاهم ..
والقصر أشبه بمتحف الباب العالي باسطنبول .. فناءٌ كبير تقام فيه الاستعراضات العسكرية و الخيول ..
وفناء داخلي و قاعات خاصة و عامة بأحجام مختلفة وحُجرٌ وحمامات وشرفات تطل على داخل القصر و خارجه ..
بني بالحجر اللبناني و أحضرت أجزاء من مواد بنائه كالرخام و السرميك من تركيا و إيطاليا ..
اشترك في بنائه المهرة من البنائين اللبنانيين و والمهندسين الأوربيين بني في عشرة أعوام ..
تحفة فنيه غاية في الإبداع و الجمال .. جلنا في القصر ساعة ..
تقام فيه حالياً مهرجانات و حفلات في المواسم السياحية .. وهو مقر صيفي لرئيس لبنان ..
انتقلنا إلى مكان قريب حيث قلعت موسى ..
وهو بالأصح متحف صمم على شكل قلعه .. بها شخصيات شمعيه تحاكي جل الحياة اللبنانية القديمة ..
المهن و الصناعات .. العادات و التقاليد .. لكافة مللهم و نحلهم و أعراقهم ..
وتعرض نماذج لأثاثهم و لحليهم .. وكميات هائلة من الأسلحة.. البنادق و المسدسات .. السيوف و الخناجر و الرماح ..
وفي ركن صغير جميل بما حوا من أدوات تراثية و مفارش جلسنا لشرب القهوة المرة و الحلوة ..
وبعد برهة خرجنا متوجهين إلى مغارة عين و زين ..
تجويف وسط الصخور بسبب المياه .. تكوّن عبر الزمن فكون أشكال طبيعية ..
وفي تلك التجاويف تكونت طبقات كلسية من أثر الرطوبة أضافت إلى المكان بريقاً ..
تشعر داخل المغارة بالبرد .. وتسمع صوت المياه .. هي أشبه بمغارة جعيتا التي سيأتي ذكرها ..
إلا أنها أصغر منها حجماً وتجويفاً.. ويسمح فيها بالتصوير .. وقد اكتشفت عام 2007م ..
خرجنا من المغارة باتجاه جبل الباروك ..
جبل الباروك .. من سلسلة جبال لبنان وتقع عليه محمية أرز الشوف ..
الأرز هو رمز لبنان و شعارها .. وهي شجرة معمرة تصل أكبرها عمراً في هذه المحمية إلى ثلاثة آلف سنه ..
شكلها جميل و هي من فصيلة الصنوبريات .. وليست الرز كما كنت أعتقد و يستشكل ذلك علي ..
تمتد جذورها ضعفي ارتفاعها مما جعلها ثابتةً صلبةً مثبتةً للأرض من تحتها ..
محمية الأرز غابة صنوبريةٌ جميلة .. هواؤها نقي.. سماؤها صافية .. تغرد على أغصانها أنواع الطيور ..
تفرز الأشجار مادة صمغية عطرية كرائحة العود .. أعطت للمكان رائحة رائعة ..
تمر بالمحمية كل عام مجموعات من الطيور المهاجرة .. تمتد المحمية لمسيرة ثلاث ساعات ..
يحكون أن بها بحيرة يجتمع عنده بعض الحيوانات البرية في منظرٍ طبيعيٍ ممتع كالتي نراها في البرامج الوثائقية ..
يعمل بالمحمية مجموعة من شباب الباروك المتخصصين في البيئة و الزراعة..
يعملون في إدارتها و إرشاد الزائرين و في الحراسة من المخربين .. سار معنا في هذه الجولة الأخ وسام أحد المسئولين و المرشدين ..
لا يسمح بزيارة المحمية بدون مرافقٍ منهم .. وهو من زودنا بتلك المعلومات عن المحمية ..
يبيعون بعض المنتجات الطبيعية يعود ريعها لأهل البلدة و المحمية .. العسل و المربيات و المخللات ..
قضينا في المحمية وقتً ممتعاً قارب الساعتان وعلى حدود الساعة السادسة توجهنا إلى نبع صفا..
منطقة خضراء جميلة تجتمع فيها المياه وتكثر فيها المطاعم و المقاهي .. تناولنا غدائنا هناك
وسرنا شمالاً إلى أن وصلنا إلى الطريق بين سوريا و بيروت سلكناه باتجاه الغرب ..
مررنا ببلدة صوفر ثم بحمدون حتى وصلنا لعالية وقت غروب الشمس ..
المنظر من عالية لبيروت جميل و لكن الجو غيرُ صافٍ لهذا لم تكن الصور واضحة بالقدر الكافي ..
رفع المؤذن الله أكبر .. إذان المغرب .. فانشرح صدري لهذا المكان ..
بحثنا عن مسكنٍ نبيت فيه الليلة .. فوجدنا مكاناً لا بأس به لا يصلح إلا لمارٍ يغمض عينيه ثم يسير ..
طلبنا من أخينا أحمد أن يعود إلينا في التاسعة صباحاً ..
دخلنا و استرحنا و صلينا ثم نزلنا أسفل الفندق لقضاء بعض الأمور على النت ..
خرجنا نسير في الشارع العام فالجو كان رائعاً للغاية سرت لنصف ساعة ثم عدة لأنام .. فلم أستطع ..
فالمطاعم المجاورة بدأت سهراتها وبأقصى مكبرات الصوت وكأن الشارع كله في مهرجان .. لا حول و لا قوة إلا بالله ..
فاضطررت لإقفال النوافذ و تشغيل التكيف على الرغم من أن الجو في غاية الروعة ..
وهذه حصيلة اليوم من الصور ..
.
.
الروشة صباحاً
.

.
.
قلعة صيدا
.

.
.
مرفئ صيدا
.

.
.
خان الإفرنج
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.
الطريق إلى جزين
.

.
.
شلال جزين
.

.
.
يظهر في الصورة هذا القوس الجميل .. سبحان الله
.

.
.
المنظر من منطقة الشلال
.

.
.

.
.
الطريق إلى منطقة الشوف
.

.
.

.
.

.
.
بيت الدين ( مداخله و ساحاته )
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.
إحدى الشرف الجميلة من الخارج ثم من الداخل
.

.
.

.
.

.
.
بعض حجر القصر يظهر عليها الطابع الدمشقي
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.
القاعة و المكتب الرئاسي الصيفي
.

.
.

.
.
متفرقات من أنحاء القصر
.

.
.

.
.

.
.
متحف قلعة موسى
.

.
.

.
.
معلم الصبيان القران
.
.

.
.
عرقسوس .. تمر هندي
.
.

.
.
المصور
.
.

.
.
تنور الخبز
.
.

.
.
الدبكة
.
.

.
.
صناعات تقليدية
.
.

.
.
القهوة
.
.

.
.
جلسنا و شربنا القهوة الحلوة و المرة في هذا المكان
.
.

.
.

.
.
رجال دين خلفهم مزارعين
.
.

.
.
مجلس الأمير
.
.

.
.
المنظر من القلعة
.

.
.

.
.
مغارت عين و زين
.

.
.

.
.

.
.

.
.
النزول للمغارة من هنا
.

.
.
محمية أرز الشوف
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.

.
.
هذا الكوخ عند مدخل المحمية لبيع المنتجات المحلية و بجواره غيره عُرض لنا فيه فلم و ثائقي عن المحمية
.

.
.

.
.
في نبع صفا كان الغداء و هذه المقبلات
.

.
.

.
.
الطريق بين سوريا و بيروت
.

.
.
صوفر
.

.
.
عالية و مسجدها
.

.
.
منظر بيروت من عالية و لكن الجو كما أخبرتكم لم يكن صافياً بالقدر الكافي
.

.
.

.
.
صليتم على النبي
موعدي معكم إن شاء الله الجمعة القادمة
.............................. .............................. .........