لا أدري إن كنت في وضع يليق بمثلي أن يبتدع وينشئ موضوعا سيطرت محاوره على لبه .. فلم أعد أستبين مواطئ قدم لقلمي بين أسطر الكلمات .. لكنها مشاعر خرجت من قلب .. نثرتها أصابع منهكة .. فأضحت حقا مشاعا كي تصل لمبتغاها السرمدي كما أريد لها ..
حتى العنوان أعياني كثيرا فقطعت توهاني بما استقر على لساني ساعة نهاية الكتابة ..!!
كيف أرسل كلماتي إليك ايتها الصبورة ..
لمثل حالتك تأبى الحروف أن تلتزم الترتيب .. وتأبى الجمل أن تخرج حسب ترانيم المراد .. لمثلك ترفع (عقل) العرفان فأنت مثال صارخ للتحدي .. ايمانك بخالقك وقرارته في جوفك جعلك موقنة بحتمية الابتلاء خيره وشره .. تعلمت من قصتك معان وحكاوى ترقد على جفون المعرفة وتتخذ من التنبيه كل لحظة مالا أقدر فيه على النسيان ..
يا كرم الخالق الذي وهبك قوتك الايمانية .. تعودت الصبر حينا طويلا وعلمتيه غيرك عمليا في الحياة .. ليست المسألة بذاك السوء الذي نظن .. لكنها الحياة الحتمية التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى ونرجوه وحده ونتوسل إليه أن تطهرنا من الخطايا والذنوب .. هي محبة الخالق لعبده ترفع درجته في عليين حتى وإن كانت قاسية الألم على الأرض شعورا نستشعره كل حين ..
أهي الأولى بالنسبة لك كي تتخذي ركنا قصيا في غرفة مظلمة تندبين وتولولين .. أم هو جزع اللحظة التي تعرفينها مسبقا حق المعرفة .. لكنك تستغلين فيها لحظات التعب والعتب باختلاف الطريقة .. لا .. لا .. لا أعتقد ولا أظنك كذلك أيتها القوية المؤمنة .. فمن يفرح ويبتهج ويرجو الله بأن شيئا منه قد (سبقه للجنة) فما ظننته يخضع ولو لمحة من الزمان لمغريات الضعف والإحتباء بالزوايا الداكنة ..
(حروفك القصيرة) التي وصلتني فاغرة فاها تستصرخ بكتمان الآه .. وتكبح جماح الضعف الذي بدى أنه سيكون الحاضر ذات لحظة .. فالاستسلام ليس لك، مهما قاومك وتمنعك برجاء أن يسكن بدنك .. مثلك يحتذى طريقه في التعلم كيف قاتلت سابقه دون هوادة بفضل الله ومنه وكرمه ..
كلماتي قاصرة ومتوشحة كثيرا من الركاكة كي تشرح لك أنني أود أن أستفزك كي تعودي لما بدأتي به .. فما أقنعتني حجتك التي أعرف أنك أقوى منها كثيرا جدا .. وهي لا تعدوا أنها استراحة محارب (بحق وحقيقة) تحت ظل شجرة توت كي تزيده شحنات ثم يثب واقفا متابعا المسير لا يلوي على شيء .. عزيمتك وصبرك وتوفيق الله أولا وآخرا هي المعين الحقيقي في تجاوز كل هذا الأمر .. وحقيقة أغبطك على حب الله لك فالمؤمن مبتلى كل على حسب ايمانه .. فإن صبر .. ظفر .. وهذا اعتقادي الجازم بك .. لا أشك فيه البتة ..
طموحي يغلب على ثنائي المتهالك هنا لكنني أرجو أن يكون تمنعك في الاكمال ما هو الا لحظة (عابرة) لن تعود .. هو رجاء أخ يدعو الله سبحانه وتعالى أن يسبغ عليك نعمة الفرح والشفاء من كل بأس .. وأن يمتعك بالصحة والعافية ورفعة الدرجات والفردوس الأعلى من الجنة حين تبيض وجوه .. وأسأله أن يحفظ لك من أحببت وأحبوك فيه ..
وأعتذر عن ركاكة الأسلوب فما تعودت على قرض الحروف كثيرا ..!!