مايك أكوينو
التسوق في كوالالمبور يمكن أن يكون تجربة مجزية جداً. سوف تجد مركزاً تجارياً أو سوقاً أو سوقاً ليلياً (باسار مالام) تقريباً في كل ركن من العاصمة الماليزية ويمكن الوصول لغالبية هذه الأماكن إما من خلال خطوط سكك الحديد الأحادية أو القطارات الخفيفة (LRT). ويعد التسوق في كوالالمبور من عوامل الجذب في المدينة حيث تقوم الحكومة برعاية موسم تخفيضات على مدى ثلاثة أشهر من يونيو وحتى سبتمبر. في هذه المقالة، سوف نشرح لكم ما يمكنكم شراءه في كوالالمبور وأين يمكنكم العثور على ما تبحثون عنه.
ماذا تشتري
كوالالمبور هي ملتقى كل ما هو مصنوع في ماليزيا من الفخار والأخشاب ومنتجات النحت ومنتجات الأغذية والأقمشة التقليدية من الولايات الماليزية البعيدة، فيمكن العثور على كل ذلك هنا. أما ولاية سيلانجور المجاورة، فهي تُعرف أيضاً بمصنوعات القصدير عالية الجودة والتي يمكن شراؤها تقريباً في أي منفذ بيع أو من المصنع مباشرة.
إذا كنت في السوق لشراء الأقمشة الماليزية المميزة، فابحث عن المحلات التي تبيع كاين سونجكيت: وهو قماش منسوج من الحرير أو القطن ومطرز بالخيوط الذهبية أو الفضية. الخيوط المعدنية تعطي طابعاً براقاً على القماش غير اللامع والأشكال التي يشكلها النساجون المحترفون لها طابع ماليزي مميز. الأشخاص العاديون يرتدون أقمشة السونجكيت فقط في المناسبات الخاصة والملابس الغنية المصنوعة من سونجكيت غالباً ما يرتديها النخبة الماليزية.
قماش وملابس كاين سونجكيت تأتي في العديد من الأنسجة والألوان والأشكال: التصميمات البسيطة ليست باهظة الثمن ويمكن العثور عليها بسهولة تقريباً في كل مكان، ولكن منسوجات سونجكيت ذات التصميمات الأكثر تعقيداً يمكن أن تكلف الآلاف من الرينغيت الماليزي للياردة الواحدة بما يعكس المجهود والفكر المبذولين في صناعتها.
لشراء كاين سونجكيت، يمكنك الذهاب إلى ويسما ياكين في مسجد إنديا بكوالالمبور. ويسما ياكين معروفة بمحلات الخياطة والأقمشة العديدة. الأمهات الماليزيات عادة ما يذهبن إلى ويسما ياكين لشراء الملابس المصنوعة لعيد الفطر.

لطالما كانت ولاية سيلانجور الماليزية معروفة بمصنوعات القصدير عالية الجودة، والقصدير هو نوع من المعادن يستخدم عادة في صنع آنية الطعام والشراب وأدوات المكتب. وقد نمت سيلانجور بشكل كبير نتيجة صناعة التنقيب عن القصدير حتى أن كوالالمبور بدأت كمحطة تجارية تخدم عمال مناجم القصدير.
واليوم، يقوم مصنع رويال سيلانجور بإنتاج أفضل أنواع القصدير ويعد المورد الأكبر والأهم لمنتجات القصدير في ماليزيا. رويال سيلانجور ينتج منتجات القصدير عالية الجودة حتى أنه يورد لسلطان ولاية سيلانجور ومن هنا جاء اسم “رويال” أي “الملكي”.
بينما يمكنك أن تجد منتجاتهم في أغلب مراكز التسوق حول كوالالمبور، إلا أنه يمكنك استكشاف تاريخ وفن صناعة القصدير في مركز زوار رويال سيلانجور في سيتاباك جايا والتي تقع على بعد 8 كم تقريباً في الشمال الشرقي من وسط المدينة. وعلى مقربة من المدينة، يمكنك زيارة المنفذ الرئيسي لرويال سيلانجور في الدور الأول من Surai KLCC.
مراكز التسوق في كوالالمبور
هناك بالطبع أكثر من مجرد أطر الصور المصنوعة من القصدير والأقمشة الجميلة في كوالالمبور، فمراكز التسوق العديدة في المدينة تكتظ بالأجهزة الالكترونية وملابس الماركات العالمية والكتب والعطور.
المثلث الذهبي أو Golden Triangle هو المركز الواقع في قلب خريطة التسوق لكوالالمبور: فأنت تذهب هناك لشراء تشكيلة واسعة من المنتجات من واحد من مراكز التسوق العديدة في المنطقة. ويعد Surai KLCC الواقع أسفل برجي بتروناس المعروفين أكثر محطات التسوق شهرة في كوالالمبور حيث يوجد به محلات أزياء وأحذية واكسسوارات ويشارك البرجين نفس المدخل.
وتعد Bukit Bintang Plaza إحدى مراكز التسوق الأولى في المدينة ولازالت جهة هامة للمتسوقين حيث بها محلات اكسسوارات الموضة والمنتجات الرياضية والأحذية والملابس. بالنسبة للأجهزة الالكترونية، يمكنك زيارة Low Yat Plaza للحصول على أقل الأسعار الممكنة لأجهزة اللابتوب (الكمبيوتر المحمول) والأجهزة اللوحية (tablets) وغيرها من الأجهزة الالكترونية. ويمكن العثور على أشهر المحلات العالمية مثل ديور وكنزو وفالانتينو وغيرها في Starhill Gallery بجانب فندق ماريوت.
من أجل تجربة تسوق ماليزية تقليدية، يمكنك الذهاب إلى Jalan Tuanku Abdul Rahman حيث المباني العديدة التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية وتمثل بعض المنشآت الأثرية التي لازالت في حالة جيدة في كوالالمبور. ومن بين هذه المباني سوف تجد تشكيلة واسعة من مراكز التسوق مثل Sogo Department Store وPertama Complex.
ويوجد أشهر الأسواق الليلية في كوالالمبور في تلك المنطقة، في المساء من كل سبت، حيث يتم منع مرور السيارات فيLorong Tuanku Abdul Rahman ويصبح مكتظاً بالأكشاك والباعة الجائلين الذين يبيعون جميع أنواع المنتجات من المنتجات المحلية إلى الهدايا التذكارية السياحية الرخيصة إلى مأكولات الشارع الحلال واللذيذة جداً.
بالقرب من Jalan Tuanku Abdul Rahman يوجد Jalan Masjid India وهي البلدة الهندية داخل المدينة حيث تباع المنتجات الهندية مثل الأساور والفضيات والمشغولات الذهبية وأثواب الساري.

وأخيراً، Chinatown هي أفضل مكان لشراء الهدايا التذكارية الرخيصة، فتوجد المحلات والباعة الجائلين في شارع بيتالينج الشهير المغطى بالخيم الخضراء، يبيعون جميع أنواع البضائع الرخيصة من الأشياء المقلدة للماركات العالمية إلى المأكولات المحلية اللذيذة. ونحن ننصح المتسوقين في شارع بيتالينغ بالمساومة والتفاوض، إذا كنت تريد الحصول على أفضل سعر لمشترياتك.
ويعد Pasar Seni أو السوق الرئيسي في Chinatown هو سوق الأطعمة الطازجة سابقاً وحالياً هو بازار لبيع المنتجات الماليزية مثل منسوجات كاين سونجكيت وأقمشة الباتيك والمصنوعات اليدوية.

عاصمة سابا كوتا كينابالو تطفو على خليج جميل وتداعبها الشمس وتعتبر مدينة كي كي بالنسبة للمحليين هي مكان رائع للتسوق ، لتناول الطعام ، والاستكشاف . وفي هذا اليوم جئنا انا وصديقي جيف على الدراجات الى المدينة للحصول على سلسلة جديدة لدراجته.
اول شىء قمنا به في الصباح هو الاتجاه الى المياه لالتقاط صور لخليج االمدينة فائق الجمال ، حيث ان جزر بيولاو غايا وبيولاو سيبانغار تشكل اطار جميل للتصوير الومانسي . ويعج رصيف الميناء بالحياة مع سوق الصباح ، والباعة المتجولون يقومون ببيع كل شىء ابتداءا من ملابس الاطفال الى السمك الحي واكياس من الليمون الاخضر اللامع . اكوام من المانجا الصفراء الطازجة وصناديق من الرامبيوتان وافضل ما انتجته الارض من الفواكه ، جوز الجندم الداكن الارجواني ، روائح وعصائر لذيذة ورخيصة ويرحبون بك طوال تجوالك على طول الخليج .
يعتبر الفطور كل شىء . ويتكون من بوفيه باسلوب الضيافة الماليزية ، شعيرية مقلية ، كمية من البيض المقلي ، نقانق باحجام صغيرة ، شذرات الدجاج . والباعة على جنبات الطريق يبيعون الساندويشات والارز اللزج المعالج . وتقدم المطاعم الصينية اطعمة ة صينية تقليدية مثل عصيدة الارز ويو تياو . هنالك الكثير من الصينيين في بورنيو لدرجة ان هنالك جريدة صينية لتقرأها اثناء تناولك حليب فول الصويا . تناولت فطوري المفضل ، وهو روتي محشو بالبيض ويقدم مع صلصه كاري وشاي ليمون ساخن ، اود ان ابقى هنا بعد التقاعد .
قي هذا الصباح كنت في مهمة : لشراء هدية لزوحتي واطفالي . تحب زوجتي البهارات ، لذا توقفنا عند باسار بيسار ، وهومبنى سوق ضحم بجانب الخليج . توقفناوشممنا رائحة الكمون ، القرنفل ، الثوم ، الليمون ، الجمبري المخلل ، لحم الخنزير ، الكرات والكزبره . سمعنا صوت الالات وهي تفصل جوز الهند عن القشرة . ان الالوان الكثيرة – الموز الاخضر واللومي ، والبذنجان الاسود الارجواني الافوكادو ، الشمام ، البرتقال ، فاكهة التنين الملونة – تجعلك نجم في التقاط الصور .
الخطوة الاخرى : منطقة شارع روانغ تيونغ هوا ، سوق النسيج . في هذا المكان تقدم المحلات اقمشة من جميع مناطق اسيا من الباتيك الاندونيسي الى الساري الهندي . ويمكن ان تساوم وتمزح ايضا حيث قمت بالمزاح مع ادى الفتيات التي قامت ببيعي ترباس من القماش بطباعة جميلة رائعة . كانت بورنيو موقع اول جمهورية اسيوية ، حيث ادار هاكا جمهورية لانغ فانغ في عام 1777.
كاي يوم من ايام الاسترخاء ، فانني مليىء بالمهمات . فبطاقتي 8 جي بي مليئة بالصور اثناء قيامنا بنزهة على الدراجات الهوائية عبر بروني وساراواك ، لذا توقفنا لشراء بطاقة جديدة ومن ثم تاولنا القهوة عند ماكدونالد – هنالك الستار باكس والكي اف سي ايضا. وبالعودة الى الفندق لدفع اجرة تنطيف الاسرة وكذلك الحمام ، اخذنا دراجة جيف الهوائية واتجهنا الى محل دراجات قريب . كان المالك صينيا ومن ثم تحدثنا اليه باللغة الماندارينية والانجليزية بينما هو يعمل . وقد كان ودودا ويقدم المساعدة مثل اي شخص في سابا ، لم ياخذ شيئا مقابل الخدمة . تناولنا الغداء في بوفيه تقم دجاج مشوي ولحم بالكاري ، بطاطا بالكاري ، جمبري على البخار ,كذلك اصناف خضراء عديدة وكذلك روتي . انني احلم بالتقاعدوالبقاء في هذا المكان الملىء بالروتي .

بوفيه في كوتا كينابالو . تصوير : مايكل تيرتون .
بعد تناول الغداء تجولنا في سوق جايا ، الملىء بالسياح ، الحقائب على ظهورهم ، والمحليين يبحثوون عن صفقة . انه مكان رائع لشراء هدايا تذكارية .

جيف في سوق جايا , تصوير : مايكل تيرتون .
بعد يوم شاق من التسوق وتناول الطعام ، احتجنا الى الراحة . وجدنا انا وجيف بار دافىء حيث اخذنا استراحة مع الكتب والبيره - قدم لنا النادل كأسا مجانا . والتفكير بالعودة الى بلدة كي كي والتفكير في التقاعد فكرة جيدة . وهذا التفكير خطر ببالي عندما كنت اتناول طعام الدجاج المشوي .
عند المساء ! قمت انا وجيف بالعودة الى المياه للاستمتاع بالغروب . وعند اقترابنا من الخليج ، واجهنا خيارات قاسية : سوق الليل الفلبيني لتناول الطعام البحري المشوي والفواكه او قرية بورتفيو للطعام البحري ، على طول السطح الخشبي هنالك العديد من المطاعم والبارات التي تبيع اطباق محلية وغربية ؟ وقد وقع الاختيار على الخيار الاول حيث الحبار والمك والربيان النمر الذي هو بحجم ذراع الرجل . وقمنا بعد ذلك باحتساء البيره والتجول على الخليج . وهتالك الازواج يتمشون ويتمسك احدهما بالاخر وكذلك اشخاص يوجهون كاميراتهم الى غروب الشمس وكأنهم في عبادة . ونظرت الى اشعة الشمس البرتقالية في وسط السماء الارجواني ، وفكرت في التقاعد هتا ايضا .

جمبري وسمك مشوي في سوق الليل الفلبيني . التصوير : ميكل تيرتون .
إن كنت قد استمتعت بهذا المقال و تود اكتشاف المزيد عن السفر لماليزيا, من فضلك قم بزيارة موقع ماليزيا للسياحة

ماشاء الله البحري شغااال
الله يعطيك العافية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تقرير جميل

روماه باندونغ هو منزل شعبي طويل بني قبل ستين عاماً من الآن، ويقع بالقرب من بلدة كابيت في محافظة ساراواك الماليزية. يقطن هذا القصر حوالي أربعون عائلة من عرقية الإيبان والمشهورة بقطع رؤوس الأعداء، بالإضافة غيرها من العادات.
هذا صحيح، فهم يقطعون الرؤوس. وبوجود أربعين عائلة فهذا يعني أن العديد منهم ما زالوا موجودين في عصرنا هذا. بالرغم من ذلك فأنا سعيد لمعرفة أنّهم قد تركوا مثل هذا العمل بعد الحرب العالمية الثانية لأنني اخترت المكوث معهم مدة ليلتين. وبصراحة فأنا لا أرغب منهم الحصول على أية معلومات.
في البداية عندما وصلت روماه باندونغ كان من أول الأشياء التي رأيتها جماجم معلقة بعوارض خشبية أمام بيليك (باب) مجلس الزعيم. سواء كان ذلك تحذير للزوار غير المنضبطين أو فزاعة بشعة للسياح،، من يدري؟ في كل الحالات التفت إليها بشكل سريع، فقد كان هناك أشياء أخرى كثيرة بانتظاري رؤيتها.

جماجم معلقة على عوارض خشبية. التقط الصورة: جوان لين
يبعد هذا البيت الطويل عن بلدة كابوت ساعة بالسيارة في الأحوال العادية، والمار من هناك يعبر جسراً معلقاً. لقد كان هذا المشوار مصدر إثراء لرحلتي بطريقة أو بأخرى، وقد أضفى على تلك التجربة رونقاً من الإثارة والمغامرة.
أمّا “الروؤاي” (الشرفة) فقد ربطت البناء الذي يبلغ طوله مئة متر بأبواب تؤدي إلى مناطق خاصة بالعائلات. لقد كانت الشرفة منطقة مشتركة حيث قامت النساء هناك بتجفيف الحبوب، وتقطيع السمك، والقيام ببعض الحِرف اليدوية، ورعاية الأطفال، وتبادل الحديث. أمّا الرجال فقد تجمعوا مع بعضهم البعض للتدخين ولإصلاح شبكات الصيد ونقش السنارات. لقد أعطت هذه النشاطات جواً من الوحدة والتشارك.
لقد أعطتني القبيلة سكناً مدفوع الأجر مقابل الإقامة مع الزعيم “توا روماه باندونغ تاجوك” وعائلته. فقد عاش أبناؤه المتزوجين مع عائلاتهم في سلسلة حجرات بنفس المسكن، أمّا الأفراد غير المتزوجين فقد ناموا في غرفة الجلوس أو بجانب مسكن الضيوف، وعادة ما يكون هذا الجزء طابقاً علوياً أو صالون للجلوس.

الجزء الذي يبلغ طوله مئة متر في البيت الطويل. التقط الصورة: جوان لين.
كان هناك كهرباء وتلفاز، ورأيتهم أيضاًُ يستخدمون الهواتف النقالة. أمّا غرفهم فهي تتسم بالبساطة والبدائية، ولكنها مريحة. وقد استخدمت مساحة خارج المنزل لأغراض الغسيل وقضاء الحاجة، لكنّ معظم الناس كانوا يستحمون في النهر.
قلة قليلة من هؤلاء تحدثوا الإنجليزية ولكن هذا لم يقف عائقاً أمامنا. أمّا زوجة الزعيم وبناته فقد قمن بتحضير وجبات شهية وبعض الخضار، حيث تناولناها بشكل جماعي على سطح المطبخ. من لقد كان هذا شيئاً رائعاً بالنسبة لحياة العائلة.
قضيت اليوم الأول لعباً مع أحفاد الزعيم، واستحماماً بالنهر، واستكشافاً لأحصل على روح من تناغم هذا المنزل الطويل. معظم القاطنين كانوا من المزارعين وقضوا أيامهم في العمل في حقولهم الزراعية. كان هناك أيضاً مدرسة في الموقع لتعليم الأطفال الصغار. وفي المساء يعود العمال لمنازلهم ويتجّمعون على الشرفات.
قمت في اليوم الثاني بمرافقة الزعيم وبعض أفراد عائلته وبضع عشرات من العمال إلى حقولهم. جلسنا خارجاً في وقت الفجر ومشينا ما مقداره ثلاثون دقيقة عبر التلال والأنهار بغية الوصول إلى ما بدت لنا أنّها مراعٍ هضبية محترقة.
لم يبد المرعى على أنّه يبشر بمستقبل زاهر كثيراً، ولكنني فكرت ملياً وقلت في نفسي بأنّ هذه المراعي كان يجب أن تنظف مسبقاً، وأن يعاد زراعتها في رحلة اليوم. عندما جلسنا لتناول طعام الفطور أحضر أحد كبار السن دجاجة وذبحها، وقد كان هذا الرجل موشوماً بشعارات ليبرالية. عندما قام الشيخ بتغطيس الريش في الدم ووضعها في صحن الطعام – ربما لمباركة عملنا – أعيد إلى ذهني مشاهد قطع الرؤوس مرة أخرى.

وليمة وجبة الغداء بعد نهار مليء بالتعب في الحقول. التقط الصورة: جوان لين.
على أية حال لم تمض سوى بضع دقائق حتى أدركنا أن الدجاجة من نصيبنا، وقد قام الزعيم بحرق ريشها وبدأ بتحضيرها للطعام. في هذه الأثناء بدأ الرجال بحفر الحفر في الأرض وغرسوا فيها العصي. أمّا النساء خلفنا فقد انشغلن بتعبئة الأكياس بحبوب الأرز.
بعد مشاهدة ذلك، انضممت لمساعدة النساء. وما هي إلا لحظات حتى خُدِشت، وقد بدأ العرق ينزل من جسدي وامتلأت بالرماد. لقد كان هذا عملاً صعباً. وعند ذهابنا للغداء ناولتني النساء قميصاً طويل الأكمام وسروالاً وقبعة زراعية مخروطية للحماية.
تجمعنا على مائدة الدجاجة والأرز والخضار في أحد الأكواخ المبنية على ضفة أحد الجداول. وقبل عودتنا إلى الحقل قفزنا في الماء لنحصل على قسط من الانتعاش والراحة. وعند بزوغ شمس الظهيرة الحارقة تساءلت إن كان بإمكاني إكمال العمل أم لا، ولمنني لم أرغب بأن أخيب ظن الطرف الآخر.
عند انتهائنا، أدركت بأنني قد حققت فعلاً المجد المنشود وقد دعاني الرجال هناك وأنا في البيت الطويل للذهاب إلى بيوتهم، وقد قدموا لي الطعام وتعاملوا معي وكأنّي واحداً منهم.
في اليوم الأخير قامت إحدى المجموعات السياحية بزيارة البيت الطويل، وقد أعطي كل منهم رشفة من “التواك”، وهو خمر مصنوع من الأرز. وقد قدم رجال العشيرة لهم الطعام وأسمعوهم الموسيقى وقدموا أمامهم بعض الرقصات. أمّا أنا فكت أجلس مع عائلة الزعيم خلال هذه الفقرات، وقد بدا لي فعلاً أنّني أصبحت جزءاً من هذه العائلة حتى ولو لمجرد هذه الأيام القليلة.
—————————————

قبيلة عجيبة .. خاصة مع هذا هذه الجماجم المعلقة
نقل طيب أختي نوران عن عادات الشعوب

إنّ مرتفعات الكاميرون هي محطة هضبية تقع في زاوية سلسلة جبال تيتوانجسا في باهانج. وتعتبر هذه المرتفعات من آخر ما تبقى من مساحات الغابات الأولية في شبه الجزيرة الماليزية. فإذا كنت تحب المشي ولم تروعك المقدمة فإنّك ستحظى بمتعة المشي في المناطق الطبيعية والجبال هنا. ليس هذا فحسب، فهناك العديد من الفرص للاستمتاع بالحياة النباتية ومن ضمنها بساتين الفاكهة الرائعة.

منظر للشاي في مرتفعات الكاميرون بماليزيا. الصورة: ويل إيليز من ريدنغ، بريطانيا،
بالرغم من ذلك فإنّنا ننصحك بأخذ دليل إرشادي حول بعض المسارات، فهي في معظم حالاتها تفتقر إلى الإشارات والشواخص اللازمة. توفر لك بعض بيوت الضيافة نزهات سير مجانية على الأقدام، كما أنّ العديد من المحال التجارية والفنادق تبيع أو تزود بالمجان خرائط للمسالك المحلية. وأكثر من ذلك، ستقدم لك هذه المؤسسات النصح حول ما بإمكانك القيام به على عاتقك وما لا يمكنك.
إنّ الفضل يعود إلى الارتفاع العالي للمترفعات الجبلية في توفير المناخ البارد، حيث يمكن للفرد الاستمتاع وقضاء أجمل الأوقات. إلا أنّ عليك دائماً أن تصطحب الطعام والوجبات الخفيفة وبدلات المطر. كما عليك إخبار أحدهم بوجهة ذهابك قبل المغادرة.

زهور سحلبية في حديقة زهور، مرتفعات الكاميرون. الصورة: سارافانان.
شلالات باريت (30 دقيقة)
Parit Falls (30 minutes)
هذه المسالك هي من أسهلها للمشي على الأقدام، ورقمها 4 على الخرائط، وتبدأ من مركز بلدة تانا راتا في “منتجع صنوبر القرن” قرب “معمل التدخين القديم”. يقودك هذا المسلك مباشرةً إلى الشلالات، على الرغم من كثرة الطحالب ورطوبة المسلك وكثرة جذور الأشجار تحت القدمين. وبجانب الشلالات هناك مسلك جانبي وعليه برج مراقبة يبلغ حوالي ثلاثين قدماً يمكنك أن ترى من خلاله منظراً بهياً لحقول الشاي في مرتفعات الكاميرون.
شلالات روبينسون (ساعة واحدة)
Robinson Falls (1 hour)
هناك مسلك آخر أطول بقليل يبدأ من بلدة تانا راتا ويؤدي إلى هذا الشلال الساحق، وهو بالنسبة لك خيارك الثاني مباشرةً بعد الخيار الأول. يبدأ هذا المسلك من جنوب شرق المدينة على الطريق إلى مردي.
Boh Tea Estate (3 hours)
عزبة بوه للشاي (3 ساعات)
إذا كنت ترغب بالجمع ما بين المشي من جهة وأشهر مصدر طبيعي في مرتفعات الكاميرون، الشاي، من جهة أخرى، فخذ بعين الاعتبار هذا المسلك المؤدي إلى “عزبة بوه للشاي”. بحسب الموقع الالكتروني “لعزبة بوه للشاي” فإنّهم “المنتج الأول للشاي الأسود الممتاز في ماليزيا والعلامة التجارية الأولى والمفضلة في البلاد”. لتفحص مدى مطابقة النظرية للواقع، اذهب إلى هناك واختبر كلامهم بنفسك. للوصول إلى ذلك المكان، اسلك المسار 9أ خارج منحدرات روبنسون باتجاه الطريق الرئيسي لقرية هابو، ثم انعطف يساراً واقطع ثلاثة كيلو مترات أخريات.

مركز BOH للزوار. الصورة: لوك سينغ هون.
Gunug Beremban (4 hours)
غاناغ بيريمبان (4 ساعات)
منطقة غاناغ بيريمبان على خط عرض 1,840 هي منطقة للمشي متوسط المستوى، وبها مسالك مرصوفة جيداً. هناك عدد من الطرق للوصول إلى القمة. بإمكانك أن تأخذ المسار رقم 7 في تانا راتا. بإمكانك أخذ المسار الثاني في برينتشانغ خلف معبد سام بوه البوذي. وبإمكانك أخذ المسار رقم 3 قرب ملعب الغولف. بإمكانك أيضاً اتباع المسار المؤدي إلى شلالات روبنسون وأن تتفرع من المسار 9 إلى المسار 8. الكثير من المسافرون يعتبرون المسار الأخير المسار الأقل مشقة. وبغض النظر عن الطريق التي تسلكها فإنّ هناك مشاهد باهرة من عن القمة بانتظارك.
Gunung Brichang (4 hours +)
غانانغ برينتشانغ (4 ساعات +)
هذه القمة الأعلى في المرتفعات على ارتفاع 2032 متر عن سطح البحر، وهي ضرورة لا بد منها عند العديد من المشاة. في الحقيقة الرحلة تستحق مثل هذه القمة، فالزائر لها يبهر بمشاهد لا تضاهى للمناطق المجاورة، مع هذا فالقمة أحياناً تكون مغطاة بالغيوم. ابدأ مبكراً لتنال الفرصة الأفضل وترى المشهد الغامر من على القمة. ننصحك باصطحاب دليل لهذه الرحلة المضنية، وإلا خذ المسار رقم 1 على الطريق الرئيس شمال برينتشانغ.
—————————————

روعة المكان
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ينعقد مهرجان كعك العيد في كوالالامبور في شهر سبتمبر من كل عام، وهو ثامن أشهر السنة. الآن وقبل أن تنظروا فيما قلت لكم، كنت آكل كميات كبيرة من الكعك أو أشرب قدراً كبيراً من الكحول، دعوني أخبركم لماذا.
إنّها بسيطة جداً. إنّ السنة الصينية الجديدة تبدأ في شهر فبراير، لذلك فإنّ شهر سبتمبر ليس فعلاً الشهر التاسع في التقويم الماليزي. ولكن بغض النظر عن التقويم الذي تستخدمونه فإنّ هذا المنظر غاية في الجمال، خصوصاً أثناء الليل عندما تكون أضواء المدينة مصحوبةً بالفوانيس الورقية الملونة ذات الأشكال والأحجام المتعددة، حيث تكون معروضة خارج المنازل أو المحال التجارية أو مواكب السيارات في الشوارع.

ملفات البخور منظر شائع في مناطق ماليزيا المختلفة وبالتحديد في بعض محافظات مثل تشاينا تاون في كوالالامبور. التقط الصورة: جوان لين.
يتم الاحتفال بهذا المهرجان ابتهاجاً بنهاية موسم الحصاد، ولكنه يجسد أيضاً إسقاط أمراء الحرب المنغوليين في الصين القديمة. في هذه النقطة علينا جميعاً أن نعود إلى الوراء إلى العام 1280 لبعض الشرح. ففي ذلك العام أطاح المنغوليين بسلالة السوونغ التي حكمت الصين وفرضت ابانها سلالة اليوان.
أنت الآن بصدد السؤال عن أهمية هذه الوقائع بالنسبة لماليزيا، أليس كذلك؟ في الحقيقة هناك العديد من الصينيين في ماليزيا. وحتى فترة قريبة جداً من الزمن كانوا هم المجموعة العرقية الكبرى في البلاد. وبالرغم من ذلك فقد تغيرت الأمور الآن ولم يعودا أغلبية. وفي الوقت الذي نرى فيه ميزان القوة بات في صالح الماليزيين، إلا أنّه يتم الاحتفال بالأعياد الصينية وبصدر رحب. في الحقيقة إنّ جمهورية ماليزيا المتعددة الأعراق تحتفل بجميع الأعياد والمناسبات وبكل التقاليد، على نحو يشمل الأعياد الهندوسية، والبوذية، والطاوية، والأعياد مسيحية الأصل.
لقد عانى الصينيون من النظام المنغولي الظالم، فكان من الطبيعي أن ينتهزوا الفرص المناسبة للقضاء عليه. لقد جهزت العديد من المخططات في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن لقتال المنغوليين، وهي ليلة اكتمال القمر وبزوغه كبدر كامل. ولكي يمنع الصينيون المنغوليين من اكتشاف الانتفاضة المخطط لها، قاموا بتحضير العديد من أطباق الكعك وتشكيلها على شكل القمر وقاموا بتوزيعها تحت ذريعة تكريم الإمبراطور المنغولي. وفي داخل الكعك فقد وضع الصينيون رسالة تحتوي على تفاصيل عن الثورة المزمع القيام بها. لقد كان هذا الأجراء إجراءً ناجحاً وبالفعل فقد نجحت الثورة وصعد إلى السلطة بلاً من المنغوليين عائلة المينغ الحاكمة عام 1368.
وفي أيامنا هذه تشكل الفوانيس جزءاً كبيراً من الاحتفال، فهي تذكّر الناس بالوقت الذي كانت به الفوانيس المصدر الوحيد للضوء. إنّ الأطفال وبالخصوص يحبون هذا الجانب من المهرجان وهم دائماً يطوفون بشكل دائري وبأيديهم فوانيس على أشكال حيوانات، وعادةّ ما يعرف هذا الحدث بالتحديد في ماليزيا “بموكب الفوانيس”. هناك أيضاً مواكب فوانيس أخرى أثناء احتفالات رأس السنة الصينية.
من أحد أفضل مشاهد “فوانيس مهرجان كعك القمر” هو “معبد ثين هو” على “تلة روبسون”.في عام 2011 عقد موكب فوانيس في السوق المركزية بمدينة تشاينا تاون.
إنّ أفضل تحدٍّ في المهرجان هو بالطبع ما الذي تريدون أن تأكلونه. يتكون قالب كعك القمر الدائري من حلوى أو نكهة طيبة. وفي الغالب ما يقوم الصيني الأصغر بتقديم هذه الأطباق لمن هو أكبر منه، وذلك لكسب بعض المصالح. إنّ أكل كعكة القمر في السوق يدخل السرور والبهجة. وكذلك هو الحال بالنسبة لمضغ المعجنات المحشوة بالفاصولياء الحمراء أو لحم الخنزير أو صفار البيض الدسم. بعض هذه الفطائر محلاة بالشوكولاه أو نكهات القرفة، وبعضها الآخر يحتوي على مذاق ماليزي مميز مع أوراق الباندان ونبات الدوريان من الداخل – ما أطيبه من مذاق!

كعك القمر، الصورة: سوء تصرف (كعك القمر، حملها أتلاسلين)
إنّ المكان الأفضل لتناول هذه الوجبات الشهية في كوالالامبور هو جالان بيتالينغ في تشاينا تاون، حيث توفر لك المطاعم هذه الأطباق بصناديق ملونة بألوان لامعة.
في الوقت الذي قد لا تتعجبوا من الشكل الدائري لأطباق كعك القمر، إلا أنّ أشكالها تعبّر عن وحدة العائلة بالنسبة للصينيين. من هنا فإنّ الصينيين في ماليزيا يحيون المهرجان باجتماعات للعائلات وبالصلوات.
هناك تقاليد متبعة في هذه الإطار. ففي عائلات هاليكا وفوتشاو الصينية فإنّ المرة الأكبر تؤم بالمصلين في لحظة اكتمال البدر. قبل أن تأكل كعكة القمر يتم تقديمها في مذابح للآلهة، مع إجراءات الإضاءة المتبعة لعصي الجوس والشموع الحمر، وبالتزامن مع حرق ورقة الجوس الذهبية. وبعد ذلك بثلاثين دقيقة، يبدأ الصينيون بتناول الطعام.
خلال تناولك لطبق كعكة القمر، أبق جزءاً من نظرك للجميلة تشانغ إر. فمن قبيل الخرافة، يقال بأنّ إير ابتلعت إكسير الحياة عن طريق الصدفة، الأمر الذي جعلها خالدة لا تموت وهي الآن تعيش على القمر.
أمّا جمالها فيبدو على أنّه في ذروة شبابه في اليوم الثامن من الشهر وبعض الصينيون يحرقون البخور ويقدمون العروض بالنيابة عنها في ثامن اكتمال للقمر من كل عام.
من المهرجانات الصيني الأخرى والمحبوبة في أنحاء ماليزيا هو مهرجان الوحش الجائع.
إذا فاتتك الفرصة في حضور مهرجان كعكة القمر هذا العام فإن ماليزيا تزخر بثروة غنية من الأعياد والمناسبات العامة والخاصة. هناك أربع وأربعون عيداً رسمياً في كل عام، وتستند هذه الأعياد بشكل كبير إلى التقويم الإسلامي أو الهندوسي أو الصيني.

معبد غواندي في تشاينا تاون، كوالالامبور. التقط الصورة: كوان لين
—————————————

على عمق ثمانية أمتار تحت الماء، استدرت وسبحت ببطء وسط مجموعة لامعة من أسماك المالابار ذات النقط الصفراء. تحكمت في حركتي بأقل حركات ممكنة من جسمي ومثل الضباب الذهبي البراق، رحلت الأسماك ناظرة لي بغير اكتراث.
كان في أسواق كوتا بارو الليلية حيث عُرض علي الذهاب للغوص في جزر برهنتيان لأول مرة. بينما كنت أتناول النودلز الحارة في ذلك المساء الدافئ، سمعت أن جزر البرهنتيان بها بعض أجمل مناطق الغوص في جنوب شرق آسيا.
حتى ذلك الحين، كانت خطتي هي ببساطة أن أستمتع بقضاء الوقت على الشاطئ في تلك الجزر الاستوائية الصغيرة ثم الذهاب شمالاً إلى تايلاند لتعلم الغوص هناك.
برهنتيان بيصار وبرهنتيان كيسيل (أو برهنتيان الكبيرة والصغيرة) تقعان في جنوب بحر الصين على مسافة أقل من 20 كيلومتر من ساحل ماليزيا وجزء من محمية بولاو ريدانج البحرية الوطنية. الجزيرة الأكبر تضم منتجعات فاخرة بينما الجزيرة الأصغر هي جهة المسافرين الرحالة.

قوس الرمال الأبيض الجميل الذي يشكل شاطيء لونج بيتش في جزيرة برهنتيان كيسل. تصوير: ناتاشا فون غلديرن.
رحلة قصيرة بالمركب من كوالا بيسوت، وهي قرية صيد بالقرب من كوتا بارو أخذتني إلى شاطي برهنتيان كيسيل الطويل وهو قوس طويل من الرمال البيضاء تحفها الغابات وأشجار نخيل جوز الهند. الصبية المحليون كانوا يلعبون الكرة الطائرة مع زوار الشاطئ بينما كان أسطول صغير من مراكب الصيد الملونة تتهادى ببطء بينما هي راسية.
هناك نزل ومقاهي تحت أسقف مصنوعة من خوص النخل وكذلك مدارس الغوص. وحينئذ في ذلك المكان غيرت خططي وسجلت اسمي لدورة غوص المياه المفتوحة التابعة لاتحاد مدربي الغوص المحترفين أو بادي.
اليوم الأول تضمن قراءة الكتاب الأساسي وتعليمات السلامة وكان الوقت بعد الظهر عندما بدأت أسير نحو الشاطئ مع مدربي والمتدرب الآخر. سأكون صادقة معكم، في نهاية هذا اليوم، كنت أفكر في الانسحاب.
نجحت في تمرينات ارتداء القناع وخلع منظم ضغط الهواء. المشكلة كانت تكمن في أنه حتى على بعد أمتار قليلة فقط من البحر، لم أتمكن من التحكم في الطفو في الماء وهو أسلوب التنفس الذي يمكنك من التحكم في مستواك في الماء.
رجلي ثم بقية أجزاء جسمي استمرت في الطفو إلى أعلى وكان ينتابني الفزع من الإصابة بداء الغواص (أو مرض تخفيف الضغط). كيف يمكنني النزول إلى البحر من المركب عن طريق غطسة صحيحة؟
استمريت في الدورة وبنهاية اليوم الرابع، اختلف الأمر. الرعاية المستمرة من مدرب الغوص الخاص بي إلى جانب بناء الخبرة التدريجي جعلني أشعر بالثقة.
كانت شقائق البحر الدوارة تطفو بشكل دائري وإلى أعلى كاشفة عن جانبها الأسفل المتوهج باللون الأزرق وبينما تحركت إلى الأمام، ظهر ثعبان بحر ضخم كاشفاً عن أسنانه من داخل كهف صخري.
كما مر كائن صغير أسود وأبيض من أمام قناعي، لم أكن متأكدة ما إذا قد وصل بالصدفة ولكنه كان شجاعاً بما فيه الكفاية للنظر في عيني قبل أن يبدأ في الهروب سريعاً.
سبحت وأنا في غاية الانبهار بجدران المرجان الأرجواني ثم أشار المدرب بأن أحترس من سمكة التريجر والتي لا يمكن التنبؤ بحركاتها. سمكة التريجر الكبيرة كانت تتزن على أنفها وتأكل من المرجان بفكها الذي يمضغ الطعام، ولكن بما أنني محاطة بهذا الكم من الجمال الخلاب فلم أبالي بذلك.
المياه دافئة، حيث درجة حرارة المياه بالقرب من الشاطئ مثل حمام فاتر. إنه مثل السباحة في زجاج تقليدي ذي لون أخضر باهت.

قوارب الصيد هو مشهد مألوف على شواطيء ومياه جزر برهنتيان. تصوير: ناتاشا فون غلديرن.
الغطس في مواقع شائعة –مثل معبد البحار وحطام السكر– متاح، وكذلك الرحلات إلى الجزر التي تبعد قليلاً عن هنا مثل ريدانج ولانج تينجا. ويوجد أيضاً رحلات السنوركل.
بعد أن رجعت إلى الشاطيء، شاهدت صياداً جالساً يصلح شباكه على الرمال، ورأسه المغطاة بقبعة من القش مائلة لأداء عمله. والقارب هوبي كات منزلق بنصف بدنه فوق الماء مبحراً في اتجاه قوس قزح في نسيم بعد الظهر الذي كان يداعب بشرتي. لقد حان الوقت لتناول وجبة لذيذة وعصير سموزي من الفواكه الطازجة.
في المساء وعلى جزيرة برهنتيان كيسيل وبعد الشفق السريع، تجمع الرحالة على شاطيء لونج بيتش لمشاهدة عرض المشاعل: كرات وعصي متوهجة تلقى في الهواء وتدوير نقاط النار وقذف النار من الفم. كانت تشيع أجواء الضحك والاسترخاء والسعادة.

ألوان رائعة في وقت المساء على جزيرة برهنتيان كيسل. تصوير: ناتاشا فون غلديرن.
في آخر يوم لي في جزيرة برهنتيان، مشيت على طريق في الغابة من شاطيء لونج بيتش الذي يمر عبر مزرعة موز خضراء زاهية إلى خليج المرجان على الساحل الآخر من الجزيرة. كان لا يوجد سوى مطعمين على شكل كوخ على الشاطئ، وقمت بمشاهدة غروب الشمس الاستوائي الذي كان بلون المشمش.
قمت بإكمال دورة التدريب مع بادي في المياه المفتوحة مع Turtle Bay Divers، ولكن يوجد عدد غير قليل من شركات الغوص جميعها تقع ي صف واحد على طول الشاطيء، وهكذا يمكنك التحدث والمساومة مع عدد منها والعثور على المدرب والسعر المناسبين لك. يمتد موسم الغوص من منتصف شهر مارس حتى نهاية شهر أكتوبر.
إن كنت قد استمتعت بهذا المقال و تود اكتشاف المزيد عن السفر لماليزيا, من فضلك قم بزيارة موقع ماليزيا للسياحة
_________________________