كان مكوثنا في مدينة بودروم للاسترخاء أكثر منه للاستكشاف حيث أمضينا معظم الوقت في السير على الشاطيء الجميل الذي يمتليء بالمقاهي والمطاعم واليخوت .. ولقد اخترنا أحد اليخوت للقيام برحلة بحرية لمدة يوم واحد وكان سعر اليخت 452 ليرة تركية ( 1356 ريال سعودي) شاملة غذاء لعدد ثمانية أشخاص مع المشروبات الغازية والمياه والشاي لمرة واحدة مع جولة باليخت من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة عصرا والتوقف في أماكن عدة أثناء الرحلة وممارسة السباحة لمن يرغب مع المرور على عيون المياه المعدنية وهذه بعض الصور من الرحلة :
(الاستعداد للتحرك من الميناء في الساعة الثانية عشر ظهراويلاحظ تقارب اليخوت)
(بعض أعضاء الرحلة وهم مسترخين استعداد للانطلاق)
(شواطيء مدينة بودروم وعليها الكثير من الفنادق والمنتجعات)
( اليخت يواصل طريقه في عمق البحر حيث يوجد مكان قال لنا الربان أنه مناسب للسباحة)
(جمال الهواء والبرودة اللذيذة أسهمت في أن يهجم النعاس على بعض أعضاء الرحلة فلم يستطيعوا مغالبة النوم فوق سطح اليخت)
( الوصول إلى المكان المناسب للسباحة حيث المياه ضحلة ويشاهد يخت كبير لبعض السياح الأجانب)
( المسافر سعد وهو يمارس السباحة رغم برودة الجو)
( إنطلق اليخت بعد ذلك نحو بعض الجزر القريبة من مدينة بودروم حيث الجبال تغطيها الأشجار) (التقطت هذه الصورة بسرعة كي ألحق بتكبيرة الإحرام وبالكاد وجدنا مساحة للصلاة تسعنا جميعا حيث كنت أنا والمسافر سعد في الصف الأخير فيما اصطف أحد الأصدقاء بجانب الإمام لضيق المساحة.. الصلاة على يخت يسير في المياه أمر عجيب فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصىى)
(حان وقت الطعام .. أرز ودجاج وسمك وسلطة وخبز ومشروبات غازية الحمد لله والشكر لله .. الصحون خلت على عروشها )
( وصلنا بعد ذلك إلى جزيرة يزورها السياح من أجل السباحة في مياهها المعدنية التي يقال أنها مفيدة لأمراض الروماتيزم والصدفية وغيرها)
( المياه المعدنية التي تخرج من باطن الجبل ولها خاصية علاج بعض الأمراض ويلاحظ وجود مقهى صغير لتناول المرطبات ولا يمكن الوصول إلى هنا إلا عن طريق اليخوت أو القوارب)
( توقفنا بالقرب من هذا المنتجع لتناول بعضا من الشاي والاستمتاع بالجو اللطيف قبل العودة إلى الميناء) ( أحد الأعضاء يلتقط صورة للذكرى قبل العودة)
لقد جعل جودت شاكر من مدينة بودروم أحد أجمل الأماكن منذ أن وصلها منفيا من انقرة مخفوراً من مركز بوليس الى اخر عبر قرى متباعدة، ولم يبلغ غايته الا بعد ستة اشهر وعند دخوله قلعة بودروم اذهله المنظر الطبيعي الخلاب الذي وقع عليه بصره في البحر الازرق المتالق الممتد الى الابدية، الهدوء التام المخيم على المكان، الجبال التي تطل على البحر متاملة، وكأنها تستأثر بالجمال دون منافس او رقيب ..
هاليكارناس بالكجي سي، هو اللقب الذي اطلقه على نفسه الكاتب التركي الشهير: جواد شاكر باشا، فشاع اللقب حتى اهمل الاسم الاصلي، انه الكاتب الروائي، والباحث الاكاديمي، والمؤرخ المدقق، والرسام الكاريكاتوري، والبحار المغامر، عالم النبات، شاعر البحر وزرقة السماء، رائد نظرية مثيرة في تاريخ منطقة بحر (ايجة) والاناضول، الرجل الشجاع الذي استطاع بمفرده وبجهوده الشخصية ن يحول مدينة (بودروم) المهملة حتى مجيئه اليها الى احدى اهم مراكز السياحة في تركيا،
ألقاكم على خير وفي أمان في حلقة اخرى من هذه الرحلة وتصبحون على خير ..