الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الموضوع كتبته سابقا للاخوة طالبي العلاج في المانيا والان اقوم بافراده في رابط لتعميم الفائدة نظرا لكثرة الاستفسارات عن الموضوع
تعتبر زراعة الكلى بجانب غسيل الكلى إحدى إمكانيتين لوضع بديل، حال وجود فشل كلوي شامل أي فشل كلتي الكليتين.
إن زراعة الكلى للمرضى بالفشل الكلوي-طالما كان ذلك ممكنا ومرغوبا فيه- غايته المرجوة في الأغلب-مقارنة بغسيل الكلى هو إعادة النشاط والقدرة للجسم، وكذلك إعادة النوعية في الحياة ، والقدرة على الاندماج المعيشي للمريض.
يكون التبرع بالكلى من أناس يعيشون فترة الموت السريري أو ماتوا جراء حادث ، وقد وضعوا وصية للتبرع بأعضائهم .وأفضل اوقات زراعة الكلى يكون قبيل عملية غسل الكلى المقبلة.
لقد تصاعدت في السنوات الماضية نسبة نجاح زراعة الكلى ، وأصبحت العملية في كثير من المستشفيات عملية شبه روتينية. فعلى سبيل المثال يبلغ عدد عمليات زرع الكلى في الولايات المتحدة الامريكية خمس وعشرين الف حالة سنويا يقابلها الفا حالة في المانيا. ويبلغ معدل نشاط الكلية المزروعة تسع سنوات، ومع ذلك يوجد كلى مزروعة تنشط عشرين سنة أو أطول. وقد أصبحت إمكانية بقاء المريض على قيد الحياة بعد الزراعة أطول بكثير من معدلاتها عند من يمارسون غسيل الكلى.
يتوجب على المرضى الذين تزرع لهم الكلى المداومة على أخذ أدوية تمنع جهاز المناعة من مهاجمة الكلى المزروعة باعتبارها اجساما غريبة، وذلك على مدار العمر-اللهم إلا إذا كان هناك تطابق في الجينات وذلك في حالة توأما البويضة الواحدة.
إن زراعة الكلى تعتبر حلا أجدى اقتصاديا، فزراعة كليةلا تكلف مع المتابعة الطبية في السنة الاولى الا كتكلفة سنتين من غسيل الكلى.
تتبع ألمانيا في إعطاء الكلى منظمة تسمى يورب ترانزبلانت أو (الزراعة الاوربية)، وتشمل هذه المنظمة في عضويتها بالاضافة الى بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وكلا من كرواتيا والنمسا وسلوفيينيا. ولا يعطى الكلى الا اعضاء من هذه الدول. بحيث يترتب على ذلك ان ياتي المريض بمتبرع له عند قدومه الى المانيا .
يتحكم في سرعة الزراعة عوامل عدة منها طول مدة الانتظار والتناسب في الصفات بين المتبرع والمستقبل فيما يسمى بخاصية
HLA
ومن العوامل أيضا بلد المتبرع والمستقبل ، والبعد في المسافة بين مركز استخراج الكلية وبين مركز زراعتها. وتبلغ مدة الانتظار لزرع كلية من خمس الى ست سنوات وهناك من يموتون في مدة الانتظار.
كبديل لوضع الأسم على قائمة الانتظار في المنظمة السالفة الذكر، توجد إمكانية للتبرع بالكلية من أناس أحياء. وفي هذه الحالة يجري في العادة فحص مختبري لدم المتبرع والمستقبل ، لمعرفة التقبل والتقاطع في الصفات، فإذا كانت النتيجة سلبية أي لا يوجد عوارض من الأجسام المضادة من جهة المستقبل ضد خلايا المتبرع فإن الزراعة تتم. هناك لوازم صحية لحالة المتبرع لا بدمن توفرها للقيام بالزراعة ،وكذلك لا بد للمتبرع من أن يكون من قرابة المريض اوتربطه به رابطة خاصة لضمانة توفر الصفات المطلوبة من المتبرع والتأكد منها وكذلك لاستبعاد العنصر المادي اي التكسب كدافع للتبرع .ويشترط في ألمانيا جلوس المتبرع أمام لجنة تسمى لجنة الاخلاق قبل إجراءالعملية . وعلى خلاف عملية القلب لا يشترط مناسبة الكلية المزروعة مكان الكلية المصابة بالفشل ، بل تتم زراعتها خارج الغشاء المصلي الشقاق المبطن للتجويف البطني في إطار الحوض. ويتم ربط الأوعية الدموية للكلية المزروعة بالأوعية الدموية التابعة للحوض ويتم ربط الحالب التابع للكلية المزروعة بالمثانة. وأما الكلية المصابة بالفشل فتبقى مكانها ولا يتم استخراجها. في أغلب الاحيان تباشر الكلية المزروعة نشاطها حالا اثناء عملية الزرع وفي بعض الأحيان يكون هناك حاجة لعمليةغسيل كلى للكليةالمزروعة. العوارض أو المضاعفات التي يمكن حدوثها بعد العملية هي الالتهابات او النزيف او التحشر الليمفاوي او تضيق الحالب.
هناك مجموعة أدوية لا بد من تناولها قبل العملية وبعدالعملية ويكون هدفها منع مهاجمة الجسم من قبل جهاز المناعة.
اللهم إن اصبت فمنك وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم