رجعتلكم بكل الشوق والمحبة
الحمد لله الذى رزقني أخوات وأخوة أحبهم قلبي بدون أن تراهم عيني، جزاكم الله خير الجزاء عن دعمكم ودعائكم.
كان رصيدي الكبير بفضل الله من حب الناس خير سند لي فى هذه المحنة سواء كان حب زوجي وأبنائي أو حب أهلي أو الأصحاب أو المعارف، جزاهم الله كل خير.
كنت أرى أمي تسجد لفترات طويلة ثم تقوم وهي منهكة من الدموع، كنت أرى ابي الصامت يبتسم لي ابتسامة مليئة بالحب أما أخواتي رضي الله عنهم وأرضاهم فقد عملوا كل ما يمكن عمله لاسعادي والتخفيف عني فى هذه الفترة.
كانت قد كتبت لي الدكتورة على علاج هرموني لمدة خمس سنوات وحقن لمدة سنتين مما أدى الى آثار جانبية سيئة و كثيرة ولكن كلها بفضل الله مرت على خير.
لم أكن قد أنهيت فترة النقاهة المطلوبة عندما حددت مدرسة ابنتي موعد حفل تخريج الثانوية العامة، لم أستطع المكوث أكثر فقررت العودة.
فى المطار صليت الفجر وفجأة تذكرة أنني فقدت جزء مني، بس مش مهم الحمد لله بكيت شوي وتذكرت انه هذا الجزء
سبقني الى الجنة
وصلت الى أرض الشارقة أرض المحبة وأرض لم شمل العائلة، وجدت زوجي الغالي وأبنائي ينتظروني محملين بالشوق و الزهور ثم وجدت مجموعة كبيرة من صديقاتي وأولهم الغالية ميسر يحملون معهم قلوب كبيرة احتوتني.
من أجمل اللحظات تلك التى أعترفت بها لأبنائي، كل على حده حتى لا تستثار المشاعر، حقيقة الأمر وهذه ردود الأفعال:
ابني الكبير: صمت الى هذه اللحظة
ابني الوسط: بكى وقال ماما أنت رائعة وأنا فخور بك جدا، كيف قدرت تتحملي كل هذا لوحدك فأجبته لم أكن لوحدي فقد كان الله معي فى كل وقت
ابنتي الصغيرة: حضنتي وقالت أحمد الله أنك بخير وعدت لنا سالمة
أما زوجي الحبيب فقد كان وما زال بجانبي دوما وأبدا
بعد اسبوع أقامت صديقاتي احتفال كبير دعوا له كل الأحبة وفى الأسبوع الذى يليه عدت الى عملي. هنا كانت المفاجأة، من باب الكلية الى باب مكتبي لوحات كتب عليها (حمد الله على السلامة يا جي من السفر ... واحشانا الابتسامة وشك ولا القمر) ووجدت عميدة الكلية رضي الله عنها وشافاها وعافاها تستقبلني على باب الكلية وأصرت أن أدخل الى مدرج المحاضرات الكبير لأجد طلبة الكلية جميعا بانتظاري واقيم احتفال لاأنساه أبدا ما حييت.
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
أراكم قريبا فى الجزء الأخير