يلا وامرى لله هقولكم على السر اللى حتشبسوت ماقالتهوش لحد غيرى
بس تحفظوا السر ولازم يكون فى بير غويط يلا بقى وامرى له
هناك شىء واحد قد لا يدفعك لقراءة هذه التقرير
وهو انه تقرير طويل حبتين
بينما هناك ثلاث اشياء تدفعك لقراءته : -
1- ان تكون مهتما بفهم سيكولوجية المرأة
2- ان تكون مهتما بالحضارة الفرعونية
3- انك تكون فاضى
أولا هناك مبدأ هام لفهم سيكولوجية المرأة الا وهو انك ابدا لن تفهمها.
ثانيا هناك مبدأ هام ايضا لفهم التاريخ الفرعونى
الا وهو ان الكل فى خدمة العرش مادام العرش يخدم الكل .
واخيرا هناك مبدأ هام لما تبقى فاضى وهو ان تحاول دائما ان تستمتع
القارىء فى التاريخ الفرعونى يستمتع فعلا بقراءته لشخصية مثل حتشبسوت
ولا أدرى بالفعل كيف غفل عنها علماء علم النفس و أطباءه
ولتكون على وعى بما اكتب هقولك تاريخها فى الانجاز .
هى ابنة الملك تحتمس الاول من الزوجة الرئيسية
وعند موت تحتمس الاول كان وريثه هو تحتمس الثانى
ولكنه كان ابن لزوجة ثانوية ولهذا لم يملك الحق الشرعى ليصبح الملك
وهنا ظهرت حتشبسوت
وهى الابنة الرئيسية و الاحق بالملك
ولكنها كانت امرأة فتزوجا وحكما معا
وعلى حظها كان تحتمس افندى الثانى ده
راجل صحته على اده وقضى فترة حكمه اجازات مرضى
وكانت هى الكل فى الكل وبقت خبرة وعرفت خبايا الحكم
وعلى غرار برنامج بين الناس
يشعر تحتمس الثانى بقرب موته فيعلن ابنه تحتمس الثالث
اللى هو ابنه من زوجة غير حتشبسوت وليا للعهد
وبدراما فائقة يموت فعلا ولكن لم يكن تحتمس الثالث الا بامبينو صغير
فوافق الجميع على تولية حتشبسوت كنائبة لغاية مايكبر
ولكن بعد سنتين اغتصبت العرش وحبست تحتمس الثالث
الفكرة هنا ان تلك المرأه استطاعت ان تضحى بأنوثتها بمزاجها من أجل العرش
مرة
لما ضحت بنفسها مع راجل لمؤاخذة عيان جدا واتجوزته
بس عشان تقرب من المنصب بتاع الملك
ومرة تانية لما قدرت تتناسى مشاعر الانثى الرقيقة
وتحبس الولد الصغير وتحرمه من الحياة فى قبو موحش
والتضحية الكبيرة
لما ظهرت للناس كرجل وعاشت كراجل
واتصورت فى المعابد كراجل
وقصت شعرها وغيرت لبسها ولبست دقن كمان
وبالوقت اتعاملت حتى من الكهنة كرجل
ولكن وسط كل تلك الخشونة يظهر سننموت وزيرها وأكثر من أخلص لها ..
ترى هل أحبته...
هل ذكرها بأنوثتها فهو الرجل الوحيد والشخص الوحيد
الذى سمحت له بأن يقترب منها بل
ويسجل اسمه وصورته بجوار اسمها وصورتها على جدران المعبد
رغم انه من عامة الشعب
لو كنت مهتما بالتاريخ الفرعونى لعلمت انه من المستحيل السماح بذلك
لكن لو كنت مهتما بسيكولوجية المراة لعلمت ان
شيئا ما تحرك فى قلب تلك المرأه جعلها تجتاز كل التقاليد
هذه المرأة ظلت تحكم مصر لعشرين عام
وتخدع الشعب المصرى الذى يصدق رجولتها وتأليهها
واشترت سكوت الكهنة بالمكافأت وتعظيم الاههم على الألهة الاخرى .
لعبت بكل الاوراق من أجل المنصب وأرضت جميع الاطراف ...
ما عدا سننموت فهى لم تقدم له شيئا
بل هو من كان دوما يساندها لتعزيز مكانتها بل
وعندما قررت ان تبنى معبدا ظل يبحث ويبحث عن تصميم له
حتى اهتدى فكرة لتصميم فريد لم يحدث من قبل ولا من بعد فى العمارة الفرعونية
وهو شىء صعب عند الفراعنة فهم ليسوا من هواة التغيير .
ولكن الاهم هنا انه وبعد ان صمم المعبد وبناه حفر لنفسه قبرا تحت هذا المعبد
ترى فيم كان يفكر وقتها ..
هل كان يحاول اقناعها بفكرة التضحية فى الحب
ام يريد ان يقول لها انه خادمها وتحت قدميها . .
هل أن تكون خادما يرضى المرأه؟
لا اظن انه كان خادما و لكنه كان عاشقا ذكيا..؟
دا مش رأى خاص بيه دا تاريخ محفوظ حتى الان
وبعد عشرين سنه من الحكم كرجل وبعد بناء المعبد و المقبرة
تأتى المفاجأة قوية ومدوية
تختفى حتشبسوت تماما
يظن المؤرخون ان تحتمس الثالث الذى كان حبيسا طوال العشرين عاما هو المتسبب
ولكن انا لا اظن فكيف يستطيع ان يفعل ذلك
ولماذا لم يستطع طوال العشرون عاما خاصة وان الجميع كان مستفيدا من وجود حتشبسوت
فمصر فى حالة اقتصادية هائلة والكهنة يعيشون ازهى عصورهم
فى رأيى ان الحب هو من وراء الاختفاء ..
فبعد عشرين سنة من الحياة كرجل
قد تكون قررت ترك العرش من أجل حبيبها (سننموت )
وتهرب معه ويختفيا للأبد وكقصة حب لم تعرف مثيل
سؤال .. هل تفعل المرأة ذلك
لو كنت مهتما بالحضارة الفرعونية لعلمت
ان حتشبسوت كانت اقوى من عشرات الرجال الذين حكموا مصر
وستعلم ايضا ان كل رجال الدولة وكهنتها كانوا يخافونها ويستيفدون من وجودها
وانه من الصعب ان ينجح تحتمس السجين من التامر عليها
ولو كنت مهتما بسيكولوجية المرأه لعلمت ان المرأة التى تنكرت لأنوثتها
عندما يأتيها فارس أحلامها الذى يستطيع ان يكشف عن جمالها المختفى
قد تترك كل شىء من اجله
حتى لو كان عرش مصر
وحتى لو كان لقب ابنة الاله الاعظم ..
فلو تحرك قلبها لقلب الموازين
وهذا هو جمال المرأه
و لو كنت فاضى
رد على التقرير