"الجزء الاول"
2/1
في نوفمبر 2012
ذهبت الى المالديف
قادماً من سريلانكا
وصلتها صباحاً
ودخلتها بعد تحقيق مطول من رجل الجوازات
ثم تحقيق آخر اطول من رجل الجمارك
وهو شيء لم اكن أتوقعه إطلاقاً
كونها بلد سياحي من الطراز الاول
ولا تطلب منا فيزة دخول وخلافه
ولعل ذلك التحقيق يعود وبشكل أساسي
الى انني كنت وحيداً
وهو شيء نادر الحدوث لسواح المالديف
فغالباً يكون سياحها من الازواج في شهر العسل
او من العوائل الصغيرة
وبعد الدخول المتعب
كان احد العاملين بالفندق
في انتظاري
غالباً
تاخذك احد الطائرات الصغيرة
والتي تقلع وتهبط بالبحر
الى المنتجع الخاص بك
وسعرها عادةً ضمن سعر الفندق
ولكن الامر مختلف بالنسبة لي
فقد حجزت فندقاً في العاصمة ماليه
والتي لا تبع عن المطار
اكثر من 10 دقائق بالقارب
الفندق على اسمه...بوتيك
اي انه ليس فندقاً بمعنى الكلمة
وإنما منزل صغير مكون من 6 غرف
وبالقرب من الاماكن الحيوية بالمدينة
اشتراه شخص الماني وحوله الى فندق 5 نجوم
غاية في الروعة والجمال
وبعد الاستراحة قليلاً
خرجت اتجول بالمدينة
وقد لاحظت ومنذ الخطوة الاولى
نظافة الأحياء والطرقات الى حد كبير
كما لاحظت انك تستطيع ان تتفاهم مع الناس باللغة العربية
بشكل افضل من الانجليزية
كونهم مسلمين اولاً
ثم ان لغتهم الاصلية بها الكثير من العربية
وذلك يعود الى التجار العرب
واللذين كانت قوافلهم ترسوا على هذه الجزر
منذ العصر الجاهلي
حتى انه يعتقد ان اسمها
المالديف
اسم عربي أصله
مهلديب
اي محل الذيب
والمالديف ارخبيل جزر
مكون من 1200 جزيرة
المأهول منها 185 جزيرة فقط
نصفها منتجعات خاصة بالسياح
اما الشعب المالديفي
فهو الاغنى في دول جنوب قارة آسيا
مع استبعاد شعوب الدول النفطية
وذلك يعود وبشكل اساسي الى عدد السياح
والذين يقدر عددهم بـ 600 الف سائح سنوياً
وهو رقم عالي جداً
لدولة سكانها يقدر بـ 300 الف نسمة
كانت المساجد بكل حي من احيائها
فنسبة المسلمون بالمالديف
تفوق الـ 99%
دخلت احد المساجد ولم يكن به اي فرش
وانما يصلون على البلاط
وهو مالم اره في اي مسجد بالعالم
ودخلت آخر وكان قديم جداً
حتى طريقة وضوئهم قديمة
كما في القرون الوسطى
فهم يغرفون الماء بهذه العصي والأقداح
مباشرة من البئر الموجودة في ساحة المسجد
وكان المسجد مليء بالمقابر
وبعد جولة دامت 3 ساعات
عدت الى الفندق لتناول الغداء
فالفندق به مطعمان
اصيطالي وآخر تايلندي
وبعد استراحة دامت ساعتان
خرجت قاصداً جزيرة فيلنقلي
وهي جزير بالقرب من ماليه
ورغم ان ماليه جزيرة صغيرة
لايتجاوز طولها الـ 2 كلم وعرض 1 كلم
الا انني طلبت تاكسي لكسب بعض الوقت
والتاكسي يأخذك بـ 20 روفيا
لاي مكان في ماليه
" 1 دولار = 16 روفيا "
وكل توقف بـ 20 اخرى
اي لو توقفت لشراء علبة ماء
فإنك ستدفع للتاكسي 40 روفيا...وهكذا
كان الجو ممتاز ولله الحمد
فدرجة الحرارة بالمالديف ثابته نسبياً
من 25-30 درجة طوال العام
ووحده المطر ما قد يعكر صفو الرحلة
وجزيرة فيلنقلي بالحقيقة
هي متنزه سكان العاصمة
فالعاصمة صغيرة ومزدحمة جداً بالسيارات والدراجات النارية
اما فيلنقلي فهي خالية تماماً من ذلك
وبها شواطىء رملية جميلة
وملاعب وحدائق عامة
بها العديد من اشجار الفواكة
وشيئاً من البيوت الصغيرة
وادركني المغيب وانا اتنزه على شواطيئها
فعدت الى ماليه
و غطيت في نوم عميق
بعد ان تناولت العشاء
"اليوم الثاني"
خرجت من الفندق بعد تناول الإفطار
وركبت احد القوارب
وانطلقنا في رحلة الى اعماق البحار
وكانت الزوارق السياحية تسابقنا تارةً
وتارةً تسابقنا الدلافين
وبالطريق تدارسنا الخريطة
وكانت الوجهة احد الكهوف
يتبع...
.
.